الاقتصاد الدولي

(لو باريزيان): الجمعية الوطنية للممرضين بفرنسا تكشف عن رغبة 40٪ من الممرضين في تغيير وظيفتهم

عَرض – كريستين نبيل

 يشهد وباء كورونا انتعاشًا في فرنسا في الاسابيع القليلة الماضية على الرغم من أن الممرضين لم يتعافوا بعد من عنف الموجة الأولى من العدوى.

 نشرت الصحيفة الفرنسية ( لو باريزيان – ديمانش) تقريرًا بتاريخ 11 أكتوبر، عرضت به الكاتبة إلسا ماري دراسة أجرتها الجمعية الوطنية للممرضين في الفترة من 2 إلى 7 أكتوبر. أوضح التقرير أن النتيجة كانت مُفاجئِة، حتى أنها تقلق النظام الوطني. حيث كشفت هذه الدراسة عن رغبة 40٪ من الممرضين والممرضات التي خضعوا للدراسة في تغيير وظائفهم. 

أتاحت هذه الدراسة تسجيل ردود 60 ألف ممرض، يعبر جزء كبير منهم عن عدم ارتياح متزايد منذ بدء أزمة كورونا.  وبحسب إلسا ماري كشفت تلك الدراسة تدهور أحوال  وظروف عمل ما يقرب من ثلثي من تم استجوابهم منذ مارس الماضي. كما استنكر الكثير من الممرضين نقص الموظفين، حيث تم عرض 34.000 وظيفة شاغرة في بداية العام الدراسي، بالرغم من وجود 700.000 وظيفة  وفرصة متاحة بالفعل. 

بالإضافة إلى عبء العمل الثقيل، فإن الأجور منخفضة للغاية. النتيجة: 57٪ من الممرضين الذين شملهم الاستطلاع يعتبرن أنفسهن منهكين اليوم. ومع ذلك، فإن غضبهم يعود إلى ما قبل الأزمة، 33٪ من الممرضين  الذين تم استجوابهم يعتقدون أنهم كانوا في حالة إرهاق مهني قبل كورونا ولكن كان عليهم مواجهة الجائحة رغم أنهم كانوا يحتجون بالفعل على نقص الموارد  والمعدات والعاملين في المستشفيات.

كما عرض التقرير تحذير السيد باتريك شامبوريدون رئيس الجمعية الوطنية للممرضين من خطورة هذا الرقم قائلًا:

“هذا الرقم مهم ، ولهذا نطلق حالة التأهب القصوى “.  كما أعرب عن قلقه حيال الشعور المتزايد بعدم الراحة في غضون ستة أشهر فقط ، ومع الوقت الذي يرتفع فيه مد كوفيد في العديد من المدن الفرنسية. 

كما أشارت الكاتبة أن واحد من كل خمسة ممرضين لم يأخذ أي إجازة منذ  بداية الجائحة في شهر مارس. بل ويمكن أن يستمر الوضع كما هو لأن مستشفيات باريس تشجعهم على التخلي عن عطلة عيد الشكر. 

ورداً على تساؤل الكاتبة ” متى سينتهي هذا الامر؟”، أوضح رئيس نقابة الممرضين، باتريك تشامبريدون، أن الجميع يسألون نفس السؤال، وأوضح أن الامر معقدًا للغاية، وبالرغم من وجوده على الخط الامامي إلا أنه لازال لا يتمكن من رؤية نهاية هذا النفق المظلم التي تعبر به البلاد وخاصة وأن الممرضين ليسوا وحدهم من يواجهون هذه الضائقة. تشير تقارير جمعية “رعاية المهنيين الصحيين” إلى تلقي خمس إلى عشر مكالمات كل يوم. والمتصلون هم من جميع أنواع المهنيين، من القابلات إلى مقدمي الرعاية، بما في ذلك مساعدو الصيدلة. جميعهم يعبرون عن مخاوفهم بشأن المستقبل.

في السياق ذاته،  قامت الكاتبة بعرض بعض الشكاوي التي رصدتها  لبعض العاملين بالقطاع الصحي ومنها:

“نحن لسنا مستعدين لهذا!”  قالت ليا، 26 عامًا، متدربة طبية، تواجه فيروس كورونا أثناء فترة تدريبها.

” اليوم  بخدمتي نصف عدد المرضى كانوا مصابين بكورونا ولكن عندما نقول إن الوباء بدأ من جديد ، فإن الناس لا يصدقوننا حتى الآن! “.

  “بالرغم من  تلقى خمس إلى عشر مكالمات يوميًا من مقدمي الرعاية، والبعد عن الارقام الهائلة في ذروة الأزمة 150 والتي كانت تصل إلى 150 مكالمة هاتفية يوميًا”  إلا أن    “فيروس كورونا ألقى الضوء على معاناة كانت موجودة بالفعل” أفصحت كاثرين كورنيبرت ، مديرة الإجراءات في الجمعية الوطنية للمرضين.

وأوضحت الكاتبة في نهاية التقرير، أن خطة  ال 8 مليارات يورو التي أعلنتها الحكومة الفرنسية في شهر مايو الماضي تحت عنوان Ségur de la santé”” والمخصصة لتجديد النظام الصحي لن تكن كافية لتهدئة الاوضاع المضطربة، حيث دعت العديد من نقابات المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية إلى إضراب وطني يوم الخميس 15 أكتوبر من أجل الأجور والتوظيف في القطاع الصحي.


+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى