مكافحة الإرهاب

عكاشة: الجماعة الإرهابية منهارة معنويًا لفشل دعواتها ..وممولوها فقدوا الثقة فيها

عرض- نرمين سعيد

في مدخلة لبرنامج المواجهة الذي يبث عبر فضائية ” سي بي سي إكسترا” تحدث الدكتور خالد عكاشة ” مدير المركز المصري للفكر والدراسات ” عن قراءته لمشهد خروج المواطنين للاحتفال بأعياد أكتوبر.

وذكر عكاشة أن خروج الموطنين بالأمس يأتي بمثابة تأكيد المرة تلو المرة على الإيمان والانحياز الكامل لمشروع الدولة الوطنية واستحضار ذكرى انتصارنا الوطني.

وقال إن خروج المواطنين يعني التفاف الشعب المصري كله مع قواته المسلحة وهذه الذكرى المشرفة  التي أنهت  عددًا  من سنوات الكفاح والنضال لاستعادة كل شبر من الأراضي المصرية وتحقيق انتصار كان ولا يزال حديثًا للعالم كله حيث يتم الوقوف عند حرب أكتوبر باعتبارها نقطة فارقة في تاريخ العسكرية وهو ما يثبت أن القوات المسلحة المصرية على قدرة دائمة على التطوير والتنظير لمدارس جديدة في العسكرية العالمية.

وأضاف إنه  ليس غريب على الشعب المصري أن يعبر عن تقديره البالغ لانتصار أكتوبر باعتباره رمز للتاريخ والنضال الوطني الحقيقي، كما أشار إلى أن  خروج الناس يؤكد أنه ونحن في  2020 لا زال لهذا التاريخ أهمية فارقة عند جموع المصريين الذين أكدوا بالأمس – مرة أخرى-  على إيمانهم بشروع الدولة الوطنية والقيادة السياسية في  ظل المشروع  الذي بدأ منذ دولة يونيو 2013 .

وحول دلالة خروج المواطنين في كل المحافظات ، قال عكاشة إن هذا يبعث برسائل مهمة للغاية فقد تابعنا خروج المواطنين في حلايب وشلاتين وكذلك مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء والتي كانت حاضرة بكل شيوخها الكرام وكل أبنائها وكل محافظات صعيد مصر من الأقصر وقنا وأسيوط وغيرها ولذلك ترجمة حقيقية في أنه لا يوجد بيت مصري واحد لا يوجد له ممثل في القوات المسلحة  إضافة إلى أن المصريين على قلب رجل واحد من سيناء إلى حلايب وشلاتين ،كما أنه تأكيد على أن حرب أكتوبر  ستظل الذكرى الأهم والأشرف لدى المواطنين المصريين .

أما عن الاستقرار داخل الدولة فقد أوضح العميد خالد عكاشة   أن الدولة المصرية  تتعرض لحالة من حروب الجيل الرابع والخامس والحملات الإعلامية التي تسعى للتشويه وقد أعطى الشعب بالأمس صفعة لكل هذه القوى بالتأكيد على أن هذه الحرب لم ولن تؤت ثمارها.

مضيفًا أننا اليوم  في أكتوبر 2020 نتعرض لحرب أيضًا ولكن من نوع آخر . وليست هذه المرة الأولى التي ينتصر فيها الشعب المصري على مثل هذه الدعوات فقد أثبت قبل سنوات عديدة أن مثل تلك الدعوات لم تعد تؤثر فيه كما أنه في نفس التوقيت من العام الماضي دحض الشعب المصري هذه الدعوات المحرضة.

وهو ما يعني أيضًا حسب ” عكاشة”  أن مصر استطاعت توجيه ضربات قاسمة لكل من تآمر عليها وباع نفسه وسمعته ومهنته إن كانت له مهنة لجهات ممولة تستهدف الهدم في ثوابت الدولة المصرية. وفي سبيل ذلك يقوم ببث الكثير من المواد المحرضة على مدار الساعة في محاولة لتقويض الحالة النفسية للمواطنين وتشكيكهم فيما يقومون به من إنجازات وطموحات لبناء دولتهم الحديثة. إلا أن المصريين اليوم في 2020 أعادوا إنتاج نفس معادلة العام الماضي وانتصروا على المتآمرين مرة أخرى.

ولفت مدير المركز المصري إلى ما  أذاعته وسائل الإعلام المصرية  حول جزء من جهود المخابرات المصرية في رصد رسائل جهات تابعة لدولة معادية لمجموعة قنوات مأجورة وذلك في ضربة أمنية جديدة. والأمر بين أجهزة تلك الدولة   والقنوات المعادية يعتمد على كيفية إثارة الشارع المصري أولاً ثم توجيهه في مظاهرات وذلك عن طريق إنفاذ رسائل معينة تؤسس لتحركات عنيفة ضد أجهزة الدولة عن طريق استخدام المولوتوف وإشعال الحرائق .

وعلى الرغم من كل هذا الحشد فإن حالة الاستقرار في مصر تصفع هذه الجهات  مرة أخرى صفعة مدوية ليس فقط عن طريق تصدير صورة لحالة الاستقرار التي نعيشها وإنما عن طريق إحياء مناسباتنا الوطنية.

وفي سياق آخر أشار العميد خالد عكاشة إلى أن حالة الاستقرار التي نعيشها تنعكس أيضًا في المناخ السياسي متمثلًا في انعقاد مجلس الشورى والبدء في انتخابات مجلس النواب ، الأمر الذي  يعد ملمح آخر شديد الأهمية من ملامح الاستقرار الداخلي وله انعكاسات عديدة على تعامل الدولة المصرية مع المجتمع الدولي.

وإضافة إلى ذلك فإنها  خطوة استحقاق دستوري مهمة جدًا عن طريق استكمال مجلس الشيوخ بكل ممارساته وأعضائه في انتظار الأعضاء المعينين خلال الأسابيع القادمة وبدء أعماله كغرفة ثانية من غرف التشريع وعلى مسافة أيام ندخل مباشرة في انتخابات الغرفة الأولى للسلطة التشريعية في مشهد سياسي متكامل.

 وأضاف عكاشة إلى أن وجود الغرفتين التشريعيتين يعد تغذية للحياة السياسية المصرية والأحزاب بما يتوافق  مع المتغيرات وكذلك يلعب دور أساسي في  الرقابة على أداء الأجهزة التنفيذية للدولة وكلها ملامح مهمة جدًا تصنع مناخ إيجابي .

 كما أنها  مشاركة كل المصريين ولذلك فإنها خطوة مهمة جدًا أن تقوم الدوائر الانتخابية باختيار من يمثلهم داخل الغرفتين التشريعيتين مع القدرة على التواصل مع جمهور هذه الدوائر والتعبير عنهم في سبيل بناء الوطن ودولة حديثة مستمرة.

وحول  تأثير الفشل المتكرر لدعوات إثارة الفوضى  على الجماعة الإرهابية  قال عكاشة أن هذا يضرب الجماعة بحالة من حالات الانهيار المعنوي الفادحة و منها الوقوع العلني في براثن الدول الخارجية المعادية مما أدى للفظ الشعبي المصري لهم قولًا واحدًا. كما أن كل  من يدعم هذا المشروع يصنف من قبل الرأي العام المصري باعتباره خائن للدولة المصرية وشعبها.

وإصرار الجماعة الإرهابية على دعوات التظاهر وإثارة الفوضى يأتي في إطار  إثبات الحضور لداعميهم الذين ضاقوا بهم ذرعًا أيضًا  وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من طردهم من الأراضي التي تحتضنهم وربما ذلك ما أدى إلى أن أجهزة الاستخبارات في الدول المعادية تلقنهم بالخطوات ما يفعلونه وهو نوع من فقدان الثقة الكامل في قدرتهم على خلق بلبلة في الشارع المصري، ونحن هنا نتحدث عن محاولات مستعرة لإثارة الفوضى منذ سبتمبر الماضي وقد فشلوا تماماً في عمل أي حراك لأن الشعب المصري ألقى بذكرى الجمع والحراكات وراء ظهره.

فنحن اليوم نتحدث عن مشروع سياسي واقتصادي طموح وقد استطاعت الدولة المصرية في ظل وباء عالمي أن تكون من أقل الدولة تعرضًا للآثار السلبية لكورونا وما فعلته مصر خلال السنوات الماضية صب مباشرة في قدرة مصر على الحد من آثار كورونا وهو مشهد مختلف تماما عما تحاول جرنا إليه هذه الزمرة الفاشلة والخائنة.

وحول دراسة تشير إلى فضائح مؤسسة قطر الخيرية التي تم تأسيسها في عام 1992 وعلاقتها بتمويل الإرهاب حول العالم أشار مدير المركز المصري إلى أن الدولة المصرية قامت بتحديد توجهات هذه المؤسسة  وخطواتها منذ فترة وهذه الدراسة البريطانية ليست الكشف الأول عن نشاط هذه المؤسسة فقد كانت هذه المؤسسة الستار المدني والخيري في دعم خلايا الإخوان في الدول الأوروبية عن طريق الإنفاق على المراكز الإسلامية في هذه الدول وفي مرحلة تالية تم الدفع بالشباب المنتمين لها للقتال في صفوف المنظمات الإرهابية في داعش وغيرها.

 فمؤسسة قطر كانت  غطاء مالي يستخدم أوراق مدنية للنفاذ داخل المجتمعات الأوروبية عن طريق جمع التبرعات باعتبارها تنفق على لاجئين مع إنفاق جزء على سبيل الدعاية كمعونات للأسر ولكن الأساس كان صنع محافظ مالية للإخوان . وفي نفس السياق ذكر عكاشة أن مؤسسة قطر الخيرية هي المؤسسة التي مكنت الإخوان من إنشاء قنوات والنفاذ للمؤسسات الإعلامية الدولية وشراء أسهم في بعض المؤسسات المؤثرة في الدول الأوروبية ولكن نقاط الإنذار بدأت تنير لدى هذه الدول التي كشفت أجهزتها الأمنية مثل بريطانيا هذه المؤسسة وأجبرتها على مغادرة أراضيها. وقد تورطت هذه المؤسسة أيضًا  في توفير الأسلحة لجماعة الإخوان.

أما مسألة الكتائب الإلكترونية التي يديرها الإخوان عبر تويتر وغيرها  فقد أوضح مدير المركز المصري إلى أن من فضح أمرها هو  الإخوان أنفسهم قبل ترشيحهم لإبراهيم منير ويمكننا التأكد من ذلك عبر حملات التهجم الشرسة داخل الجماعة نفسها من الفروع الأخرى على الفرع المحسوب على “إبراهيم منير- محمود حسين – البحيري والقاضي” وكلهم محسوبين على القيادات القديمة. وهي القيادات التي كانت تدير الكتائب الإلكترونية داخل جماعة الإخوان على العكس من رغبة الكثيرين داخل الجماعة.

وكان الدعم يصل من دول ممولة للإرهاب لقيادات الإخوان في الخارج لتمويل الكتائب الإلكترونية عبر منصات مثل تويتر وغيرها من أجل خلق حالة من حالات الفوضى الإعلامية وإثارة قدر عالي من التشويش والشائعات والبلبلة . في محاولة للتغطية على الأخبار الصحيحة والواقع الحقيقي وهذه الهجمات تعرضت لها دول أخرى مثل المملكة السعودية والإمارات وهي حملات أدارها تنظيم الإخوان الدولي والمعلومات التي توصلنا إليها تم استقائها من عناصرهم حيث أن أموال التنظيم بدلًا من أن تذهب للهاربين الإخوان في الخارج فإنها تذهب لمن يديرون الكتائب وكل هذه الأموال تنفق هباء حيث أن الشعب المصري أدرك أن الحرب الإلكترونية ممولة وهي ليست حالة فردية، والهدف هو ضرب الحالة المعنوية للمواطنين.

نيرمين سعيد

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى