الأمريكتان

السلبية الخلاقة.. نصائح “واشنطن بوست” لبايدن حول الشرق الأوسط

عرض- فردوس عبد الباقي

رغم أنه في بداية مواجهة مشكلة ما، قد يكون الحل الأفضل هو عدم القيام بشيء تجاهها، يقدم مقال نُشر في واشنطن بوست نصائح للرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن نصائح حول كيفية التعامل مع منطقة الشرق الأوسط التي كانت بمثابة هبة للرؤساء الثلاثة السابقين، دفعتهم فيها لسياسة خارجية أمريكية نشطة تشمل إرسال القوات وسحبها وفرض العقوبات وإبرام الصفقات السرية، بغض النظر عن نتائج ذلك، لكنهم كانوا يفعلون شيئًا.

أطلق المقال مسمى “السلبية الخلاقة” على السياسة التي يجب على بايدن اتباعها أثناء صياغة توجهاته، ويقصد الكاتب بها عدم التسرع في إجراء تعديلات على مستويات القوات في أي مكان خاصة أن الأعداد المتواجدة في سوريا والعراق وأفغانستان قليلة ويمكن التحكم فيها بالإضافة لما تقدمه من فوائد. كذلك اعتبر المقال أنه لا يجب التسرع في استئناف المفاوضات النووية مع إيران لأنه أمر بحاجة لبعض الوقت، وهذا يفرض وجود دبلوماسية تحقق الاستقرار في المنطقة كلها وليس مجرد إعادة النظر في الملف النووي الإيراني. بمعنى آخر، يرى المقال أنه يجب أن يتم استكشاف الخيارات أولًا كي تبدأ الإدارة الجديدة في صنع سياساتها في الشرق الأوسط بشكل أكثر حكمة. 

أشار المقال إلى أنه على كبار المسؤولين تحمل مسؤولية الماضي، إذ أيد بايدن التدخل بعد 11 سبتمبر 2001 في أفغانستان والعراق وليبيا، ثم تعلم من هذا الخطأ فيما بعد، ويُحسب له أنه كان حذرًا من بعض هذه الالتزامات، لكنه ارتكب أخطاء أخرى مثل الحرص على سحب القوات الأمريكية من العراق في 2011 في الوقت الذي كان يبدأ فيه تنظيم داعش. 

يرى المقال أن الإدارة الجديدة تجتمع على إيجاد وسط في التعامل مع الشرق الأوسط بين الإفراط في الالتزام والتراجع، إذ حسب دراسات أمريكية هناك حاجة إلى “نهج دولة مستدام ومحدود ومستقر”، أي أن يتم تجنب “التهديد” الذي يولّد الأعداء، مع “تقليل الاعتماد على الأدوات العسكرية”. لكن هناك حسابات يجب تسويتها، حيث سيتم الضغط على بايدن لمعالجة أخطاء إدارة ترامب. على سبيل المثال سيرغب الكثير في الكونجرس في قطع العلاقات العسكرية مع السعودية والإمارات، وسيحث آخرون على العودة السريعة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وسيكون هناك ضغط أيضا من أجل تجديد الالتزام بحل الدولتين للقضية الفلسطينية.

رغم أنها مبادرات جيدة، لكن يرى المقال أنه يكفي في الوقت الحالي أن يتم مراقبة تخصيب إيران النووي وتوضيح الخطوط الحمراء. وعبّر المقال عن رغبته في أن تفكر الإدارة في إقامة إطار إقليمي يشمل إيران ودول الخليج يمكنها إعادة تأطير الشرق الأوسط كما فعلت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بعد الحرب الباردة. 

أضاف المقال أنه يجب على الإدارة الأمريكية التعلّم من أخطاء ونجاحات الولايات المتحدة في المنطقة، خاصة في العراق وسوريا التين غالبًا ما يُنظر لهما على أنهما رمزان للفشل الأمريكي. لكن في السنوات الأخيرة كانا عكس ذلك، إذ بعد الالتزامات الكارثية، نجحت الولايات المتحدة أخيرًا في تصحيح الأمر. 

اختتم المقال بأن نهج بايدن سيجد طرقًا للحفاظ على الاتصال بالدول المهمة مثل مصر والسعودية. إضافة إلى أنه يجب أن تكون التكتيكات الإبداعية غير مكلفة، وأن تحتفظ الإدارة الجديدة بقوتها العسكرية والدبلوماسية لتجعل الآخرين يتساءلون ما الذي تخفيه في جعبتها.

+ posts

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

فردوس عبد الباقي

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى