
“حسم” الإخوانية وقياداتها على قائمة الإرهاب الأمريكية
من يتتبع استراتيجية جماعة “الإخوان” منذ تأسيسها حتى يومنا هذا، يرى أن العنف جزء لا يتجزأ من استراتيجيتها في سبيل الوصول إلى السلطة، إذ عمدت الجماعة إلى تشكيل جناح مسلح لها أطلقت عليه “التنظيم الخاص” من أجل تصفية معارضيها. وقد تطور ذلك الجناح العسكري في فترة ما بعد ثورة 30 يونيو2013، فيما عرف “باللجان النوعية” وتبلور في حركة “حسم” التي تعد هي الوريث “للتنظيم” الخاص لجماعة “الإخوان”.
وفي ضوء استمرار الجماعة في توظيف العنف لتحقيق أهدافها؛ أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس 14 يناير 2021، حركة “حسم” ضمن قوائم الإرهاب وفقًا للقسم 219 من قانون الهجرة والجنسية، كذلك شمل التصنيف أيضًا شخصيتين مرتبطتين بالتنظيم، وهما “علاء السماحي”، و “يحيى موسىي”. ومن ثم، من المهم التعرف على ذلك الكيان الإرهابي واستعراض أبرز المعلومات عن القيادات الإخوانية سالفة الذكر
حركة حسم
تُعد حركة “حسم ” تنظيمًا إرهابيًا مسلحًا، يركز هجماته على رجال الشرطة والقضاء، وقد ظهرت الحركة في مصر في يناير 2014. وكان أول تعرف حقيقي للأجهزة الأمنية على الحركة في 10 يناير 2015، عندما اعتقلت الشرطة 8 من أعضائها المنتمين لجماعة “الإخوان”، نتيجة لحيازتهم زجاجات مولوتوف، واعترف المتهمون بتخطيطهم للقيام بعمليات إرهابية داخل محافظة السويس بهدف نشر الفوضى بالمحافظة.
وقد هدفت الحركة إلى تأهيل العناصر الإخوانية التابعة لمجموعات العمل النوعي وتدريبها خارج مصر، حيث تولى كل من “يحيى موسى” و “علاء السماحي”، مسئولية إدارة “العمل النوعي” من دولتي تركيا والسودان، سعيًا لاستهداف البينية التحتية للدولة المصرية بالعبوات الناسفة والأسلحة النارية، وفي ذلك الإطار نفذت الحركة العديد من العمليات الإرهابية عُد أبرزها: محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، واستهداف المستشار أحمد أبو الفتوح، كذلك استهداف موكب مدير أمن اسكندرية “اللواء مصطفى النمر”، بجانب الهجوم على معهد الأورام
يحيى موسى
هو يحيى السيد إبراهيم محمد موسى، ولد في مايو لعام ١٩٨٤، بمحافظة الشرقية، حصل على بكالوريوس طب من جماعة الأزهر، تدرج في صفوف جماعة الإخوان حتى وصل لعضو مكتب الإرشاد، وعقب وصول الإخوان إلى حكم مصر في العام 2012 تم تعيينه من خلال الإخوان متحدثًا رسميًا باسم وزارة الصحة، وبعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ هرب إلى تركيا.
يُعد “موسي” من أبرز قادة الجناح المسلح للتنظيم الإخوان، فهو من مؤسسي حركة “حسم”، ومن بين أبرز العمليات الإرهابية التي أدارها عملية اغتيال الشهيد المستشار “هشام بركات”، في يونيو ٢٠١٥، حيث أكد منفذو الجريمة تلقيهم التكليف منه لتنفيذ مخططهم، وفي يوليو 2017، صدر ضده حكم غيابي بالإعدام في تلك القضية. كذلك أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة العليا ضده حكما بالسجن المؤبد في محاولة اغتيال مدير أمن محافظة الإسكندرية
وبخلاف ضلوعه في التخطيط والتحريض على العمليات الإرهابية التي نفذتها “حسم”، كان “يحيى” من أبرز الممولين للعناصر الإخوانية في مصر بمبالغ مالية لتنفيذ عمليات إرهابية، كما أشرف على خطة لتزوير أوراق سفر عناصر الإخوان وتهريبهم للخارج. وفي 23 نوفمبر من العام 2017 أدرج اسمه ضمن قائمة الإرهاب التي أعدتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين، لدوره في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في مصر.
علاء السماحي
هو علاء علي علي محمد السماحي، ولد في محافظة الغربية عام 1986، عمل مدرسا، وانضم للإخوان، حيث نشط في صفوف الشعب الإخوانية. وفي أعقاب ثورة 30 يونيو دورًا كبيرًا في تسليح اعتصام رابعة، بجانب تخطيطه لعدد من أعمال العنف والإرهاب.
وبعد فض اعتصام رابعة المسلح هرب إلى تركيا، وقاد ما يعرف بالحراك المسلح الإرهابي الإخواني، عبر تأسيسه لعدد من التنظيمات الإرهابية كحركة “حسم”، و “لواء الثورة”، واستغلالهما كواجهة ينسب إليها عمليات الإرهاب التي تنفذها جماعة ” الإخوان”.
ويُعد “السماحي” المتهم الرئيس في قضية اغتيال النائب العام المساعد “زكريا عبد العزيز”، كما أنه من بين الشخصيات الإرهابية التي وضعتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين أو دول الرباعي العربي على لوائحها.
مجمل القول، في ضوء ما تقدم من معلومات ومعطيات يتسنى لنا التأكيد على أن العنف عند جماعة “الإخوان” من صميم الاستراتيجية التي تحكم علاقتها مع باقي مكونات المجتمع، إذ أن العنف لدى الجماعة يرقى إلى مستوى العقيدة في حين أن المهادنة مجرد تكتيك بهدف المناورة للتمرير والتبرير.