سياسة

وسائل إعلام إقليمية ودولية: زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل تحوي دلالات وأبعادا مهمة

إعداد – فريق المرصد

اهتمت الصحف الإقليمية والدولية بالزيارة التي قام بها وفد أمني رفيع المستوي برئاسة الوزير عباس كامل مدير جهاز المخابرات العامة إلى رام الله وغزة وتل أبيب، حيث جرى التركيز على مجمل تحركات ولقاءات الوفد والقضايا المختلفة التي ناقشها في محطاته المختلفة.

وتبين من استعراض الصحف أن الصحافة الفلسطينية والإسرائيلية توحدت في التأكيد على أنها ذات دلالات وأبعاد مهمة وتعد إنجازًا هائلًا خاصة أنها الأولى على هذا المستوى، وكلاهما اعتبر أن الدور المصري لابد منه عن الحديث عن أي خطوة بشأن القضية الفلسطينية.

وأكدت الصحف الفلسطينية أن الذي يحكم الجهود المصرية، هو قوة الدفع التي تحققت خلال الأسابيع الأخيرة والتي تتشارك فيها المواقف الأوروبية والعربية والأمريكية الداعمة للدور المصري. وعلى الرغم من إدراك مصر لأن تلك العلمية لن تقود إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية ولكنها تمثل عودة إلى مقاربة إدارة الصراع بما يخفف من عوامل التفجير.

واعتبرت الصحف الفلسطينية إن نجاح القاهرة في وقف إطلاق النار شكَّل رافعة للدور المصري الإقليمي والدولي؛ فقد لاقى الموقف المصري استحسانًا دوليًا لاسيما من الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، وقد أجبر هذا الدور المصري الفاعل الإدارة الأمريكية على الانتقال إلى العمل المشترك من أجل استعادة الهدوء للمنطقة، وهو أمر كانت تنتظره القاهرة كونه شرطا أساسيا للحفاظ على أمنها ومصالحها، وبالمقابل سيساعد واشنطن على محابة الإرهاب والتطرف وتقوية محور الاعتدال.

وفي سياق مشابه، أكدت الصحف الإسرائيلية أن زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل جاءت على خلفية عملية حارس الأسوار واتفاقية وقف إطلاق النار التي لعبت مصر فيها دورا نشطًا، وشددت على رفض إسرائيل التدخل الإيراني المباشر في غزة، لافتة إلى أن مصر وجهت رسالة إلى الفصائل المختلفة في غزة بأنها لن تسمح للإيرانيين باستغلالها في مزيد من التصعيد.

الصحافة الفلسطينية

جاءت تغطية الصحف الفلسطينية لزيارة الوزير عباس كامل، مدير المخابرات المصرية، إلى رام الله وغزة وتل أبيب، على مستويين، الأول تعلق برصد تصريحات المسؤولين والشخصيات الفلسطينية على الزيارة، حيث قال خليل حية نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة، أنه تم مناقشة ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة إعمار قطاع غزة مع الوفد المصري.

وأكد على الدور المصري والعلاقات الثنائية مع مصر ودور الأمة في دعم الشعب الفلسطيني التي عليها أن تتعامل مع واقع جديد مع الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على ضرورة أن يبقى ملف تبادل الأسرى مستقلًا، ولا يتم ربطه بملف إعمار قطاع غزة.

وذكر عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن السلطة لم تتلق دعوة مصرية للبدء بجولة محادثات في القاهرة لتثبيت التهدئة، لكن نحن على تواصل دائم مع القيادة المصرية، مؤكدا أن السلطة تدعم الجهد المصري الكبير الذي تضاعف منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في العاشر من الشهر الجاري.

وأضاف أن “وجهات النظر المصرية والفلسطينية متطابقة تماما حول كل القضايا التي طرحتها مصر خلال زيارة وزير خارجيتها سامح شكري إلى رام الله الأسبوع الماضي، وكذلك زيارة وفد المخابرات، والتي تهدف إلى وقف العدوان الإسرائيلي وعمليات القتل التي تمارسها إسرائيل”.

وأشار إلى أن مصر أبلغت السلطة بأن جهدها الآن ينصب على تثبيت التهدئة، ومن ثم إبرام هدنة طويلة تشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، يليها الانتقال لعملية إعادة الإعمار وتحريك عملية السلام، متابعا: إن القيادة الفلسطينية تتطابق وتدعم الجهد المصري والجهد الدولي.

بدورها، أكدت “وكالة معًا” أن المصريين مهتمون بقيادة عملية إعادة إعمار غزة من خلال شركات المقاولات المصرية التي ستنفذ المشاريع الكبرى، بالإضافة إلى استيراد مواد البناء إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بإشراف مصري، كما يريد المصريون أن تلعب السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة دورًا في عملية إعادة الإعمار.

الصحافة الإسرائيلية

اهتمت الصحف الإسرائيلية بلقاء الوزير عباس كامل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس. وتناول الصحف الإسرائيلية للقاء ، إلا أنه أبرز في صياغاته محورية الدور المصري القيادي في التوسط بين إسرائيل وقطاع غزة.

وربطت الصحف كافة زيارة اللواء كامل إلى القدس بالزيارة التي أجراها وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكينازي إلى القاهرة، ولقائه بوزير الخارجية المصري سامح شكري، مُبرزة أن ذلك يعد تقدمًا في العلاقات بين مصر وإسرائيل، لا سيّما وأن زيارة أشكينازي هي الأولى منذ عام 2008.

رأت صحيفة جيروزاليم بوست في تقرير لها إن مثل هذه المحادثات، حتى لو لم تكن تهدف إلى حل الدولتين، تعتبر إنجازَا هائلًا وتمثل المشاركة الأكثر جوهرية بين مصر وإسرائيل على المسار الدبلوماسي منذ أبريل 2014، عندما انهارت عملية السلام التي قادتها إدارة أوباما، كما أنها المرة الأولى التي يتوسط فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي مثل هذه المفاوضات رفيعة المستوى بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وتأتي المحادثات أيضًا في أكثر اللحظات غير المناسبة سياسيًا لإسرائيل، بالنظر إلى حالة عدم اليقين بشأن مصير حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي يمكن استبدالها بأخرى بقيادة يائير لبيد.

وبحسب جيروزاليم بوست، يبدو أن مصر والمجتمع الدولي توصلا إلى استنتاج مفاده أن الرئيس محمود عباس لن يستطيع بمفرده السيطرة على غزة أو إجبار حماس على الالتزام بأي تسوية مع إسرائيل، وأن إسرائيل لا تستطيع احتلال غزة ومن ثم تسليمها إليه.

ونشرت صحيفة إسرائيل اليوم بالعبرية خبر لقاء نتنياهو باللواء عباس كامل، حيث بحث الطرفان تعزيز التعاون بين إسرائيل ومصر والقضايا الإقليمية.  ورحب الجانبان بالسياقات والتفاهمات والجهود المشتركة للدولتين حول مختلف قضايا الأمن والسياسة.

وأفادت صحيفة معاريف أن زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل جاءت على خلفية عملية حارس الأسوار واتفاقية وقف إطلاق النار التي لعبت مصر فيها دورًا نشطًا بشكل خاص.

وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن اللقاء جاء في الوقت الذي يخبر فيه وزير الخارجية الإسرائيلي نظيره في القاهرة أن إعادة الإعمار لن تحدث إذا لم يتم العثور على حل للإسرائيليين المختطفين من قبل حماس، جاء الاجتماع في الوقت الذي أبلغ فيه وزير الخارجية غابي أشكنازي نظيره المصري سامح شكري، أن إسرائيل لن تسمح بإعادة إعمار غزة إلى الأمام دون حل قائم لعودة مدنيين اثنين ورفات جنديين محتجزين في غزة.

الصحافة الإقليمية

ونشرت الشرق الأوسط تقريرًا تناولت فيه أهداف زيارة اللواء عباس كامل لرام الله ، ووفقًا لمصادر فلسطينية فإن مدير جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، يريد خلال زيارته الحالية إلى إسرائيل ورام الله وغزة، الدفع باتفاق شامل إلى الأمام، يشمل وقف إسرائيل أي استفزاز في القدس وأي عمليات في غزة ضد “حماس” أو قادتها، ووقف الاستيطان في الضفة، مقابل وقف أي هجمات من قبل الفلسطينيين وإتمام صفقة تبادل ومصالحة داخلية، وإطلاق عملية إعمار في قطاع غزة. وأضافت أن مصر تريد من كل ذلك أن يكون مدخلاً لمسار سياسي جديد.

وأضافت المصادر  أن ذلك يشمل بطبيعة الحال موافقة السلطة و(حماس) على العمل المشترك من أجل تذليل أي عقبات . وأكدت المصادر أن مصر تريد من كل ذلك أن يكون مدخلا لمسار سياسي جديد.

وحسب تحليل نشرته الشرق الأوسط تعمل مصر بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكذلك الأردن، باعتبار أن التقدم نحو تهدئة شاملة جزء من إطلاق عملية سياسية جديدة في المنطقة، تضمن عودة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات. ووفق التوقعات فإنه من شأن جولة كامل أن تضع ضغطا أكبر على الأطراف، ودفع المصالحة الداخلية مع “حماس”، والتي تأثرت بإلغاء عباس الانتخابات التشريعية التي كانت مفترضة هذا الشهر.

وفي سياق تحليلي قالت الشرق الأوسط أن التحركات التي قامت بها مصر من أجل التوسط في هدنة في قطاع غزة هذا الشهر سببا في الدفع بها إلى دائرة الأضواء على الصعيد الدبلوماسي، مما حدا بواشنطن إلى استئناف تعاونها مع القاهرة على أعلى المستويات، وألقى بظلاله على تحركات دول عربية عدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ورغم أن القاهرة توسطت خلال جولات العنف السابقة بين إسرائيل والفلسطينيين من خلال علاقاتها مع الجانبين، يقول محللون ودبلوماسيون إن جهودها الأخيرة، كانت أكثر وضوحا وبروزا مما كانت عليه في السنوات الماضية. ومع صمود التهدئة التي بدأت قبل أسبوع بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على غزة، قامت وفود أمنية مصرية بجولات مكوكية بين تل أبيب والأراضي الفلسطينية.

الصحافة الدولية

نشرت وكالة “رويترز” تقريرا لمتابعة زيارة رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل للأراضي الفلسطينية تحت عنوان ” رئيس المخابرات العامة المصرية يعقد محادثات الهدنة مع حماس في غزة” قالت فيه أن الوزير عباس كامل توجه للأراضي الفلسطينية لتعزيز وقف إطلاق النار بين “الميلشيات الفلسطينية” وإسرائيل.

أشارت الوكالة إلى أن هذه الزيارة هي الأولى لمدير جهاز المخابرات العامة المصرية للأراضي الفلسطينية منذ بدء الألفية الجديدة.

أما عن تحليلها للزيارة تقول رويترز أن زيارة الوزير عباس كامل ينظر إليها على أنها محاولة من القاهرة لاستعادة دور أكثر حيوية في الوساطة بين إسرائيل وحماس وإحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة. وأضافت الوكالة أن الوزير عباس كامل التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث تناول الاجتماع قضايا الأمن الإقليمي ومنع حماس من استغلال المساعدات المدنية لتعزيز قدراتها، كما التقى الوزير عباس كامل الرئيس الفلسطيني في رام الله وسلمه رسالة من الرئيس السيسي تأكد دعم القاهرة للرئيس عباس وللفلسطينيين.

ومن جهتها، ألقت وكالة “اسيوشيتدبرس” في تقرير تحت عنوان ” مصر وإسرائيل يتباحثان حول الهدنة مع حماس وإعادة بناء قطاع غزة” الضوء على زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكناز للقاهرة ولقائه مع وزير الخارجية سامح شكري وفصلت تفاصيل الزيارة.

أما كالة “أونو تي في” الإسبانية تقريرا مقتضبا بعنوان ” مصر تساعد في تحقيق السلام بين إسرائيل وغزة، إليكم لماذا “ قالت فيه أن الوزير عباس كامل قام بزيارة لإسرائيل يوم الأحد لتعزيز جهود الوساطة المصرية والإبقاء على الهدنة كما لصالح العلاقات الدبلوماسية القوية للقاهرة وإعادة فتح التجارة في المنطقة الهامة التي تربط إفريقيا بأسيا.

وقالت الوكالة أن الوزير كامل التقى كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتناولت محادثاته مع الجانب الإسرائيلي وفقاً للوكالة “تكثيف التعاون” بين البلدين المتجاورين، وقال بنيامين نتنياهو أن هناك إسرائيليين محتجزين في غزة، وتناقشا الطرفان حول الآليات والعمليات لمنع تعزيز حماس في قطاع غزة. وفي مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني تحدث عباس كامل عن نزع فتيل الصراع بين إسرائيل والضفة الغربية وغزة، من خلال إعادة بناء القطاع الحدودي مع مصر والحوار الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح وفقاً لوكالة وفا الفلسطينية التي نقلت عنها الوكالة الإسبانية.

وبنهاية التقرير قالت الوكالة الإعلامية أن مصر دائماً ما تلعب دور الوسيط التقليدي بين الفلسطينيين وبالأخص قطاع غزة والإسرائيليين وأشارت الوكالة إلى أن مصر تسعى للسلام في المنطقة لتعزيز ودفع اقتصاد المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى