أفريقيا

أبرز ما تناولته وسائل الإعلام عن زيارة وزير الخارجية الجزائري لإثيوبيا

عرض : مروة عبد الحليم

حظيت جولة وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة إلى أديس أبابا، اليوم الأربعاء، باهتمام كبير ضمن الأوساط الدبلوماسية والسياسية والإعلامية ضمن سياق استئناف الدبلوماسية الجزائرية تجاه القارة الإفريقية، ومناقشة انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي، وتشمل جولة وزير الخارجية الجزائري كلاً من: تونس، وإثيوبيا، ومصر، والسودان.

ونستعرض فيما يلي أبرز ما تناولته الصحف والمواقع الإخبارية حول أهداف الزيارة:

أولاً: الصحف والمواقع الجزائرية والإثيوبية

تحت عنوان “لعمامرة في مهمة لمحاصرة المد الإسرائيلي في مؤسسات الاتحاد الإفريقي”، ذكر موقع صحيفة الشروق الجزائري، أن وزير الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج، رمطان لعمامرة، يباشر بداية من الثلاثاء، أولى جولاته الإفريقية، منذ عودته إلى مبنى هضبة العناصر، في حكومة الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمن، في ظرف يطبعه الكثير من الحساسية. 

  • وتزامنت عودة لعمامرة إلى وزارة الخارجية، وتطورات مثيرة على المستويين المغاربي والإفريقي، تمثلت الحالة الأولى في ارتفاع منسوب التوتر بين الجزائر والمغرب، بسبب ما وقع خلال الدورة الأخيرة للمؤتمر الوزاري لمنظمة دول عدم الانحياز والذي ميزه انزلاق الدبلوماسية المغربية بخصوص الوحدة الترابية للجزائر، وكذا فضيحة التجسس “بيجاسوس” التي سقط فيها نظام المخزن، أما الحالة الثانية فتمثلت في قبول إسرائيل عضوا بصفة ملاحظ في الاتحاد الإفريقي.
  • وفي تغريدة له على حسابه الخاص على “تويتر”، كتب لعمامرة: “تحادثت مع أخي عثمان الجرندي، وزير خارجية جمهورية تونس الشقيقة، حيث استعرضنا تطورات الوضعية الوبائية وجهود احتوائها في كلا البلدين، كما تشاورنا حول أهم قضايا الساعة على مستوى الاتحاد الإفريقي”، والإشارة هنا واضحة إلى انضمام إسرائيل للاتحاد كعضو ملاحظ.
  • وينتظر أن يزور لعمامرة أربع دول إفريقية على الأقل في جولته المرتقبة، هي كل من تونس وأثيوبيا والسودان ومصر، ويتوقع أن تكون أزمة “كوفيد 19” وكذا عضوية إسرائيل في الاتحاد الإفريقي بصفة ملاحظ، من بين الملفات التي ستطرح على طاولة المفاوضات، علما أن تونس تشهد انهيارا في المنظومة الصحية، بعد الارتفاع المخيف للمصابين بفيروس كورونا، فيما كانت الجزائر أولى الدول التي تجاوبت مع الاستغاثة التونسية.
  • أما زيارة لعمامرة إلى الدول الثلاث الأخرى، مصر وأثيوبيا والسودان، فيطغى على أجندتها ملف عضوية إسرائيل في الاتحاد الإفريقي بصفة ملاحظ، والتي كانت محور بيان لوزارة الشؤون الخارجية.
  • وتعتبر مصر من أكبر الدول المؤثرة في الاتحاد الإفريقي، فيما تحتضن أثيوبيا مقر مؤسسات الاتحاد، أما السودان فهي دولة عربية، ومن ثم فهي معنية بالقضية الفلسطينية، في وقت باتت تل أبيب حاضرة بطريقة أو بأخرى في مؤسسات الاتحاد الإفريقي، الذي يعتبر من أكبر المعاقل التي دافعت ولا تزال عن القضية الفلسطينية.
  • وكانت وزارة الخارجية قد أصدرت بيانا عرضت من خلاله إلى قبول إسرائيل عضوا مراقبا في الاتحاد الإفريقي، وأكدت بأن القرار يدخل ضمن صلاحيات الاتحاد الإدارية، كما نفت أن يؤدي ذلك إلى التأثير على “الدعم الثابت والفعال للمنظمة القارية تجاه القضية الفلسطينية والتزامها بتجسيد الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وأهمها إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس”.
  • ونبهت الوزارة إلى أن “القرار الذي تم اتخاذه دون مشاورات موسعة مسبقة مع الدول الأعضاء، لا يحمل أي صفة أو قدرة لإضفاء الشرعية على ممارسات وسلوكيات المراقب الجديد التي تتعارض تماما مع القيم والمبادئ التي ينص عليها القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي”.
  • ويؤشر ما جاء في البيان، على أن الجزائر ستعمل من خلال الكتلة العربية في الاتحاد الإفريقي (تونس ومصر والسودان..) وكذا مع الدول الإفريقية المؤثرة ومن بينها أثيوبيا باعتبارها دول حاضنة لمؤسسات الاتحاد الإفريقي، على محاصرة المد الإسرائيلي داخل هذه الهيئة القارية.

كما ذكر موقع صحيفة النهار الجزائرية، أن لعمامرة، ألتقى برئيسة جمهورية إثيوبيا، ساهلي وورك زودي. وحسب تغريدة للوزير على صفحته بتويتر، نقل لعمامرة، لرئيسة جمهورية إثيوبيا، التحيات الأخوية ومضمون الرسالة التي كلفه بها رئيس الجمهورية.

  • كما تناول الطرفان، عدة مواضيع تخص العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وكذا أوضاع السلم والأمن في قارتنا، إلى جانب آفاق تعزيز الشراكة الافريقية-العربية.

وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية fana  و ENA ووكالة الأنباء الجزائرية وموقع الجزائر1 وموقع صحيفة الفجر اليومية الجزائرية أن الزيارة تستهدف بحث وتطوير العلاقات بين إثيوبيا والجزائر وتنسيق الجهود المتعلقة بالقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما ذكرت الإذاعة الجزائرية أن لعمامرة تناول خلال اللقاء عدة مواضيع تخص العلاقات الاستراتيجية بين الجزائر واثيوبيا, وكذا أوضاع السلم والأمن في القارة، إلى جانب آفاق تعزيز الشراكة الافريقية-العربية. وهو ما ذكرته أيضًا صحيفة الشباب الجزائري وموقع صحيفة الجزائر دايلي وموقع الشروق الجزائري وموقع أنباء الجزائر .

في المقابل، ذكر موقع Ethiopian أن إثيوبيا والجزائر اتفقت على إقامة تعاون في مجالات متعددة وتعزيز الشراكة على المستوى الإقليمي. 

  • وأطلع نائب رئيس الوزراء ديميكي وزير الخارجية الجزائري على آخر التطورات المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي الكبير والوضع في منطقة تيجراي. واكد الجانبان على ضرورة القيام بدور هام في الاتحاد الإفريقي من اجل رفاهية المنطقة.

ثانيًا: الصحف والمواقع العربية

تحت عنوان “هل تستطيع الجزائر وقف زحف إسرائيل إلى الاتحاد الأفريقي؟” قال موقع إيلاف، أن وزير الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية في الخارج رمطان لعمامرة، يقوم بزيارة أفريقية تشمل تونس ومصر وإثيوبيا والسودان، بهدف “محاصرة” انضمام إسرائيل إلى مؤسسات الاتحاد الأفريقي، كما ورد في الخبر الرسمي الذي أكد خبر الزيارة. 

  • وذكر التقرير، أن هذا التحرك الدبلوماسي الجزائري هو في الواقع ردّ فعل على حصول إسرائيل على صفة مراقب في هذا الاتحاد، وهو الاختراق الذي عملت الدبلوماسية الإسرائيلية على مدى سنوات لتحقيقه، علماً أن إسرائيل تمتعت سابقاً بصفة عضو مراقب في منظمة الوحدة الأفريقية حتى 2002، ومن ثم انتزع منه ذلك جراء استبدال هذه المنظمة بالاتحاد الأفريقي، ورغم ذلك فقد بقي يحافظ على “علاقات مع 46 دولة أفريقية” كما جاء في تصريح وزير خارجية إسرائيل خلال هذا الأسبوع.
  • وأشار التقرير، أن الدبلوماسية الجزائرية تتناسى أن زيارة لعمامرة تحصل في وقت صعب جداً جراء تحديات كثيرة داخل الجزائر أو على مستوى الفضاءين المغاربي والعربي. ونتيجة لذلك، فإن هذه الزيارة هي مجرد محاولة أحادية في ظل مناخ سياسي وطني وإقليمي وعربي، يتميز أيضاً بالسلبية وبغياب أي إجماع عربي حول أي قضية من القضايا الوطنية أو الإقليمية أو الدولية.
  • وفي الحقيقة، كان المفروض أن تدعو الجزائر إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية لمناقشة مشكلة منح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ووزير خارجية تشاد موسى فقي محمد إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي، ولكن ذلك لم يحصل، علماً أن الجزائر تدرك جيداً أن الجامعة العربية تفتقد أي توافق في الموقف تجاه إسرائيل أو تجاه أي قضية محورية ومصيرية أخرى، كما تعرف أيضاً أنّ المجموعة العربية في الاتحاد الأفريقي مشتتة ومتناقضة المواقف والمصالح، فالمملكة المغربية اعترفت بإسرائيل وتتناقض مع الجزائر في كل شيء، ولا يمكن في وضعها الحالي أن تعارض وجود إسرائيل في الاتحاد الأفريقي. 
  • أما ليبيا فهي خارج الملعب جراء تدهور أوضاعها الداخلية وهيمنة القوى الأجنبية الموجودة عسكرياً على أراضيها، فيما تعامل موريتانيا كمجرد “بقعة” مسجلة في خريطة المعمورة. ونظراً الى هذه المعطيات، فإن الجزائر لا تملك السند العربي الموحد وأوراق القوة المادية والناعمة الخاصة بها، والتي تجعلها في موقع الدولة المؤثرة مادياً ورمزياً في قرارات القارة الأفريقية، وتؤهلها بالتالي لأن تلعب دوراً محورياً يفضي بها إلى تحقيق إجماع أفريقي يقضي بتجميد أو إلغاء قرار منح إسرائيل صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي الذي وقّعه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
  • وأوضح التقرير، أنه من الغريب أن تتحرك الجزائر ضد قرار مفوض الاتحاد الأفريقي، في الوقت الذي تعلم مسبقاً أنها كعضو رسمي ومؤسس للاتحاد الأفريقي وافقت على كل قوانين الاتحاد الأفريقي، ومنها القانون الذي يمنح مفوض هذا الاتحاد صلاحية ضم عضو مراقب جديد، مثل إسرائيل، من دون استشارة أغلب الأعضاء. ثم كيف تسمح الجزائر لنفسها بأن تتحرك بمفردها لغلق بعض المساحات أمام تحركات إسرائيل داخل الاتحاد الأفريقي عن طريق اللجوء إلى دول تعرف مسبقاً أنها تعترف بإسرائيل وتقيم معها علاقات دبلوماسية باستثناء تونس.
  • وزيادة على ذلك، فإن حظوظ الدبلوماسية الجزائرية في إنجاز فعل دبلوماسي تعتبر قليلة، إن لم نقل شبه منعدمة، لأنها لا تملك أوراق ضغط مادية أو سياسية فعلية على إثيوبيا، حيث المصالح الإدارية للاتحاد الأفريقي، أو على عدد كبير من الدول الأفريقية جرّاء هشاشة حجم التبادل التجاري بينها وبين هذه الدول. وزيادة على ما تقدم، فإن سياسات الجزائر تجاه أفريقيا لم تؤسس لوجود ثقافي وإعلامي وتعليمي واستثماري ذي قيمة في كل المجالات، ونظراً الى ذلك، فقد كان المفروض أن تتحرك الدبلوماسية الجزائرية بالتنسيق، على الأقل، على مستوى أفق مختلف، وذلك مع دول أفريقية قليلة تربطها بها بعض علاقات الشراكة والتنسق السياسي مثل جنوب أفريقيا أو نيجيريا. غير أن هاتين الدولتين، رغم ثقلهما أفريقياً، فإن الجزائر لا تقدر أن تبعدهما أو تبعد معظم الدول الأفريقية الأخرى كلية عن المدار الإسرائيلي، لأنها تخضع فعلياً لاستقطابات الدول الغربية التي تشكل قطب الحلفاء التاريخيين لإسرائيل، مثل بريطانبا التي تتحكم في منظمة الكومنولث البريطاني، وفرنسا التي تدير شؤون منظمة الفرنكوفونية الفرنسية بكل تأثيراتهما السياسية والاقتصادية والأمنية في الفضاء الأفريقي.
  • المحادثات التي يريد أن يجريها الوزير لعمارة في إثيوبيا ومصر والسودان حول الاختراق الإسرائيلي للاتحاد الأفريقي، فإنه يرجح أن تنحصر غالباً في نطاق يتأرجح بين المجاملات الدبلوماسية حول هذه المسألة بالذات، وحول أهمية رفع سقف العلاقات الاقتصادية الثنائية والتبادل التجاري الجزائري الإثيوبي، وبين تبادل وجهات نظر حول السبل الكفيلة بتحقيق تهدئة التوتر بين مصر وإثيوبيا حول سدّ النهضة.
  • ويتوقع المراقبون السياسيون أن تسفر زيارة لعمامرة لإثيوبيا عن “تفاهمات شفوية” للاستهلاك السياسي، تطمئن الجزائر الى أن سدّ النهضة لن يحرم مصر والسودان من حصتيهما من مياه النهر الأزرق، وأن حدود النشاط الإسرائيلي في الاتحاد الأفريقي ستكون شكلية، وأنها “لن تؤثر في الدعم الثابت والفعال للمنظمة القارية تجاه القضية الفلسطينية العادلة … “، وأن الوجود الإسرائيلي في هذه المنظمة الأفريقية ليس امتيازاً خاصاً بها، “لأن هناك أكثر من 70 سفارة غير أفريقية ومنظمة غير حكومية معتمدة حالياً لدى الاتحاد الأفريقي” كما قالت المتحدثة الرسمية لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقّي محمد، ولكن هذه التبريرات لا يمكن أن تخفي هدفها المتمثل في تمرير السيناريو الإسرائيلي.

وذكر موقع العين الإخبارية، وتركيا الآن أن العمامرة ألتقى خلال زيارته لأديس أبابا رئيس الوزراء آبي احمد، ورئيسة البلاد، سهلى ورق زودي، ونظيره الإثيوبي، دمقي مكونن.

  • وتناول اللقاء “بحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين”، وفق بيان للخارجية الإثيوبية.
  • وتعود العلاقات الإثيوبية الجزائرية إلى الستينيات، وتشهد تطورا لافتا خلال الفترة الماضية على مختلف الأصعدة.
  • ومن المتوقع أن يزور العمامرة خلال تواجده بإثيوبيا مفوضية الاتحاد الأفريقي خاصة أنها جاءت عقب زيارة لتونس.
  • وتعتبر هذه ثاني محطة خارجية لوزير الخارجية الجزائري الجديد منذ تعيينه في منصبه مطلع الشهر الحالي خلفاً لصبري بوقادوم، بعد زيارته لتونس الثلاثاء التي سلم خلالها رسالة شفوية إلى الرئيس التونسي قيس سعيد من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون.

كما أشار موقع اليمن العربي أن العلاقات الإثيوبية الجزائرية تعود إلى الستينيات وتشهد تطورا لافتا خلال الفترة الماضية على مختلف الأصعدة. وتعتبر هذه ثاني محطة خارجية لوزير الخارجية الجزائري الجديد منذ تعيينه في منصبه مطلع الشهر الحالي خلفاً لصبري بوقادوم، بعد زيارته لتونس الثلاثاء التي سلم خلالها رسالة شفوية إلى الرئيس التونسي قيس سعيد من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى