
“كير” الإخوانية تضع قائمة مطالب للمئة يوم الأولى لإدارة بايدن
مع انتهاء الحرب الباردة وبداية مرحلة جديدة بين جماعات الإسلام السياسي والغرب، سعت دوائر غربية إلى تقنين الوجود الاخواني في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك عبر تأسيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) عام 1994، والذي يدير شبكات تنظيم الإخوان في عموم الولايات الخمسين، سواء جمعيات خيرية أو جماعات ضغط سياسي، وصولًا إلى جمع التبرعات للأعمال الإرهابية باسم الزكاة، وأخيرًا السيطرة وإدارة المساجد الموجودة على الأراضي الأمريكية.
وإلى جانب سيطرة التنظيم الدولي للإخوان على منظمة كير، فإن هناك تحقيقات داخل وزارة العدل الأمريكية دائمًا ما يتم عرقلتها من البيت الأبيض تشير إلى اتصال وتمويل واضح بين منظمة “كير” الأمريكية الإخوانية من جهة وتركيا وقطر وإيران وحركة حماس من جهة أخرى، وقد انهمر التمويل القطري والتركي على منظمة “كير” عقب اندلاع الربيع العربي في الشرق الأوسط.
منظمة “كير” بدورها امتلكت في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أكثر من مسؤول في البيت الأبيض والخارجية الأمريكية منتسب للمنظمة، على ضوء حقيقة أن هناك أكثر من عشرة مسؤولين مسلمين في إدارة أوباما كانوا ينتمون إلى التنظيم الدولي للإخوان وذراعه الأمريكي منظمة كير.
ومع انتهاء سنوات حكم الرئيس دونالد ترامب الذي فك في سنواته الأربع الارتباط بين المشروع الأمريكي والإسلام السياسي، يعود جو بايدن الى البيت الأبيض ويأمل التنظيم الدولي للإخوان تفعيل التحالف الوثيق بين الإسلام السياسي وواشنطن مرة أخرى على ضوء حقيقة أن هذا التحالف الذى بدأ في سنوات الرئيس الأسبق فرانكلين روزفيلت لم يتوقف إلا في سنوات قليلة مثل سنوات جون كينيدي ودونالد ترامب، بينما استمر في سنوات هاري ترومان ودوايت ايزنهاور وليندون جونسون وريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وجيمي كارتر وصولًا الى رونالد ريجان وبيل كلنتون وأخيرًا جورج بوش الأب والابن.
يرأس منظمة “كير” حاليًا نهاد عوض، من مواليد الأردن ولكن الأصول فلسطينية، وفى الأيام الأخيرة من ديسمبر 2020 أعلنت منظمة “كير” عما أسمته “مشروع المئة يوم لإدارة جو بايدن” يتضمن عشرة مطالب يأمل التنظيم الإخواني سواء النسخة الدولية أو النسخة المحلية الأمريكية أن يقوم بايدن بإنجازها:
1 – وقف تمويل برامج مكافحة التطرف التابعة لوزارة الأمن الداخلي.
2 – رفض أي قوانين إرهابية محلية جديدة.
3 – إلغاء حظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب على البلدان التي ينشط فيها الإسلام السياسي.
4 – المزيد من التسهيلات في برنامج الإعفاء من التأشيرة (VWP)
سمح برنامج الإعفاء من التأشيرة الأصلي لمواطني 38 دولة بالسفر إلى الولايات المتحدة للعمل أو السياحة للإقامة لمدة تصل إلى 90 يومًا بدون تأشيرة. حدد قانون 2015 شروطًا أهلية جديدة لأولئك الذين كانوا في العراق أو سوريا أو إيران أو السودان أو ليبيا أو الصومال أو اليمن منذ مارس 2011. وشمل قانون 2015 أيضًا الأفراد الذين كانوا مواطنين في 38 دولة مسموح بها إذا كانوا أيضًا من مواطني العراق أو سوريا أو إيران أو السودان.
تريد منظمة “كير” إلغاء بند عام 2015، وإعادة تقييم لجميع البلدان المحددة حاليًا بموجب القانون ووضع حد “لجميع برامج الفحص”.
5 –تفكيك برنامج “الأجواء الهادئة” التابع لإدارة أمن النقل (TSA) بالإضافة إلى نظيره الدولي “الشريك الصامت”.
برنامج الأجواء الهادئة Quiet Skies هو برنامج مصمم لمحاربة الإرهاب على خطوط الطيران. يتضمن البرنامج إجراءات فحص معززة للأفراد المشبوهين الذين ليسوا على قوائم مراقبة الإرهاب ولا يخضعون للتحقيق من قبل أي وكالة. كما تسمح البرامج لحراس الجو الأمريكيين السريين بتعقب هؤلاء الأفراد ومراقبتهم.
6 – تعليق عمل وزارة الأمن الداخلي الأمريكية لبرنامج منع العنف (TVTP).
7 – عودة الاستثمار في برامج إعادة توطين اللاجئين.
8 – وقف جميع عمليات احتجاز طالبي اللجوء.
9 – إغلاق السجن العسكري الأمريكي في خليج جوانتانامو في كوبا، والتأكد من إعادة المحتجزين الذين تم الإفراج عنهم بالفعل.
10 – وضع قواعد إشراف جديدة صارمة للحد بشدة من استخدام البنتاجون لحرب الطائرات بدون طيار للمشاركة في عمليات القتل المستهدف في الخارج
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد صنفت منظمة “كير” بوصفها كيانًا إرهابيًا على ضوء علاقاتها بالمنظمات التركية والقطرية العاملة في العاصمة البريطانية لندن، إلى جانب الدعاية التي شنتها “كير” في سنوات صعود تنظيم داعش في سوريا والعراق واليمن وليبيا، حيث استهدفت دعاية “كير” الداخل الأمريكي بالترويج إلى أن داعش ليست حركة إرهابية بل حركة ثورية ضمن فعاليات الربيع العربي.
باحث سياسي



