
يحدث في أفريقيا 1-8 مارس: انعقاد منتدى أسوان2، وبدء توزيع لقاحات كوفيد-19، وأمل جديد في علاج الإيدز يأتي من الكونغو
إعداد- هايدي الشافعي
“يحدث في أفريقيا” تقرير يقدم عرضًا لأبرز الأحداث على الساحة الأفريقية والموضوعات التي تناولت قضايا القارة في فترة سابقة، لتجعلك دائمًا في مواكبة الأحداث.
شهدت الفترة من 1 حتى 8 مارس أحداثًا كثيرة على الصعيد الأفريقي، أبرزها انعقاد منتدى أسوان للسلام والتنمية في نسخته الثانية افتراضيًا، وبدء توزيع لقاحات كوفيد-19 على الدول الأفريقية، هذا بالإضافة إلى اندلاع احتجاجات في السنغال، وتفجيرات في غينيا الاستوائية، فضلًا عن نشر دراسة توحي بأمل جديد يأتي من الكونغو الديمقراطية في اكتشاف علاج لفيروس نقص المناعة، وفيما يلي عرض موجز للقضايا المختارة:
انعقاد منتدى أسوان للسلام والتنمية في نسخته الثانية رغم الجائحة
نشر موقع “الاندبندنت عربية” تقريرًا حول “منتدى أسوان للسلام والتنمية” الذي أقامته مصر خلال الفترة من 1 حتى 5 مارس افتراضيًا، وتضمن 15 جلسة نقاش تناولت مواضيع السلم والتنمية في أفريقيا، إلى جانب تغير المناخ والتجارة البينية الأفريقية، والبنية التحتية وتمويلها، ودور الشباب. وناقش كذلك موضوع الثقافة والعلوم والآثار بوصفه محور قمة الاتحاد الأفريقي لهذا العام، وكيفية حماية الممتلكات الثقافية وقت الحرب واستعادتها من الخارج، والقضايا الأمنية في منطقتي الساحل والبحر الأحمر.
وعبّر التقرير عن الرسالة الجماعية التي بعثها زعماء عديد من الدول الأفريقية في المنتدى خلال كلماتهم بتأكيد حاجة شعوب القارة السمراء إلى توفير لقاحات كورونا “بشكل عادل. ذكر التقرير أن الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتح المنتدى الذي جاء تحت عنوان “سبل التعافي من جائحة كورونا بما يعزز السلام والتنمية المستدامين في أفريقيا” بتأكيد أن التضامن الدولي ضرورة لتخرج الإنسانية من أزمة الوباء. وجدد التذكير بـ”المطلب الأفريقي” بضرورة توفير اللقاح المضاد للفيروس “بشكل أكثر إنصافًا وعدلًا، تلبية لمطالب شعوب قارتنا”.
الرؤساء: أفريقيا بحاجة إلى اللقاح
وأشار التقرير إلى أن زعماء عشر دول أفريقية شاركوا بكلمات مسجلة أشاروا خلالها إلى أهمية حصول شعوب القارة على اللقاح، إذ قال الرئيس الرواندي، بول كاجامي إن الجائحة أثبتت أهمية التعاون في المجال الصحي وضرورة دعم شراء العقاقير لصالح شعوبنا، داعيًا الدول الأفريقية إلى الحديث بصوت واحد في شأن إتاحة اللقاحات، لافتًا إلى ضرورة خلق “سلاسل توريد طبية بشكل مشترك بين دول القارة”.
وأضاف رئيس الجابون علي بونجو أن الجائحة كشفت “هشاشة المنظمات الدولية” التي عطلت تحقيق أجندة التنمية في القارة السمراء، مشددًا على ضرورة بذل مزيد من الجهد لزيادة كفاءة الحكومات الأفريقية لتخطي الأزمة ووقف آثار الجائحة، فيما أكد سيلفا كير، رئيس جنوب السودان، أهمية تحقيق التضامن الأفريقي بمواجهة تداعيات كورونا.
وطالب رئيس السنغال، ماكي سال، بتيسير حصول الدول الأفريقية على اللقاح المضاد لكورونا، فيما نوه الرئيس الزيمبابوي إيمرسون منانغوا، بوضع خطط للتصنيع الدوائي المشترك، واتفق معه رئيس مدغشقر أندريه راجولينا، مؤكدًا حاجة أفريقيا إلى “إنتاج اللقاحات” لمواجهة الجائحة التي أثرت في كل الدول. أما الرئيس التونسي قيس سعيد فأعرب عن دعم مبادرة رئيس جنوب أفريقيا بإطلاق منصة اللوازم الطبية الأفريقية ضمن دعم جهود الاتحاد الأفريقي للتصدي للجائحة.
دعم أممي
وفي كلمة مسجلة موجهة إلى المنتدى قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الأمم المتحدة تعمل على توفير لقاحات كورونا للدول الأفريقية، مشيرًا إلى وصول ثلاث شحنات من اللقاح مؤخرًا إلى غانا وكوت ديفوار، وحث دول مجموعة العشرين على زيادة دعمها القارة السمراء. وأشار موسي فكي، رئيس المفوضية الأفريقية، إلى أن الجائحة كشفت عن الحاجة إلى تأسيس نظام صحي جيد، وتصنيع اللقاحات لضمان سلامة كل الأفارقة.
ووفق إحصاءات المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن إجمالي إصابات كورونا حتى مطلع الشهر الحالي وصل إلى 3.9 مليون شخص في 55 دولة أفريقية. ويؤكد المركز نفسه أن معدلات الوفاة بسبب الفيروس في أفريقيا أعلى من المعدلات العالمية 2.2 في المئة.
تخفيف عبء الديون
لم تقتصر الرسالة الأفريقية الموحدة على الدعوة لتوفير اللقاح، ولكنها امتدت إلى الآثار الاقتصادية المترتبة على كورونا، إذ دعا الرئيس السنغالي في كلمته إلى تخفيف وطأة الديون على موازنات دول أفريقيا، ودعا الدول الكبرى إلى العمل مع صندوق النقد الدولي لخفض الأعباء عن دول القارة، مؤكدًا حاجة الدول الأفريقية إلى مخاطبة صندوق النقد الدولي بشكل جماعي، لتمويلها بسبب المعاناة من أزمة سيولة. واتفق معه رئيس بوركينا فاسو في أهمية تخفيف عبء الديون ودعم الاقتصاد الأفريقي، خصوصًا أن التداعيات الاقتصادية أدت إلى التأثير في الجوانب الأمنية بالقارة.
توصيات المنتدى
في هذا الإطار، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن المدير التنفيذي للمنتدى السفير أحمد عبد اللطيف -خلال الجلسة الختامية– أعلن توصيات المنتدى التي تضمنت من بينها ضرورة التغلب على الآثار السلبية لجائحة كورونا، عن طريق تعزيز القدرات الدوائية، وإمكانية توزيع اللقاحات عبر أنحاء القارة وتعزيز المراكز الأفريقية للسيطرة والتحكم.
وقال إن التوصيات شملت حث المجتمع الدولي على إلغاء الديون، وتمديد خدمات دفع الدين والإسراع لتعزيز التعاون في إطار منطقة التجارة الحرة القارية، وتعزيز الإسهام في الاستثمار والتصنيع في القارة، وتعزيز الاقتصاد الأخضر والرقمنة، بما يؤكد بناء مركز متكامل بين العمل والسلام للتصدي للتحديات.
وأضاف أنه بالنسبة لإعادة البناء فإن توصيات المنتدى أكدت ضرورة وضع سياسات مالية، وتنويع مصادر التمويل وإعطاء أولوية لإعادة الإعمار، وتوفير احتياجات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام وتعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن لتحقيق طفرات في مبادرة إسكات البنادق.
أفريقيا تبدأ حملات تلقيح “كوفاكس” ضد فيروس كوفيد-19
بدأت البلدان الأفريقية حملات تلقيح جماعية ضد فيروس كورونا المستجد باستخدام اللقاحات المقدمة من خلال مخطط تم إعداده لتقاسم الجرعات بشكل عادل مع الدول الفقيرة، حيث من المقرر أن تتلقى 24 دولة أفريقية قريبًا لقاحات Covid-19 من برنامج Covax المدعوم من الأمم المتحدة، وتشمل دول مثل كينيا التي تحصل على 1.25 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا/أكسفورد، وكذلك نيجيريا ستحصل على 3.92 مليون جرعة من أصل 16 مليون جرعة تتوقع استلامهم في الأشهر القليلة المقبلة، بالإضافة إلى كوت ديفوار التي كانت واحدة من أوائل الدول المستفيدة من مبادرة توزيع Covax المدعومة من الأمم المتحدة، مع بدء الحقن يوم الاثنين.
وفي ذات السياق، أطلقت غانا أيضًا حملة التطعيم هذا الأسبوع، حيث أصبح رئيس غانا نانا أكوفو أدو وزوجته يوم الاثنين أول من يتلقى لقاحًا ضد فيروس كورونا من خلال الخطة، وحث السيد أكوفو-أدو الناس على التطعيم وعدم تصديق نظريات المؤامرة التي تلقي بظلال من الشك على البرنامج الذي سيشهد طرح حوالي 600 ألف جرعة من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا في جميع أنحاء البلاد، وقال: “من المهم أن أضع مثالًا يُحتذى به في أن هذا اللقاح آمن لكوني أول من يحصل عليه، حتى يشعر الجميع في غانا بالراحة حيال أخذ هذا اللقاح”. وأكد أن “أخذ اللقاحات لن يغير الحمض النووي الخاص بك، ولن يتضمن جهاز تتبع في جسمك، ولن يسبب العقم عند النساء أو الرجال”.
وكان بعض الغانيين قد أعربوا عن مخاوفهم بشأن سلامة اللقاحات، بينما يعتقد البعض أنها حيلة من الحكومة لتقليل عدد سكان البلاد عن طريق جعلهم يعانون من العقم، ويعتقد البعض الآخر أن اللقاحات قد تكون مزيفة.
ستركز عملية الإطلاق في البداية على الفئات الأكثر ضعفًا -أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أو الذين يعانون من مشاكل صحية أساسية خطيرة- والعاملين الأساسيين، مثل المهنيين الطبيين والمعلمين والشرطة وحتى بعض الصحفيين.
لكن النساء الحوامل ومن تقل أعمارهم عن 18 عامًا ليسوا جزءًا من حملة التطعيم. وقالت السلطات إنها لا تملك بيانات كافية عن الآثار الجانبية المحتملة للقاحات على هذه المجموعات.
وإلى جانب غانا وكوت ديفوار وكينيا ونيجيريا تلقت كل من أنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغامبيا وليسوتو ومالاوي ومالي ورواندا والسنغال والسودان وأوغندا أيضًا جرعات اللقاح من “كوفاكس” الأسبوع الماضي، بحسب ما قاله المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس.
من جهة أخرى، قالت كوفاكس في بيان إن اللقاحات الأولى في كوت ديفوار وغانا هذا الأسبوع تجري قبل توزيع 11 مليون جرعة أخرى على بعض الدول التي وقعت على المبادرة. ويأمل مخطط Covax في تقديم أكثر من ملياري جرعة لأشخاص في 190 دولة في أقل من عام. وقال البروفيسور جافين يامي، الذي شارك في إعداد البرنامج، إن هناك “حاجة كبيرة” لتوزيع اللقاحات في جميع أنحاء العالم، وليس للدول الغنية فقط، مؤكدا أن ذلك لن يكون غير عادل وفقط وانما خطر مروع للصحة العامة.
وتم تصميم برنامج Covax بحيث تتبرع الدول الأكثر ثراءً التي تشتري اللقاحات -إما ماليًا أو بجرعات- حتى تتمكن الدول الفقيرة من الوصول إليها أيضًا. وتقود المبادرة منظمة الصحة العالمية (WHO) وتشارك أيضًا التحالف العالمي للقاحات (Gavi) والتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة (Cepi).
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية إن هذا الأسبوع كان “البداية فقط”. قال “هذا يوم يحلم به كثير منا ويعملون منذ أكثر من 12 شهرًا”. “ما زال أمامنا الكثير لنفعله لتحقيق رؤيتنا لبدء التطعيم في جميع البلدان خلال المائة يوم الأولى من العام. لم يتبق سوى 40 يومًا.”
احتجاجات في السنغال واعتقال أبرز زعيم معارضة
أسفرت اشتباكات بين الشرطة وآلاف المتظاهرين المحتجين عن اعتقال سونكو أبرز زعيم للمعارضة السنغالية، ومقتل ثمانية أشخاص على الأقل منذ الأسبوع الماضي.
وكانت السلطات قد قامت بتقييد الوصول إلى الإنترنت ووقف البث من قناتين تلفزيونيتين خاصتين غطتا الاحتجاجات، وقامت كذلك بحظر الدراجات النارية والدراجات البخارية التي تحظى بشعبية بين القاعدة السياسية الشابة لسونكو من شوارع العاصمة، بعد أن ألقى المتظاهرون الحجارة وأشياء أخرى على قوات الأمن، وأقاموا حواجز في الشوارع وأحرقوا الإطارات والحطام، بينما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل اليدوية لتفريقهم.
كما قالت شركة مراقبة الإنترنت NetBlocks، إن وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة بما في ذلك فيسبوك وواتساب ويوتيوب، تم حظرها في وقت مبكر من يوم الجمعة. واستعدادًا للعنف، تم إغلاق المدارس وبعض المتاجر.
وأعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها إزاء تعامل السلطات مع الوضع، وقالت إن إطلاق سراح سونكو قد يساعد في تخفيف التوترات التي عصفت بواحدة من أكثر الديمقراطيات استقرارًا في غرب أفريقيا في الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل ثمانية على الأقل في اشتباكات بين المحتجين والشرطة. وكانت لائحة اتهام قد وجهت إلى عثمان سونكو وأفرج عنه بكفالة تحت إشراف قضائي يوم الاثنين لكن ائتلافًا معارضًا دعا إلى ثلاثة أيام من الاحتجاجات ابتداءً من يوم الاثنين.
وتعد هذه الاضطرابات هي الأسوأ منذ عقد في السنغال، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها واحدة من أكثر الديمقراطيات استقرارًا في غرب أفريقيا، ووفقًا لـ وكالة رويترز؛ تسببت المظاهرات التي اشتعلت الأسبوع الماضي في اعتقال سونكو، بعد أن اتهمته موظفه في صالون تجميل باغتصابها، وينفى سونكو، وهو مفتش ضرائب يبلغ من العمر 46 عامًا وله عدد كبير من المتابعين بين الشباب، ارتكاب أي مخالفات ويقول إن الاتهامات جزء من نمط تتبعه السلطات لتوجيه تهم جنائية لمنع المعارضين من الترشح في الانتخابات، ويؤيده في ذلك العديد من المتظاهرين اللذين يرون اعتقال سونكو على أنه محاولة من سال لنسف مسيرة منافس بارز، وليس كرد فعل مشروع على تهمة اغتصاب.
واتهم سال باستهداف خصوم سياسيين آخرين في السنوات الأخيرة، ما أثار اتهامات بالتدخل السياسي، حيث حُكم على عمدة داكار السابق ذو الشخصية الجذابة “خليفة سال”، بالسجن خمس سنوات في 2018 بتهمة الاختلاس، مما أدى إلى استبعاده من السباق الرئاسي لعام 2019، ثم أصدر الرئيس عفوًا عن سال بعد الانتخابات، مما أثار الشكوك في أن التهم تم تحديدها بشكل متعمد للتصويت، وكذلك سُجن “كريم واد”، نجل الرئيس السابق عبد الله واد والمرشح الرئاسي في 2015 بتهمة الفساد، منهيًا طموحاته السياسية، وتم العفو عنه لاحقًا.
انطلاقا من ذلك، كان اعتقال سونكو بمثابة صواعق لإحباطات أخرى، حيث يشعر العديد من السنغاليين بالاستياء مما يرون أنه فساد وظلم تسبب في اختلال اقتصادي بالبلاد. وتنفي الحكومة وجود دوافع سياسية وراء القضية، ولم يعلق سال، 59 عامًا، على تقارير ترشحه لولاية ثالثة على الرغم من الحد الدستوري لفترتين.
ويذكر أن “ماكي سال” وصل إلى السلطة في عام 2012 على خلفية موجة من الدعم الشعبي، وأثارت محاولة سلفه عبد الله واد لولاية ثالثة احتجاجات حاشدة وعدّ فوز سال في الانتخابات انتصارًا للديمقراطية الإقليمية. والآن، يشعر العديد من المتظاهرين بالقلق من أن يمدد سال حكمه لولاية ثالثة.
انفجارات في قاعدة عسكرية بغينيا الاستوائية أسفرت عن مقتل 98 شخصًا
قال الرئيس تيودورو أوبيانج نجويما إن سلسلة انفجارات كبيرة في قاعدة عسكرية أسفرت عن مقتل 98 شخصا على الأقل وإصابة 600 آخرون في غينيا الاستوائية يوم الأحد كانت نتيجة إهمال يتعلق باستخدام الديناميت. وفي بيان بثه التلفزيون الوطني دعا أوبيانغ إلى تقديم دعم دولي في جهود التعافي، مضيفًا: “إنني أترجم كل دعمي للأشخاص المتضررين”.
وأظهرت محطة تلفزيون “TVGE” فرقًا وهي تسحب الأشخاص من بين أكوام الركام، وقد نُقل بعضهم بعيدًا ملفوفًا في ملاءات السرير، وكان مسؤول صحي قد أبلغ “TVGE” في وقت سابق أن عدد القتلى لا يقل عن 20. وصعدت شاحنات صغيرة مليئة بالناجين، بمن فيهم الأطفال، إلى مقدمة مستشفى محلي. ودعت TVGE الناس للتبرع بالدم وقالت إن المستشفيات في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا ممتلئة.
وعزا الرئيس، تيودورو أوبيانغ نغويما مباسوغو، الواقعة إلى إهمال في التعامل مع الديناميت، قائلا إن الانفجارات دمرت تقريبًا جميع المنازل والمباني في باتا، وهي مدينة يزيد عدد سكانها قليلا عن 250 ألفا.
وتأتي هذه التفجيرات في الوقت الذي تعاني فيه غينيا الاستوائية التي تعد منتجًا للنفط من صدمة اقتصادية مزدوجة بسبب جائحة فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط الخام، الذي يوفر حوالي ثلاثة أرباع إيرادات الدولة.
ويدير أوبيانج، الزعيم الأفريقي صاحب أطول مدة خدمة، المستعمرة الإسبانية السابقة منذ عام 1979 عندما قام بانقلاب عسكري دموي وأطاح بعمه الذي أُعدم فيما بعد. ويشير النقاد إلى أن أوبيانغ وعائلته يتمتعون بثروة سخية بينما يعيش غالبية السكان في فقر.
وفي منطقة الانفجار يوم الأحد اقتلعت أسقف حديدية من المنازل ووضعت ملتوية وسط الأنقاض، وبقي جدار أو اثنان فقط من معظم المساكن. في أعقاب ذلك مباشرة، ركض الناس في جميع الاتجاهات، وكان الكثير منهم في حالة ذهول وصرخ، بينما وصل عمود من الدخان إلى السماء وسعى رجال الإطفاء إلى إخماد النيران.
دراسة حول فيروس نقص المناعة البشرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية “أمل جديد في البحث عن علاج”
ونقلًا عن موقع BBC قال علماء إن اكتشاف مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين تتحكم أجسامهم بشكل طبيعي في فيروس نقص المناعة البشرية دون تناول أدوية، يقود إلى آمال في علاج نهائي.
فقد اكتشف العلماء الذين يجرون أبحاثًا حول فيروس نقص المناعة البشرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية مجموعة نادرة من الأشخاص الذين يمكنهم إطلاق علاجات جديدة للتصدي للفيروس، وأثبتت المجموعة المعروفة باسم وحدات التحكم في فيروس نقص المناعة البشرية أنها إيجابية بالنسبة للأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية ولكن كان لديهم حمل فيروسي منخفض إلى غير قابل للاكتشاف دون استخدام الأدوية.
ووجدت نتائج الدراسة أن ما يصل إلى 4٪ من حاملي فيروس نقص المناعة البشرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية كانوا قادرين على قمع الفيروس، وعادة أقل من 1 ٪ من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية قادرون على القيام بذلك. يقول الباحثون إن هذا يمكن أن يكون بمثابة نقطة انطلاق لمزيد من البحث لتطوير لقاح أو علاجات جديدة لمواجهة الفيروس الذي يسبب الإيدز.
وقالت ماري رودجرز، كبيرة العلماء في الدراسة، لبي بي سي: “عندما بدأنا لأول مرة في رؤية البيانات الواردة من الدراسة، فوجئنا، لكننا شعرنا بالغبطة أيضًا”. وأضافت: “قد يعني هذا أن هذا شيء يمكننا بالفعل علاجه”.
بالإضافة لذلك، تم نشر النتائج في eBioMedicine ، حيث نظرت في عينات مأخوذة من أشخاص مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بين عامي 1987 و 2019. وقالت الدكتورة رودجرز، رئيس برنامج أبوت العالمي للمراقبة الفيروسية، إن المجموعة في جمهورية الكونغو الديمقراطية كانت أكبر اكتشاف في بلد واحد – بين 2.7٪ و4.3٪. تم تحديد 1٪ أخرى من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في الكاميرون على أنهم يسيطرون على الفيروس جيدًا دون دواء. وعلقت: “لم نشهد هذا من قبل، وعادة ما نجد أقل من 1٪ من جميع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية قادرون على قمع الفيروس بشكل طبيعي.”
في الوقت الحالي، يتعين على معظم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية تناول الأدوية يوميًا لقمع الفيروس وتقليل الحمل الفيروسي، ولم يُعرف بعد كيف يمكن لما يسمى بـ”النخبة المتحكمين” المكتشفة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن تقوم بقمع عدوى فيروس نقص المناعة البشرية لديهم، لكن الدكتورة رودجرز قالت إن فهم كيف تمكنت المجموعة من الحفاظ على أحمال فيروسية منخفضة أو غير قابلة للاكتشاف سيكون أمرًا حاسمًا للسيطرة على الفيروس. لكنها شددت على الحاجة إلى مزيد من البحث، مشيرة إلى دراسات سابقة أظهرت أن هذه المجموعة من الناس من المحتمل أن تفقد حمايتها مع تقدم المرض.
باحثة ببرنامج العلاقات الدولية