كورونا

مصر في القلب منها… نظرة على الموقف الحالي لحملات التلقيح العالمية ضد فيروس كورونا

بعد حوالي عام من إبلاغ الصين منظمة الصحة العالمية بتفشي فيروس غير معروف بين سكان مدينة ووهان، دخل العالم في أكبر حملة تلقيح يشهدها التاريخ مع إعلان نحو 50 دولة انطلاق حملات تطعيم مواطنيها ضد فيروس كورونا المستجد، في مساعٍ جادة لوقف الانتشار واسع النطاق للفيروس الذي اجتاح كل دول العالم تقريبًا، مخلفًا نحو 1,852,232 حالة وفاة و85,571,335 إصابة حتى اليوم الاثنين 4 يناير.

المشهد العالمي بشأن اللقاحات وحملات التطعيم

بحلول عام 2021، كانت خمسة لقاحات قد حصلت على “إجازة طوارئ” هم: لقاح “فايزر-بيونتيك” الأمريكي الألماني، ولقاح موديرنا الأمريكي، ولقاح سبوتنيك V الروسي، ولقاح سينوفارم الصيني، وأحدثهم لقاح “اكسفورد-أسترازينيكا” البريطاني. وبرغم تباينهم من حيث التقنية المستخدمة (بين “mRNA” و”الناقلات الفيروسية” و”الفيروس المستضعف”)، وشروط التخزين (بين -70 درجة مئوية لفايزر و-20 لموديرنا وبين 2 و8 درجة مئوية للثلاثة الباقيين)، ونسبة فاعليتها (بين 90% لفايزر و94.1% لموديرنا و91.4% لسبوتنيك V و92% لأسترازينيكا و79% لسينوفارم)، إلا أنها عُدّت بادرة أمل لتحجيم الوباء الذي اجتاح العالم مخلفًا خسائر مادية وبشرية لا طائل لها تحتاج إلى سنوات طوال لمعالجة أثارها. 

وراحت الدول تتسابق لمنح الضوء الأخضر للقاحات وإطلاق حملات التطعيم العامة، وكانت البداية من بريطانيا التي كانت أول دولة تجيز لقاح فايزر-بيونتيك وتمنحه لمواطنيها في 8 ديسمبر الماضي، ثم مضت على إثرها العديد من الدول، حيث أُجيز هذا اللقاح في كل من كندا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسويسرا وصربيا والمكسيك وكوستاريكا وتشيلي والإمارات والبحرين وإسرائيل وقطر والكويت والأردن وسنغافورة والأرجنتين. وسلطنة عمان. وبلغ إجمالي تعاقدات فايزر 816 مليون جرعة، موزعة كالتالي: 300 مليون للاتحاد الأوروبي، و100 مليون للولايات المتحدة و120 مليونًا لليابان، والباقي لبريطانيا والمكسيك وكندا وكوريا الجنوبية وأستراليا وبعض دول الشرق الأوسط.

أما لقاح موديرنا فحصل على الإجازة في الولايات المتحدة وكندا، ويُمكن أن يجيزه الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء. وبلغت تعاقدات الشركة –التي ارتفعت قيمة أسهمها بشكل كبير- 411 مليون جرعة، موزعة كالتالي: 200 مليون للولايات المتحدة، و80 مليونًا للاتحاد الأوروبي، و50 مليونًا لليابان، و40 مليونًا لكندا، و20 مليونًا لكوريا الشمالية، و7 ملايين لبريطانيا، إلى جانب 14 مليونًا لمؤسسات أخرى.

وبخصوص لقاح أسترازينيكا، فكان آخر من لحق بالركب بعدما أجازته أخيرًا المملكة المتحدة في 30 ديسمبر الماضي، وكانت الهند ثاني دولة تصرح به في 1 يناير الجاري حيث بدأت تلقيح مواطنيها به. وقد حجزت بريطانيا 100 مليون جرعة من اللقاح ضمن صفقات متعددة عقدتها الشركة تقدر بـ 2.5 مليار جرعة موزعة على الهند والولايات المتحدة والصين واليابان والبرازيل والمكسيك وأستراليا وكندا وآلية كوفاكس والاتحاد الأوروبي، مع العلم أن الأخير لن يمنح الضوء الأخضر للقاح في الوقت الحالي، إذ طلبت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) من الشركة معلومات علمية إضافية بشأن جودته وسلامته وفعاليته.

ومع ذلك يُنظر للقاح أسترازينيكا على أنه “لقاح العالم” بالنظر إلى إمكانية تخزينه في الثلاجة العادية في درجة حرارة تراوح بين 2 و8 درجة مئوية، كما أن سعر الجرعة منه لا تزيد على 3 جنيه استرليني (4 دولار).  

وبشأن لقاح سينوفارم فقد اُجيز في كل من الصين ومصر والإمارات وتركيا والبحرين والفلبين والمغرب وباكستان وإندونيسيا، وبلغ إجمالي التعاقدات العالمية مع الشركة الصينية 223 مليون جرعة كالتالي: 88 مليون لباكستان، و95 مليون جرعة لدول الشرق الأوسط، و60 مليون جرعة لإندونيسيا.

وأخيرًا، لقاح سبوتنيك V الذي أُجيز مبكرًا في روسيا ثم بيلاروسيا والأرجنتين اللتين بدأتا حملات التلقيح به الأسبوع الماضي، والجزائر التي تعتزم بدء حملتها خلال الشهر الجاري. وبلغ إجمالي التعاقدات العالمية على اللقاح 698 مليون جرعة موزعة كالتالي: 200 مليون جرعة للهند، و160 مليون لروسيا، و100 مليون للبرازيل، وتليهم أوزبكستان والمكسيك ومصر ونيبال ودول أخرى.

والمفارقة هنا أن شركة “نوفافاكس” الأمريكية احتلت المرتبة الثانية عالميًا بواقع مليار و284 مليون جرعة، على الرغم من أنها لم تطرح لقاحها في السوق حتى الآن ولم يحصل على أي إجازات. وتعاقدت الهند على مليار جرعة، والولايات المتحدة 110 مليون جرعة، وبريطانيا 60 مليون، وكندا 52 مليونًا، وأستراليا 51 مليونًا.

وأوصت المؤسسات الصحية في كافة أنحاء العالم بإعطاء الأولوية للفئات الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة ومن ذلك كبار السن المقيمين في دور رعاية المسنين والموظفين فيها أيضًا، والعاملين الصحيين مثل أطقم المستشفيات، مع إعطاء الأولوية للأكبر سنًا منهم، ثم المصابين بأمراض خطيرة. وبناء على ذلك، وضعت كل دولة استراتيجيتها لتلقيح المواطنين على عدة مراحل (في الأغلب 3 مراحل) تبدأ بالفئات الأكثر خطرًا وتنتهي بعامة المواطنين، مع جعل اللقاح اختياريًا في معظم البلدان، خاصة في ظل تباين درجة الثقة من بلد لآخر ومن وقت لآخر داخل الدولة الواحدة.

وانطلقت حملات التلقيح رسميًا في بريطانيا، ودول الاتحاد الأوروبي الـ 27، والولايات المتحدة، وكندا، وإسرائيل، وروسيا، والصين، والأرجنتين، والبرازيل، والمكسيك، وتشيلي، وكوستاريكا والإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عُمان والسعودية. ومع ذلك تتعرض حملات التلقيح لانتقادات في أوروبا؛ إذ ندد أطباء ألمان بعدم إعطاء الأولوية في التحصين للفرق الطبية، فيما تتركز الانتقادات في فرنسا على بطء عملية التلقيح. وتكمن المشكلة بصفة عامة في التأخر والعدد القليل نسبيًا الذي تعاقد عليه الاتحاد الأوروبي.

وقد تصدرت الولايات المتحدة العالم في عدد الجرعات الممنوحة للأفراد بـ 4,225,756 جرعة ومع ذلك لا يزال هذا الرقم بعيدًا عن الهدف الذي حددته إدارة الرئيس دونالد ترامب بتلقيح 20 مليون شخص بحلول نهاية العام الماضي. وفي الصين لُقح نحو 5 مليون شخص، و944 ألف في بريطانيا، و130 ألف في ألمانيا، و30 ألف في الدنمارك، و7600 في سلطنة عُمان، ونحو 700 شخص في بلجيكا، وأكثر قليلًا من 332 شخص في فرنسا. وترغب إسرائيل في تطعيم ربع سكانها البالغين 9 مليون نسمة خلال شهر واحد، ولتحقيق هذا الهدف تحتاج الحصول على 150 ألف جرعة لقاح يوميًا لمدة 30 يومًا، ما يعني 4.5 مليون جرعة شهريًا، تكفي لتطعيم 2.25 مليون شخص، لكن هذا الأمر يبدو صعبًا.

ولطمأنة شعوبهم، بادر عدد من الملوك والرؤساء والمسؤولين بتلقي اللقاح أمام الكاميرات ومنهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، وعبد الرحمن العويس وزير الصحة الإماراتي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الصحة السعودي توفيق الربيعي، ونائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، وأمير قطر تميم بن حمد.

وكذلك، الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، ورئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، ونائب الرئيس الحالي مايك بنس، والرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، وأنا برنابيتش رئيسة وزراء صربيا، وسيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز، ونائبه بابلو إجليسياس، ورئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس، والمفوض الإيطالي الاستثنائي لحالة طوارئ كوفيد، دومينيكو أركوري، وقطب الإعلام العالمي البريطاني روبرت مردوخ.

لقاح فيروس كورونا: الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن يتلقى اللقاح أمام شاشات  التلفاز - BBC News عربي

وقد أثار السباق العالمي نحو حجز جرعات من لقاح كورونا التساؤلات بشأن قيم “العدالة” و”التضامن” ومبدأ “المنفعة العامة العالمية للقاحات”، في ظل ما تظهره الأرقام من تعاقد الدول المتقدمة على كميات كبيرة من الجرعات مع إصرار الشركات المنتجة على بيعه لمن يستطيع دفع ثمنه، فيما تبقي بعض شعوب الدول النامية غير قادرة على الوصول لحقها في اللقاح والحماية من المرض. فمن إجمالي 7.25 مليار جرعة حجزها العالم، تصدرت الدول ذات الدخل المرتفع المشهد بأكثر من 4.1 مليار جرعة من اللقاحات المختلفة، وتأتي الدول ذات الدخل المتوسط الأعلى في المرتبة الثانية بحوالي 1.1 مليار جرعة، فيما تعاقدت الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى على 2 مليار جرعة، في حين لم تتوفر بيانات كافية بشأن صفقات أبرمتها الدول منخفضة الدخل، ما يعني أنها قد تعتمد كليةً على الجرعات التي يوفرها التحالف العالمي لإتاحة اللقاحات “كوفاكس”.

وبالفعل احتفظ “كوفاكس” بـ 700 مليون جرعة من اللقاحات المختلفة لصالح 92 دولة، تمثل أكثر من نصف سكان العالم. وهدف “كوفاكس” هو تطعيم 20٪ من سكان هذه البلاد، وهم الفئات الأكثر ضعفًا (العاملون في مجال الرعاية الصحية، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا، والمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة). وقد قُدرت تكلفة هذه الجرعات بـ 11 مليار دولار، وهناك مخاطرة كبيرة في عدم زيادة المبلغ المخصص للقاحات لأن الدول الغنية لا تحترم التزاماتها الخاصة بالمساعدات التنموية. وهو ما دفع البعض لمناشدة الشركات المنتجة بتفعيل دورها الاجتماعي إلى حد مطالبتها بالتخلي عن حقوق الملكية الفكرة للسماح بإنتاج اللقاح على نطاق واسع لتحقيق تغطية أكبر.

ويُمكن رصد أكبر 10 دول شراءً للقاحات كورونا على النحو التالي: 

  • الهند: تعاقدت على شراء 2.2 مليار جرعة من أسترازينيكا – أوكسفورد ومن نوفافاكس ومن جماليا (الروسي).
  • الاتحاد الأوروبي: تعاقد على شراء أكثر من 1.3 مليار مصل من ست شركات هم؛ أسترازينيكا وسانوفى-جلاكسوسميثكلاين وكيورفاك وجونسون آند جونسون وفايزر-بيونتيك وموديرنا.
  • الولايات المتحدة: تعاقدت على شراء أكثر من مليار جرعة من الشركات السابقة.
  • مجموعة دول كوفاكس: سيتم توريد 700 مليون لقاح لها من شركات أسترازينيكا ويونايتيد بايوميديكال وسانوفى-جلاكسوسميثكلاين.
  • بريطانيا: تعاقدت على شراء 357 مليون جرعة من شركات أوروبية وأمريكية فقط.
  • الصين: تعاقدت على شراء 300 مليون جرعة من أسترازينيكا وفوسون فارما.
  • اليابان: تعاقدت على شراء 290 مليون جرعة من أسترازينيكا وفايزر-بيونتيك وموديرنا.
  • البرازيل: تعاقدت على شراء 246 مليون جرعة من أسترازينيكا وجماليا (الروسي) وسينوفاك بايوتيك.
  • إندونيسيا: تعاقدت على شراء 225 مليون جرعة.
  • كندا: تعاقدت على شراء 214 مليون جرعة.

ثم تأتي دول: المكسيك بـ 210 ملايين، وروسيا بـ 160 مليون جرعة، ودول أمريكا اللاتينية بـ 150 مليون جرعة من شركة أسترازينيكا فقط، وأستراليا بـ 115 مليون جرعة من أسترازينيكا ونوفافاكس وفايزر-بيونتيك، ودول الشرق الأوسط بـ 125 مليون جرعة من شركة سينوفارم وجماليا (الروسي)، وباكستان بـ 88 مليون جرعة، وأوزبكستان بـ 70 مليون، وكوريا الجنوبية بـ 64 مليون، ونيبال بـ 50 مليون، وتركيا بـ 50 مليون أيضًا، وبلاد أخرى مجتمعة أكثر من 200 مليون جرعة.

مصر في قلب حملات التلقيح العالمية

لحقت مصر مبكرًا بالركب العالمي لاكتشاف وإنتاج لقاح واقٍ لفيروس كورونا انطلاقًا من مسؤوليتها الإنسانية والعلمية العالمية وجهود قيادتها وحكومتها لتوفير الرعاية الصحية للمواطن المصري؛ إذ شاركت في تجارب المرحلة السريرية الثالثة للقاح سينوفارم الصيني ضمن مبادرة “لأجل الإنسانية” بالتعاون مع الحكومة الصينية وشركة G42 الإماراتية للرعاية الصحية، بنحو 3 آلاف متطوع على رأسهم وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، وهو ما أهلها لتكون من أوائل الدول التي تحصل على الجرعات الأولية للقاح سينوفارم، حيث وصلت 50 ألف جرعة إلى مطار القاهرة يوم الخميس 11 ديسمبر 2020. 

وتنفيذًا لتأكيدات مستشار رئيس الجمهورية للصحة الدكتور عوض تاج الدين بأنه لن يتم دخول أي لقاح إلا بعد التأكد من فاعليته وأمانه، أصدرت هيئة الدواء المصرية الترخيص الرسمي لاستخدام لقاح شركة سينوفارم الصينية، الذي تبلغ فاعليته أكثر من 79%، كجزء من خطة أوسع لتلقيح النسبة الأكبر من المواطنين حيث تعاقدت البلاد على 100 مليون جرعة من اللقاحات التي تنتجها الشركات المختلفة مع استحالة أن تستطيع أي شركة بمفردها تغطية الاحتياجات الأولية للقاحات في كل دول العالم.  

وشملت الجرعات التي تعاقدت عليها وزارة الصحة: 40 مليون جرعة من لقاح سينوفارم الصيني و20 مليون جرعة قابلة للزيادة من لقاح أسترازينيكا الذي تطوره الشركة بالتعاون مع جامعة أكسفورد البريطانية، و40 مليون جرعة من تحالف “جافي”، وهو ما سيكفي لنحو 50 مليون شخص، أي ما يعادل نصف عدد السكان تقريبًا. ولاتزال المفاوضات مستمرة مع شركة فايزر الأمريكية لتوريد لقاحها إلى مصر بعد تقديم الشركة عرضها المالي.

وزيرة الصحة والسفير الصيني يشهدان توقيع مذكرة تفاهم لتوفير لقاحات كورونا -  بوابة الأهرام

وحرصًا على الشفافية واتباعًا لقواعد الحوكمة والإدارة الرشيدة ومنعًا لإهدار أو إساءة استخدام اللقاحات، فسوف يتم تسجيل كل اللقاحات المستلمة بأعدادها على نظام إلكتروني، على أن يتوفر بالديوان العام لوزارة الصحة شاشة بيانات توضح كل الأماكن وأرصدة الجرعات في مكان يوفر اللقاح، ومع كل صرف لمواطن يطعم ينقص الرصيد، وبالتالي تتمكن الوزارة من رصد الموقف الحالي للقاحات أولًا بأول.    

ومن المقرر أن تنطلق حملات تطعيم المواطنين في مصر بين الأسبوع الثاني أو الثالث من شهر يناير الجاري بالتزامن مع وصول الدفعة الثانية من لقاح سينوفارم والمقدرة بـ 50 ألف جرعة إضافية، كذلك من المتوقع وصول أول شحنة من لقاح أسترازينيكا في الأسبوع الثالث أو الرابع من يناير الجاري.

واستعدادًا لانطلاق حملات تلقيح موسعة –والتي ستكون اختيارية ومجانية لغير القادرين– أطلقت وزارة الصحة موقعًا إلكترونيًا لتسجيل طلبات الراغبين في الحصول على اللقاح على أن يتلقى المتقدمون في المرحلة الأولى رسالة نصية لإخطارهم بمواعيد وأماكن التوجه لتلقي اللقاح. وسيتم ربط الموقع بمراكز توفير اللقاح التي ستكون منتشرة في المحافظات ويتوفر بها عدة مسارات منها: منطقة إرشادية لتوعية الفئات المستهدفة بالتطعيم كأولوية، ومنطقة إدارية لمراجعة البيانات وتسجيلها على المنظومة الخاصة بالتسجيل للقاحات، وغرفة موافقة مستنيرة يتم بها إطلاع الأشخاص على جميع الشروط، وغرفة للتطعيم، ومكان مخصص لحفظ اللقاح.

وتمر عملية تلقيح الفرد بعدة مراحل تبدأ مع ذهابه إلى مكان تلقي اللقاح المتفق عليه، حيث يقابل مدخل بيانات للتأكد منها ويراجع الأوراق المطلوبة لما يثبت إصابته بفيروس كورونا أو أنه عضو بأحد العاملين بفرق الرعاية الصحية لفيروس كورونا، ثم يتم رفع الوثائق على النظام الإلكتروني وإعطاؤه الموافقة المستنيرة، بعد ذلك يتوجه إلى غرفة المشورة ويلتقي بطبيب يشرح له كل شيء بخصوص اللقاح ويقوم بإمضاء إقرار بأخذ لقاح كورونا يتم رفعه على النظام، مع الإشارة إلى أن الفرد تلقى الجرعة الأولى، وأخيرًا إعطائه كارت يوضح ميعاد الجرعة الثانية والمكان المخصص لها، كما يتضمن بيانات لو حدثت أعراض جانبية، والأماكن الذي يجب التوجه لها للمتابعة الطبية.

وللتسهيل بشكل أكبر على راغبي الحصول على اللقاح، حددت وزارة الصحة 3 طرق للتسجيل هم: التسجيل مباشرة على الموقع الإلكتروني المخصص لذلك، أو الاتصال بفريق الكول سنتر على 15335 وهم من يقومون بالتسجيل، أو الذهاب للأماكن المخصصة للتسجيل وهم من يقومون بالتسجيل.

وتحقيقًا للعدالة الاجتماعية وإتاحة اللقاح للفئات منخفضة الدخل، من المقرر أن يتحمل صندوق “تحيا مصر” تكلفة اللقاح عن الأشخاص غير القادرين والفئات المستحقة ذات الأولوية المتقدمة، خاصة من الكوادر الطبية، والحالات الحرجة والمزمنة، والحالات المصابة وكبار السن من الفئات الأكثر احتياجًا تحت مظلة برامج الحماية الاجتماعية، كما سيتم ربطه بأنظمة تكافل وكرامة، على أن يتحمل القادرون ثمن اللقاح.

وستتبع مصر التوصيات الصادرة عن الشركات المطورة للقاحات الخاصة بإعطاء جرعتين للفرد بفارق 21 يومًا، على أن يتم متابعة متلقي اللقاح طبيًا عن طريق “كارت متابعة” يحصل عليه بعد الجرعة الأولى بغرض رصد ظهور أي أعراض جانبية، والإبلاغ الدوري للسلطات الصحية والهيئات المسؤولة عن التصريح حتى يتسنى جمع أكبر قدر من المعلومات حول المأمونية طويلة المدى للقاح.

وزارة الصحة والسكان المصرية on Twitter: "تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح  السيسي.. وزيرة الصحة تتفقد مركز طبي النزهة الجديدة للوقوف على الاستعدادات  النهائية تمهيدًا لبدء توزيع لقاح كورونا وزيرة الصحة توجه بتطوير ورفع

وكمثل التوصيات الصحية في كل دول العالم، ستكون أولوية التطعيم للفئات الأكثر عرضة للعدوى، وعلى رأسهم الأطقم الطبية لا سيما في غرف رعاية مرضى كورونا وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة (السكر والضغط والأورام ومرضى الفشل الكلوي والأمراض الصدرية المزمنة والمرضى ناقصي المناعة سواء بسبب أمراض أو أدوية).

وتسعى مصر لتصنيع لقاح كورونا محليًا في مصانع شركة “فاكسيرا” لتحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول لمركز إقليمي للتصدير إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، بالنظر إلى القدرة الإنتاجية وجاهزية مصانع “فاكسيرا” من حيث البنية التحتية، وكفاءة العمل، والعاملين. وفي هذا الإطار، زار وفد من منظمة الصحة العالمية الشركة للوقوف على قدرتها الإنتاجية وتقييم مدى قدرة مصر على إنتاج وتصنيع لقاح آمن وفعال، بما يتناسب ومعايير المنظمة العالمية من حيث الجودة والفاعلية، ومناسبة للإمكانيات التقنية والبشرية، تمهيدًا لاعتماد منشآت “فاكسيرا”، لتصنيع وإنتاج لقاح كورونا. وقد أبدى خبراء المنظمة ارتياحهم للأمان الموجود في بيئة عمل “فاكسيرا”، من حيث وجود الكفاءات والكوادر والأطقم الفنية والتقنية المدربة، والإمكانيات التكنولوجية المجهزة للبدء في إنتاج وتصنيع اللقاح، ومراجعة القوانين والتشريعات ضمن هيئة الدواء المصرية للوقوف على أمان وسلامة وفعالية اللقاح في ظل الظروف التقنية والتكنولوجية.*

ملحوظة هامة: الأرقام الواردة بالتقرير هي تلك المتاحة حتى لحظة كتابته اليوم الاثنين 4 يناير 2021، علمًا بأنها تتغير دوريًا مع استمرار حملات التلقيح على مستوى العالم.

+ posts

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

ماري ماهر

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى