القضية الفلسطينية

عكاشة: زيارة الوفد الأمني لفلسطين وإسرائيل استكمال للجهود المصرية.. ولابد من ترتيب البيت الفلسطيني وتجاوز الانقسامات

أكد الدكتور خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن زيارة وفد أمني إلى فلسطين وإسرائيل يمثل استكمالًا للجهود المصرية المستمرة بشكل مكثف، والتي تعمل على هذه القضية الكبيرة منذ لحظاتها الأولى، لافتًا إلى أن الجميع أثنى بشكل واضح وبارز على الدور المصري في إنهاء وتفكيك حالة التصعيد في الأراضي الفلسطينية.

وذكر عكاشة خلال مداخلة هاتفية مع فضائية “أكسترا نيوز”، أن الوفد المصري يستكمل العمل السابق من خلال محاولة الوصول مع كافة الأطراف إلى أوضاع تأخذ شكل مستمر ومستدام، وإحداث تهدئة حقيقة على الأرض بضوابط تجعل عدم اللجوء إلى العنف والاقتتال مرة أخرى أمر بعيد.

وأفاد عكاشة بأن الوفد الأمني المصري حصل على تعليمات مشددة من القيادة السياسية بشأن نقل مشهد التهدئة إلى مساحة أكثر إيجابية، بالحديث عن ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وإنهاء حالة الانقسام، وهي أمور بذلت فيها القاهرة جهودا كبيرة في نهايات العام الماضي، حيث انهت عملية الانقسام بشكل كبير، وتحدثت عن وضع آلية الانتخابات. واليوم يذهب الوفد الأمني المصري كي يبعث هذه الإنجازات مرة أخرى، ويحاول تفعليها مع الأطراف على الأمر الواقع.

وشدد عكاشة على أن مصر هي الدولة الأولى التي أعلنت من خلال التصريح الرئاسي المصري أنها ستقوم بجبر كل ما أنتج عنه فصل التصعيد الماضي، وأنها ستدخل بقوة على مسألة إعادة الإمار، وهو امر يحتاج إلى آليات منضبطة ولها خطط زمنية، وهي أحد المهام التي سيناقشها الوفد الأمني أيضًا. وبالتالي فإن الوفد أمام حزمة من المهام الكبيرة المتعلقة بالمستقبل والأوضاع في الفترة القادمة. 

وعن تداعيات إرسال الوفد الأمني على الأوضاع الميدانية والإنسانية، قال عكاشة إن الدولة المصرية (القيادة السياسية والقيادات الأمنية ووازرة الخارجية) تعمل على المستوى السياسي مع مختلف الأطراف الدولية بدءًا من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي وغيرهم، حيث يبذلون جهدًا كبيرًا على مدار الساعة، لكن هناك مسار آخر بشأن الالتفات إلى حماية الفلسطينيين والاهتمام بالأوضاع الإنسانية وتقديم يد العون للأشقاء في هذه اللحظة، وترميم كل ما تهدم، وكل ما تأذوا من خلاله، عبر إعادة الإعمار وتقديم الخدمات الإنسانية والمعونات.

وأكد عكاشة أن مصر مدركة برؤيتها أن حالة استقرار معيشية للمواطن الفلسطيني، ستكون بلا شك السبيل الأسرع والأبرز والأكثر واقعية للوصول لحلول سياسية مستقبلية، وبالتالي فالعمل على هذه المسارات بشكل متوازي، حيث يبذل الجميع جهود وفق خطة شاملة وضعتها الدولة المصرية لها العديد من المحاور والتحركات، لديها إلمام كامل بكافة المسارات المطلوب العمل عليها.

وتمنى للوفد الأمني أن يوفق في مهامه، حيث يعول العالم على الجهود المصرية، والجانب الفلسطيني والمواطن الفلسطيني يعتمد بشكل كبير على التحركات المصرية.

وأوضح عكاشة أن قضية معقدة وتاريخية وبها هذا القدر من الاهتمام العربي والإسلامي تدرك المنطقة أنها الأولى لتحقيق الاستقرار بها، وفي ظل كل أشكال التعقيد والموروثات في طياتها، يجعل العمل يحتاج إلى مسارات عديدة ومتنوعة ومتكاملة، وقد استغلت القيادة السياسية المصرية علاقاتها وأفردت مساحة كبيرة لطرق كافة الأبواب وصياغة علاقات مهمة ومتميزة في شراكات للعمل على هذا الملف، وهو ما ظهر خلال زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لباريس، حيث أفرد مساحة زمنية وعُقد اجتماع قمة رئاسي ضم رئيس فرنسا وملك الأردن وتباحث ووضع مجموعة من الضوابط وخطط العمل المشتركة، كما أجرى اتصالات مع الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته.

وشدد عكاشة على الدفع المصري لاستعادة الاهتمام الدولي بهذه القضية، وإعادة إحياء قرارات الشرعية الدولية والعودة مرة أخرى للحديث عن حل الدواتين، فطوال السنوات الماضية كان هناك رغبة لتجاوز مثل هذه الأطروحات، لكن مصر تعمل في ظل حماية قرارات الشرعية الدولية، وقرارات من الممكن أن تصل بالحق الفلسطيني إلى أصحابه فعلًا، وبالفعل مصر لن تدخل جهدًا في هذا المجال.

وأكد أن مصر تدرك أن التحرك السياسي لن يكون كافيًا لحل المشكلة، وإنما لابد من ترتيب البيت الفلسطيني وتجاوز الانقسامات، وهو ما تعمل عليه مصر حاليًا، انطلاقًا من إدراكها لأن العالم يريد أن يرى الفلسطينيين يتحدثون بصوت واحد وبشكل أكبر إلى المؤسسية من أجل أن يخوضوا معركة الدبلوماسية والمفاوضات، وقد لاقت مصر دعم دولي كبير جدًا، كان أحدث مظاهرة دعم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المفاوضات التي بدأت مصر تمسك أول خيوطها قبل ساعات من وقف إطلاق النار، حيث كان واضحًا للقيادات الدولية أن مصر لديها رؤية وخطة استراتيجية من عدة مراحل تعمل عليها بالتتابع، من أجل الوصول إلى الهدف الأكبر وهو تحقيق الاستقرار وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه.

وعن جهود مصر لتثبيت الهدنة، قال عكاشة إن مصر اليوم ترسل وفدًا أمنيًا لفلسطين، ومنذ أيام قليلة كان هناك وقد أمني في إسرائيل لتثبيت الهدنة، وأخذ التعهدات، وإنجاز كل الإشكاليات الموجودة على الأرض، وبحث التعقيدات والعودة للقيادات في مصر للتباحث ووضع الخطط لتجاوز وحل الإشكاليات المعقدة.

وأخيرًا، أكد عكاشة أن مصر لديها الكثير لتقدمة للقضية الفلسطينية، فالدولة المصرية تمتلك رؤية شاملة تجعلها تستمر ولديها الكثير من الجهود التي لن تتوقف اليوم، بل خلال الأسابيع والأشهر القادمة سيكون هناك عملًا مكثفًا بعدما حققت القيادة والمؤسسات المصرية نجاحات كبيرة على الأرض تشعر بها كافة الأطراف، لذلك تتجاوب مع الجهود المصرية بشكل إيجابي، ما يؤشر إلى تحقيق نجاحات في هذا الملف

.https://www.youtube.com/watch?v=l6hufmhH380

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى