
“ذا هيل”: الديمقراطيون يستعدون لعزل ترامب
عرض – محمد حسن
في خضم التطورات المتلاحقة التي أعقبت احتشاد أنصار الرئيس ترامب واقتحامهم مبنى الكابيتول وقاعة الكونجرس أثناء عقد جلسة مشتركة بين مجلسي النواب والشيوخ للتصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن؛ تواترت التحليلات والتقارير التي تحدثت عن مستقبل مشهد الداخل الأمريكي، ودعوات عزل الرئيس الحالي دونالد ترامب، ومن هذه التقارير ما أوردته صحيفة “ذا هيل“، حيث كتب كل من “سكوت وونغ” و “مايك ليليس”، تقريرًا أشارا فيه لتسابق الديمقراطيين في مجلس النواب نحو عزل الرئيس ترامب للمرة الثانية، بعد أن حرض حشودًا من أنصاره هذا الأسبوع على اقتحام مبنى الكابيتول الأمريكي لوقف واجب الكونجرس الدستوري في التصديق على فوز جو بايدن في الاستحقاق الانتخابي.
وأوضح التقرير ان رئيسة مجلس النواب “نانسي بيلوسي” صرحت ليلة الجمعة بأنه إذا لم يستقل ترامب، فقد وجهت لجنة القواعد إلى اتخاذ وصياغة اقتراح سريع لعزل ترامب بالإضافة إلى تشريع لإنشاء لجنة يمكنها إعلان أن الرئيس “غير قادر لأداء سلطات وواجبات منصبه “.
في وقت سابق من الأسبوع، اقترحت بيلوسي أن يتحرك المشرعون في مجلس النواب لعزل الرئيس إذا رفض نائب الرئيس مايك بنس ومسؤولون آخرون في الحكومة، من خلال الاحتجاج بالتعديل الدستوري الخامس والعشرين – وهي خطوة يقال إن بنس يعارضها.
وأشار التقرير إلى أن بيلوسي تتجه مباشرة إلى خطوات العزل، وستحصل على الكثير من الدعم من داخل تجمعها الحزبي، حيث يصطف النواب لإتاحة الفرصة لمحاسبة ترامب رسميًا على تشجيع أنصاره على السير في مبنى الكابيتول.
فمثلا، يستعد ثلاثة من المشرعين الديمقراطيين -النواب ديفيد سيسيل، وتيد ليو، وجيمي راسكين- لتقديم مسودة لعزل ترامب بمجرد الجلسة المبدئية يوم الاثنين. ستتناول المسودات دور ترامب في حصار الكابيتول ورفضه منذ شهور طويلة قبول هزيمته في الانتخابات.
ويشير التقرير لمعارضة نائب ديمقراطي واحد لمشروع عزل ترامب، وهو النائب كورت شريدر، حيث حذر زملاءه من أن الإقدام على عزل ترامب قد يؤدي إلى تفاقم الانقسامات في البلاد إذا اتهم المشرعون ترامب بسرعة دون التحقيق وتقديم الأدلة. لكن آخرين ردوا بالقول إن الأمريكيين شاهدوا الأدلة تظهر على الهواء مباشرة على شاشات التلفزة.
ويتابع التقرير أن مصادر ذكرت لـ “ذا هيل”، أن بيلوسي تبدو مُصرة على المضي قدمًا في إجراءات عزل ترامب، وأخبرت فريق قيادتها أن تصرفات ترامب لم تترك لهم أي خيار. كما خططت بيلوسي للتحدث مع بايدن عبر الهاتف بعد ظهر يوم الجمعة. وقال الرئيس المنتخب في وقت سابق اليوم إن الأمر متروك للكونجرس ليقرر ما إذا كان سيمضي قدمًا في إجراءات العزل في وقت قريب جدا من يوم التنصيب.
وفي تطور الدعوات الرامية لعزل ترامب وانتشارها بين اعضاء مجلس النواب، قال التقرير إن العشرات من الديمقراطيين قد صادقوا بالفعل على خطاب -بقيادة النواب توم مالينوفسكي (نيوجيرسي) ، ودين فيليبس (مينيسوتا) وديبي واسرمان شولتز (فلوريدا) – يحث القادة على إعادة عقد مجلس النواب على الفور من أجل “مواجهة الاعتداء على الديمقراطية”. إذ يدفع المشرعون مجموعة متنوعة من الاستجابات التشريعية، بما في ذلك الجهود المبذولة لتوجيه اللوم إلى الرئيس أو عزله.
وتأتى الدفعة الحثيثة لعزل ترامب للمرة الثانية خلال 14 شهرًا فقط بعد أن حشد ترامب الآلاف من مؤيديه -بعضهم يحمل أسلحة نارية وقنابل مؤقتة- للتقدم في مسيرة من البيت الأبيض إلى مبنى الكابيتول لمنع المشرعين من العد والتصديق على نتائج الهيئة الانتخابية – الخطوة الإجرائية النهائية لجعل انتخاب بايدن رئيسًا.
ولفت التقرير لمقتل ٤ اشخاص جراء أحداث الفوضى التي شهدها مبنى الكابيتول، كما أشار لتحدث بيلوسي مع الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان العسكرية المشتركة لمناقشة اجراءات منع “رئيس مختل”، حسبما وصفت بيولسي؛ من توجيه ضربة عسكرية او استخدام اسلحة نووية.
وقالت مساعدة رئيس مجلس النواب كاثرين كلارك (ماساشوستس)، إن التصويت على الإقالة يمكن أن يكون “في وقت مبكر من منتصف الأسبوع المقبل”. وأضافت: “إذا كانت التقارير صحيحة، ولن يلتزم مايك بنس بيمين المنصب ويقيل الرئيس ويساعد في حماية ديمقراطيتنا، فسنمضي قدمًا في إجراءات العزل”. وأوضحت كلارك لاحقًا في تغريدة أن الديمقراطيين ما زالوا يدرسون جدولًا زمنيًا و “أسرع طريق لمحاسبة ترامب”.
ويلفت التقرير إلى أنه ما زال من غير الواضح كيف سيكون رد فعل الجمهوريين على جهود العزل. وقال السناتور بن ساسي (جمهوري) يوم الجمعة إنه “سيفكر بالتأكيد” في دعم إجراءات عزل ترامب، قائلاً إن الرئيس “تجاهل يمين المنصب”. وبعد ساعات قليلة، أصبحت السناتور ليزا موركوفسكي (جمهورية عن ألاسكا) أول سناتور جمهوري تقول إن على ترامب الاستقالة.
وفي موقف على النقيض، يأمل بعض الجمهوريين أن يقنع بايدن، بيلوسي والديمقراطيين الآخرين في الكونجرس بالابتعاد عن المساءلة لترامب في أيامه الأخيرة في المنصب. السناتور ليندسي جراهام (جمهوري من ساوث كارولينا)، على سبيل المثال، حذر من أن المساءلة لن تؤدي إلا إلى تمزيق البلاد أكثر. ومع ذلك، فإن هذه الفكرة لا تتماشى مع الديمقراطيين الليبراليين، الذين يؤكدون أن الكونجرس سيكون مهملاً في واجباته إذا سمح لترامب بالخروج من منصبه دون أن يُحاسب على تحريض الغوغاء يوم الأربعاء في مبنى الكابيتول.
حيث غردت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز (ديمقراطية من نيويورك) تعقيبا على ما قاله غراهام قائلاً: “مهاجمة أمتنا دون الرجوع للقانون أو المسؤولية ليست” تقدمًا “. “مات للتو ضابط شرطة الكابيتول. لماذا تدافع عن هذا؟ “