سياسة

صفقة عسكرية جديدة بين واشنطن والقاهرة .. ما هي التفاصيل؟

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في الخامس عشر من الشهر الجاري، عن موافقتها على تزويد شركة (رايثيون) للصناعات الدفاعية والصاروخية، القوات البحرية المصرية، بما مجموعه مائة وثمانية وستين صاروخ مضاد للطائرات، من نوع (RIM-116C) وتحديداً الجيل الثاني منه (Block 2). الصفقة تشمل أيضاً المعدات الفنية والتشغيلية الكاملة الخاصة بهذه الصواريخ، بما في ذلك حاويات التخزين والنقل، والوثائق الفنية، وخدمات الدعم الفني واللوجيستي، بتكلفة إجمالية تصل إلى 197 مليون دولار.

هذه التفاصيل جاءت ضمن رسالة أرسلتها وكالة التعاون الدفاعي والأمني التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية إلى الكونجرس، إعلاماً منها له بموافقة وزارة الخارجية على توقيع هذه الصفقة بشكل نهائي، وبموجب القانون الأمريكي، سيكون أمام الكونجرس 30 يومًا لمراجعة تفاصيل هذه الصفقة، ولكن لا يشترط القانون موافقة الكونجرس على بنودها لإتمام توريد مكوناتها إلى مصر، وتعد هذه الصفقة الأولى على المستوى العسكري لمصر في ظل إدارة بايدن الجديدة، علماً ان اخر صفقة تم توقيعها بين القاهرة وواشنطن على المستوى العسكري، تمت في مايو الماضي، حين وافقت إدارة ترامب على صفقة لتزويد مصر بالمعدات اللازمة لتطوير وتعمير 43 مروحية هجومية من نوع (AH-64E Apache)، بقيمة تقدر بنحو 2.3 مليار دولار.

تضمنت رسالة الخارجية الأمريكية إلى الكونجرس، التأكيد على أن هذه الصفقة ستدعم بقوة السياسة الخارجية لإدارة بايدن، وستساهم في الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي، من خلال دعم القوة العسكرية لمصر، التي تعد حسب تعبير رسالة الخارجية الأمريكية من “أهم حلفاء الولايات المتحدة خارج حلف الناتو”، ولا تزال “شريكًا استراتيجيًا مهمًا في الشرق الأوسط”، وأضافت الرسالة أن هذه الصفقة لن تتسبب في تغيير التوازن العسكري القائم في منطقة الشرق الأوسط.

جدير بالذكر هنا، أن هذا النوع من صواريخ الدفاع الجوي القريب، يخدم بالفعل في سلاح البحرية المصرية، لكن بالجيل الأول منه (Block 1)، حيث تتسلح به الزوارق الصاروخية الأمريكية الصنع (أمباسادور)، التي تمتلك منها البحرية المصرية أربعة زوارق، يتسلح كل زورق منها بمنصة إطلاق لهذه الصواريخ، تحتوي على 21 صاروخ، وبالتالي يمكن القول أن الصفقة الجديدة موجهة بشكل أساسي لتطوير تسليح هذه الزوارق الأربع.

البحرية المصرية كانت قد طلبت شراء هذه الصواريخ بشكل رسمي عام 2018، وفي شهر مايو من نفس العام، أعلن قسم التعاقدات في وزارة الدفاع الأمريكية، عن موافقته على منح شركة (رايثيون) التصاريح اللازمة لتوريد هذا النوع من الصواريخ الى كل من قطر ومصر وتركيا والبحرية الأمريكية. يتميز هذا النوع من الصواريخ بالقدرة على التصدي للأهداف الجوية القريبة، وبشكل خاصة الصواريخ المضادة للقطع البحرية، ويتسم بالدقة الكبيرة نظراً لإتباعه نمط طيران يقوم من خلاله بالدوران حول نفسه خلال التحليق حول الهدف، مما يمنع إنحرافه عن الهدف ويقلل من العوامل التي من الممكن أن تقلل سرعته أو تحرفه عن اتجاهه أثناء التحليق، مثل الرياح مثلا. يبلغ مدى الجيل الأول من هذا الصاروخ 9 كيلو متر، وسرعته تصل إلى ضعفي سرعة الصوت، وتصل زنة رأسه الحربي إلى 11 كيلو جرام، ويوجه بطريقتين، الأولى عبر الأشعة تحت الحمراء، والثانية عبر التوجيه الراديوي السلبي. بدأ دخول الجيل الثاني من هذه الصواريخ في الخدمة لدى البحرية الأمريكية عام 2015، واشتمل على تحسينات في آليات التوجيه والمناورة، بجانب محرك جديد.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

محمد منصور

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى