
تكامل المحاور.. خط القطار الكهربائي (العين السخنة-العلمين) ودعم قناة السويس
أعلنت شركة سيمينز يوم 14 يناير توصلها لاتفاق مع الحكومة المصرية لإنشاء قطار كهربائي سريع يربط بين مينائي العين السُخنة على البحر الأحمر والعلمين الجديدة على البحر المتوسط، مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بطول ألف كم على أن يتم تنفيذه في خلال عامين، وسيخدم الخط الجديد نقل البضائع والأفراد على السواء.
العديد من المُتابعين احتفى بالشروع لضخامته، دون أن يربط مشروع القطار بالمشروعات القومية المصرية الأخرى من ناحية، ومن ناحية أخرى بما يواجه الاقتصاد المصري من تحديات، وكيف أن توقيع الصفقة يعد ضربة قاصمة لمشروعات استبدال قناة السويس أو التقليل من أهميتها.
وفي هذا الصدد تجب الإشارة إلى أن ميناء العين السُخنة هو أحد الموانئ الستة التي تتبع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويستطيع في الوقت الحالي تداول نحو 1.1 حاوية من عيار العشرين قدم (TEU) في ساحة حاويات تبلغ 300 ألف متر مُربع،
وتجري توسعته في الوقت الحالي لإضافة ساحة أخرى بنفس المساحة على أن تتحمل 1.8 مليون (TEU). كذلك توجد في الميناء عدد 3 مراسي تخزين للبضائع السائبة تستطيع تداول 20 مليون طن من البضائع سنويًا، كما توضح الخريطة التالية:
في نفس الوقت تمتلك العين السخنة منطقة صناعية يجري التحضير لها لاستيعاب 12 نوعًا من مُختلف الصناعات، كما توضح الخريطة التالية:
يجعل ذلك من السهولة بمكان للميناء أن يتحول لمخزن للحاويات لأنه في مدخل قناة السويس، لكن الأهم من ذلك أنه سيسمح للسُفن الضخمة التي تتجاوز حمولتها 2 مليون طن، والتي لا تستطيع عبور قناة السويس في الوقت الحالي بسبب عمق القناة غير الكافي، إنزال الحاويات الزائدة في الميناء قبل العبور بالقناة، بحيث تخف حمولتها فيقل الجزء الغاطس من السفينة (Draft)، مما يُسهل عبورها، القناة.
على أن تتلقى ذات الحمولة في أي من الميناءين اللذين سيصلهما القطار، وهي الإسكندرية والعلمين على البحر المتوسط، وهو ما يرفع من تنافسية قناة السويس في مجال نقل البضائع.
يقوم بنفس الدور الآن خط سوميد، لنقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر لمتوسط والذي يبدأ من العين السخنة كذلك ليصل إلى البحر المتوسط لكن إلى ميناء سيدي كرير، حيث تفرغ السُفن العملاقة حمولتها من النفط الخام في العين السخنة لتلتقي بها في البحر المتوسط، كما توضح الخريطة التالية:
وبذلك سيسمح الخط الجديد بأن تزيد فاعلية قناة السويس في مجالات نقل الحاويات والحمولة السائبة (Bulk) بالإضافة لفاعليتها في مجال نقل النفط. من جانب آخر يقضي الخط على الآمال الإسرائيلية في إنشاء قناة بديلة تربط البحرين الأحمر من ميناء إيلات، والمتوسط من ميناء حيفا أو عسقلان، عبر البحر الميت بالاشتراك مع الأردن، أو حتى تشييد خط سكة حديد إسرائيلي خالص لربط إيلات بحيفا أو عسقلان فيما أطلق عليه مشروع (Med- Red railway)، كما توضح الخريطة التالية:
يرجع ذلك في الأساس إلى أن مينائي الإسكندرية والعالمين أقرب إلى أوروبا من الموانئ الإسرائيلية جميعها، بالإضافة إلى أن تكلفة النقل عبر الأراضي المصرية ستكون أرخص بسبب تكلفة تشغيل الخط من ناحية عنصر العمل وأسعار الطاقة من ناحية أخرى.
كذلك كانت دراسة نُشرت في عام 2017 قد أشارت إلى أن تكلفة النقل عبر السكك الحديدية الإسرائيلية ستبلغ ثلاث مرات أعلى من نظيرتها عبر قناة السويس، لكنها ستكون أسرع، وذلك بسبب سرعة القطار مُقارنة بسرعة التحرك عبر قناة السويس من ناحية ومن ناحية أخرى تكلفة تفريغ الحاويات عند إيلات وإعادة تحميلها في الموانئ الإسرائيلية، لكن الميزة الوحيدة التي تتمتع بها هذه الطريقة هي قدرة النقل عبر السكك الحديدة على استيعاب الناقلات العملاقة على عكس قناة السويس.