سياسة

وزير خارجية باكستان: السيسي رجل دولة بارع ويلعب دورًا مهمًا في تعزيز السلم والأمن والازدهار في المنطقة

أكد وزير الخارجية الباكستاني، مخدوم شاه محمود قريشي، أن العلاقات الباكستانية – المصرية علاقات تاريخية ووثيقة وتقوم على الاحترام والتعاون في كافة المجالات، وتستند على روابط الإيمان المشترك والثقافة وتشابه الرؤية في العديد من القضايا الإقليمية والعالمية، لافتًا إلى أن محمد علي جناح، الذي زار مصر عام 1946، قبل استقلال باكستان، وضع أساس العلاقات الثنائية، وعلى مدى السنوات السبعين الماضية، نمت بشكل مطرد، مع إنشاء آليات مؤسسية تدريجية لتعزيز التعاون في جميع المجالات.
كما تم فتح آفاق جديدة للعلاقات الثنائية بعد تنصيب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في عام 2018، ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي مرتين في عام 2019، على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة، والدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأيضا تحدثا مرة أخرى في عام 2020 بخصوص التعاون في مبادرة عمران خان العالمية بشأن تخفيف عبء الديون للبلدان النامية، كما اتفقا على خارطة طريق لدعم وتعزيز علاقات التعاون والصداقة والأخوة بين البلدين في كافة المجالات.
وقال قريشي، في حوار مع طارق السنوطي نائب رئيس تحرير صحيفة “الأهرام” خلال زيارته الحالية للقاهرة، إن مصر وباكستان تتمتعان باقتصادات ديناميكية ذات معدلات نمو قوية وتستعد أسواقهما الناشئة للعب دور محوري في تعزيز التجارة العالمية والتعاون الاقتصادي حيث يقع البلدين في موقع استراتيجي على مفترق طرق القارات ويمثلان ممرات للتجارة والطاقة. وبينما تعتبر مصر محطة هامة على طريق الحرير البحري، فقد أنشأت باكستان أيضًا ميناء بحري عميق (ميناء جوادر)، وهو على استعداد للمساهمة بشكل إيجابي في التجارة الإقليمية. بالإضافة إلى وجود إمكانات هائلة للبلدين للتعاون تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق.
وفي هذا السياق، أكد أن باكستان تولي أهمية كبيرة لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي مع إفريقيا، معتبرًا إياها كتلة اقتصادية ناشئة ذات إمكانات هائلة للمساهمة في التجارة والاقتصاد العالميين، وبالتالي التعاون معها أمر محوري في سياسة بلاده، معربًا عن تطلعه لإنشاء آليات تعاونية لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع مصر.
وأكد قريشي أن الرئيس السيسي رجل دولة بارع ويلعب دورًا مهمًا في تعزيز السلم والأمن والازدهار في المنطقة، وقد تجلى ذلك من خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي في عام 2019 واستضافته القمة العربية الأوروبية الأولى في شرم الشيخ عام 2019. مشددًا على أن مبادرة السيسي لتنظيم منتدى شباب العالم السنوي جديرة بالثناء، وتعامل مصر الذكي مع أزمة جائحة كورونا حظي بالكثير من التقدير والإشادة.
وأعرب عن أمله في أن تواصل مصر تحت القيادة الديناميكية للرئيس السيسي، الإسهام في تعزيز السلام والاستقرار والتعاون في المنطقة التي تشهد اضطرابات وعدم استقرار، وقد ألقت هذه التحديات بظلالها على الجهود الإقليمية لمساعدة شعب فلسطين المحروم من حقه في تقرير المصير.
وأكد وزير الخارجية الباكستاني أن مصر أمة نابضة بالحياة وهي واحدة من أقدم الحضارات في العالم وتتمتع بتقاليد ومؤسسات قوية، ساعدتها في التغلب على التحديات الداخلية والخارجية، معربًا عن سعادته لرؤية حجم التقدم السياسي والاقتصادي الذي حققته مصر خلال السنوات القليلة الماضية. ومبديًا ثقته في أن الشعب المصري سيحقق المزيد من الخطوات البارزة في مسيرته على طريق السلام والاستقرار والأمن والازدهار. ومتمنيًا “الخير” لهذا البلد، معتبرًا أن زيارته لمصر تحمل رسالة صداقة، بحيث يمكن لحكوماتنا وشعوبنا أن يكونوا شركاء في السلام والتنمية.

وفي شأن مكافحة الإرهاب، أوضح قريشي أن الإرهاب ظاهرة دولية تتجاوز الحدود الوطنية ويجب إدانته بجميع أشكاله ومظاهره. وبوصفه تهديدًا عابرًا للحدود، تتطلب مكافحته تعاونًا قويًا بين الدول. مشيرًا إلى أنه عادة ما يعمل الإرهابيون محليًا ولكنهم يمتلكون وسائل التمويل والتجنيد الدولي لمنظماتهم. مؤكدًا أنه من المهم أن تتعاون الدول بشكل وثيق وأن تتبادل المعلومات حول الشبكات الإرهابية للتغلب على هذا الخطر. وشدد على أنه أثناء مكافحة الإرهاب، يجب أن نظل مدركين أيضًا أن هذه الظاهرة لا ترتبط بأي دين أو منطقة معينة.
وأوضح قريشي أن باكستان تكبدت الكثير والكثير حيث قارب عدد ضحاياها في مواجهة الإرهاب أكثر من 83 ألف ضحية بالإضافة لخسائر اقتصادية فاقت 126 مليار دولار، مشددًا على أن الجهود الجماعية لقوات الأمن والمجتمع المدني ساعدت على قلب الطاولة على الإرهاب. وبعد القضاء على مخابئ الإرهابيين في المناطق النائية، باكستان الآن في طور إعادة البناء والتأهيل وهي مستعدة لمشاركة خبراتها وقدراتها في مكافحة الإرهاب مع الدول الأخرى.
وعن التعاون مع مصر في مكافحة الإرهاب، أكد وزير الخارجية أن البلدين عانيتا من آفة الإرهاب وتتشاركان الرؤية بشأن طبيعة وأسباب هذا الخطر، وقد قدم شعبا البلدين وقواتهما الأمنية تضحيات جسيمة في جهود مكافحة الإرهاب، وبعد تحقيق النجاح في الداخل، يمكن لأجهزة الأمن العمل معًا لإيجاد حلول جماعية لهذا الخطر العالمي، معربًا عن رغبة باكستان في تعزيز تعاونها مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب.
وبخصوص التحديات الاقتصادية التي تواجهها باكستان، قال قريشي إن حكومة بلاده الحالية نقلت التركيز من الجغرافيا السياسية إلى الجغرافيا الاقتصادية حيث تتمحور رؤيتها حول الأمن الاقتصادي، الذي يقوم على الاتصال، وتوفير القواعد الاقتصادية لاستراتيجية التنمية وضمان السلام داخل الحدود وخارجها.
وأضاف أنه في ظل هذه الرؤية، تستمر المؤشرات الاقتصادية الباكستانية في التحسن نتيجة لعدد من الإصلاحات الصعبة التي قامت بها الحكومة الحالية، مؤكدًا أنه لم تحقق الخطوات التي تم اتخاذها الاستقرار الاقتصادي فحسب، بل وضعت الاقتصاد على طريق النمو المستدام؛ حيث أقر صندوق النقد الدولي بفعالية برنامج الإصلاح الاقتصادي الباكستاني، الذي ظل على المسار الصحيح وبدأ يؤتي ثماره. وفي تقرير البنك الدولي عن سهولة ممارسة الأعمال التجارية، صعدت باكستان 28 مركزًا في عام 2020، كما رفعت وكالة التصنيف الدولية، موديز، تصنيف البلاد، إذ أنه مع الاستقرار، أصبح الاقتصاد في وضع جيد للنمو في السنوات القادمة.
وفي هذا السياق، أشار قريشي إلى أن مشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) هو طفرة للاقتصاد الباكستاني على مدى السنوات السبع الماضية، حيث خلقت مشاريع الممر 77 ألف وظيفة تقريبًا في مجال الطاقة والبنية التحتية على التوالي. وبهدف تعزيز التواصل الإقليمي والازدهار المشترك والعلاقات بين الناس، فإن الممر منفتح على مشاركة دولة ثالثة، داعيًا المستثمرين المصريين لاستكشاف وجني الحوافز المقدمة في المناطق الاقتصادية الخاصة في إطار مشروع الممر الاقتصادي.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى