دول الخليج العربيدول المغرب العربي

زيارة قيس سعيد إلى قطر.. الأهداف والنتائج

تبادلت كل من تونس وقطر الزيارات الرسمية حيث زار أمير قطر تميم بن حمد تونس في فبراير 2020، ثم زار الرئيس التونسي قيس سعيد قطر في الفترة من 14-16نوفمبر 2020 وهي أولى زيارات قيس سعيد منذ توليه منصب الرئاسة، ورافقه خلال الزيارة عدد من الوزراء منهم وزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، ووزير التجارة وتنمية الصادرات محمد بو، ووزير الشباب والرياضة والإدماج المهني كمال دكيش، والوزير لدى رئيس الوزراء المكلف بالعلاقة مع مجلس النواب على الحفصي. ويتضح من الوفد المرافق للرئيس التركيز على مجالات عديدة منها ملف العمالة التونسية في قطر والتعاون التجاري، والاستثمارات القطرية في تونس.

وتعد زيارة الرئيس التونسي خطوة مكملة لما تم الاتفاق عليه خلال زيارة أمير قطر إلى تونس في فبراير 2020، من خلال تفعيل مباحثات واجتماعات اللجنة العليا المشتركة التونسية والقطرية، والاستفادة من تشغيل الكفاءات التونسية في قطر وفتح خط بحري بين ميناء جرجيس بالجنوب التونسي وميناء حمد الدولي، وهو ما من شأنه تعزيز التبادل التجاري بين الدولتين، كما تراهن قطر على شراكة إقليمية لاسيما في ظل وجود أزمة خلافية رباعية عربية مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ مايو 2017.

أجندة الزيارة

قام الرئيس قيس سعيد بزيارة إلى مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وتم التأكيد على أن التعليم الجيد يحصن المجتمع من التطرف والخروج عن القانون، والاتفاق على الاستعداد لمزيد من التعاون مع الباحثين والجامعيين التونسيين، كما قام بزيارة مقر مكتبة قطر الوطنية. بالإضافة إلى إلقاء محاضرة من قبل الرئيس قيس سعيد في جامعة لوسيل، في حضور المثقفين والمسؤولين عن مؤسسات اقتصادية وإعلامية، وعدد من سفراء البلدان العربية والأجنبية المعتمدين في قطر.

والتقى الرئيس التونسي قيس سعيد بعدد من أفراد الجالية التونسية في قطر واستمع إلى مشاكلهم، وقد بلغ عدد الجالية التونسية في قطر حوالي 27 ألف. أيضا قام بزيارة إلى مقر مجلس الشورى، والتقى برئيس المجلس السيد أحمد بن عبد الله آل محمود، وتم التشاور حول استعداد قطر لتنظيم انتخابات مجلس الشورى في أكتوبر المقبل واستعداد تونس لتقديم خبرتها لإنجاز مسار انتخابات المجلس. كما جمع الرئيس التونسي لقاء بوزير الداخلية القطري ورئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني في 15 نوفمبر بمقر إقامته بالدوحة، وتم الاتفاق على وجوب تشجيع الأطراف الليبية على المضي قدما في التوافقات السياسية.

مجالات التعاون

هناك حضور قطري في تونس في أكثر من مجال في قطاع السياحة من خلال شركة الديار القطرية، والتي تمتلك أكثر من منتجع سياحي ضخم في تونس لاسيما في صحراء محافظة توزر، أيضا في تكنولوجيا الاتصالات عبر شركة أوريدو، كما قام بنك قطر الوطني بافتتاح أكثر من فرع في تونس. وتمتلك مجموعة ماجدة القطرية أسهم الدولة التونسية في بنك الزيتونة وشركة التأمين “الزيتونة تكافل”. كما تعمل قطر من خلال صندوق الصداقة القطري التونسي على تشجيع المبادرات والمشروعات التنموية لخلق فرص عمل للشباب التونسي، وتعزيز ريادة الأعمال[1].

التبادل التجاري: بلغ حجم الصادرات القطرية إلى تونس 31.4 مليون دولار خلال عام 2019[2]. وبلغت قيمة الواردات القطرية من تونس 27.6 ريال قطري خلال الفترة من يناير-مارس 2020[3].

الدعم المالي: قدمت قطر لتونس في مؤتمر الاستثمار الدولي “تونس 2020” دعمًا ماليًا بقيمة 1.25 مليار دولار، كما قدمت وديعة مالية للبنك المركزي التونسي بقيمة 500 مليون دولار لدعم احتياطيات تونس من العملة الصعبة، بالإضافة إلى قرض بقيمة 500 مليون دولار من خلال الاكتتاب في سندات للمساهمة في تحقيق التنمية، كما تلقت تونس في مايو الماضي مساعدات طبية من قطر لمواجهة جائحة كورونا منها مستشفى ميداني مجهز بـ 100 سرير.

الاستثمار: تعد قطر الأولى عربيًا والثانية من حيث حجم الاستثمار المباشر في تونس باستثمارات تقدر بأكثر من 3 مليار دولار في قطاعات الاتصالات والبنوك والسياحة، حيث تجاوز عدد الاتفاقيات ومذاكرات التفاهم أكثر من 80 اتفاقية، منها 10 اتفاقيات موقعة عام 2019 في مجالات تكنولوجيا المعلومات وتكرير النفط والاستثمار العقاري، بالإضافة إلى تشغيل العمالة، وحماية البيئة ومكافحة التلوث، والسياحة والنقل الجوي[4].

نتائج الزيارة

  • تم الإعلان عن إنشاء رابطة دولية لفقهاء القانون الدستوري وإسناد رئاستها إلى الرئيس التونسي قيس سعيد.
  • الاتفاق على إقامة خط بحري بين الدولتين، والاتفاق على تمويل انجاز مشروع منصة الإنتاج بالوسط بسيدي بوزيد بقيمة 15 مليون دولار، والترفيع في اليد العاملة التونسية في دولة قطر.
  • إطلاق منصة للحوار الإسلامي الغربي لتعزيز مفاهيم التسامح والتضامن والاعتدال ونشر القيم السمحة للإسلام.
  • إعادة تفعيل اللجنة الفنية المشتركة التونسية القطرية في مجال التشغيل بداية من شهر ديسمبر المقبل.
  • الإسراع في عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة ومجلس رجال الأعمال التونسي القطري، بالإضافة إلى دعم قطر لتونس في مكافحة جائحة كورونا[5].
  • الاتفاق على تنسيق المواقف خلال المحافل الإقليمية والدولية فيما يخص القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والعمل على تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة خلال عضوية تونس في مجلس الأمن، والترحيب بانعقاد منتدى الحوار السياسي الليبي في تونس تحت رعاية الأمم المتحدة. حيث تزامنت الزيارة مع استضافة تونس لملتقى الحوار السياسي الليبي في الفترة من9-15 نوفمبر2020.

ختاما، تعكس الزيارة التطلع إلى تعزيز التنسيق والتعاون المشترك بين قطر وتونس في مختلف المجالات، كما عكست كلمات أمير قطر التعويل القطري على تونس كشريك عربي قائلًا في تغريده “نرحب بالأخ الرئيس قيس سعيّد في قطر ونؤكد على متانة علاقات الأخوة بين بلدينا. أجرينا مباحثات حول تعميق وتوثيق التعاون الثنائي في شتى المجالات، وتبادلنا الرأي في قضايا حيوية تهم أمن ومصالح شعوبنا. نجدد وقوفنا مع الأشقاء في تونس لتحقيق الاستقرار والتنمية والتوافق.

المصادر:


[1]Tunisian president’s visit to cement ties with Qatar, gulf times, 14 November 2020,available at: accessed on 24 November 2020.

[2] Qatar exports to Tunisia , trading economics ,available at: accessed 24 November 2020.

[3] النشرة الربعية لإحصاءات التجارة الخارجية السلعية، جهاز التخطيط والاحصاء، قطر 2020، ص245، متاح على الرابط: تاريخ الدخول 24 نوفمبر 2020.

[4] Qatar, Tunisia enjoy close fraternal ties, common goals and aspirations, the peninsula Qatar,15 November 2020,available at: accessed on 24 November 2020 .

[5] ملخص لزيارة الدولة التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى دولة قطر، رئاسة الجمهورية التونسية،20 نوفمبر2020، متاح على الرابط: تاريخ الدخول 23 نوفمبر2020.

+ posts

باحث ببرنامج العلاقات الدولية

رحاب الزيادي

باحث ببرنامج العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى