
أجندة الأشهر الأخيرة لمجلس الدوما الروسي الحالي.. وتأهب قبل انتخابات 2021
بتاريخ 17 فبراير الجاري، عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعًا، عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”، شارك فيه قيادات جميع الأحزاب البرلمانية. وخلال الاجتماع، ناقش بوتين معهم أولويات الأجندة التشريعية للأشهر الستة المتبقية قبل الانتخابات القادمة، والمزمع إجراؤها في سبتمبر 2021.
وخلال الاجتماع، أشاد بوتين بعمل البرلمان الحالي خلال فترة استمرت لقرابة الخمس سنوات، موضحا أن مجلس الدوما الروسي انتهى من اعتماد أكثر من 550 قانونًا، كما وضع منهجية تنفيذ البرنامج الاقتصادي الوطني، وتحسين مناخ الأعمال والاستثمار، وضمان حقوق العمل والحقوق الاجتماعية للمواطنين، وتعزيز الدولة الروسية بوجه عام.
فقد أشار بوتين تحديدًا، إلى القوانين التي تهدف ضمان التنفيذ والتطوير القانوني لبنود التعديلات الدستورية، التي تم تبنيها في تصويت عموم روسيا. كما عبر عن ثقته في أن الأحزاب ستنظم أعمالها خلال الأشهر القليلة المتبقية.
ووفقًا لبوتين، تكتسب الانتخابات البرلمانية الفيدرالية القادمة أهمية استثنائية بالنسبة لروسيا، وتخضع لهدف رئيسي واحد، وهو تحسين الجودة النوعية لحياة الناس، ونقلهم إلى مستوى مختلف تمامًا. وألقى بوتين بالمسؤولية الكبرى على عاتق الأربعة أحزاب الكِبار، والذين يُنتظر منهم تحديد نغمة الحملات الانتخابية المستقبلية بأكملها، وإجرائها بطريقة بناءة وذات مغزى، وإظهار عمق المناقشة ونضجها.
أبرز النقاط على أجندة عمل الأشهر الأخيرة لمجلس الدوما الحالي
في الوقت الراهن، تم تبني 22 قانونًا، وتعديل 155 قانونًا اتحاديا، بالإضافة إلى خمسة قوانين أخرى قيد الدراسة يستهدف الدوما الروسي الانتهاء منها خلال فترة الربيع. وذلك وفقًا لـ “فياتشيسلاف فولودين”، رئيس مجلس الدوما الروسي، خلال كلمته أثناء اجتماع 17 فبراير الجاري. كما أكد تمسك الدوما الروسي بحرية الرأي والتعبير، والمقصود بها مجابهة شركات تكنولوجيا المعلومات الكبرى، التي تلغي بشكل عملي تشريعات جميع البلدان، وتقوم بالتعامل في هذا السياق وفقًا لما يناسبها هي.
فيما طرح، “جينادي زيوجانوف”، رئيس الحزب الشيوعي الروسي، أربع أولويات على رأس أجندة العمل الخاصة بحزبه في الدوما، وهذه الأولويات تتلخص في توفير؛ بيئة مواتية، جودة في مجالات العمل، والتعليم، وتوفير الرعاية الصحية الكافية. كما أوضح “زيوجانوف”، أن حزبه أعد 12 قانونًا بهدف تحقيق هذه الأولويات وما ستحتاج إليه من ميزانية تنموية. كما تحدث عن تفاقم مشكلة البطالة واقتراب المواطنين الروس من الانقراض في حالة تنامي معدلات السكان بنفس الطريقة. وعلى السياق الخارجي، انتقد زيوجانوف الإملاءات الأمريكية وأوضح أن جو بايدن سيواجه مقاومة داخلية شديدة.
فيما ألقى، “فلاديمير جيرينوفسكي”، زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي، كلمة أدان من خلالها التدخلات الأجنبية، واقترح تشكيل وزارة خاصة بالشباب، نظرًا لأنهم طبقة شديدة الخصوصية من المجتمع، ومن الضروري للغاية التحدث معهم بلغتهم. ولعلاج زيادة معدلات الإجهاض وانتقاص نسبة المواليد، اقترح زعيم الحزب الليبرالي، أنه من الممكن علاج هذه المسألة عبر إحالة الطفل غير المرغوب فيه إلى الدولة، مقابل حصول الوالدة على تعويض مادي. وبهذه الطريقة ستحصل الدولة على عدد يتراوح ما بين 500 ألف إلى مليون ولادة إضافية.
تكتلات حزبية جديدة تسبق انتخابات 2021
يحتل حزب روسيا الموحدة مركز الصدارة داخل البلاد، فهو الحزب الحاكم حيث ينتمي بوتين. لكن فيما قبل موعد انتخابات مجلس الدوما لـ 2021، ظهرت حركة تستهدف عمل تكتلات حزبية جديدة، من خلال توحيد ثلاثة أحزاب تحت لواء مظلة حزب واحد أوسع.
فقد انتهى الأمر إلى إعلان اندماج الأحزاب “حزب روسيا
العادلة، وحزب من أجل الحقيقة، وحزب وطنيو روسيا”، تحت اسم حزب واحد أكبر
بعنوان “روسيا العادلة من أجل الحقيقة”. وترأس الحزب بشكله الجديد،
“سيرجي ميرونوف”، فيما أصبح رئيسا الحزبين الآخرين، “زاخار
بريبلين”، و”جينادي سيميجين”، رؤساء مشاركين للحزب الجديد.
ويهدف هذا التكتل الحزبي الجديد للحصول على الأقل على المركز الثاني من حيث أعضاء
الأغلبية في انتخابات مجلس الدوما القادمة. ومن المُقرر أن يُعلن الحزب برنامج
عمله الجديد بحلول 22 ابريل المقبل، فيما يتوقع أن تحتوي المسودة الأولى لقوانين
الحزب على مبادرات تهدف لخفض سن التقاعد، وزيادة الحد الأدنى للأجور، بالإضافة لدعم
المنح الدراسية للطُلاب.
وخلال مؤتمر مشترك للحزب، قال ميرونوف، “إن حزب روسيا العادلة أصبح هو المنصة السياسية، والتنظيمية، لتوحيد الأحزاب الثلاثة” ، مشيرا إلى أن “العمل المشترك للأحزاب، سيسمح لها بإثبات حقيقة أن توحيد القوى الوطنية اليسارية هو ضرورة العصر”.
تكهنات حول الانتخابات البرلمانية القادمة
من المحتمل أن تكون المنافسة خلال الانتخابات المقبلة محتدمة للغاية، نظرًا لإقرار التعديلات الجديدة على الدستور الروسي، والتي وفقًا لها تم توسيع صلاحيات مجلس الدوما بما في ذلك تشكيل حكومة الدولة.
يذكر كذلك أنه خلال انتخابات الدوما 2016، حصل حزب روسيا الموحدة على عدد قياسي، من الانتخابات، حيث جنى 343 من أصل 450 مقعدا. فيما يعتقد معظم الخبراء ومحللي السياسات الروسية أن هذا الوضع سيتغير بشكل كبير، خاصة في ظل وجود منافسات حزبية قوية وفقًا للتكتلات الجديدة.
هناك تحدي جديد، ليس من الواضح ما إذا كان سيستمر حتى تاريخ انعقاد الانتخابات أم لا، وهذا التحدي هو فيروس كورونا، التي لا زالت التوقعات بشأن موعد انتهائه الأخيرة غير معروفة حتى اللحظة، حتى في ظل انتشار اللقاحات.
فضلاً عن تحدي آخر، ليس من الممكن إدراك أبعاده بالكامل، ومدى تأثيرها على مجرى الانتخابات القادمة ومعدلات الإقبال، وهذا التحدي بالطبع وجود أنصار المعارض الروسي أليكسي نافالني والمزاج العام المرافق لهذه الاحتجاجات، الذي سيكون موجودا بحلول ذلك التاريخ. وعليه، هناك تحدي، قد تنجح أحزاب المعارضة باحتواء هؤلاء الغاضبين، وقد تفشل ويتحول الأمر إلى تجدد الاحتجاجات مرة أخرى.
باحث أول بالمرصد المصري



