سوريا

“مناطق شمال سوريا الآمنة”.. دمشق ترفض وواشنطن تؤيد وموسكو تحذر

اتفاق تركي أمريكي

توصلت أنقرة وواشنطن في 7 أغسطس الجاري لاتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا خلال أقرب وقت، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا. ثم أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاجون” شون روبرتسون يوم 15 أغسطس الجاري أن الاتفاق الذي أبرم الأسبوع الماضي مع تركيا حول إقامة “منطقة آمنة” في شمال غرب سوريا سينفذ “بشكل تدريجي”، مشيرا إلى أن بعض العمليات المرتبطة بهذا الاتفاق ستنطلق قريبا.

شروط الاتفاق

وبحسب شروط الاتفاق التي جاءت في بيان مشترك لوزارتي دفاع البلدين، فإن السلطات ستستخدم مركز التنسيق الذي سيكون مقره في تركيا من أجل الإعداد لمنطقة آمنة في شمال سوريا، بهدف إنشاء منطقة عازلة بين الحدود التركية والمناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية.

وستصبح المنطقة الآمنة بمثابة ممر سلام، وستبذل كافة الجهود من أجل إعادة المهجّرين السوريين إلى بلدهم”، مع تسريع تنفيذ كافة التدابير من أجل معالجة المخاوف والقلق الأمني لدى تركيا

مخاوف تركية

حذرت تركيا الولايات المتحدة من أنها لن تتحمل المماطلة بشأن تنفيذ الاتفاق حول إقامة المنطقة الآمنة، وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة لن تتحمل أي تأخير أمريكي بشأن إقامة المنطقة الآمنة في سوريا.

وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار تمسك بلاده بإقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا على عمق يمتد من 30 إلى 40 كيلومترا من الحدود الجنوبية لتركيا، قائلاً إن تركيا ستتحرك بشكل مستقل عن الجانب الأمريكي إذا لم يلتزم بالاتفاق المبرم في هذا الشأن.

هذا في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع التركية، يوم 12 أغسطس، وصول وفد أمريكي إلى ولاية شانلي أورفة جنوبي البلاد، لبدء العمل في إنشاء مركز العمليات المشتركة المنوط بها تنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا، وفقاً للاتفاق المبرم بين البلدين.

وتنطلق هذه المخاوف التركية من خطة العمل التركية – الأمريكية بشأن منبج التي وقعتها أنقرة مع واشنطن في يونيو 2018، وكانت تقضي بنزع السلاح من قوات “سوريا الديمقراطية”، وهي الخطوة التي لم تلق من واشنطن أي خطوات جدية بشأن تطبيقها.

رفض سوري روسي

رفضت وزارة الخارجية السورية “بشكل قاطع ومطلق” الاتفاق الأمريكي التركي حول إنشاء “المنطقة الآمنة”، واعتبرته “اعتداءً فاضحا على سيادة ووحدة الأراضي السورية، وانتهاكا سافرًا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

ولفتت إلى أن هذا الاتفاق فضح بشكل واضح الشراكة الأمريكية التركية في العدوان على سوريا، والتي تصب في مصلحة كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب والأطماع التوسعية التركية وكشف بشكل لا لبس فيه التضليل والمراوغة اللذين يحكمان سياسات النظام التركي”.

وناشدت الوزارة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إدانة الاتفاق التركي الأمريكي “الذي يشكل تصعيدا خطيرا وتهديدا للسلم والاستقرار في المنطقة والعالم ويطيح بكل الجهود لإيجاد مخرج للأزمة في سوريا”.

وفي السياق ذاته حذرت الخارجية الروسية من محاولات لـ “فصل” شمال شرق سوريا، مؤكدة ضرورة حل المشاكل في تلك المناطق على أساس سيادة سوريا وبواسطة الحوار بين دمشق والأكراد، وفقا ما قالته المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي يوم 15 أغسطس.

 وذكرت “من دواعي القلق استمرار محاولات لما يبدو أنه فصل شمال شرق سوريا. لا نزال نقف مع تحقيق الاستقرار والأمن طويلي الأمد في شمال شرق سوريا عبر تأكيد سيادة سوريا وإجراء حوار مثمر بين دمشق والأكراد، باعتبارهم جزءا من الشعب السوري”، مؤكدة أنه لا يمكن القبول باقتطاع أراض سورية تحت أي ذريعة، بما في ذلك حجة مكافحة الإرهاب.

كاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى