مكافحة الإرهاب

محاولة لفهم “الإرهاب” كظاهرة عالمية

تعد ظاهرة الإرهاب من أخطر الظواهر التي تواجه المجتمع الدولي اليوم، وتتضح خطورة هذه الظاهرة في عدد ضحايا الإرهاب وفي الخسائر المادية الناجمة عنه. وعلى الرغـم إن الإرهاب كجريمة ليس بالقضية الجديدة، إلا أن الجديد في موضوع الإرهاب الدولي في الوقت الحاضر هـو إن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية، أي إنها لا ترتبط بمنطقة أو ثقافة أو مجتمع أو جماعات دينية أو عرقيـة معينة.

ومع العلم أنه لا يوجد إجماع دولي ومجتمعي على تعريف محدد وواضح للإرهاب وهذا يعود إلى العامل السياسي والأيديولوجي، ولكن يمكن تصور الإرهاب على أنه “المكافئ في زمن السلم لجرائم الحرب” حيث تُعرّفه الأمم المتحدة بأنه جريمة ضد سلم وأمن البشرية جمعاء. فأعمال الإرهاب في مجملها تشير إلى تهديد الاستقرار السياسي والمجتمعي عن طريق استخدام العنف على وجه غيـر مشروع لتحقيق مكاسب وأهداف مرسومة وتعزيز بعض الأهداف الأيديولوجية أو الدينية أو السياسية.

ويجدر بنا هنا التفرقة بين الإرهاب الديني والإرهاب السياسي؛ فـ”الإرهابيين الإسلاميين” لديهم ثلاثة معتقدات أساسية: أولهم أن الإسلام يتعرض للهجوم من الغرب والقوى المتأثرة بالغرب، وثانيهم أن العالم مقسم إلى مسلمين حقيقيين “نحن” ومسلمين غير حقيقيين أو مرتدين “هم”، وثالثهم أن الجهاد هو العنف الضروري ضد مضطهدي الإسلام للدفاع عن المسلمين. أما “الإرهاب السياسي” فهو الجرائم التـي تشـمل الأفعال الخطيرة التي يتعدى ضررها الأفراد فتصيب المجتمع بأسره، مثل التآمر مع أعداء الوطن وجـرائم المساس بأمن الدولة، واثارة الفتن والقلاقل والتمرد.

كما يوجد نوع آخر من الإرهاب وهو “الإرهاب الدولي” والذي من تداعياته الاعتداء على الدول والتدخل في شؤونها الداخلية، وبما أن القـوانين الدولية أقرت حق الدول في استقلالها وسيادتها الداخلية والخارجية ومنعت الدول من التـدخل فـي شـؤون بعضها البعض، ولكن ذلك ليس إلا حبراً على ورق؛ فالقوى الكبرى والعظمى لا يحلو لها بين الحين والآخـر إلا إن تتدخل في شؤون الدول الضعيفة والصغرى تحت ذرائع ومسميات مختلفة خصوصاً ما يتعلق منها بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين والحفاظ على حقوق الإنسان ونشر الديمقراطيـة والتعددية السياسية، وبالطبع كل هذه مسميات مزيفة وشعارات رنانة تطلقها الدول الكبرى لتخلق لنفسها ثغرات للتدخل في شئون الدول وخاصة الشرق الأوسط.

لمحة تاريخية عن الإرهاب

C:\Users\DELL\Desktop\869858_0.jpeg

بدأت بذور الإرهاب منذ تأسيس “جماعة الإخوان المسلمين” عام 1928، إلى أن أزهرت سموم هذه البذور عام 1940 عندما أسس الإخوان التنظيم السري أو التنظيم الخاص، وفاح شوكها الإرهابي عام 1945 عندما قام التنظيم السري المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابي بقتل أحمد ماهر رئيس وزراء مصر، وفي عام 1948 قامت جماعة الإخوان الإرهابية بقتل قاضي الاستئناف “الخازندار”، وبعدها تم اغتيال رئيس وزراء مصر آنذاك محمود فهمي النقراشي واستمر ارتكابها للعديد من الجرائم الإرهابية.

إلى أن ظهرت ثلاث موجات للجهاد الحديث تميزت بالزعيم السائد والعدو المحدد. بدأت الموجة الجهادية الأولى في الثمانينيات بقيادة أيمن الظواهري. وركزت هذه الموجة على “العدو القريب”، وهي أهداف مقيمة بشكل كبير في مصر والشرق الأوسط. وشَكّل الظواهري “جماعة الجهاد الإسلامي المصرية” من أتباع سيد قطب، الذي كان يُعتبر مبتكر الجهاد الحديث. حيث كان أول هجوم إرهابي كبير هو اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات في عام 1981 بسبب خيانته “المتصورة من وجهة نظرهم” لمعتقداتهم الإسلامية المتطرفة، تلاها مهاجمة مديرية أمن أسيوط، ومذبحة الأقصر أو الدير البحري، ومحاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا؛ فقد ركزت الموجة الأولى إلى حد كبير على الإطاحة بالحكومة المصرية لترسيخ دولة إسلامية. وعلى الرغم من السلوكيات المتطرفة مثل إعدام المرتدين، إلا أن الظواهري لم يتغاضى عن استهداف المدنيين.

وهيمنت الموجة الثانية من الجهادية على تسعينيات القرن الماضي وتألفت من أفراد سافروا إلى أفغانستان لمحاربة الاحتلال السوفيتي. وكان أسامة بن لادن هو مؤسس القاعدة في عام 1988 بعد أن اكتسب شعبية لدعمه ماليًا المقاتلين الباكستانيين ضد الاتحاد السوفيتي. وقد حوّل بن لادن تركيز القاعدة إلى “العدو البعيد”، وخاصة الولايات المتحدة وبعض أوروبا، وروج لهجمات على أمريكا كرد انتقامي على هيمنتهم على البلدان الإسلامية، وأعلن بن لادن المسؤولية عن أحداث تفجيرات 11 سبتمبر.

C:\Users\DELL\Desktop\1200px-Hamid_Mir_interviewing_Osama_bin_Laden_and_Ayman_al-Zawahiri_2001.jpg

أما “محمد سعيد المولى أو ما يلقب بـ حجي عبد الله” هو الزعيم الحالي للموجة الجهادية الثالثة تولى قيادة “داعش” بعد مقتل أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية للجيش الأميركي في شمال غربي سوريا عام 2019، وكان حجي أبرز قيادات “داعش” في تبرير عمليات الخطف والذبح، التي تعرض لها العراقيين وغير العراقيين، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات عم مكان العثور على حجي عبد الله. أما صانع “تنظيم داعش” هو أبو بكر البغدادي والذي أسس داعش من فلول القاعدة في العراق بعد مقتل أبو مصعب الزرقاوي الذي أسس “تنظيم القاعدة” في العراق في تسعينيات القرن الماضي وتم الاعتراف به في تغيير وجه التطرف الإسلامي، وبصفته زعيم تنظيم القاعدة في العراق، أعلن الحرب على الشيعة في العراق في عام 2005. وعلى عكس أسامة بن لادن، استهدف الزرقاوي المدنيين المسلمين بشكل استراتيجي لتعزيز قضيته. وانضم رجال مسلمون إلى جماعة الزرقاوي الجهادية وأطلق عليه لقب “شيخ السفاحين”. ويجدر الإشارة إلى أن أسامة بن لادن استخدم الإنترنت للسماح لرسائله بالوصول إلى الجماهير، لكن الزرقاوي حوَّلها إلى أداة تجنيد بمقاطع الفيديو والدعاية العنيفة. وكان يُنظر إليه على أنه محارب يتمتع بشخصية كاريزمية وجهادية.

وقد قُتل الزرقاوي في هجوم استهدف القوات الأمريكية في 7 يونيو عام 2006، وبعد وفاته، تم تفكيك تنظيم القاعدة في العراق مع أسر أعضاء خلال المداهمات، أو اختبائهم، أو قتلهم على أيدي المليشيات السنية. وما تبقى من تنظيم القاعدة في العراق تحول ببطء إلى مجموعة جديدة تسمى دولة العراق الإسلامية (داعش). وهنا لمع أبو بكر البغدادي وهو عالم في الشريعة الإسلامية وحاصل على درجة الدكتوراه فترقى بهدوء في صفوف الجماعة. على غرار العراق، واستفاد البغدادي من الصراع السوري. فأرسل خلية إرهابية صغيرة تسمى جبهة النصرة لكسب احترام الثوار السوريين. وبمجرد أن أصبح لجبهة النصرة موطئ قدم قوي في سوريا، أعلن البغدادي مسؤوليته عنها وانضم إلى الجماعات تحت اسم جديد هو الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”

وتقدم رواية داعش دليلاً رئيسياً على كيفية تمكن الأيديولوجية الراديكالية من الازدهار وسط الاضطرابات الاجتماعية. ويوضح صعود داعش أيضًا كيفية دمج الأنظمة السياسية والاجتماعية في تطرف الآراء المتطرفة.

ضحايا الإرهاب

وفقاً لتقرير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب(NCTC)  لعام 2009 بلغ العدد الإجمالي للأشخاص الذين قُتلوا أو جُرحوا مباشرة نتيجة للإرهاب في عام 2009 حوالي 48.000 شخص في جميع أنحاء العالم. وارتفع عدد الوفيات بسبب الإرهاب إلى حوالي 15.000 في عام 2009 و8.905 من الضحايا كانوا من المدنيين بما في ذلك 826 طفلاً. 

وفي عام 2017، توفي ما يقدر بنحو 26445 شخصًا بسبب الإرهاب على مستوى العالم. وكان على مدى العقد الماضي متوسط عدد الوفيات السنوية 21000، ومع ذلك، يمكن أن يكون هناك تقلبات كبيرة من سنة إلى أخرى. كما أنه على مدى هذا العقد، تراوحت حصيلة الوفيات العالمية من أدنى مستوى لها وهو 7827 في عام 2010 إلى أعلى عام قدره 44490 في عام 2014.

وتشير التقارير الدولية إلى تحسن الأوضاع في مواجهة العمليات الإرهابية في مصر، خلال الأعوام الماضية، وهو ما أظهره مؤخرًا تقييم عالمي أجرته شركة «مارش» الأمريكية – إحدى الشركات الرائدة عالميًّا في مجال وساطة التأمين وإدارة المخاطر. وبحسب تقرير التأمين ضد مخاطر الإرهاب لعام 2019 الصادر عن المؤسسة، فإن مصر احتلت المرتبة الثالثة كأكثر الدول تراجعًا في مستوى التهديدات الإرهابية عالميًّا خلال الفترة ما بين مايو 2018 ومايو 2019، وبهذا بلغ تقييم مصر 7 نقاط مقابل سالب 1 في التقرير السابق.

ويُذكر أن متوسط التكلفة الاقتصادية للهجمات الإرهابية على مستوى العالم بلغ 83 بليون دولار خلال الفترة من 2013- 2017.

آليات التطرف والإرهاب

التضحية من أجل قضية: أن هذا النوع من التطرف يمكن الاعتماد عليه لدرجة أن الجماعات الإرهابية تستخدمه أحيانًا على أنه استراتيجية، ومن الأمثلة التي تم تقديمها هو متابعة أحداث 11 سبتمبر التي نتج عنها الغزو الأمريكي للعراق، فقد حشد هذا الغزو الدعم للأجندة الجهادية بسبب الخسائر في صفوف المدنيين والمسلمين المحليين “العراقيين”، مما يؤدي إلى اللوم على الجماعة الخارجية ممثلة في “القوات الأمريكية”، والكراهية، أو التحديد السلبي الشديد ضد أمريكا، فالسبب الذي يجعل الجماهير راديكالية هو إذا كانت مجموعتان قد خاضتا صراعًا عنيفًا لفترة طويلة، فيبدأ أفراد من مجموعة واحدة في نزع الصفة الإنسانية عن أفراد من المجموعة المعارضة، وهو ما استغله تنظيم القاعدة بقيادة بن لادن بأنهم يدافعوا عن قضية ضد الغزو الأمريكي للعراق في حشد وتجنيد العناصر الإرهابية. ويمكن أن يحدث هذا التجريد من الإنسانية حتى في حالة عدم وجود إيذاء مباشر من خلال تحديد المجموعة. 

الآلية الأخرى للتطرف هي الاستشهاد: حيث تستخدم الجماعات المتطرفة الشهداء كأمثلة لتشجيع الآخرين على التضحية بأرواحهم؛ فتمجيد الاستشهاد واعتقاد الأفراد بأن بانضمامهم للتنظيمات الارهابية أنهم يسعوا لهدف سامي وهو الحفاظ على الهوية الدينية بإنشاء دولة الخلافة الاسلامية التي ستطبق الشريعة الاسلامية، والعمل الارهابي من وجهة نظرهم هو جهاد ضد مجموعة من أهداف العدو البعيدة والقريبة؛ العدو البعيد هو “القيم الغربية”، والعدو القريب “حكومات إسلامية قمعية”.

هذا بالإضافة إلى الآليات الاجتماعية الكامنة وراء الإرهاب والتي يجب أن ننتبه إلى أسباب وعقلانية الفاعلين المرتبطة بظروف سياسية واقتصادية وثقافية ودينية معينة، وهذا يتطلب تحليلاً متعدد المستويات: أولهم، العقلانية الأداتية للإرهابيين وخاصة قادة التنظيم والقائمين على تجنيد العناصر الجديدة. وثانيهم، تشجيع المجتمع على دعم الإرهاب الانتحاري من خلال ذكر النتائج السابقة التي حققتها منظمة إرهابية، كما تعمل المنظمات الإرهابية على تحليل المجتمع الذي تريد تمثيله والدفاع عن مصلحته (القومية)، ويعتبر دور المجتمع أمرًا حاسمًا لهم؛ من حيث أنه يوفر أو يساعد في العثور على موارد مهمة للجماعات المسلحة، مثل المال والأسلحة وأماكن الاختباء. وثالثهم، غالبًا ما تكون هذه المساعدة مصحوبة بمكافآت رمزية حيث تميل المنظمات إلى منح مكانة ومكانة عليا ليس فقط للمقاتلين الأفراد الذين يضحون بحياتهم، ولكن أيضًا لجميع أفراد أسرهم. هذا بالإضافة إلى دافع رابع ينتمي إلى نوع مختلف من العقلانية، والذي يقوم على افتراض غير مشروط لمبادئ أو قيم معينة. ويسمي علماء الاجتماع هذا النوع من الدوافع “العقلانية الأكسيولوجية”، ويقوم المسلحون عن طريق تبني العقلانية الأكسيولوجية بترسيخ قيم ومبادئ ثقافة الاستشهاد بعمق، وهم مدفوعون بواجب الموت كما تشيد به معتقداتهم بصرف النظر عن العواقب التي يمكن أن يؤدي إليها هذا السلوك.

دوافع ارتباط الأفراد بالأيديولوجيات العنيفة

في فصله عن الإرهاب، حدد بوروم (Borum, 2015) أربع نظريات حول سبب ارتباط الأفراد بالأيديولوجية العنيفة. النظرية الأولى، هي أن الشخص ينتقم ردًا على شكوى حيث يعتقد الفرد أنه قد عومل بشكل غير عادل بناءً على التظلم المتصور، ويتم إلقاء اللوم على هدف محدد، والهدف هو بعد ذلك ينظر إليه على أنه شر. 

نظرية أخرى بعنوان نهج الدرج، ويتسم نهج الدرج بأنه زيادات تدريجية في العدوان تؤدي في النهاية إلى نشاط إرهابي، ويتضمن منهج السلم أو الدرج محاولات فاشلة للتخلص من الشعور بالسخط، مما يؤدي إلى الإحباط والعدوان، ويتم تحويل العدوان إلى هدف محدد يصبح شيطانيًا. وبهذا يزيد التعاطف مع الجماعات المتطرفة ويعرض الشخص لفرص النشاط الإرهابي.

وتركز النظريات المتبقية المدرجة في فصل بوروم عن الإرهاب بشكل أكبر على المناهج الجماعية، وكيف تنطبق نظرية الحركة الاجتماعية التي أنشأتها “ديلا بورتا عام 1995” على الأفراد الذين أصبحوا متطرفين كإرهابيين جهاديين. وتقوم نظرية الحركة الاجتماعية على مراحل أربع هي: الانفتاح المعرفي، والبحث الديني، ومواءمة الإطار، والتنشئة الاجتماعية. حيث أنه أثناء الانفتاح المعرفي، يصبح الشخص متقبلًا للأفكار الجديدة، والتي يمكن أن تحدث بسبب التطور الطبيعي أو أحداث الحياة. ويشعل الافتتاح المعرفي البحث الديني في محاولة لإيجاد المعنى. وأثناء محاذاة الإطار ينجذب الفرد نحو المعتقدات الراديكالية أو المتطرفة لأنها منطقية أو تتماشى مع آرائه. وأخيرًا يختبر التنشئة الاجتماعية في الدين الجديد والذي يتضمن تلقين معتقدات وقيم وهوية جديدة.

أما النظرية النهائية للتطرف التي اقترحها بوروم هي التطرف السياسي وعرفها بأنها معتقدات ومشاعر وسلوكيات في اتجاهات تبرر بشكل متزايد العنف بين الجماعات وتطالب بالتضحية دفاعًا عن الجماعة، وقد حدد 12 آلية للتطرف السياسي تم فصلها إلى مستويات فردية وجماعية وجماهيرية للتطرف. لقد افترضوا أن المزيد من الآليات المشاركة في عملية التطرف تؤدي إلى تطرف أقوى. آليات المستوى الفردي هي: الإيذاء الشخصي، والتظلم السياسي، والانضمام إلى مجموعة راديكالية – المنحدر الزلق، والانضمام إلى مجموعة متطرفة – قوة الحب، فالتطرف عن طريق الإيذاء الشخصي هو السعي للانتقام من الإيذاء الشخصي أو العائلي، أما التظلم السياسي يشمل الفرد الذي ينجذب إلى التطرف بسبب الاتجاه السياسي الحالي. وعن آلية الانحدار الزلق فتؤدي إلى الانتقال من المتعاطف مع التطرف إلى الناشط من خلال عملية التطرف الذاتي خطوة بخطوة والتي تتضمن تبرير السلوك السابق بمعتقدات جديدة. في المقابل، تتضمن قوة آلية (ميكانزم) الحب الشخص الذي يتم تجنيده من قبل جماعة إرهابية من خلال جذب الصداقة الحميمة والانتماء.

ووفقًا للنظريات السابقة فقد وُجدت الدراسات التي تناولت دراسة تنظيم القاعدة بعض الجوانب المشتركة لتنظيم القاعدة: من تقسيم العالم إلى الخير والشر، تجريد العدو من إنسانيته، والتضحية بالحياة من أجل الأخوة (الاستشهاد)، واستنكار الإخوان المسلمين الآخرين الذين لا يشاركون في الجهاد، وبشكل عام ربط المعتقدات الراديكالية بالتعاليم الدينية للعلماء المتطرفين.

هذا بالإضافة إلى وجود أسباب ودوافع أخرى مثل: الالتزام الأيدولوجي والولاء بين الأشخاص بالإضافة لنقص عوامل الحماية وتجارب الحياة السابقة والتعايش بين عوامل الإجهاد ومواطن الضعف الأخرى إلى جانب تجارب الطفولة وسوء المعاملة، كل هذا يؤدي إلى التعبئة الإرهابية التي تؤدي في النهاية للمشاركة في عمل عنيف.

وأيضًا الانعكاسات الاجتماعية لها دور فعال ونشط؛ فقد تكون رغبة الأفراد في تحسين مكانتهم والسعي لوجود أهمية شخصية لهم في مجتمعاتهم الخاصة فنجد هؤلاء الأفراد ينجذبون أيضًا إلى العنف الذي يغذيه الإرهاب لتحقيق هذا، كما يوجد دوافع وجودية محتملة للانخراط في الإرهاب مثل الرغبة في المعنى النهائي، والرغبة في المجد وتحقيق مكاسب هامة.

كما تلعب العوامل الاجتماعية والبيئية مثل مشاكل العمل والتنمر والشواغل المالية دورًا ملحوظًا في اتجاه الأفراد نحو التطرف. بالإضافة إلى كون الفرد غير كفؤ اجتماعيًا أو معزول عن التواصل الاجتماعي، كل ذلك إلى جانب عامل هام آخر يؤدي إلى التطرف والإرهاب وهو عدم شعور الفرد بالهدف والهوية وهنا تصبح المعتقدات الراديكالية أكثر جاذبية بالنسبة له.

وربما يُنظر إلى العديد من الإرهابيين على أنهم أشخاص ذوو شخصيات هامشية ينجذبون إلى المجموعة بسبب عيوبهم الذاتية؛ وقد أوضحت الدراسات أن حياة الإرهابي تميزت قبل انضمامه إلى الجماعات والتنظيمات الإرهابية بالعزلة الاجتماعية والفشل الشخصي، وبالنسبة لهؤلاء الأفراد المنعزلين والمغتربين عن هوامش المجتمع كان من المفترض أن تصبح المجموعة الإرهابية هي الأسرة التي لم تكن لها أبدًا.

كما كان للتعليم دورًا محوريا؛ فلقد ثبت على سبيل المثال، أنه لم يعد من الممكن الاعتماد على القدرة التنبؤية العالية المعترف بها في الماضي من حيث الجنس الذكري، وحقيقة كونك عضوًا في طبقة اجتماعية فقيرة، ومستوى تعليمي منخفض، وأن تكون أعزب، كشرط لتصبح إرهابيًا.

ودحضت الدراسات فكرة ارتباط الارهاب بمستوى تعليمي معين، ولكنها أشارت إلى وجود فروق بين التخصصات العلمية المختلفة؛ فغالبية المنضمين الذكور في الشرق الأوسط كانوا دارسين للتخصصات النخبوية التي تشمل الطب والهندسة والعلوم، مقارنة بالعلوم الاجتماعية والآداب والفنون. وقد كشفت دراسة ميدانية أعدها، ديغو غامبيتا، عالم الاجتماع بجامعة أوكسفورد، و”ستيفن هيرتوغ من جامعة دارهام، دققت في حالات 404 شبان تحولوا إلى التشدد والإرهاب، أن الإسلاميين الذين درسوا تخصصات مثل العلوم الدقيقة أو الهندسة أو الطب كانوا الأكثر تمثيلاً ضمن المتعلمين من أعضاء المجموعات الإسلامية الجهادية العنيفة، ومن بين التخصصات العلمية، ترتفع نسبة تمثيل تخصص الهندسة على ما عداها من التخصصات الأخرى المذكورة، وهو ما حاول الباحثين تفسيره عن طريق الاستدلال على العلاقة بين الإسلام الراديكالي وبين تخصص الهندسة بعدد من الشواهد منها: أنه من بين منفذي هجمات “11 سبتمبر 2001″، كان هناك 25 مهندسًا، وفي مصر ظهرت جماعة التكفير والهجرة عام 1969 على يد مؤسسها شكري مصطفى الذي كان يعمل مهندسًا زراعيا، وفي عام 1974 ظهر تنظيم الفنية العسكرية على يد صالح سرية، وهو أيضًا مهندس. وغيرهم خارج حدود الشرق الأوسط؛ وقد يرجع ذلك إلى أن الأفراد الذين يتخصصون في الهندسة تظهر لديهم ميول للقتال، وأيضًا قد يرجع إلى أن المنظمات المتطرفة هي التي تعمد إلى تجنيد بعض التخصصات أكثر من غيرها بما يسهم في تحقيق أهدافها. فقد وُجد أن أغلب التنظيمات المتطرفة والعنيفة تسعى إلى ضم أفراد على درجة عالية من التعليم، خاصة عندما يقترن هذا التعليم بارتفاع المهارات التقنية للأفراد، وقد يجادل بعض الناس بأن الجماعات الإرهابية تريد تجنيد مهندسين لأن المهندسين لديهم مهارات تقنية قيّمة قد تكون مفيدة في صنع المتفجرات. ويُرجع الباحثين أن دراسة الهندسة تجعل الخريجين أقل قدرة على استيعاب الطبيعة الارتباطية المتداخلة التي تتسم بها العمليات والعلاقات السياسية والاجتماعية، وبالتالي فهم أقل قدرة على التعامل مع العالم المحيط باعتباره نتيجة تفاعلات متزامنة من عمليات معقدة. وبهذا يتضح ضرورة تضمين مقررات العلوم الانسانية والآداب والفنون ضمن المقررات المقررة في المدارس والجامعات ذو التوجه العلمي للقضاء على ما أوضحته الدراسات من انغلاقهم على التخصص العلمي وافتقارهم للعلوم الاجتماعية والإنسانية.

مراحل التطرف تجاه الجهاد

يمر الفرد بأربع مراحل للتطرف لتبني الأيديولوجية والوصول للانخراط في أعمال إرهابية والمراحل الأربع يُعتقد أنها متسلسلة بالترتيب التالي هي: ما قبل التطرف، والتعريف الذاتي، والتلقين، والجهاد. حيث أن الأفراد الذين يكملون المراحل الأربعة تتعرض مراحل التطرف لديهم لخطر القيام بعمل إرهابي في المستقبل، لكن مع ذلك يمكن للأفراد التخلي عن العملية في أي مرحلة؛ فمرحلة ما قبل التطرف تشمل كل شيء من العوامل السابقة للتعرض للفكر الجهادي، أما مرحلة التحديد الذاتي فتتضمن الانفتاح المعرفي والانكشاف والمواءمة مع المعتقدات الجهادية وهذه المرحلة تبدأ عادةً كفعل فردي ولكنه يتضمن التوافق مع الآخرين الذين لديهم نفس التشابه والنظم العقائدية، وعن مرحلة التلقين فتنطوي على تكثيف المعتقدات الجهادية، التي يتم تشجيعها وتعزيزها بشكل متكرر من قبل قائد المجموعة، وغالبًا ما تكون مرحلة الجهاد هي الأسرع من بين المراحل الأربع ويمكن أن تحدث في عدد من الأشهر أو الأسابيع.

الاستراتيجيات المتبعة لتجنيد الأفراد وجذبهم للإرهاب

في محاولات لفهم السلوك الإرهابي وما إذا كان هناك أساس تحفيزي عام للمشاركة في الإرهاب وجد أن المشاركة في الإرهاب تتطلب عملية بناء واقع مشترك، كما تتطلب النفوذ الاجتماعي الذي ينطوي عليه توظيف أعضاء جدد في منظمة إرهابية، وتلقينهم أيديولوجيين إرهابيين، واستخدام اللغة في خلق قواعد تبرر الإرهاب، وعلى المستوى التنظيمي يتم النظر في قضايا التدريب واللوجستيات والفعالية من حيث التكلفة لأنها تنطبق على قرارات إطلاق أو الامتناع عن الأنشطة الإرهابية.

كما تستخدم التنظيمات الإرهابية لتجنيد الإرهابيين دمج القيم الإيديولوجية والوطنية والدينية مع الأحداث التاريخية والمظالم الملموسة لجعل العنف الإرهابي جذابًا لأولئك الذين يواجهون معاناة فردية أو جماعية وتجنيدهم كإرهابيين، إلى جانب تعزيز المتطرفين والإرهابيين من صورتهم الذاتية الجماعية بأنها نقية وصالحة وموحدة وأنهم يجنون المجد من خلال الشهادة حيث أن المحرضين وقادة الإرهابيين لديهم أهدافهم الشخصية النرجسية (القوة والهيبة)، وبالنسبة للإسلاميين المتطرفين كان الهدف الأساسي هو الإطاحة بالحكومات الإسلامية المعتدلة، وزعزعة استقرار الحكومة الوطنية وإعادة القيم التقليدية. 

علمًا بأنه قد تكون أسباب التجنيد دنيوية وليست على أساس ديني، وقد كشفت الأبحاث الميدانية حول “الشباب الجهاديين المغاربة في سوريا والعراق من شمال المغرب” أن العوامل الدنيوية وراء تجنيدهم ممثلة في تحقيق الذات والبحث عن البطولة والمغامرة والمال كانت الأسباب الرئيسية لتجنيد الشباب في المنظمات الإرهابية شمال المغرب، وخاصة داعش وكان العامل الديني ثانوي.

البعد النفسي لدى الإرهابي 

الدراسات النفسية التي أجريت على الإرهابيين رغم قلتها تجنبت اسناد الإرهاب إلى اضطرابات الشخصية أو اللاعقلانية، فالأسباب التي تؤدي إلى التطرف والمشاركة في العنف هي عوامل متعددة تؤثر على اتخاذ القرار لدى الفرد ووجود أعراض اضطراب عقلي لن يكون إلا أحد العوامل الكثيرة في حركة الفرد نحو التطرف، والتخطيط لهجوم إرهابي.

كما استبعد معظم علماء الاجتماع وجود علاقة سببية بين المرض العقلي والإرهاب. وتؤكد على الرأي القائل بأنه بصرف النظر عن بعض الحالات المرضية، لا توجد علاقة سببية بين الاضطراب العقلي للفرد والانخراط في نشاط إرهابي.

وقد وجدت العديد من الدراسات أن مرتكبي جرائم القتل والعنف الذين يعانون من مرض عقلي أو ذهني لا يوجد لديهم نية موجودة مسبقًا للقيام بالجريمة أو خطة لإلحاق الضرر بالضحية، فهجمات القتل تكون تلقائية، ومن خلال الدراسات التي أجريت على المجرمين فقد لوحظ أن الاضطراب العقلي في حد ذاته لا يتنبأ بالعدوان أو خطر العنف، وذلك على عكس الإرهابيين الذين يخططون مسبقًا للعملية الإرهابية بعناية، ويشير عالم النفس “كين هيسكين” الذي درس سيكولوجية الإرهاب في أيرلندا الشمالية، إلى أنه “في الواقع، لا يوجد دليل نفسي على أن الإرهابيين يمكن تشخيصهم باضطراب نفسي أو مضطربين إكلينيكيًا. كما جادل “هيسكين” في بحثه عن صراع الجماعات الإرهابية بأن السمات التنظيمية للجماعات الإرهابية تدل على أن الأعضاء ليسوا مضطربين نفسيًا، لأن الأعضاء يظهرون مواقف من التفاني والتعاون والولاء لقيادتهم الإرهابية.

وأيضًا قرر الطبيب النفسي “دبليو راش” الذي أجرى مقابلات مع عدد من الإرهابيين الألمان الغربيين، أنه “لم يتم العثور على دليل قاطع على افتراض أن عددًا كبيرًا منهم مضطرب أو غير طبيعي”. كما استنتجت كرينشو” من دراساتها أن “السمة المشتركة البارزة للإرهابيين هي حياتهم الطبيعية”، وهذا الرأي يشترك فيه عدد من علماء النفس، على سبيل المثال، خلص مكولي” و “سيجال” في مراجعة لعلم النفس الاجتماعي للجماعات الإرهابية إلى أن “الإرهابيون لا يظهرون أي أمراض نفسية مدهشة”؛ فهم طبيعيون نفسيًا..

ويقر الباحثون الدوليون عمومًا في دراسات عديدة بأن “أعضاء تنظيم القاعدة” ليسوا مرضى عقليين، وأنهم مسؤولون دائمًا عن أفعالهم، ولكن ينكر أعضاء القاعدة عالم الحياة ويبتعدون عن إحساسه وقيمته ومن وجهة نظرهم الأعمال التخريبية فقط هي المنطقية. وقد أجريت دراسة حالة عن “أسامة بن لادن” ووجدت أن لديه تفكير وهمي؛ الذي يجعل الشخص يستمتع بجنون العظمة بعمق في نظام مُعتقده المنحرف، وبدون هذه المعتقدات يعتبرون أنفسهم غير مهمين؛ فهجمات “أسامة بن لادن” في 11 سبتمبر على الولايات المتحدة مثال على التطرف الذي سيذهب إليه الارتياب لحماية معتقداته.

وفي الواقع تقوم الجماعات الإرهابية بفحص الأفراد غير المستقرين عاطفياً، حيث أنهم يشكلون خطراً أمنياً عليهم؛ فأولئك الذين يعانون من اضطراب عقلي لا يتم تجنيدهم ببساطة، كما أنه لا توجد علاقة على الاطلاق بين الاضطرابات النفسية والاضطرابات الشخصية والمشاركة في الأعمال الإرهابية.

ويجدر الإشارة أنه قد تكون هناك علاقة بين انخراط الفرد في نشاط إرهابي وتطوير اضطراب عقلي “ونقصد هنا أن الانخراط في النشاط الإرهابي هو الذي يتسبب في حدوث الاضطراب العقلي وليس العكس”؛ فقد تؤدي بعض الضغوطات التي تحدث بسبب النشاط الإرهابي إلى اضطرابات نفسية لدى الأفراد الإرهابيين، وقد تفسر هذه العوامل جزئيًا عدم استقرار المجموعة الإرهابية ويجب أخذها في الاعتبار عند اعتقال واستجواب المشتبه في أنهم إرهابيون، مثل الاعترافات الكاذبة، والاحتجاز لفترات طويلة في السجن، وأيضًا عدم الوصول إلى المشورة القانونية أو العائلة أو الأصدقاء بالإضافة إلى انعدام السيطرة على البيئة المادية والحبس في بيئة غير مألوفة إلى جانب التبعية لسلطة شرعية قوية وعدم القدرة على الأكل أو النوم أو الراحة بشكل صحيح، والشعور بالخوف من ضباط الشرطة وأيضًا الخوف من السلامة الشخصية والصحة العقلية والجسدية.

خلاصة القول،

فرضية أن الإرهابيين تحركهم قوى نفسية غير مقنعة ويبدو أنها تتجاهل العوامل العديدة التي تحفز الإرهابيين، بما في ذلك قناعاتهم الأيديولوجية. وكما رأينا عبر تاريخ الجماعات الإرهابية أن أكثر أشكال الإرهاب فاعلية ينبع من أولئك الأفراد الذين يتم تربيتهم على الكراهية من جيل إلى جيل، وعلى أيديولوجيات معينة. وعليه، يتضح أن الإرهاب ظاهرة بشرية تهدد الأمـن والاسـتقرار الداخلي للدول وتعوق خطط التنمية، وينبغي إجراء تحقيقًا دقيقًا وفهمه من منظور اجتماعي نفسي، لماذا تقرر الجماعات استخدام الإرهاب كاستراتيجية للنضال السياسي. وفهم الأساس المنطقي لبنية الظاهرة الإرهابية الذي يدفع الأفراد للمشاركة والانضمام للأعمال الارهابية، مع إيلاء اهتمام خاص لحساباتهم ومعتقداتهم ومحاولة إنشاء نظام فعال لمكافحة الإرهاب الذي عانت جميع الدول والشعوب بناره حتى المحايدة منها.

المصادر

  • أحمد السكري (2012) القتل باسم السماء.. اغتالوا «النقراشي» و«ماهر» و«الخازندار» وأسسوا تنظيماً لردع المعارضين. الوفد البوابة الإلكترونية. متاح على: . 
  • دييجو جامبيتا وستيفن هيرتوج. مهندسو الجهاد: في دراسة العلاقة بيت التعليم والتطرف العنيف. عرض لـ أحمد عبدالعليم (2016). Future for Advanced Research & studies متاح على: . 
  • رأسه تساوي 10 ملايين دولار.. من هو “زعيم داعش الجديد”؟ عربية  Sky news(2020). متاح على: . 
  • طلال الزبيدي (2013). الشخصية الإرهابية والعوامل المؤثرة في تكوينها. أكاديمية علم النفس. متاح على: .
  • نجاة الجبالي (2017). تاريخ من الدماء.. 5 جرائم إرهابية نفذتها الجماعة الإسلامية في مصر. العين الإخبارية. متاح على: . 
  • هاني هنري. سيكولوجية الإرهابيين وسبب انضمام الشباب إلى الجماعات الإرهابية. الجامعة الأمريكية بالقاهرة. متاح على: . 
  •  Atef, Abuelenin (2016). Toward Understanding the Linguistics of Terrorist and Radical Groups. Journal of Applied Security Research.
  • Beck, Aaron T (2002). Prisoners of hate. Behaviour Research and Therapy.
  • Bussel, Breanna Renee (2017). Pathway to Jihadist Terrorism: A Critical Literature Review. William James College.
  • Cottee, Simon&  Hayward, Keith (2011).Terrorist (E)motives: The Existential Attractions of Terrorism. Studies In Conflict & Terrorism. 
  • Crenshaw, M (2000). The psychology of terrorism: An agenda for the 21st century. Political Psychology.
  • Drancoli, Viola (2012). Clinical psychology’s role in counterterrorism. Alliant International University.
  • Emily Corner, Paul Gill, Ronald Schouten & Frank Farnham (2018). Mental Disorders, Personality Traits, and Grievance-Fueled Targeted Violence: The Evidence Base and Implications for Research and Practice. Journal of Personality Assessment.
  • Ennaji, Moha (2016). Recruitment of foreign male and female fighters to Jihad: Morocco’s multifaceted counter-terror strategy. International Review of Sociology-Revue Internationale De Sociologie.
  • Jones, Edgar (2017). The reception of broadcast terrorism: recruitment and radicalization. International Review of Psychiatry.
  • Juliana Gibson Steiner, B.A (2012). The Psychology Of Terrorism: A Case Study Of Osama Bin Laden. Georgetown University, Washington.
  • Karampekou, Maria (2017). Terrorism-Expert Psychologists’ Perceptions of Terrorists’ State of Mind: A Case Study. Capella University.
  • Kruglanski, Arie W.; Chen, Xiaoyan; Dechesne, Mark; et al (2009). Fully Committed: Suicide Bombers’ Motivation and the Quest for Personal Significance. Political Psychology.
  • Kruglanski, Arie W.; Fishman, Shira (2009). Psychological Factors in Terrorism and Counterterrorism: Individual, Group, and Organizational Levels of Analysis. Social Issues and Policy Review
  • Ljujic, Vanja; van Prooijen, Jan Willem; Weerman, Frank (2017). Beyond the crime-terror nexus: socio-economic status, violent crimes and terrorism. Journal of Criminological Research Policy And Practice.
  • Marghescu, R. (2016). The Psychology of the Terrorist Mind. Conference Central and Eastern European Lumen Conference on New Approaches in Social and Humanistic Sciences Location: Chisinau, Moldova.
  • Mueller, Jessica )2016(. Emotional Response to Terrorism and Perceived Criminal Responsibility: Does Method of Recruitment Matter. Alliant International University.
  •  Piccinni, Armando; Marazziti, Donatella; Veltri, Antonello (2018). Psychopathology of terrorists, Cns Spectrums.
  • Post, Jerrold M (2009). “When hatred is bred in the bone:” the social psychology of terrorism. Conference: 89th Annual Conference of the Association for Research in Nervous and Mental Disease Location: Rockefeller Univ, New York.
  • Pyszczynski, Tom; Motyl, Matt& Abdollahi, Abdolhossein (2009). Righteous violence: killing for God, country, freedom and justice. Behavioral Sciences of Terrorism and Political Aggression.
  • Victoroff, J (2005). The mind of the terrorist – A review and critique of psychological approaches. Journal of Conflict Resolution

Weatherston, D & Moran, J (2003). Terrorism and mental illness: Is there a relationship? International Journal of Offender Therapy And Comparative Criminology.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى