
تطور صورة المرأة المصرية في الدراما الرمضانية ما بين 2016 و2021
أطلقت لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة النتائج النهائية للجنة رصد الأعمال المقدمة خلال شهر رمضان، حيث قامت لجنة الإعلام بعمل حصر شامل للمسلسلات المقدمة في القنوات الفضائية المصرية والتي تم عرضها مع بداية شهر رمضان، والبالغ عددها 26 مسلسل و 11 برنامج و 84 إعلان من الإعلانات المعروضة لموسم رمضان ٢٠٢١ لسلع تجارية وخدمية وحملات خدمة عامة على كافة القنوات المصرية، ومتابعة الإذاعة المصرية المسموعة في البرامج والمسابقات على مختلف المحطات المصرية، وأخيرًا الصحف المصرية الورقية والمواقع الإلكترونية عن صورة المرأة بواقع 1600 موضوع صحفي في فنونه التحريرية المختلفة ما بين أشكال خبرية واستقصائية ومادة رأي.
المؤشرات التفصيلية للرصد
1- البطولات النسائية
بلغت الأعمال الدرامية للبطولات النسائية 10 أعمال درامية وعلى الرغم من ظهور العديد من البطولات النسائية، إلا أن بعضها تميز بالإيجابي والآخر بالسلبي فهناك صورة المرأة القوية التي تحدت ظروف التنمر والإجبار والضغط النفسي ممن حولها وقاومته، والبعض الآخر تمثلت فيه صورة المرأة المدبرة للمكائد والتي تسعى للانتقام المتواصل بشتى الطرق، كما عكست بعض مسلسلات البطولات النسائية هذا العام صورة المرأة المعنفة التي تتعرض للعنف والظلم من المحيطين بها، وشهدت الكثير من مشاهد العنف سواء الموجه من الرجل للمرأة والعكس مقارنة بغيرها من المسلسلات في الأعوام السابقة.
2- طبيعة أدوار المرأة داخل المسلسلات
لعبت المرأة الكثير من الأدوار الأساسية والأدوار الثانوية داخل الدراما الرمضانية فجاءت المرأة المدافعة عن أرض مصر والتي تفضل وتقدس عملها، والمحاربة للإرهاب على الرغم من الضغوط المجتمعية المحيطة بها والقوى الفاعلة سواء على المستوى الأسرى او المستوى المجتمعي والتي تتحمل وتساند وقد الشدائد كالاختيار 2 والقاهرة كابول.
كما ظهرت المرأة الوطنية القوية الشجاعة التي تقدس عملها والحاسمة فري قراراتها في مسلسل هجمة مرتدة، أيضًا ظهرت العديد من الأدوار السلبية كالمرأة الضعيفة والخائنة لزوجها ولصديقتها والمتعاطية للمخدرات والمحرضة على العنف والرذيلة والمدبرة للمكائد مثل مسلسل ملوك الجدعنة وحرب أهلية ونسل الأغراب.
3- المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمرأة
اهتمت دراما هذا العام بالمستوى الاجتماعي المتوسط بنسبة 45% ثم المستوى الاجتماعي الأعلى بنسبة 37% وجاءت في المرتبة الأخيرة الدراما التي اهتمت بالأحياء الشعبية 18%، وهي نفس نسب تركيز رمضان العام الماضي 2020 لتركز على العشوائيات على أنها بؤر للعنف وممارسة الفواحش والابتزاز الجسدي والتحرش والتنمر وانتشار المخدرات مثل مسلسل ملوك الجدعنة وبنت السلطان.
4- الملابس والألفاظ الخارجة وارتفاع نسب التدخين والمخدرات
قدمت بعض المسلسلات صورة ذهنية سلبية عن المرأة وإظهارها بالمرأة سليطة اللسان الخالية من التحضر والرقي، والتي تقبل الإهانة اللفظية من المحيطين بها ولا تأخذ رد فعل مثل مسلسل ولاد ناس وضل راجل. كما قامت بعض المسلسلات بالترويج لفكرة تدخين المرأة وارتفع عدد المشاهد لتعاطي المخدرات وشرب الخمور، كوسيلة للهروب من المشكلات الحياتية بدلا من مواجهتها وإقامة المرأة لعلاقات محرمة شرعًا مثل مسلسل ملوك الجدعنة.
5- الأطر الاجتماعية الخارجة عن العادات والقيم المجتمعية المصرية.
قدمت الكثير من المسلسلات الأطر الغريبة عن المجتمع المصري وقامت بالترويج لها على أن هذا هو النموذج المتواجد في المجتمع المصري للمرأة المصرية، مثل مسلسل نجيب زاهي زركش والمرأة التي عاشت مع رجل دون زواج رسمي، ومسلسل ولاد ناس وضياع فتيات المدارس وحملهن.. إلخ.
6- الصورة السلبية والإيجابية للمرأة بشكل عام داخل الدراما الرمضانية.
تراجعت الصورة السلبية للمرأة المصرية المقدمة في المسلسلات النصف الثاني من شهر رمضان عنها في النصف الأول، حيث وصلت نسبة الصورة السلبية 41% في مقابل 59% للصورة الإيجابية من إجمالي أدوار المرأة في المسلسلات، وعلى الرغم من التركيز في النصف الأول على صورة المرأة الضعيفة التي تتعرض للإهانة المستمرة وتضحي بأولادها لحياتها الشخصية وتتآمر ضد من حولها للانتقام، إلا أن النصف الثاني شهد تغييرًا ملحوظًا في تصدي المرأة لكل مظاهر التعنيف والاضطهاد التي تعرضت لها، من خلال المواقف الإيجابية التي اتخذتها المرأة والوقوف بقوة لكل من يحاول إيذائها.
7- قضايا المرأة المقدمة في دراما رمضان 2021
- تميزت بعض المسلسلات هذا العام بتناول قضايا مهمة من شأنها رفع الوعي لدى المشاهد عامة والشباب خاصة، بما يحاك من مؤامرات ضد مصر وما تخوضه مصر من معارك، وتضحيات أبنائها الشرفاء من رجال الجيش والشرطة للحفاظ على الوطن من القوى المعادية وما تكبدوه من معاناة نفسية وأسرية وجسدية للحفاظ على الأرض والعرض.
- ركزت دراما رمضان 2021 على المشاكل الأسرية مثل الطلاق وتأثيره على الأبناء، والمشكلات الناتجة عن جهل الآباء بالمشاكل النفسية والاجتماعية لأبنائهم، والآثار المترتبة على ذلك والعنف الأسري في المركز الأول.
- تناولت مسلسلات هذا العام قضية الطلاق الشفهي ومشكلاته كما ظهر في مسلسل لعبة نيوتن، وأيضا قضية الاستخدام السيئ للتكنولوجيا الحديثة.
- ظهرت قضايا التحرش والاغتصاب في مسلسلات كثيرة وكيفية التصدي للمغتصب وعدم السكوت عنه.
- تناولت المسلسلات هذا العام بعض القضايا الهامة ذات التأثير المجتمعي، مثل قضية “الزواج المبكر” و” الزواج غير الشرعي” وزواج القاصرات وقضية الخيانة الزوجية.
- ركزت دارما هذا العام على المشكلات الناتجة عن الطلاق بالنسبة للأبناء والمشاكل الأسرية المترتبة على الطلاق.
- أيضًا المسلسلات بعض القضايا الهامة ذات التأثير المجتمعي مثل قضية ” الزواج المبكر ” و” الزواج غير الشرعي” ومن خلال رسالة واضحة بما يترتب عليهما من مشاكل مستقبلية.
- برزت الخلافات الزوجية بشكل كبير وألقت العديد من الأعمال الضوء على معاناة الزوجة التي تتعرض للتعنيف على يد زوجها في مسلسلات عديدة.
- ظهرت قضية في غاية الأهمية وبكثافة هذا العام وهي قضية الجرائم الإلكترونية أو استخدام الصور الإلكترونية في الابتزاز ومساومة السيدات وهو ما يعرف بالعنف السيبراني وهي قضية في غاية الخطورة للاستخدام غير المرشد للتكنولوجيا وتحتاج الي اهتمام من التشريعيين ورجال القانون لوضع القوانين المناسبة لحماية المرأة من العنف السيبراني.
الدراما المصرية بين 2016 و2021
تطور الاهتمام بقضايا المرأة من قضايا تقليدية في المسلسلات إلى قضايا حيوية تعكس ما يدور فعلا على أرض الواقع وقد تلاحظ تطور هذه القضايا من عام 2016 من قضايا العنف المادي لمجرد العنف وتربية البناء وقضايا الطلاق وصولا في عام 2021 قضايا التنمر والاضطهاد الوظيفي والعنف وكيفية التصدي له والزواج المبكر والطلاق الشفهي وجهل الآباء بالمشاكل النفسية والاجتماعية لأبنائهم وزواج القاصرات والاغتصاب وقضايا تمكين المرأة ودورها الإيجابي كخط دفاع للوطن داخل بيتها وفي عملها وقضية الجرائم الإلكترونية والاستغلال السيئ للتكنولوجيا وانعكاسها على المرأة والأسرة.
البطولة النسائية

تقارب عدد المسلسلات ذات بطولات نسائية مطلقة أو مشاركة متساوية مع الفنانين الذكور إلى حد كبير في الدراما الرمضانية ليأتي عام 2016 الأكثر في عدد المسلسلات النسائية (15 مسلسل).
الصور السلبية والإيجابية
تنوعت الصورة المقدمة للمرأة في الدراما الرمضانية ما بين السلب والإيجاب، ويتضح تزايد نسب الصور الإيجابية للمرأة عن الصور السلبية في الأعوام الأخيرة للدراما الرمضانية لتصل إلى 59%، ويدل ذلك على الاهتمام بإبراز دور المرأة في بناء الأسرة المصرية والمجتمع ككل، كما يعد التزامًا إلى حد كبير بالكود الأخلاقي لمعالجة قضايا المرأة في وسائل الإعلام.

نوع العنف

تصدرت الدراما الرمضانية لعام 2020 المرتبة الأولى في تزايدت نسب العنف المعنوي ضد المرأة عن العنف المادي بفارق كبير بنسبة 67 % لتشمل التنمر والسخرية والتقليل من قوة المرأة والاستهانة بقدراتها وهو ما تصدت له معظم الأدوار النسائية في الأعمال المقدمة لتثبت أنها قوية وتحمل عبء أسرتها وتراعي من حولها، أما أشكال العنف التي تجمع بين المادي والمعنوي فقد جاءت الدراما الرمضانية لعام 2016 الأعلى في عدد المشاهد بنسبة 40.34% وجاء هذا العام 2021 في المرتبة الثانية.

ويلاحظ تقديم المرأة بصورة أكثر إيجابية في السنوات الثلاثة الأخيرة من حيث التعامل مع العنف الموجه ضدها حيث اختفت تدريجيا صورة المرأة المستكينة السلبية التي تتلقى العنف بال حول وال قوة وبدأت تظهر صور جديدة للمرأة في مواجهة العنف وهو ما أظهرته دراما 2021 حيث اختلفت صورة المرأة كليا في المسلسلات في النصف الثاني من رمضان عنها في الأول.
مصدر العنف
يعتبر الرجل مصدر العنف الأبرز ضد المرأة في الست سنوات بفارق كبير عن العنف الموجه من المرأة للمرأة، ومن الملاحظ تزايد العنف الموجه من المرأة للمرأة لتكون الدراما الرمضانية لعام 2020 هي الأكثر عنفًا بنسبة 34% حتى وصل الأمر إلى قتل ابن الأخت وقتل الأب والصديقة وتدبير المكائد ضد الأخ وأقرب الأقربين لها. ويلاحظ أن صورة عنف المرأة ضد المرأة بدأت تتزايد في السنوات الثلاث الأخيرة ولذا يجب الانتباه لعدم تصدير صورة المرأة في التحول من الضعف في مواجهة العنف إلى ممارسة العنف بشراسة وهي صورة تحتاج إلى إعادة نظر من جانب مؤلفي الدراما.