مكافحة الإرهاب

مُؤشر الإرهاب العالمي 2020 (3)..” تأثر مناطق العالم المُختلفة بالإرهاب

ذكر تقرير مُؤشر الإرهاب العالمي – الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام- في نسخته الثامنة لعام 2020 أن مُعظم الأنشطة الإرهابية في العالم تركزت في العراق وأفغانستان لما يقرب من عقد من الزمان. وبعد أحداث ما يسمى بـ”الربيع العربي” وظهور تنظيم “داعش” الإرهابي، كان هُناك تصاعد في الإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا والعراق، مع اندفاع متزامن في نيجيريا في عام 2014.

ووفقاً للتقرير شهدت السنوات الخمس الماضية نهاية تصاعد الإرهاب في جميع انحاء العالم، حيثُ انخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 59% عام 2019. وأدت تهدئة الحرب الأهلية والسورية، وانهيار داعش، وزيادة التنسيق لمكافحة الإرهاب على المستويين المحلى والدولي إلى الحد من تأثير الإرهاب في جميع أنحاء العالم.

المناطق المُتأثرة بالإرهاب في مؤشر الإرهاب العالمي 2020

أشار التقرير إلى أن تأثير الإرهاب تضاءل في سبع من تسع مناطق في العالم عام 2019، حيثُ شهدت هذه المناطق انخفاضاً مستمراً في الوفيات والحوادث المرتبطة بالإرهاب. وحدث أكبر تحسن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الثاني على التوالي. بينما شهدت منطقة جنوب آسيا أكبر تدهور، تليها أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي. ووفقاً للتقرير كان سبب التدهور في جنوب آسيا في الغالب هو الزيادة الكبيرة في الوفيات في سيريلانكا نتيجة تفجيرات عيد الفصح. وفى أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي كان سبب التدهور هو زيادة عدد البلدان التي سجلت نشاطاً إرهابياً مقارنة بالعام السابق.

حصلت منطقة جنوب آسيا عام 2019 على أعلى متسوط درجات ف مؤشر التصنيف العالمي، وهو مركز احتلته منذُ عام 2002 وعلى العكس من ذلك، سجلت أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي أدنى تأثير للإرهاب على مدار ال 17 عاماً الماضية. وسُجل أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيثُ بلغ أكثر من 96000 حالة وفاة، وسجلت آسيا ما يقرب من 74000 حالة وفاة خلال نفس الفترة، وسُجلت 50000 حالة أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. كما شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب الصحراء في أفريقيا أكثر الهجمات الإرهابية فتكاً، حيثُ بلغ متوسطها 2.6 قتيلاً وشخصين وأربعة اشخاص في كل هجوم على التوالي.  

آسيا والمحيط الهادي

سجلت الصين أكبر تحسن في المنطقة عام 2019، تليها بابوا غينيا الجديدة ولاوس وماليزيا وفيتنام. ووفقاً للتقرير تمثل الوفيات الناجمة عن الإرهاب في آسيا والمحيط الهادي ما يزيد قليلاً عن 3% من الإجمالي العالمي منذ عام 2002، ومن بين 7350 حالة وفاه وقع أكثر من 3000 شخص في الفلبين، حيثُ كان أكثر الحوادث دموية في الفلبين العام الماضي عندما وقع هجوم مسلح على مدنيين وعسكريين أسفر عن مقتل 15 مدنياً على الأقل وأعلنت جماعة أبو سياف مسؤوليتها عن الهجوم، وقد نشأت هذه الجماعة الجهادية المسلحة منذ أوائل التسعينات وتعتبر الآن فرقة شرق آسيا التابعة لداعش، وقد كانت الجماعة مسؤولة عن 14 هجوماً لإرهابياً على الأقل في الفلبين العام الماضي. وسجلت تايلاند ثاني أكبر عدد من الوفيات في المنطقة منذ عام 2002 حيثُ سجلت أكثر من 1900 حالة وفاة.

أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي

أشار التقرير إلى تدهور حالة خمس دول من أصل 12 دولة في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي العام الماضي، مما أدى إلى تدهور إقليمي شامل. وسجل التقرير تدهور كبير في كوستاريكا وهندوراس والمكسيك وهايتي وترينيداد وتوباغو. ظلت كوبا والسلفادور غير متأثرين بالإرهاب خلال فترة الدراسة، على الرغم من أن السلفادور تسجل بانتظام أحد أعلى معدلات جرائم القتل في العالم حسب التقرير.

ووفقاً للتقرير تحسنت كل من غواتيمالا ونيكاراغوا وجامايكا وجمهورية الدومينيكان وبنما في النتيجة من 2018 إلى 2019. وسجلت غواتيمالا أكبر تحسن في المنطقة مع عدم تسجيل أي هجمات إرهابية في عام 2019. وسجلت نيكاراغوا ثاني أكبر تحسن في المنطقة مع انخفاض الحوادث من سبعة في 2018 إلى ثلاثة في 2019 دون تسجيل أي وفيات.

أوروبا

أشار التقرير إلى أن أوروبا سجلت تحسينات في 23 دولة من أصل 36 دولة في عام 2019 وهي ثالث أفضل منطقة أداءً، بعد أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وروسيا وأوراسيا. وسجلت أوروبا 58 حالة وفاء جراء الإرهاب في عام 2019، منها 40 في تركيا، والتي تظل الدولة الأكثر تضرراً في أوروبا عام 2019 وتليها المملكة المتحدة.

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أشار التقرير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلت تحسناً كبيراً للسنة الرابعة على التوالي مع تحسن 18 دولة في المنطقة، فيما عدا اليمن فقط التي شهدت تدهوراً. ووفقاً للتقرير سجلت الوفيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا13% فقط عام 2019من إجمالي الوفيات العالمية بعد جنوب آسيا وجنوب الصحراء في أفريقيا، وكان أكبر انخفاض في الوفيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2019 في العراق، حيثُ انخفض عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 47% عام 2019، تليها سوريا التي انخفضت بنسبة 44%. يأتي هذا الانخفاض نتيجة انخفض الهجمات التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي والتي انخفضت بنسبة 49% في العراق من عام 2018 إلى 2019. وكان تنظيم داعش في العراق وسوريا أكثر الجماعات الإرهابية دموية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيثُ تسبب في مقتل أكثر من 28000 قتيل جراء عملياته الإرهابية منذُ عام 2014.

أمريكا الشمالية

أشار التقرير إلى ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب في أمريكا الشمالية، حيثُ تم تسجيل 39 حالة وفاة في عام 2019، ارتفاعًا من 27 في عام 2018. ومع ذلك، انخفض العدد الإجمالي للحوادث من 71 إلى 58، بانخفاض قدره 18%.

ووفقاً للتقرير شهدت الولايات المتحدة تدهورًا في تأثير الإرهاب في عام 2019، حيث سجلت 53 هجومًا إرهابيًا، و39 حالة وفاة بسبب الإرهاب. ومن بين 39 حالة وفاة، نُسبت 34 حالة إلى متطرفين يمينيين متطرفين، مما يعكس الأهمية المتزايدة للإرهاب ذي الدوافع السياسية في الولايات المتحدة، وإرهاب اليمين المتطرف على وجه الخصوص. وعلى النقيض من ذلك، استمر الإرهاب ذي الدوافع الدينية في الانخفاض، حيث نُسبت أربع حالات وفاة إلى المتطرفين الإسلاميين في عام2019. وقد انعكس التحول من الإرهاب الإسلامي إلى الإرهاب اليميني المتطرف من خلال التحول عن الإرهاب المرتبط بجماعات معينة، نحو الذئاب المنفردة التي تحركها أيديولوجية محددة، ولكنها لا تنتمي رسمياً إلى جماعة إرهابية معينة.  وفى كندا انخفض تأثير الإرهاب، مع عدم تسجيل أي وفيات في عام 2019، انخفاضًا من 10 في العام السابق. وهذا هو العام الأول منذ عام 2015 الذي لم تسجل فيه كندا أي وفيات بسبب الإرهاب.

روسيا وأوراسيا

أشار التقرير إلى تحسن متوسط في تأثير الإرهاب في منطقة روسيا وأوراسيا، حيثُ سجلت تسع دول تحسنًا، بينما لم تسجل دولتان أي تغيير، وسجلت طاجيكستان فقط تدهورًا. بشكل عام، سجلت المنطقة 33 هجوماً إرهابياً في 2019، انخفاضاً من 57 في 2018، مع تسجيل 52 حالة وفاة.

ووفقاً للتقرير على الرغم من أن روسيا حصلت على ثاني أعلى درجة في المنطقة، إلا أن تأثير الإرهاب استمر في التحسن، حيث انخفض عدد الهجمات بنسبة 52 %، وانخفضت الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 30 %.

أمريكا الجنوبية

أشار التقرير إلى أن هُناك تحسن في تأثير الإرهاب في أمريكا الجنوبية خلال العام الماضي، حيث قامت تسع دول بتحسين درجاتها، بينما سجلت دولتان فقط تدهورًا. وانخفض إجمالي الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 22 %، من 150 في عام 2018 إلى 117 في عام 2019. وقد كان لكلومبيا أكبر تأثير للإرهاب في المنطقة.

جنوب آسيا

أشار التقرير إلى أن هذه المنطقة هي موطن لثلاثة دول من بين الدول العشر التي تعد من بين أسوأ عشر دول من حيث تأثير الإرهاب، وهذه الدول هي: أفغانستان وباكستان والهند. وقد حدث أكبر تحسن في تأثير الإرهاب في جنوب آسيا في باكستان، حيثُ انخفض عدد الحوادث من 369 في عام 2018 إلى 279 في عام 2019. كما انخفض عدد الوفيات بسبب الإرهاب إلى 300، انخفاضًا من 543 في العام السابق. كان هذا أقل عدد للوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام واحد في باكستان منذ عام 2006، حيث انخفض إجمالي الوفيات بنسبة 87 % منذُ ذروته في 2013. ووفقاً للتقرير، الانخفاض في تأثير الإرهاب إلى حد كبير نتيجة لتراجع نشاط كل من الجماعات الإرهابية الأكثر نشاطًا في باكستان، “فرع خراسان التابع لتنظيم داعش، وحركة طالبان باكستان”. 

أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى

أشار التقرير إلى تحسن تأثير الإرهاب بشكل عام في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في عام 2019، حيث سجلت 22 دولة تحسنًا، وسجلت 12 دولة تدهورًا، ولم تسجل 10 دول أي نشاط إرهابي على الإطلاق. ومن بين البلدان العشرة التي شهدت أكبر تدهور في الوفيات الناجمة عن الإرهاب على مستوى العالم، كانت سبعة منها في أفريقيا جنوب الصحراء. ووفقاً للتقرير ظلت الوفيات الناجمة عن الإرهاب في المنطقة مستقرة عند 4635، مقارنة بـ 4523 في عام 2018.

المراجع:

GLOBAL TERRORISM INDEX 2020 MEASURING THE IMPACT OF TERRORISM, .

الجزء الأول:  

“مُؤشر الإرهاب العالمي 2020 (1) “الدول الأكثر تأثُراً بالإرهاب عالمياً”

الجزء الثاني:

“مُؤشر الإرهاب العالمي 2020 (2) “الجماعات الإرهابية الأكثر فتكاً في العالم”

“مُؤشر الإرهاب العالمي 2020 (2) “الجماعات الإرهابية الأكثر فتكاً في العالم”

+ posts

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

منى قشطة

باحثة ببرنامج قضايا الأمن والدفاع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى