مكافحة الإرهاب

“نيويورك تايمز” الأمريكية: قاعدة ” سي آي أيه” بالنيجر .. توسع مضطرد لمُلاحقة الجهاديين في ليبيا ومنطقة الساحل

عرض – منى قشطة

تُظهر صور الأقمار العسكرية الجديدة أن  قاعدة المُخابرات الأمريكية ” سي آي أية” في صحراء النيجر بأفريقيا توسعت بشكل مُضطرد منذُ عام 2018، وذلك حسب تقرير أعده أريك شميت وكريستوف كوتيل في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الإلكتروني.

ووفقاً للتقرير، تواصل وكالة المُخابرات المركزية في قلب الصحراء القيام بمهامها في عمليات مُكافحة الإرهاب، وذلك على رغم قيام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بتعليق مُؤقت لضربات الطائرات بدون طيار ضد الإرهابيين المُشتبه بهم خارج مناطق الحرب التقليدية، مثل أفغانستان، وذلك بهدف مُراجعة القواعد التي حكمت هذه الغارات في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

  وأشار التقرير إلى أنهُ بعد فترة وجيزة من إنشاء القاعدة في شمال النيجر قبل ثلاث سنوات، كانت وكالة المخابرات المركزية على وشك شن ضربات بطائرات بدون طيار من الموقع، ولكن لا يوجد دليل عام على أن الوكالة نفذت أي شيء سوى مهام المراقبة حتى الآن.

وذكر التقرير أنه تمت إضافة القاعدة إلى مطار تجاري صغير إلى حد كبير لإيلاء اهتمام أكبر لجنوب غرب ليبيا، والذي يُعتبر ملاذاً قوياً للقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتطرفة الأخرى التي تعمل في منطقة الساحل في النيجر وتشاد ومالي. وعمليات التوسع في قُدرات القاعدة تعنى أنها ستكون جاهزة لتنفيذ المهام العسكرية في حالة انتهاء عمليات المُراجعة والسماح باستئناف الغارات.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية الجديدة أن القاعدة الجوية في ديركو، النيجر، قد نمت بشكل كبير منذ أن أعلنت صحيفة نيويورك تايمز لأول مرة عن عمليات وكالة المخابرات المركزية هناك في عام 2018، لتشمل إضافة مدرج أطول بكثير وزيادة في الحراسات الأمنية.

كما تُظهر الصور الجديدة أيضًا لأول مرة ما يبدو أنه الطائرة بدون طيار “MQ-9 Reaper” وهي تتنقل من وإلى حظيرة المحار. لاحظت التايمز سابقًا ما كان على الأرجح طائرة” “U-28A، وهي طائرة تستخدم غالبًا لدعم قوات العمليات الخاصة.

وبموجب التوجيه الذي فرضه مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، في يوم تنصيب بايدن في 20 يناير الماضي، يجب على الجيش ووكالة “سي آي إيه” الحصول على إذن موافقة من البيت الأبيض قبل القيام بمهاجمة الإرهابيين المشتبه بهم في المناطق الخارجة عن السيطرة الحكومية ولا يوجد بها قوات أمريكية وإن وجدت فبأعداد قليلة مثل ليبيا والصومال واليمن. وذلك عكس إدارة ترامب التي سمحت للجيش والمخابرات بتقدير الظروف واتخاذ القرارات في عمليات مكافحة الإرهاب.

وأشار التقرير إلى أن مراجعة إدارة بايدن تأتي في وقت استولت فيه موجات الإرهاب والعنف المتصاعدة على منطقة الساحل الإفريقي، وهي منطقة شاسعة تقع جنوب الصحراء تمتد من السنغال إلى السودان، وتهدد بالانتشار. حيثُ يسعى تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا بنشاط للحصول على مجندين جدد من دول غرب إفريقيا، بما في ذلك السنغال وتشاد. فضلاً عن قيام الجماعات المسلحة بتدمير الجسور ومهاجمة القوافل العسكرية والمباني الحكومية بشكل يهدد جنوب الساحل والمناطق التي لم تصل إليها العمليات الإرهابية مثل توغو وغانا وبينين وساحل العاج، حيث تحتفظ القوات الأمريكية بمراكز لوجستية.

 ونتيجة لتفاقم الوضع الأمني السيئ؛ أبلغت القيادة الإفريقية في البنتاجون المفتش العام بوزارة الدفاع العام الماضي أنها تخلت في الوقت الحالي عن استراتيجية إضعاف المتشددين الإسلاميين، وبدلاً من ذلك كانت تحاول بشكل أساسي احتواء التهديد.

وأشار التقرير إلى ما قاله كولين كاهل، المرشح الأبرز من إدارة بايدن لتولي منصب مسؤول السياسات في البنتاغون، في رد مكتوب على لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بأن: “الوضع الأمني بمنطقة الساحل يتدهور بشكل سيئ، حيث تنتشر حالة عدم الاستقرار إلى ساحل غرب أفريقيا”.

وأضاف: “لا يمكننا تجاهل أن النزاع سيستمر في أفريقيا وسيظل يولد تهديدا على الجنود الأمريكيين والشركاء والمصالح من منظمات العنف المتطرف”.

وحسب التقرير، تُدير القيادة المركزية لأفريقيا طائرات بدون طيار”MQ-9 Reaper” من العاصمة النيجيرية، نيامي التي تبعد 800 ميل عن درقو، ومن قاعدة الطائرات بدون طيار التي كلفت 110 مليون دولار في أغاديز، التي تبعد 350 ميلا عن درقو. وشنت القوات الأمريكية هجمات ضد القاعدة وتنظيم “الدولة” في ليبيا، ولكن لم يتم القيام بهجمات جديدة منذُ سبتمبر 2019.

وخلصت نتائج تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، إلى أن استراتيجية “العمل العسكري أولاً” التي تبنتها فرنسا وحلفاؤها بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، قد فشلت. وأشارت أحد المنظمات المُتخصصة في حل الأزمات في تقرير لها إلى أن التركيز على جهود صنع السلام المحلية يُمكن أن يُحقق المزيد. وجاء في التقرير أنه يتعين على باريس وشركائها إعادة توجيه نهجهم تجاه نهج آخر يُعزز الجهود المبذولة لإعطاء الأولوية للحكم، ولا سيما من خلال تهدئة التوترات المُتصاعدة داخل المُجتمعات ولا سيما المناطق الريفية، والتي يستغلها الجهاديون، ومن خلال تحسين تقديم الحكومات للخدمات الأساسية للمواطنين.

+ posts

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

منى قشطة

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى