
نورديك مونيتور: العمليات الخاصة لسلاح جو الاستخبارات التركية
عرض – محمد منصور
كشف موقع (نورديك مونيتور) الاستقصائي السويدي عن تفاصيل مهمة تتعلق بجانب من جوانب العمليات الخاصة للاستخبارات التركية، وتحديدًا الوسائط الجوية التي يستخدمها هذا الجهاز المعروف اختصارًا باسم (MIT)، لملاحقة معارضي النظام التركي حول العالم.
حسب التفاصيل المتوفرة، فإن الاستخبارات التركية قد أنشأت في العاصمة أنقرة، شركة طيران خاصة تحت اسم (Mavi Başkent Havacılık Turizm Ticaret ve Sanayi)، من أجل استخدامها كواجهة مدنية لتنفيذ عمليات جوية خاصة خارج تركيا، وذلك باستخدام أسطول مكون من طائرتين من طراز (بومباردير تشالينجر)، مسجلتين تحت الترقيم (TT4010) و(TCKLE)، ويضاف إليهما مروحية من نوع (سيكورسكي إس-76 سي). الطائرات الثلاث تمت الاستعانة بهم في العديد من العمليات الخارجية، التي فيها تم اختطاف واعتقال عدد من معارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من عدة دول.
أنشطة هذه الشركة المشبوهة، خرجت إلى العلن في يوليو 2018، حين كشفت وسائل الإعلام المحلية في منغوليا عن تفاصيل عملية استخباراتية فاشلة حاولت من خلالها الاستخبارات التركية اختطاف مدرس تركي يقطن في العاصمة المنغولية أولان باتور، وينتمي لحركة فتح الله جولن، وقد ظهرت إحدى طائرات هذه الشركة، وهي الطائرة المرقمة (TT4010)، على مدرج مطار العاصمة المنغولية بعد انكشاف محاولة اختطاف المدرس التركي، وحينها تداعت القوى السياسية والحكومة المنغولية، من أجل إحباط هذه الخطة، وهو ما تم بالفعل.
الطائرة الثانية في هذا الأسطول، المسجلة تحت ترقيم (TC-KLE)، استخدمتها الاستخبارات التركية في مارس 2018، لاختطاف ستة مواطنين أتراك من عاصمة كوسوفو بريشتينا، وحينها أثارت هذه العملية موجة غضب عارمة في الأوساط السياسية في كوسوفو.
نتيجة انكشاف أمر هذه الشركة وعملياتها الخاصة حول العالم، قامت الاستخبارات التركية في السابع عشر من يناير 2019، بتغيير اسمها من (Birleşik İnşaat Turizm Ticaret ve Sanayi A.Ş)، إلى الاسم الحالي (Mavi Başkent)، وتم تسجيلها في السجلات التجارية التركية، كشركة طيران ناشطة في مجال السياحة والتجارة، كما تم تغيير مقرها الرئيسي في الثالث والعشرين من ديسمبر 2019، ليصبح في منطقة كانكايا في العاصمة التركية، بعد أن كان مقرها الرئيسي سابقاً، في مجمع تابع للاستخبارات التركية، في شارع افيديك بالعاصمة أنقرة.
هذه التفاصيل تم تأكيدها بعد ذلك، بعد أن أظهرت سجلات التسجيل التجاري المؤرخة في السادس والعشرين من يونيو 2020، أن شركة (Mavi Başkent) مملوكة لمؤسسة تدعى (MİPVAK)، وهي مؤسسة أسستها الحكومة التركية، بهدف إدارة الشركات المدنية التي تستخدمها الاستخبارات التركية، كواجهة لعملياتها الداخلية والخارجية، وقد تم تأسيس هذه المؤسسة عام 1993، برأس مال يُقدر بخمسة مليارات ليرة تركية، وتضم قائمة الأعضاء المؤسسين لها، عدد من موظفي وكالة الاستخبارات التركية، من بينهم أركان أرسيل، الذي شغل منصب مدير إدارة التوظيف بالوكالة، أرطغرل جوفين، الذي شغل منصب وكيل وزارة في هذه الوكالة.
من الأسماء البارزة في هيكل إدارة هذه المؤسسة، عثمان غوندش، أحد كبار عملاء وكالة الاستخبارات التركية، والذي أدار عملياتها الإقليمية حتى وفاتة عام 2015، وتورط في بعض الأنشطة المشبوهة مع عدد من قادة المافيا التركية، مثل دوندار كيليش وعبد الله تشاتلي، وكان أحد المشتبه بهم، ضمن تحقيق جنائي عام 2009، دار حول خطط مشبوهة لتنفيذ اغتيالات سياسية.
باحث أول بالمرصد المصري