الصحافة المصرية

“تكافل وكرامة”.. من الحماية إلى الإنتاج

وجدت فكرة العدالة الاجتماعية ترجمة على أرض الواقع في عدد من المشروعات القومية والبرامج الاجتماعية وفى مقدمتها المشروع القومي للإسكان الاجتماعي، وبرنامج تكافل وكرامة، ومظلة الحماية الاجتماعية وقانون التأمين الصحي. وفى هذا الإطار جاء إطلاق برنامج كرامة وتكافل والذي من خلاله تحظى الفئات الأكثر احتياجا من المسنين والأسر الفقيرة بدعم واهتمام الدولة.

برنامجا تكافل وكرامة

برنامج تكافل

يهدف برنامج “تكافل” الى تقديم دعم نقدي للأسر الفقيرة والتي لديها أطفال يتعلمون في مراحل التعليم المختلفة من مرحلة الحضانة وحتى المرحلة الثانوية، وذلك للمساعدة في استمرار هؤلاء الأطفال في العملية التعليمية حيث يقدم برنامج تكافل لكل اسرة 80 جنيها للتلميذ في المرحلة الابتدائية، و100جنيه للتلميذ في المرحلة الإعدادية، و140 جنيها للتلميذ في المرحلة الثانوية.

ويشترط لحصول الأسرة على هذه المبالغ أن يستمر اطفالها في الحضور بالمدارس بنسبة لا تقل عن 80% من أيام الدراسة الفعلية، هذا بالنسبة للجانب التعليمي لبرنامج تكافل.

 اما بالنسبة للجانب الصحي للبرنامج فهو يقدم دعما نقديا للأسر التي لديها أطفال قبل سن المدرسة (أقل من 6 سنوات)، وللأمهات الحوامل بشرط أن تنفذ الأسرة برامج الرعاية الصحية التي تضعها وزارة الصحة من حيث متابعة الحمل للأمهات وتنفيذ برامج التطعيمات والوقاية للأطفال حديثي الولادة والأقل من 6 سنوات، والحد الأقصى للأطفال المستفيدين من هذا البرنامج هو ثلاثة اطفال للأسرة الواحدة.

برنامج كرامة

يهدف برنامج كرامة الى تقديم مساعدة مالية لفئتين بالأسر الفقيرة هما كبار السن والمعاقين، بالنسبة لكبار السن، فيشترط برنامج كرامة ان يكون السن فوق 65 عاما وان يكون غير قادر على العمل والكسب، وألا يكون للأسرة دخل ثابت مثل المعاشات التأمينية او معاش الضمان الاجتماعي، اما بالنسبة للمعاقين فيشترط ان تكون الإعاقة مانعة عن العمل، ويكون ذلك عن طريق تقديم شهادة طبية معتمدة من الكومسيون الطبي التابع له المستفيد والمعتمد من وزارة الصحة تثبت عدم قدرته على العمل.

 ويقدم برنامج كرامة 350جنيها للأسرة التي يوجد بها شخص واحد مُسن أو معاق، ومبلغ 700 جنيه للفردين داخل الأسرة الواحدة، و1050 جنيهًا للأسرة التي يوجد بها ثلاثة أشخاص أو أكثر. 

أعداد المستفيدين

بلغ عدد المستفيدين من برنامج “تكافل” مليونا وسبعمائة وأربعة وثلاثمائة وواحد وتسعين أسرة” 1,704,391 “، وبلغ عدد المستفيدين من ذوي الإعاقة ٢٣٠ ألف مستفيد من برنامج “كرامة ” بالإضافة إلى المسنين المستفيدين ويبلغ عددهم ٤٦ ألف أسرة، بينما بلغ عدد الأطفال المستفيدين من “تكافل وكرامة ” أربعة ملايين وأربعمائة ألف مستفيد، منهم أكثر من 2 مليون طفل أقل من 6 أعوام، وعدد الأطفال من 6 سنوات إلى ما قبل 18 عاماً إلى 2 مليون و941 ألفاً.

وبناء على تقييم الأثر الخاص بالبرنامج على الأسر المستفيدة الذي أجراه المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية “IFPRI” والذي أظهر أن استهلاك الأسر المستفيدة من برنامج “تكافل” زاد بنسبة 8.4%، مقارنة بالأسر غير المتلقية للدعم، كما أظهر أن أداء البرنامج يعد جيدا، مقارنة ببرامج التحويلات النقدية المشروطة (CCT) المماثلة في دول أخرى.

وأظهرت دراسة تقييم أثر البرنامج أن الأسر بالغة الفقر استخدمت دعم تكافل في سداد بعض الفواتير والديون، كما أدى البرنامج لانخفاض احتمالية معاناة الأسر المعيشية من الفقر بنسبة 11 % ، وفقاً لخط الفقر العالمي ” ، وبنسبة 8 % ، وفقاً لخط الفقر الإقليمي” مشير إلى أن الأسر التي استفادت من دعم تكافل زادت من استهلاكها للغذاء ، وحسنت من نمطها الغذائي، حيث زاد إنفاق الأسر على الفاكهة واللحوم والدواجن بنسبة %8.9 ، مقارنة بالأسر غير المستفيدة من البرنامج، كما حقق البرنامج نجاحا في استفادة الأسر من الصحة والتعليم وهو ما يظهر من التحاق ١٠٠٪ من أطفال الأسر المستفيدة بالمدارس وانتظامهم في العملية التعليمية.

مشروطية التعليم في برنامج “تكافل”

أصدرت وزارة التخطيط تقريرا يتضمن إنجازات النصف الأول من عام 2018 /2019 لرصد مؤشرات النوع الاجتماعي في أهداف التنمية المستدامة إنجازات النصف الأول من العام الحالي وعن مؤشر التعليم الجيد، رُصد في التقرير وجود 11 مليونا و700 ألف طالبة في مرحلة التعليم قبل الجامعي وتدريب 2750 ميسرة، فضلاً عن تحقيق الاستفادة لحوالي 60 ألف مستفيدة من البرامج الرياضية المتنوعة و66 ألف مستفيدة من برنامج التوعية بمخاطر التسرب من التعليم.

وسيتم تنفيذ مشروطة مساعدات “تكافل” مع بداية العام الدراسي 2019/2020، والتي تنص على التزام الأسر المستفيدة من برامج الدعم النقدي بانتظام أبنائها في المدارس بنسبة حضور لا تقل عن 80% من أيام الدراسة.

 وكذلك المتابعة الصحية خاصة الأمهات الحوامل وحديثي الولادة، وللأطفال من الميلاد حتى سن 6 سنوات وفى مواعيد التطعيمات الأساسية للأطفال، ومتابعة نمو الطفل من حيث الطول والوزن والصحة العامة.

وطبقا لمشروطية الدعم، في حالة عدم التزام الأسرة بهذه الشروط سيتم خصم 30% من المساعدات النقدية التي تحصل عليها، وإذا تكرر الأمر مرة ثانية سيتم خصم 60%، في حين إذا تكرر للمرة الثالثة سيتم خصم 90% من المبالغ النقدية المخصصة للأسرة، أما حال عودة الأسرة والتزامها بالشروط ستحصل على إجمالي الدعم النقدي المخصص لها، دون خصومات. 

قصر خدمات الدعم النقدي على طفلين فقط للأسر الجديدة

أعلنت الحكومة المصرية أن خدمات الدعم النقدي ستقتصر على طفلين فقط وهم الطفلين الأصغر سنًا لضمان استمراريتهم في البرنامج وليس على ثلاثة أطفال للأسرة بداية من شهر يناير 2019، كما يخرج الطفل من البرنامج عند بلوغ سن 18 عاما.

وسيمكن هذا القرار الحكومة من إضافةِ أُسرِ جَديدةِ هي في أمسِّ الحاجةِ إلى الدعمِ، تحقيقًا لمبدأ العدالة في توزيع الدعم حتى لا تَستفيد الأسرُ الكبيرةُ من دعم مضاعف وتحرم أسر أخرى من الدعم كليةً.

هالة فودة

باحثة ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى