
أبرز ما جاء في تقارير المراكز العربية هذا الأسبوع
مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة
تداعيات عملية “ثأر الشهداء” ضد “داعش” في العراق
3فبراير2021
تناول التقدير توجيه أجهزة الأمن العراقية ضربات قوية لقادة تنظيم “داعش” في الفترة الأخيرة، حيث أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في 3 فبراير الجاري، مقتل الإرهابي أبو حسن الغريباوي الذي كان يتولى منصب “قائد جنوب العراق” في تنظيم “داعش” والإرهابي غانم صباح المسئول عن نقل الانتحاريين وآخرين من العناصر الإرهابية. وذلك في إطار عمليات “ثأر الشهداء”، التي انطلقت في 22 يناير الفائت.
وأوضح التقدير أهداف الحكومة من تلك العملية العسكرية حيث احتواء الاستياء الشعبي المتصاعد بعد التفجيرات التي نفذها تنظيم “داعش” في 21 يناير الفائت، والسعي لمتابعة ومطاردة خلايا التنظيم والحد من قدراته المتنامية خلال عام 2020، بالإضافة لمنع “داعش” من العودة إلى السيطرة المكانية.
وأشار التقدير الى أنه على الرغم من النجاح النسبي للعملية العسكرية الجارية “ثأر الشهداء” ضد تنظيم “داعش”، إلا أن قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات إرهابية في الداخل العراقي ما زالت قائمة، خاصة أنه تبقى لديه القدرة على الاستقطاب والتجنيد نتيجة الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها بعض الميليشيات المسلحة ولاسيما الحشد الشعبي.
وانتهى التقدير الى أن عملية “ثأر الشهداء” تأتي في توقيت مهم بالنسبة للسلطات العراقية، في ظل التوتر الذي تتصاعد حدته على الساحة الداخلية العراقية، بسبب تنامي الاستياء الشعبي واستمرار الصراعات السياسية، واتساع نطاق نفوذ الميليشيات المسلحة.
هل يغير بايدن سياسة مكافحة الإرهاب في إفريقيا؟
4فبراير2021
د. حمدي عبد الرحمن
تناول التقرير أن الإدارة الجديدة ستتبنى سياسات نيوليبرالية جديدة تعظّم من قيم التعددية والتعاون مع الحلفاء التقليديين. ووفقًا لهذه الرؤية فمن المتوقع كذلك أن يؤدي انخراط الولايات المتحدة الكبير في الشؤون الدولية إلى تعاون أمني أكبر مع إفريقيا، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب.
أوضح التقرير أن الولايات المتحدة لديها وجود عسكري طويل الأمد في إفريقيا، وخاصة في إطار شعار “الحرب العالمية على الإرهاب”.
وأشار التقرير لطغيان استخدام الحلول العسكرية لمكافحة الإرهاب، من خلال تكثيف الضربات الجوية، وعلى الرغم من ذلك كله، لا تزال تهديدات كل من “القاعدة” و”داعش” وجماعات “بوكو حرام” وغيرها من الجماعات الإرهابية في تصاعد مستمر.
واستعرض التقرير أن الولايات المتحدة لم تركز في وجودها العسكري في إفريقيا على محاربة الإرهاب فقط، بل كانت تقوم من خلال الجيش بأنشطة أخرى لتحقيق وتعزيز المصالح الأمريكية. حيث ساعدت الطائرات العسكرية الأمريكية في إيصال الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى، كما كان الوجود العسكري الأمريكي في العديد من الدول الإفريقية جزءًا أساسيًا من الاستجابات لجائحة (كوفيد-19). ولا شك أن هذه المهام تهدف لتعزيز المصالح الأمريكية في إفريقيا، ولا سيما احتواء النفوذ الصيني المتزايد.
وأوضح التقرير أن التركيز على المساعدة الأمنية الأمريكية، والإفراط في عسكرة مكافحة الإرهاب في بعض النواحي، إلى الفساد المتعلق بصفقات الأسلحة. ومع ذلك، هناك حاجة ملحة لإعادة تقييم سياسة مكافحة الإرهاب الأمريكية في إفريقيا لضمان تحقيق نتائج أفضل، خاصة في ضوء جائحة (كوفيد-19). وانتهى التقرير الى أن هناك حاجة لمزيد من انخراط الولايات المتحدة في إفريقيا بنهج مختلف، بحيث يركز أكثر على تعزيز الحكم الرشيد من خلال تبني الإصلاحات المؤسسية، بالإضافة إلى دعم إدارة وإصلاح قطاع الأمن بشكل أفضل.
أسباب تصاعد حدة التوتر على الساحة السياسية التركية
4فبراير2021
تناول التقدير أن التصعيد المتبادل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة وحزب العدالة والتنمية من جهة وقوى المعارضة من جهة أخرى، سواء عبر الخطاب السياسي أو الإعلامي، يكشف عن سعى الأخيرة إلى تحقيق مكاسب سياسية على المديين القصير والمتوسط، من خلال توظيف التوتر الذي تتسم به العلاقات بين تركيا والعديد من القوى الدولية والإقليمية، فضلاً عن تفاقم الأزمة الاقتصادية بسبب السياسات التي تتخذها الحكومة.
واستعرض التقدير أبرز ملامح التصعيد حيث إذ أكد الرئيس أردوغان، في 26 يناير الفائت، أن “حزب الشعب الجمهوري فقد هويته السياسية وتحول إلى مركز لترويج الأكاذيب”، وهو ما تزامن مع هجوم بعض المسئولين على أحزاب المعارضة، مثل وصف رئيس دائرة الاتصالات في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون خطاب أحزاب المعارضة بـ”المتشدد”، لأنه، في رؤيته، يستهدف بشكل منهجي جميع مؤسسات وموظفي الدولة. و
واشار التقدير للدوافع المفسرة للتصعيد وأبرزها ما شهدته تركيا خلال السنوات الأخيرة من تطورات راديكالية بالعديد من المجالات، كتغيير النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي، بالإضافة لسعى القوى السياسية لتغيير الخريطة السياسية وأنماط التحالفات والائتلافات، وصولًا للتمهيد للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وتصاعد الانتقادات الدولية تجاه السياسة التي تتبناها تركيا إزاء بعض الملفات، خاصة الحرب في سوريا وليبيا والصراع في شرق المتوسط.
وانتهى التقدير الى أنه يمكن القول إن التحركات التي تقوم بها المعارضة، فضلاً عن الأزمات المتعددة التي تواجهها تركيا، دفعت الرئيس والحكومة والحزب لتغيير السياسات المتبعة، إلا أنه لا يرجح أن تتواصل تلك التغييرات أو أن تؤثر على الاتجاهات العامة التي تتبناها تلك الأطراف، على نحو يوحي بأن التوتر والتصعيد سوف يبقى سمة غالبة في التفاعلات التي تشهدها تركيا على الصعيدين الداخلي والخارجي.
هل تجري إيران تغييراً في سياستها إزاء الاتفاق النووي؟
9فبراير2021
تناول التقدير طرح إيران إمكانية تسوية الخلافات حول الاتفاق النووي عبر اعتماد مقاربة “العودة المتزامنة”، أي تقوم إيران بالعودة من جديد إلى الالتزام بتعهداتها في الاتفاق مقابل رفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
وأوضح التقدير أنه رغم إيحاء ذلك بأن إيران قدمت تنازلات مبكرة في موقفها، إلا أنها قد لا تكون تنازلات كبيرة تمس التوجهات التي تتبعها القيادة بطهران.
واستعرض التقدير جهود تيار المعتدلين لتسوية أزمة الاتفاق النووي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في 18 يونيو 2021، وسعي الرئيس روحاني لتسجيل “إنجازاً” قبل خروجه من الرئاسة، خاصة أنه تعرض لحملة ضغوط متواصلة من جانب الحرس الثوري وتيار المحافظين الأصوليين بسبب الأزمة التي واجهت الاتفاق وفرض العقوبات الأمريكية.
وسلط التقدير الضوء على أهداف إيران عبر تلك المقاربة، حيث تحييد المقاربة الغربية الرامية لضم ملفات أخرى للاتفاق كبرنامج الصواريخ الباليستية، وتجنب فرض قيود جديدة على أنشطتها النووية.
وانتهى التقدير الى أنه يمكن القول إن المقاربة الإيرانية الجديدة لم تلق استجابة لافتة من جانب الدول الغربية التي اعتبرت أنها لا تتضمن تغييراً رئيسياً في الموقف الإيراني. وقد تكون التحركات الأخيرة التي تقوم بها واشنطن، فضلاً عن ما كشفته التقارير من العثور على مواد مشعة، دافعاً لإيران لتبني خطوة تصعيدية جديدة في الفترة القادمة التي تتزامن مع الذكرى الثانية والأربعين للثورة الإيرانية، على غرار فرض قيود شديدة على مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو تجميد العمل بالبروتوكول الإضافي، بما يوحي بأن الوصول إلى تسوية للأزمة بين طهران وواشنطن ما زال يواجه عقبات عديدة.