تسريب جديد يكشف الفاجعة …من المظلومية إلى اللصوصية..معالم على طريق الإخوان
“وأعدوا لهم ” عبارة تتوسط صدر شعار “الإخوان المسلمون”، يتوهم البعض مخطئا أن الإعداد هنا يشمل ما باستطاعة أوليائهم من قوة ومن رباط الخيل والمعنى هنا على غرابة توظيفه إلا أنه يبقى أفضل بكثير من الواقع المرعب لهذه الجماعة. فقد كشف التسريب الأخير للجماعة الإرهابية أن “العدة” التي يقصدها قادة التنظيم هي الشقق والفيلات السكنية ولا مانع من سيارات فارهة وبعض الملايين.
تسريب ذاع صيته رغم محاولات منابر الإخوان التكتم عليه بمنحى مثير للسخرية ، فالجزيرة التي لا تترك شاردة ولا واردة في مصر إلا سلطت الضوء عليها وإن لم تجد تلك الشاردة اخترعتها لم يصل إليها نبأ التسريب كما يبدو! مطلقو اللحى ومدعو التدين سولت لهم أنفسهم الاستيلاء على أموال التبرعات الخاصة بالجماعة، أموال مشكوك في شرعيتها من الأساس وهي التي قد وظفت مرارا وتكرارًا في انتهاك حرمات الإنسانية.
وعموما فإن الواقعة لا تثير كثيرا من الاستغراب، أموال غير شرعية في كيان غير شرعي يستولي عليها أشخاص فاقدون للشرعية، كما أنها ليست سابقة من نوعها، فالتقديرات تشير إلى أن ثروة “يوسف ندا” وزير مالية التنظيم الدولي تصل إلى 12 مليار دولار!
أمير بسام.. غاضب على جماعته لجماعته!
التسريب الصوتي الذي أذاعته قناة ” إكسترا نيوز” حمل عبارات غاضبة وحانقة جاءت على لسان أحد قادة التنظيم الهاربين في تركيا ” أمير بسام” والتي كال فيها أقسى العبارات لمن استولوا على أموال التبرعات لصالحهم وصالح أسرهم، وكذلك من قعدوا ملومين محسورين أمام اعترافات أحد قادة التنظيم ويدعى ” محمود حسين” بأنه هو ومحمود الإبياري، وإبراهيم منير، ومحمد البحيري” سمحوا لأنفسهم بالاستيلاء على أموال تبرعات الجماعة في شكل شقق سكنية وسيارات فارهة !
لا يثورون لمبدأ
من يستمع لبداية التسجيل يعتقد خطأً أن المدعو “أمير بسام” عضو مجلس شورى جماعة الإخوان منذ عام 1981 ، ينكر بيعته لأولئك الذين اعترفوا بالسرقة ، ثأراً لمبدأ أو حمية على قيمة إنسانية إلا أنه إذا ألقى السمع حتى آخر التسجيل المسرب، سيعي تماما أن غضبة “بسام” هي من التنظيم للتنظيم، هو ثائر لأن شباب الإخوان في تركيا على حد تعبيره يتجرعون الذل ويقاسون الهوان لأجل الحصول على 200 ليرة تساعدهم على استكمال تعليمهم، ينكر البيعة على من تورطوا في فضيحة الاستيلاء على أموال التبرعات ويدين بها لمعلميهم “المرشد العام ونائبه” وفي طرحه خلو من المنطق ، إذ أن المرشد ونائبه لا تغيب عنهم غائبة في كواليس الجماعة ودهاليزها، وإلا كانوا كالمسئول المتخلي عن رعيته! سيناريو آخر أشارت إليه بعض المصادر ، فسرت ما حدث بأنه مجرد أزمة بين القيادي “أمير بسام” من جهة وبين “إبراهيم منير” و”محمود حسين” من جهة أخرى انتهت على الهواء لسوء حظهم وهو ما اشتهرت به الجماعة من المعارك العلنية.
تسليم اسطنبول لمحكومين من الإخوان “شرارة الغضب”
في سابقة كانت الأولى من نوعها قررت تركيا تسليم محمد عبد الحفيظ حسين إلى السلطات المصرية ، حيث تم توقيفه في مطار أتاتورك إسطنبول في الـ17 من يناير 2019، وقال الجانب التركي في وقتها بأنه معارض ومحكوم بالإعدام في قضية اغتيال “النائب العام المصري”.
وكانت ثاني الضربات الموجعة عندما احتجزت السلطات التركية 12 إخوانيا، لتسليمهم لمصر؛ لمخالفتهم لقواعد الإقامة وانضمام بعضهم لتنظيمات إرهابية وجهادية، ما سبق يضاف إلى ما أصاب الإخوان من خلل في التوازن بعد أنباء خلية الكويت وصبت جميع الأحداث في خانة إشعال غضب شباب التنظيم الذين وجدوا في تسليم اسطنبول لمحكومين بالإعدام لمصر تخلي من قيادات التنظيم عن أبنائه وهو ما يفسر أن التسجيل قد سرب عن طريق أحد شباب التنظيم.
شباب الإخوان الغاضب يلوح بالمزيد
“إن لم تتوقف المهزلة التي تحدث في حق الشباب الذي يتضور جوعاً ولا يجد مكان يأويه في تركيا ويتم التعامل معهم بكل وضاعة سيتم النشر”.
هذا ما جاء في الكلمة التي كتبها “عمر حسن” أحد أعضاء التنظيم عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” في وقت هدد فيه بنشر المزيد من فضائح الإخوان في إشارة إلى أن أولئك الشباب المستغل بدأوا ثورتهم ضد ديكتاتورية وفساد قياداتهم. وعلى خلفية ذلك جرت اتصالات مكثفة خلال الساعات الماضية بين أحمد عبد العزيز المستشار السابق للرئيس المعزول محمد مرسي، ومحمود حسين أمين عام الجماعة الهارب لتركيا والمتورط في الاختلاسات من أجل احتواء الموقف، وإعادة الأموال المنهوبة منعًا لصدور أي تسريبات جديدة .
قيادات الإخوان في ماليزيا!
لم تتوقف محاولة إنقاذ الموقف على رجال الجماعة في تركيا، وحسب إشارة بعض المصادر فإن عددا من قادة الجماعة في قطر وماليزيا أجروا اتصالات مع محمود حسين وقادة الجماعة في تركيا، لضخ أموال جديدة للجماعة في تركيا، من أجل زيادة المبالغ الشهرية المقررة كمعونات لشباب الجماعة، وتوفير فرص عمل لهم، فيما ذكرت المصادر أن المبالغ التي سيتم ضخها ستكون تحت إشراف ورقابة مباشرة من قادة التنظيم الدولي في لندن، ظهور اسم ماليزيا في كثير من الأحداث التي تتعلق بتنظيم الإخوان الإرهابي يضع علامات استفهام أمام علاقة تلك الدولة بهم وإيوائها للقيادات الفارة منهم كما أنه يفتح الباب أمام الكثير من التكهنات حول علاقاتها مع تركيا وقطر خصوصًا وأن رئيس الوزراء الماليزي ” مهاتير محمد” صرح منذ يوم بأن التعاون التركي الماليزي سينهض بالحضارة الإسلامية!
دار الإفتاء تكشف المزيد
وحسب دار الإفتاء يلحق هذا التسريب بالتقرير الصادر عن موقع “كلاريون بروجكت” في ديسمبر الماضي عن توسع جماعة الإخوان في عدد من الدول الأوروبية، بهدف جمع تبرعات مالية تحت شعار “دعم شباب الجماعة”، وطرحت الإفتاء تساؤلًا مهمًا في هذا السياق حول أنه على الرغم من أن تاريخ إنشاء الجماعة يعود إلى عام 1928 إلا أن مصادر تمويلها ليست معروفة حتى الآن، وهو جزء من فكر هذا التنظيم الذي يعتبر أن الإفصاح عن مصادر التمويل أو وجهات الإنفاق درب من خيانة مبادئهم.