المرشح لوزارة الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن: مفاوضات “سد النهضة” قد تصل لنقطة الغليان
عرض – محمد هيكل
حذر أنتوني بلينكن مرشح الرئيس الأمريكي لمنصب وزير الخارجية من أن المفاوضات الجارية بشأن “السد الإثيوبي” قد تصل إلى درجة الغليان.
وذكر بلينكن – في تقرير نشرته صحيفة الـ”مونيتور” – أن :”المفاوضات بين كل من مصر، السودان وإثيوبيا قد تصل للغليان”.
وذكرت الصحيفة أن ذلك جاء خلال جلسة مع مجموعة من أعضاء الكونجرس وردا على سؤال من عضو لجنة العلاقات الخارجية السيناتور الديمقراطي كريس كونز حول كيف يمكن للولايات المتحدة أن تدعم انتقال السلطة في السودان وحمل دول المنطقة على أن تولي اهتماما أكبر بحقوق الإنسان.
وأشار بلينكن إلى ” الأفعال المقلقة في المنطقة بالأخص “الفظائع التي تقوم بها القوات الأثيوبية تجاه إثنية التيجراي واللاجئين”، فيما وعد بلينكن بسياسة خارجية ” ملتزمة بالكامل تجاه المنطقة.
وذكرت صحيفة المونيتور في تقريرها أن إدارة بايدن الجديدة لم ترث سياسة بعيدة عن الملف من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي قام بجهود للوساطة للوصول لاتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا سبتمبر الماضي بطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي ليقوم وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مونشين بعد جهود الرئيس ترامب بإعداد اتفاق بين الأطراف الثلاثة المعنية بأزمة سد النهضة وبتواجد للبنك الدولي في سبتمبر 2020 لكن إثيوبيا امتنعت عن توقيع الاتفاق.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ ذلك الحين تعثرت جهود الوساطة التي يقوم بها الاتحاد الإفريقي وجنوب إفريقيا ، مضيفة أن محادثات سد النهضة تمثل أهمية قصوى بالنسبة لمصر.
وأفادت أن تلك المحادثات أصبحت أكثر تعقيداً بسبب الحرب الأهلية في إثيوبيا وتأثيرها على السودان الذي يلعب دورا داعما لمصر في الملف ، معتبرة أن الخط الفاصل بين إثيوبيا والسودان الآن قد يؤدي لتصعيد عسكري بالمنطقة.
أشارت “المونيتور” إلى الأهمية التي يحملها نهر النيل لمصر ، واصفة إياه أنه شريان الحياة للمصريين الذين يعتمدون عليه بشكل شبه كامل في الحصول على المياه.
وأوضحت الصحيفة أن مصر طلبت من إثيوبيا ملء السد على مراحل زمنية لكي لا يتأثر منسوب النهر ، بينما ترى أثيوبيا أن ملء وبناء السد هي مسألة سيادة وطنية.
وتطرقت الصحيفة إلى الموقف السوداني بالقول :” إن السودان يدعم الموقف المصري في المفاوضات لكنها تنتظر الحصول على الفائدة من السد المتمثلة في الوصول السهل والأسعار المنخفضة للطاقة، لكن الحرب الأهلية في إثيوبيا ألقت بظلالها على الجانب السوداني الذي يعاني بالأساس بعد عملية انتقال سياسي ” متعثرة” حتى الأن ، فقد نزح حوالي 58 ألف لاجئ أثيوبي إلى السودان خوفاً من مغبات الحرب مما جعل الشريط الحدودي بين البلدين منطقة قد تتصاعد فيها الأحداث وصولاً للنزاع العسكري والحرب في أي لحظة.
وبالعودة للموقف الإثيوبي ، تقول الصحيفة إن رئيس الوزراء الإثيوبي اتهم مصر في تصريحات له الشهر الماضي دون ذكر اسمها بأنها تشجع وتدعم إشعال فتيل الأزمة على الحدود بين السودان وأثيوبيا وهو ما تنكره مصر والسودان اللتان زاد التعاون بينهما مؤخرا بسبب قلقهما المشترك من الحرب الأهلية الدائرة في إثيوبيا.
أما عن الدور الأمريكي في الأزمة بعد وصول بايدن للبيت الأبيض تقول الصحيفة إن لبايدن سياسة خارجية قوية ولإدارته علاقات جيدة مع أطراف الأزمة الثلاث، إذا تمت إدارة ودعم المحادثات بشكل صحيح يمكن للجميع مشاركة مياه النيل دون مشكلات.
ولفتت الصحيفة إلى دور التهدئة التي من الممكن أن تلعبه الإمارات بسبب علاقاتها الجيدة بدول الأزمة التي يمكن استغلالها لخفض التصعيد، مشددة على أن مصر التزمت بسياسة دبلوماسية رصينة طوال مراحل الأزمة مع إثيوبيا.