السد الإثيوبي

سد النهضة… ماذا فعل المبعوث الأمريكي في السودان؟

جولة للمبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الأفريقي لبحث تسوية سلمية لمشاكل المنطقة أعلنت عنها وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الاثنين الماضي، مفيدة أن جيفري فيلتمان مبعوثها الخاص للقرن الأفريقي سيزور مصر وإريتريا وإثيوبيا والسودان في الفترة من 4 إلى 13 مايو. وجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية كانت قد عينت “جيفري فيلتمان” مبعوثًا خاصًا لها لمنطقة القرن الأفريقي يوم 23 إبريل الماضي وفقًا لمهام محددة في منطقة القرن الأفريقي ألا وهي: ملف السد الإثيوبي، وقضايا إقليم التيجراي، والخلاف الحدودي بين السودان وإثيوبيا. 

وقد زار المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن لمنطقة القرن الإفريقي السودان يوم الجمعة 7/ 5 في زيارة رسمية لبحث ملفي سد النهضة وأزمة الحدود مع إثيوبيا. حيث التقى برئيس مجلس السيادة السوداني الفريق الركن عبد الفتاح البرهان يوم السبت، وأكد البرهان على سبل تعزيز التعاون المشترك بين السودان والولايات المتحدة في مختلف القضايا.

وشدد رئيس مجلس السيادة، خلال لقائه المبعوث الأمريكي، على ضرورة التعاون والتنسيق المشترك بين الولايات المتحدة والسودان، خاصة في قضاياها الرئيسية التي تحتاج إلى تنسيق دولي وإقليمي من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

وقدم البرهان للمبعوث الامريكي شرحًا عامًا لملف سد النهضة وأكد له موقف السودان الثابت بالحل التفاوضي للخلافات بين دول المنبع ودول المصب وضرورة التنسيق المشترك بين الدول الثلاث. وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث حول قضايا الملء والتشغيل. 

وبشأن ما يجرى على الحدود بين السودان وإثيوبيا، أوضح رئيس مجلس السيادة أن انتشار القوات المسلحة الأخير تم داخل الحدود السودانية التي أقرتها إثيوبيا في عدد من المناسبات وحددتها الاتفاقيات التاريخية ولم يتبق إلا وضع العلامات الحدودية بين البلدين. وأشار البرهان إلى استعداد السودان للتعاون مع إثيوبيا في حل قضاياها الداخلية على أساس علاقات حسن الجوار بين البلدين. وطالب الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب الحكومة الانتقالية ودعمها في مواجهة تحديات الفترة الانتقالية. ومن جهته، شدد المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي فيلتمان على أهمية السودان والقرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر للولايات المتحدة، ودعا السودان للوقوف معه لإنجاح مهمته.

https://suna-news.net/images/512215_M7fIWhB4-6b8GAHxhx15mjSlsOL95moB.jpg

وكذلك، التقت وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق المهدي اليوم بالمبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، وقدّمت الوزيرة خلال اللقاء شرحاً مفصلاً عن موقف السودان من المفاوضات الثلاثية لا سيما الجولة الأخيرة التي عُقدت في شهر أبريل الماضي في جمهورية الكنغو الديمقراطية. وأضافت أن السودان يأمل الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم تربح فيه كل الأطراف قبل الشروع في الملء الثاني. واستعرضت الوزيرة رؤية السودان في إشراك المجتمع الدولي تحت قيادة الاتحاد الأفريقي للمفاوضات، وذلك لانعدام الإرادة السياسية لدى الجانب الإثيوبي.

من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي دعم بلاده للسودان لريادته ودوره الفعال في إرساء السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. وأبدى جيفري تفهمًا عميقًا لموقف السودان، مؤكدًا أهمية قيادة المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي بإشراك المجتمع الدولي وتحسين الآلية التفاوضية على أن ترتكز على الفعالية والنتائج.

ووفقًا لمصادر سودانية لجريدة الشروق قالت إن المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان ناقش في الخرطوم مقترحًا لإبرام اتفاق أولي قصير المدي بشأن الملء الثاني فقط لسد النهضة الإثيوبي نظرًا لاقتراب موعد الملء في يوليو المقبل دون التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن قواعد الملء والتشغيل حتى الآن.

وفي سياق متصل وصل رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدى إلى الخرطوم، صباح يوم السبت، في زيارة رسمية إلى البلاد تستغرق يوماً واحداً في إطار جولة تشمل أيضا مصر وإثيوبيا لبحث أزمة سد النهضة بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.

وقد ترأس البرهان وتشيسكيدي جلسة مباحثات مشتركة بحضور وفدي البلدين، كما التقى الرئيس الكونغولي رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، لبحث تطورات سد النهضة وسبل كسر جمود مسار المفاوضات الثلاثية منذ تعثرها في مدينة “كينشاسا” مطلع إبريل الماضي، لاسيما مع اقتراب موعد الملء الثاني المزمع للسد من الجانب الإثيوبي مطلع يوليو المقبل. وتزامنت زيارة تشيسكيدى مع تواجد المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان في الخرطوم، والذي وصل أمس الجمعة قادمًا من القاهرة في محطة ثانية لجولته التي تشمل أيضا إريتريا وإثيوبيا.

وكشفت مصادر سودانية مطلعة لـ “الشروق” أن مباحثات فيلتمان ناقشت مقترحا من الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية يتضمن إبرام اتفاق أولي قصير المدى بين الدول الثلاث بشأن الملء الثاني فقط، لاسيما أن موعد الملء قد اقترب ولم يتبقى عليه سوى أقل من 60 يوما، وليس هناك فرصةً زمنية كافية تسمح بانعقاد مفاوضات ثلاثية مجدداً تناقش كافة القضايا العالقة.

وأضافت المصادر لـ “الشروق” أن المقترح قصير المدى بشأن الملء الثاني يتضمن توافر المعلومات حول الجداول الزمنية للملء، والتدفقات المائية، وتوافر المعلومات اليومية من إثيوبيا لدولتي المصب لضمان سلامة المنشآت المائية خاصة السودان. وأكدت المصادر أن ذلك المقترح يستلزم توافر ضمانات من الجانب الإثيوبي لتنفيذه، مشيرة إلى أن هذه ستكون مهمة الوسطاء الدوليين.

وتابعت المصادر: “فضلاً عن ضرورة توافر ضمانات لمواصلة التفاوض لاحقًا عقب إتمام الملء الثاني للتوصل إلى اتفاق شامل ومُلزم بشأن التشغيل طويل المدى للسد، وكيفية الملء في حالة سنوات الجفاف، والجفاف الممتد، أو الفيضان، فضلاً عن مشاكل التشغيل في حالة الطوارئ.

أكدت المصادر أن هناك مناقشات حول ذلك الطرح في السودان، واتصالات رفيعة المستوى بين الجانبين المصري والسوداني، للوصول إلى موقف نهائي خلال أيام. وأشارت المصادر السودانية إلى أن موقف الاتحاد الأفريقي يٌعد قريباً من مقترح الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تأتي زيارة تشيسكيدي لكل من مصر والسودان بهدف محاولة إقناع الأطراف المختلفة للعودة إلى المفاوضات وعقد قمة لمجلس مفوضية الاتحاد بمشاركة رؤساء الدول أو رؤساء وزراء الدول الثلاثة (مصر والسودان وإثيوبيا)، بالإضافة إلى الـ 4 دول الأعضاء بمجلس المفوضية.

من جهة أخري، ذكرت مصادر سودانية مطلعة أن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، سيتوجه إلى الإمارات العربية المتحدة، غدا الأحد، في زيارة تستغرق يوماً واحداً يلتقي خلالها ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لبحث أزمة سد النهضة والتوتر الحدودي مع إثيوبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى