الانتخابات الأمريكية

رهانات بوتين.. هل ستتأثر فرص روسيا بفوز بايدن؟

يراقب العالم انتخابات الرئاسة الأمريكية باهتمام بالغ، سباق يبدو فيه شاغل المنصب مصممًا على إقناع قاعدته الانتخابية بأن أي نتيجة أخرى غير الفوز بالنسبة له تعني أن الانتخابات مزورة. كل هذا في ظل وجود مزاعم جديدة عن تدخل روسي محتمل في الانتخابات التي من المفترض أن تحدد ما إذا كانت روسيا ستصبح شريكًا أساسيًا للولايات المتحدة، أم عدوا لها، وما سيترتب على ذلك من تداعيات. ويبدو أن موسكو تضغط بشدة من أجل فوز دونالد ترامب بولاية ثانية. لكن هل حقًا ولاية ترامب الثانية تصب في مصلحة الكرملين؟ أم أن فوز جو بايدن سيكون في الواقع النتيجة الأكثر واقعية بالنسبة لروسيا؟

بدا واضحًا أن الرئيس الأمريكي منذ توليه الحكم سعى إلى تحييد الخلافات وخفض حدة التوترات والتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورسم مسار جديد للعلاقات الأمريكية – الروسية، اتسم بالتناقض شكلاً وليس مضموناً، عبر تمديد العقوبات المفروضة على روسيا ودعم أوكرانيا بأسلحة عسكرية فتاكة. في مقابل وصف ترامب الرئيس الروسي بأنه “منافس وليس عدو”، ودعوته الدائمة لعودة روسيا إلى مجموعة السبع مرة أخرى على خلاف رغبة الدول الأوروبية. 

سياسة التناقض هذه خلقت رؤية متعارضة لمرشحي الرئاسة الأمريكية تجاه روسيا، فمن ناحية يرى ترامب في روسيا، ولا سيما رئيسها نظاماً قوياً يمكنه عقد صفقات معه، عكس بايدن الذي يراه نظامًا متهورًا وقاسيًا يقوده زعيم ديكتاتوري يعارض القيم والمصالح الأمريكية. ويُعتقد عمومًا أن المرشح المفضل لدى الكرملين لا يزال دونالد ترامب، وأن موسكو ترى في فوز جو بايدن تهديدًا لمصالحها الخاصة. وفي الواقع، لا يوجد إجماع داخل النخبة الروسية الحاكمة بشأن أي من المرشحين سيكون أفضل بالنسبة لروسيا، وموقف الكرملين من ترامب أكثر تعقيدًا مما يُعتقد عمومًا.

سياسة ترامب تجاه روسيا.. التقويض وتحييد الخلافات

C:\Users\marwa.mohammed\Desktop\86df0b1e-ff43-11ea-9bb5-57ca6b07e40a_image_hires_012531.jpeg

كان نهج إدارة ترامب تجاه روسيا على مدى السنوات الثلاث والنصف الماضية متناقض في تفاصيله، لكنه عكس إجماع الحزبين في واشنطن على أن روسيا طرف خبيث ومهدد للأمن القومي الأمريكي. وهو ما حددته استراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة، الصادرة في عام 2017، بأن روسيا منافس قوي بسبب تنامي تأثيرها الجيوستراتيجي. واتباعها “وسائل تخريبية” لإضعاف مصداقية الولايات المتحدة تجاه أوروبا. وتقويض الوحدة عبر الأطلسي وإضعاف الحكومات والمؤسسات الأوروبية.

وفي روسيا، كان فوز ترامب في عام 2016 مفاجأة سارة للكرملين. فخطابه حول روسيا مختلف تمامًا عن خطاب أسلافه: لا انتقاد، ولا وعظ، ولا ترويج للقيم الليبرالية، فقط دعوات إلى توطيد العلاقات مع بوتين. بالإضافة إلى ذلك، قلص ترامب دور الولايات المتحدة في الصراعات الدولية، ليفسح المجال أمام روسيا لتكون قوى دولية مؤثرة في الأحداث، وقال إن العدو الرئيسي للولايات المتحدة روسيا وليس الصين.

وعلى الرغم من أربع سنوات من الآمال التي لم تتحقق، والعقوبات الجديدة، والعلاقات المتوترة، فإن حلم التوصل إلى اتفاق مع ترامب لا يزال قائماً في الكرملين، فالرئيس بوتين يفضل التعامل مع ترامب عن بايدن. والشعور السائد في موسكو هو أنه إذا لم يستطع ترامب إخراج روسيا من دوامة المواجهة مع الولايات المتحدة، فلن يستطيع أحد ذلك.

 وعلى هذا الأساس كان هناك عدد من القواعد الحاكمة لإدارة ترامب في علاقاته مع روسيا، تمثلت في:

تقويض التهديدات

أقام ترامب علاقات ودية مع الرئيس الروسي وامتنع عن انتقاد بوتين شخصيًا وانحاز إلى جانبه بشأن تقييم مجتمع الاستخبارات الأمريكية بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية لعام 2016. وكثيراً ما عارض جهود الكونجرس لفرض المزيد من العقوبات على روسيا. وبرغم ذلك كانت سياسة ترامب تجاه روسيا حتى الآن نتاجًا للضغط السياسي والمعارضة الداخلية وعدم الكفاءة البيروقراطية. ويعود السبب في ذلك إلى افتقار ترامب إلى الأشخاص الذين يشغلون مناصب رئيسية في حكومته يشاركونه رؤيته المتوافقة مع روسيا وعلى استعداد لتنفيذ سياسة خارجية صديقة لروسيا بهدوء. ولكن في حال فوزه بولاية ثانية، من غير المرجح ألا تستمر سياسة التقويض التي اتبعها ترامب، حيث يعمل في إدارته حالياً أشخاص مستعدون وقادرون بشكل متزايد على تنفيذ سياسة تتماشى مع رغباته. وهو ما ظهر من خلال تحويل جزء كبير من المساعدات العسكرية لأوروبا الشرقية -مبادرة الردع الأوروبية- لتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك. 

تقويض الحلفاء

منذ توليه منصبه، أعرب ترامب مرارًا وتكرارًا عن إحباطه من المنظمات الدولية والحلفاء التقليديين. وأوقف تمويل منظمة الصحة العالمية، واشتكى من مساهمات الأعضاء المتدنية في حلف الناتو، وزعم أن الاتحاد الأوروبي تم إنشاؤه “للاستفادة من الولايات المتحدة”، وأدلى بملاحظات مهينة حول منظمة التجارة العالمية، ورفض المشاركة في اجتماعات حول تغير المناخ والرعاية الصحية في الأمم المتحدة. 

موقف ترامب من المنظمات الدولية والحلفاء التقليديين يتوافق مع رأي بوتين في المنظمات الدولية. لطالما عارضت روسيا توسع الناتو، وهو الأمر الذي أثار اضطرابًا بعد انضمام دول البلطيق في عام 2004، مما أدى إلى توسع التحالف حتى حدود روسيا. وتوسعت عروض الاتحاد الأوروبي للشراكات الاقتصادية مع جورجيا وأوكرانيا بشكل مباشر مع محاولات روسيا لتحقيق التكامل الاقتصادي لدول الاتحاد السوفيتي السابق. وانسحبت روسيا من المحكمة الجنائية الدولية في عام 2016، وفي بداية العام الجاري، أدخل بوتين إصلاحات على الدستور تضمن أولوية القانون الروسي على المعاهدات الدولية وقرارات الهيئات الدولية.

تقويض العقوبات والانسحاب من المعاهدات

على الرغم من سريان العقوبات المفروضة على روسيا منذ إدارة أوباما، وتوسعها في ظل إدارة ترامب، إلا إن ترامب كان يقبل العقوبات المفروضة على مضض، وأعرب عن استيائه عندما طردت وزارة الخارجية ستين دبلوماسيًا روسيًا وفرضت عقوبات إضافية على البلاد بعد أن ألقت المملكة المتحدة باللوم على روسيا في تسميم الجاسوس الروسي “سيرجي سكريبال” وابنته يوليا في سالزبوري في عام 2018. وأخبر رئيسة الوزراء السابقة “تيريزا ماي” إنه يشك في أن تكون روسيا وراء محاولة الاغتيال. كما انتقد ترامب القانون الذي أقره الكونجرس في عام 2017 بفرض عقوبات جديدة على روسيا ووصفه بأنه “معيب بشكل كبير” وأعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق “ريكس تيلرسون” أنه وترامب لا يعتقدان أن العقوبات الجديدة ستكون مفيدة لجهودنا بشأن الدبلوماسية مع روسيا.

سياسة بايدن تجاه روسيا.. مرحلة جديدة من المواجهة

Biden dissed Putin to his face: 'I don't think you have a soul'

بصفته عضوًا مخضرمًا لمدة 20 عامًا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والمسؤول عن شؤون أوكرانيا في إدارة أوباما بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، يتمتع بايدن بسجل طويل من العداء لنظام بوتين. مؤكداً أن روسيا في عهد فلاديمير بوتين تهاجم أسس الديمقراطية الغربية، من خلال السعي لإضعاف حلف الناتو وتقسيم الاتحاد الأوروبي وتقويض النظام الانتخابي الأمريكي والتدخل فيه لصالح ترامب، وهو ما أشار إليه في مؤتمر الحزب الديمقراطي لعام 2016، عندما قال “لا يمكننا انتخاب رجل يقلل من شأن أقرب حلفائنا بينما يحتضن ديكتاتوريين مثل فلاديمير بوتين”.

وترى روسيا في بايدن سجل كبير من العداء، بداية من عام 2009 عندما أدلى بايدن بتصريحات مهينة حول دور روسيا كقوة عالمية، قائلاً إن لديها “اقتصادًا متدهورًا” و”تتمسك بشيء في الماضي غير موجود الآن”. وخلال زيارته لموسكو في عام 2011 كنائب للرئيس أبلغ قادة المعارضة أنه يعتقد أن فلاديمير بوتين لا ينبغي أن يترشح للرئاسة مرة أخرى، وسيكون من السيئ بالنسبة لروسيا إذا ترشح بوتين لولاية ثالثة. وهو ما اعتبره بوتين نوع من الإهانة لا يُنسى بسرعة. ومع ذلك، يتوقع بوتين أن بايدن يمكن أن يصبح الرئيس الأمريكي القادم. وردا على سؤال من قبل مراسل تلفزيوني روسي عن تفضيلاته، حاول بوتين أن يكون دبلوماسيا. وقال “سنعمل مع أي رئيس مستقبلي للولايات المتحدة مع الشخص الذي سيحظى بثقة الشعب الأمريكي”.

وإذا فاز بايدن، سيتم إيلاء اهتمام كبير لروسيا. وسيتم حشد كل القوى لاحتوائها، ولن تُقدم الولايات المتحدة على صراع عسكري مباشر معها، لأن ذلك محفوف بنتائج يصعب التكهن بها. لذلك، من المتوقع بأن الرهانات ستكون على العقوبات ومحاولة تقويض الاقتصاد، بالتوازي مع شيطنة كاملة لروسيا. 

وبالتالي، من المتوقع أن تتخذ رئاسة بايدن المحتملة عددًا من القواعد الحاكمة مع روسيا تتمثل في:

تقوية التحالفات

سيؤدي فوز بايدن إلى تحسين العلاقات عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا وسيشهد التزامًا أمريكيًا متجددًا تجاه الناتو يلقى دعما أوروبيا. وسيدعو إلى الاستثمار أكثر في الناتو، وإرسال المزيد من القوات إلى أوروبا الشرقية لردع العدوان الروسي. وتعزيز البنية التحتية السيبرانية، وزيادة شفافية المنصات عبر الإنترنت، وتنسيق جهود الاستخبارات وإنفاذ القانون بشكل أفضل. ويدعو بايدن إلى إجراء تحقيق مستقل في هجوم روسيا على الديمقراطية الأمريكية، على غرار لجنة الحادي عشر من سبتمبر، لفحص كيفية ردع جهود موسكو المستمرة. ويعارض دعوة ترامب لإعادة انضمام روسيا إلى مجموعة السبع، وانتقد بايدن بشدة ترامب لعدم الاستجابة لتقارير المخابرات التي أشارت إلى أن موسكو كان تمنح مكافأة لميليشيات طالبان لقتل جنود الولايات المتحدة في أفغانستان، واصفا إياه بأنه “التقصير في أداء الواجب”.

المصلحة المتبادلة

على الرغم من أن مسار العلاقات الأمريكية الروسية سيتراجع بعض الشيء، إلا إنه من غير المرجح أن تُفرض أي عقوبات جديدة على روسيا. فمن مصلحة الولايات المتحدة أن تكون لها علاقات تجارية معها لضمان تحقيق المصالح الاستراتيجية الأمريكية. وسيتعين على واشنطن وموسكو في ظل رئاسة بايدن معرفة متى يمكن أن يتسامحا ويتعايشا مع بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك -مثل الحد من التسلح- وتقليل مخاطر الصراع حيث تتنافس المصالح الاستراتيجية، على سبيل المثال في مناطق مثل أوكرانيا، وتركيا. ولكن ستظل العقوبات جزءًا من الأدوات التي سيستخدمها بايدن.

بداية جديدة

على الرغم من عدم ثقته في أهداف السياسة الروسية، يقول بايدن إن على واشنطن اتباع سياسة جديدة للحد من التسلح مع موسكو، بدءًا من تمديد معاهدة ” New START” لخفض المخزونات النووية. والحد من التسلح هو مجال يعتقد كل من المراقبين لروسيا أنه يمكن أن يكون نقطة اهتمام مشترك بين بوتين وبايدن. وهو ما أشار إليه بايدن في عام 2019 إنه يرغب في رؤية تمديد للمعاهدة الرئيسية لتخفيض الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا.

وبناءً على التصريحات الأخيرة من كلا الجانبين، فإن المفاوضات بشأن معاهدة جديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية هي أحد المجالات التي يمكن توقع إحراز تقدم فيها إذا تم انتخاب بايدن، ومع ذلك فإن الجدول الزمني سيكون صعبًا للغاية حيث تنتهي المعاهدة الحالية في 5 فبراير 2021. واعترفت روسيا نفسها بأن الحد من التسلح يمكن أن يكون ديناميكية إيجابية في ظل رئاسة بايدن. 

لماذا ترغب روسيا في فوز ترامب؟

أصبحت روسيا في عام 2020 في وضع أضعف مما كانت عليه في عام 2016، واقتصادها متعثر بسبب انهيار أسعار النفط، وتداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد. ومع ارتفاع فرص بايدن في الفوز في الانتخابات، وفقًا لاستطلاعات الرأي، يتراجع الروبل الروسي بسبب مخاوف من أن التغيير في الإدارة الأمريكية قد يؤدي إلى مزيد من العقوبات وتجميد أعمق في العلاقات الأمريكية الروسية. وبالتالي ترى موسكو أن دعم رئاسة ترامب الفوضوية استراتيجية أكثر جاذبية لها، فاستمرار الوضع الراهن، وإذكاء الاضطراب والانقسام الأمريكي الداخلي. يصب في مصلحة روسيا على المدى الطويل.

استفادت روسيا بالفعل من رئاسة ترامب. فقد منح موسكو تمريرة سهلة بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بداية من ضم شبه جزيرة القرم إلى تسميم زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني. والأمر الأكثر إثارة هو إنكار ترامب علنًا لنتائج المخابرات الأمريكية بشأن التدخل الروسي في انتخابات عام 2016 بينما كان يقف بجانب بوتين في قمة هلسنكي في عام 2018، قائلاً “الرئيس بوتين يقول إن روسيا لم تتدخل وأنا لا أرى أي سبب غير ذلك”. 

لذلك، تخشى روسيا من خسارة ترامب، وما سيترتب على ذلك من تداعيات على عدد من القضايا المهمة بداية من ملف العلاقات الروسية الأمريكية مروراً بملف الأسلحة النووية وصادرات الطاقة والعقوبات، وانتهاءً بالصراعات العالمية المشتعلة. ومع ذلك تشير بعض التقديرات إلى أنه لم يعد يُنظر إلى ترامب، الذي كان يُحتفل به في يوم من الأيام كصديق لروسيا، بشكل إيجابي وذلك وفقًا لاستطلاع نُشر في سبتمبر الماضي، قال إن 23٪ فقط من الروس لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه ترامب، بينما لدى 43٪ نظرة سلبية. وقال 55٪ من المشاركين إنهم سمعوا عن بايدن للمرة الأولى.

فقد كان لرئاسة ترامب ثمن باهظ على نحو متزايد بالنسبة لروسيا، فبالإضافة إلى العقوبات، يوجد الآن تهديد حقيقي لخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2، فضلاً عن العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين والتي أدت لانسحاب ترامب من جميع اتفاقيات الحد من الأسلحة تقريبًا. والآن تبدو فرص بايدن في الفوز قوية بما يكفي لكي تبدأ روسيا في الاستعداد لهذا الاحتمال. وتتوخى موسكو الحذر أكثر مما كانت عليه في عام 2016، عندما بذلت جهودًا كبيرة لتشويه سمعة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وسواء كانت روسيا تريد ولاية ثانية للرئيس ترامب أم لا، فإن لديها هدف أوسع يتمثل في زعزعة استقرار منافسيها من خلال نشر الاضطرابات، فقد أعلنت لجنة الأمن الداخلي بالكونجرس في سبتمبر أن روسيا “نشطة للغاية” في العملية الانتخابية الحالية، فوسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحكومية والمجلات الإلكترونية والوكلاء تهدف إلى زرع الانقسام وإضعاف “المؤسسة المعادية لروسيا” في الولايات المتحدة. 

وتعد نزاهة العملية الانتخابية موضوع ذو أهمية لجميع الأمريكيين من مختلف التوجهات السياسية، ومع اقتراب الثالث من نوفمبر، ارتفعت وتيرة الاتهامات بشأن التدخل الروسي ودوره في الانتخابات الأمريكية، وإذا استمرت محاولات التدخل الروسي التي كشفتها الاستخبارات الأمريكية، فسوف يعزز ذلك من مكانة موسكو كقوى منبوذة حال فوز بايدن الذي أكد أن روسيا ستدفع “ثمناً اقتصادياً” للتدخل في الانتخابات إذا تولى البيت الأبيض. وأفاد فريق الاستخبارات التابع لشركة Microsoft Corp أن قراصنة الحكومة الروسية استهدفوا ما لا يقل عن 200 منظمة مرتبطة بالانتخابات الأمريكية لعام 2020، بما في ذلك الأحزاب السياسية الوطنية والمستشارون السياسيون الذين يعملون لصالح الجمهوريين والديمقراطيين. 

تم الكشف عن قيام أجهزة الاستخبارات الوطنية الأمريكية بتحذير الرئيس ترامب من أن محاميه الشخصي رودي جولياني كان هدفاً لعملية تأثير نفذتها الاستخبارات الروسية. واستندت التحذيرات إلى مصادر متعددة، بما في ذلك الاتصالات التي تم اعتراضها، والتي أظهرت أن جولياني كان يتفاعل مع أشخاص مرتبطين بالمخابرات الروسية خلال زيارته أوكرانيا في ديسمبر 2019، خلال سعيه لجمع معلومات يعتقد أنها ستكشف عن أعمال فاسدة لمنافسه جو بايدن وابنه هانتر.

ختامًا، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات المقبلة، فمن المتوقع وجود علاقات أكثر توتراً مع روسيا، ففوز بايدن قد يعزز الحلفاء الأوروبيين ضد موسكو. وإذا أعيد انتخاب ترامب، فقد ينتهج خصومه السياسيون سياسة أكثر قسوة تجاه روسيا. والشيء الوحيد الذي يفعله الكرملين الآن هو المزيد من الاستقطاب والاضطراب في الولايات المتحدة. ولكن سياسة الاستقطاب هذه تعني المزيد من الضعف لكل من واشنطن وموسكو اللتين تواجهان تحديات مشتركة تتطلب حوارًا ودبلوماسية مكثفة. تشمل اتفاقيات الحد من التسلح، ومواجهة الصعود الصيني، والانتشار النووي، ومكافحة الإرهاب، والشرق الأوسط، وأوكرانيا، وبيلاروسيا، وأفغانستان، والتعاون في مجال الوباء، وتغير المناخ.

مصادر

  1. Russian Hackers Have Targeted 200 Groups Tied to U.S. Election, Microsoft Says https://www.wsj.com/articles/russian-hackers-have-targeted-200-groups-tied-to-presidential-election-microsoft-says-11599763502
  2. Putin Criticizes Joe Biden’s ‘Sharp Anti-Russian Rhetoric’ https://www.wsj.com/articles/putin-criticizes-bidens-sharp-anti-russian-rhetoric-11602073537
  3. Explainer: How Russia benefits from disrupting the US election, again https://www.pri.org/stories/2020-10-16/explainer-how-russia-benefits-disrupting-us-election-again
  4. Trump and Giuliani may be useful to Putin, but they’re no idiots https://edition.cnn.com/2020/10/16/opinions/trump-russia-giuliani-vinograd/index.html
  5. 2020 election: Russia acting against Biden; China opposes Trump, according to US intel https://abc7.com/china-russia-trump-biden/6361183/
  6. How Russia’s election meddling could backfire on Putin https://edition.cnn.com/2020/09/11/opinions/russia-vladimir-putin-election-meddling-zwack/index.html
  7. The Kremlin Is Increasingly Alarmed at the Prospect of a Biden Win https://www.bloombergquint.com/politics/russia-and-joe-biden-if-trump-loses-it-s-probably-bad-news-for-putin
  8. Russia, China and Iran hackers target Trump and Biden, Microsoft says https://www.bbc.com/news/world-us-canada-54110457
  9. A contest of extremes: Biden’s and Trump’s opposing positions on Russia https://www.ecfr.eu/article/commentary_a_contest_of_extremes_bidens_and_trumps_opposing_positions_on_ru
  10. Trump Vs. Biden: How Russia Sees The U.S. Election https://www.npr.org/2020/10/14/923380941/trump-vs-biden-how-russia-sees-the-u-s-election
  11. US election: why a Joe Biden win is likely to be bad news for Russia https://www.scmp.com/news/world/russia-central-asia/article/3103128/us-election-why-joe-biden-win-likely-be-bad-news
  12. Trump or Biden: What the U.S. election means for Russia https://www.washingtonpost.com/world/2020/10/06/us-election-biden-trump-putin-russia/
  13. Why Russia — and Putin — might be worried about a Biden presidency https://www.cnbc.com/2020/10/20/why-russia-could-be-worried-about-a-biden-presidency.html
+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى