الانتخابات الأمريكية

التصويت المبكر في الانتخابات الأمريكية 2020.. “اتجاهات وتحديات”

من بين 240 مليون أمريكي يحق لهم التصويت في الانتخابات الأمريكية هذا العام، أدلى أكثر من 83 مليون ناخب حتى الآن بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر، فيما يُعرف بالتصويت المبكر، حيث يمكن أن يدلي الناخبون بأصواتهم إما بشكل شخصي أو من خلال البريد. وبدأ التصويت المبكر في عدد من الولايات منذ شهر سبتمبر الماضي، وشهد إقبالا تاريخيا غير مسبوق، متجاوزاً إجمالي عدد المصوتين في الاقتراع المبكر لانتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة 2016 الذي وصل 58 مليونا.

ويعد هذا العدد مؤشرا على اهتمام بالغ بنتيجة المنافسة بين الرئيس الجمهوري دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، مما يمهد الطريق لأعلى نسبة مشاركة منذ أكثر من قرن، وكذلك على رغبة الأمريكيين في تقليل خطر تعرضهم للإصابة بـ”كوفيد-19″، حيث ترتبط نسبة الإقبال المتزايد هذا العام بظروف أزمة فيروس كورونا، التي دفعت العديد للبحث عن بديل للاقتراع قبل اليوم المحدد للانتخابات. ويذكر أن ترامب وبايدن قد أدلوا بأصواتهم مبكراً.

والتصويت المبكر في الانتخابات الأمريكية ليس اتجاهاً جديداً، وإنما هو إجراء معمول به طوال الوقت، لكن خصوصية هذه الانتخابات التي تجرى في أجواء يغلب عليها تفشي وباء كورونا من جهة والانقسام المجتمعي الحاد الذي تشهده البلاد، منذ مايو، بعد مقتل المواطن من أصل إفريقي جورج فلويد، وما تبعه من احتجاجات ضخمة ضد العنصرية، هذه العوامل وغيرها جعلت التصويت المبكر يتصدر اهتمام المرشحين، لأنه مؤشر مهم على حظوظ الطرفين.

ووسعت العديد من الولايات نطاق التصويت المبكر والتصويت عبر البريد، على أساس أنها طريقة أكثر أمنا في ظل جائحة فيروس كورونا.

وذكر موقع electproject لتقصي المعلومات والأرقام حول الانتخابات، أن هناك حوالي 30 مليون شخص أدلوا بأصواتهم عبر مراكز الاقتراع، و54 مليونا عبر البريد. وتدفع هذه الأرقام إلى التنبؤ بإقبال قياسي بمشاركة نحو 150 مليون ناخب، بما يشكل 65%ممن يحق لهم التصويت، وسيكون ذلك أعلى معدل منذ عام 1908 إذا تحقق.

ويعتبر التصويت بالبريد أحد أهم الإضافات الحديثة للانتخابات الأمريكية التي فرضها واقع فيروس كورونا، وعلى الرغم من معارضة الرئيس الأمريكي لها، وتصريحاته بأنها قد تكون سببًا في تزوير نتائج الانتخابات، إلا إنها أحد الأسباب الرئيسية لزيادة أعداد المصوتين بشكل مبكر.

وتشير التجارب التاريخية، إلى أنه لا يوجد دليل على انتشار التزوير في نظام التصويت عبر البريد. وفي الواقع، يتراوح معدل تزوير التصويت بشكل عام في الولايات المتحدة بين 0.00004٪ و 0.0009٪ ، وفقًا لدراسة أجريت عام 2017 من قبل مركز برينان للعدالة.

اتجاهات التصويت المبكر

جرى الإقبال بشدة على التصويت المبكر، هذه السنة، تفاديا للازدحام في طوابير طويلة في يوم التصويت المرتقب في 3 نوفمبر المقبل، ولكن هذا الإقبال كشف عن عدد من الاتجاهات نوردها فيما يلي:

إقبال الديمقراطيين على التصويت: اتجه الديمقراطيون إلى الإقبال على التصويت المبكر مقارنة بالجمهوريين. ففي الولايات التي أبلغت عن تسجيل الأحزاب، فإن 52% من الأصوات أدلى بها الديمقراطيون، و26% من قبل الجمهوريين، و21% من قبل أشخاص ليس لديهم انتماء حزبي. تمثل تلك التقديرات توتراً بين مسؤولي حملة ترامب الذين يعولون الآن على الرئيس نفسه وقدرته على إثارة حماس قاعدته الانتخابية، على أمل تكرار مفاجأة الانتخابات الماضية.

في المقابل قرر الجمهوريين تأجيل التصويت إلى اليوم المحدد في 3 نوفمبر بسبب التصريحات التي شنها الرئيس ترامب والتي اعتبرت التصويت بالبريد مليئاً بالاحتيال، وتعتمد حملة ترامب حالياً على ما يسميه “الموجة الحمراء” في يوم الانتخابات والتي ستتغلب على ميزة التصويت المبكر الواضحة للديمقراطيين. ولكن هذه الاستراتيجية محفوفة بالمخاطر. حيث يمكن أن يحدث الكثير لتقليل نسبة الإقبال في يوم الانتخابات، مثل المطر الغزير أو طوابير طويلة، أو انقطاع التيار الكهربائي. فمن الناحية التكتيكية، يكون منظمو حملة بايدن أكثر قدرة على تركيز وقتهم على إيجاد مؤيدين لم يدلوا بأصواتهم بعد، لأنهم في العديد من الولايات يعرفون من ذهب بالفعل إلى صناديق الاقتراع.

انتخابات يقودها الشباب: على الرغم من تحديات “كوفيد-19” ، فإن الناخبين الشباب يستعدون ليكونوا قوة حاسمة ومؤثرة في انتخابات 2020، وتشير البيانات إلى إدلاء أكثر من خمسة ملايين شاب – تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا – بأصواتهم المبكرة بحلول 26 أكتوبر. وتظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين الشباب يمكن أن يشاركوا بأعداد أكبر هذا العام مقارنة بالانتخابات الماضية.

في عام 2016، كانت نسبة المشاركة تزيد قليلاً عن 46٪ في المرحلة العمرية بين 18 إلى 29 عامًا -. هذا العام، من المتوقع أن تصل نسبة تصويت الشباب إلى 63%، كما أظهرت الاستطلاعات أن المرشح الديمقراطي جو بايدن يتقدم على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بنسبة 63٪ مقابل 25٪ بين الناخبين الشباب الأكثر احتمالا للتصويت. كما يميل الناخبون الشباب إلى بايدن بهامش أكبر حتى من دعمهم لأوباما عام 2008. ويتقدم بايدن بنسبة 33%، في حين أن أوباما كان يتقدم بنسبة 29% فقط.

حرص الأفروأمريكان على التصويت: يعد الأفروأمريكان ثاني أكبر الأقليات بالولايات المتحدة، بنسبة 13.5% من الشعب الأمريكي. وهم أيضًا أكثر الأقليات انخراطًا في العملية السياسية الأمريكية، مقارنة بالجماعات والأقليات الأخرى، ويعود تزايد إقبال الأمريكيين الأفارقة على التصويت في الانتخابات الحالية، إلى مخاوف بشأن العدالة العرقية وقمع الناخبين السود، ويرون أن هذه الانتخابات أكثر أهمية من انتخابات 2008 لباراك أوباما. فانتخابات عام 2008 كانت للتغيير وصنع التاريخ، أما الانتخابات الحالية لإنقاذ الولايات المتحدة. وشكلت التحركات المطالبة بالعدالة الاجتماعية، التي نشطت إثر مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد على يد عناصر الشرطة، حافزاً للبعض للذهاب إلى التصويت.

ويتسابق الناخبون الأمريكيون من أصل أفريقي إلى صناديق الاقتراع بمعدلات أعلى بكثير مما كانوا عليه قبل أربع سنوات. ووفقًا لتحليل شركة البيانات TargetSmart، أدلى أكثر من ستة أضعاف عدد الناخبين السود بأصواتهم المبكرة بحلول 18 أكتوبر، مقارنة بانتخابات 2016. ووفقًا لمستوى تسجيل الناخبين والمشاركة في الانتخابات، فقد كان لهم دور بارز في حسم نتائج العديد من الانتخابات، خاصة انتخابات 2008، عندما صوت 95% من الأفروأمريكان لصالح الديمقراطي “باراك أوباما”. وفي الانتخابات الحالية خرج الناخبون السود بأعداد كبيرة في ولايات رئيسية مثل جورجيا ونورث كارولينا التي أظهرت البيانات فيها أن 40% من بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد جاءت من الناخبين الأفروأمريكان، مقارنة بانتخابات 2016 التي وصلت إلى 16% .

ولايات جديدة تحدث فارق: إحدى العلامات اللافتة للنظر على زيادة الحماس هذا العام هي أن الناخبين أدلوا بأصواتهم بأعداد قوية في بعض الولايات التي لا تعتبر ساحة معركة رئيسية، وقد يكون هذا مؤشراً إلى أن الفرز قد يظهر نتائج غير متوقعة في بعض الولايات. ففي مونتانا، على سبيل المثال، تجاوز الإقبال بالفعل 75% من إجمالي أصوات عام 2016. وفي ولاية تينيسي ذات الأغلبية الجمهورية التي فاز بها ترامب بفارق 26 نقطة قبل أربع سنوات تبلغ نسبة المشاركة حوالي 65% من إجمالي الأصوات في عام 2016.

كما سجلت ولاية تكساس رقماً قياسياً في نسبة الإقبال على التصويت المبكر حيث تجاوزت نسبة الناخبين المسجلين الذين أدلوا بأصواتهم في وقت مبكر إجمالي الإقبال على التصويت المبكر من أي انتخابات رئاسية أخرى، حيث أدلى 51٪ من الناخبين المسجلين بأصواتهم في تكساس.

الشعور بالمسؤولية: يعكس الإقبال المتزايد للناخبين على التصويت الرغبة في رسم مسار البلاد على مدار السنوات الأربع المقبلة، على الرغم من تحديات التصويت التي يفرضها وباء فيروس كورونا. كما أنه يضع انتخابات هذا العام على قدم وساق بمعدل تاريخي من المشاركة لم تشهده منذ أوائل القرن العشرين.

ويأمل الديمقراطيون أن تساعدهم نسبة المشاركة المرتفعة في عام 2020 على إعادة تجميع “تحالف أوباما” المنتصر الذي ساعدهم على الفوز بالبيت الأبيض في عامي 2008 و 2012. ففي عام 2016 ، أدلى 55.5% فقط من السكان في سن الاقتراع بأصواتهم ، بينما في عام 2008 كانت النسبة المئوية 57.1%.

تحديات انتخابات 2020

يواجه الناخبون في جميع أنحاء الولايات المتحدة مجموعة من التحديات في ظل عملية التصويت المبكر، بداية من الإقبال الواسع للتصويت عبر البريد، والانتظار لفترات طويلة في طوابير، والمعارك الحزبية حول قواعد التصويت بالبريد، وعدد كبير من الدعاوى القضائية التي ظهرت بالفعل في انتخابات مثيرة للجدل ومعقدة بشدة بسبب فيروس كورونا. وفيما يلي أبرز هذه التحديات:

مخاوف التدخل الخارجي: في استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث، قال ثلاثة أرباع الأمريكيين إنه من المحتمل أن تحاول روسيا أو الحكومات الأجنبية الأخرى التأثير على الانتخابات الرئاسية. وسبق وأن حذرت الاستخبارات الأمريكية من أن الصين وروسيا وإيران هي من بين الدول التي تسعى إلى التأثير في انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام.

ويأتي هذا وسط مزاعم ترامب حول مخاطر الاقتراع الالكتروني أو عبر بطاقات الاقتراع البريدي. كما اقترح تأجيل التصويت لتجنب “أكثر انتخابات غير دقيقة وتزويراً في التاريخ”، ما أثار رد فعل عنيفا حتى بين أعضاء حزبه الجمهوري. كما يأتي بعد شكاوى من المشرعين الديمقراطيين من أن وكالات الاستخبارات الأمريكية لا تنشر معلومات للجمهور حول التدخل الأجنبي في تصويت هذا العام.

عرقلة التصويت المبكر: يحاول حكام الولايات ومشرعوها من الجمهوريين عرقلة التصويت المبكر عن طريق رفع قضايا أمام المحاكم بخصوص كل شيء تقريباً، من أماكن صناديق البريد المخصصة لاستقبال بطاقات الاقتراع إلى عدد تلك الصناديق، وصولاً إلى تحديد مواعيد نهائية لفرز الأصوات. يوجد حاليًا أيضًا أكثر من 300 دعوى قضائية في 44 ولاية تتعلق بكيفية عد أصوات الغائبين، ومن يُسمح له بالتصويت مبكرًا، وكيفية جمع بطاقات الاقتراع عبر البريد.

وتقول الولايات التي يديرها الجمهوريون إن القيود ضرورية لمنع تزوير الناخبين، لكن الديمقراطيين يقولون إن هذه محاولات لقمع الناخبين. وقد رفضت المحكمة العليا طلب الحزب الجمهوري بمنع تمديد الموعد النهائي لتلقي بطاقات الاقتراع بالبريد في نورث كارولينا، وهو انتصار للديمقراطيين في الولاية الرئيسية التي تمثل ساحة معركة. حيث طلب المشرعون الجمهوريون في نورث كارولينا من المحكمة العليا إعاقة أحكام المحكمة الأدنى التي تسمح لمجلس الانتخابات بالولاية بتمديد الموعد النهائي للتصويت بالبريد حتى 12 نوفمبر.

نقص العاملين في مراكز الاقتراع: يشرف على عملية التصويت في الولايات المتحدة جيش من المدنيين الذين يقومون بفحص الناخبين، والتحقق من هويتهم، وتحديد أهليتهم، وحل المشكلات الفنية، والإجابة على الأسئلة. لكن العديد من العاملين في مجال الاقتراع المخضرمين امتنعوا عن العمل في ظل الجائحة بسبب أعمارهم المتقدمة في السن. لذلك جند المسؤولون المحليون متطوعين أصغر سناً للعمل في حوالي 230 ألف مركز اقتراع. لكن المجندين الجدد سيكونون أيضًا عديمي الخبرة، مما قد يؤدي إلى بعض المشاكل في يوم الانتخابات.  

طوابير طويلة ومشاكل تقنية: مع بدء التصويت المبكر، ظهر في مراكز الاقتراع طوابير طويلة في ولايات مثل جورجيا وتكساس، وانتظار الناخبين لساعات دون الإدلاء بأصواتهم، وانتظر البعض 11 ساعة للإدلاء بصوته.

ولا تمثل الطوابير الطويلة الصعوبة الوحيدة التي يواجهها من قرروا التصويت مبكراً، حيث واجه الناخبون عوائق تمنعهم من الوصول لبطاقات الاقتراع الخاصة بهم مثل مشاكل تكنولوجية في بعض مراكز الاقتراع، إضافة إلى تحديات قانونية في أماكن أخرى، خصوصاً في الجنوب. ففي جورجيا، التي تواجه إدارتها الجمهورية اتهامات بقمع الناخبين أو منعهم من التصويت، أبلغ البعض عن وجود مشاكل تقنية تسببت في إبطاء عملية التصويت. وفي فيرجينيا تحقق السلطات في توقف أحد مراكز تسجيل الناخبين عن العمل، وتوصلوا إلى أن أحد الكابلات تم قطعه وصنفوا الواقعة كحادث.

خروج مظاهرات: أعلنت عدة جماعات ناشطة سياسيا في الولايات المتحدة اعتزامها الخروج في مظاهرات الأسبوع المقبل إذا بدا أن الرئيس ترامب يتدخل في عملية فرز الأصوات أو في نتائج التصويت غداة الانتخابات. وتزعم هذه الجماعات أنها تمثل ملايين الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وقال ائتلاف “احمِ النتائج” الذي يضم أكثر من 130 جماعة إنه أعد نحو 400 تجمع حتى الآن. ويستعد المشاركون للخروج في مظاهرات حاشدة فور تسلم رسائل قصيرة بدءًا من بعد منتصف يوم الأربعاء الرابع من نوفمبر غداة يوم الانتخابات

من المتقدم في استطلاعات الرأي؟

تعتبر استطلاعات الرأي الوطنية مؤشراً على مدى شعبية المرشح في جميع أنحاء البلاد ككل، ولكنها ليست بالضرورة طريقة موثوقة للتنبؤ بنتيجة الانتخابات. في عام 2016، على سبيل المثال، تقدمت هيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي وحصلت على ما يقرب من ثلاثة ملايين صوت أكثر من دونالد ترامب، لكنها خسرت وذلك لأن الولايات المتحدة تستخدم نظام المجمع الانتخابي، لذا فإن الحصول على عدد أكبر من الأصوات لا يعني الفوز في انتخاب. وتشير استطلاعات الرأي الحالية إلى تقدم جو بايدن على منافسه دونالد ترامب

وفيما يتعلق باستطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة، تعطي تقدماً واضحا لصالح بايدن، حيث يتقدم بشكل كبير في ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن، وهي ثلاث ولايات صناعية فاز منافسه الجمهوري فيها بهامش أقل من 1٪ في عام 2016.

أخيراً، هناك حالة من عدم اليقين أكثر من المعتاد بسبب فيروس كورونا وتأثيره على الاقتصاد وكيف سيصوت الناس في نوفمبر، لذلك يجب قراءة جميع استطلاعات الرأي ببعض الشكوك.

مصادر

  1. Record-breaking early voting in U.S. election tops 80 million https://www.reuters.com/article/us-usa-election-early-voting-idUSKBN27E37U
  2. US election 2020 polls: Who is ahead – Trump or Biden? https://www.bbc.com/news/election-us-2020-53657174
  3. Early voting surge points to huge turnout in US election https://www.ft.com/content/8d8fa717-8923-4223-af75-bd6d31d25d9a
  4. Early voting in 2020 U.S. election already smashing 2016 levels
https://www.cnbc.com/2020/10/13/early-voting-in-2020-us-election-already-smashing-2016-levels.html
  • 5-  66 Million And Counting: Americans Are Breaking Early Voting Records
https://www.npr.org/2020/10/26/927803214/62-million-and-counting-americans-are-breaking-early-voting-records
+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى