
موقع أمريكي: طهران تخطط لاغتيال السفيرة الأمريكية في جنوب أفريقيا انتقاماً لقاسم سليماني
عرض – نرمين سعيد
ذكرت تقارير استخباراتية أمريكية إن طهران تعمل على تدبير محاولة لاغتيال السفيرة الأمريكية في جنوب أفريقيا، وذلك وفقًا لما أورده موقع بوليتيكو الأمريكي .
وحسب مسؤول حكومي أمريكي على اطلاع بالقضية وآخر قال إنه اطلع على معلومات استخبارية فإن العملية المخابراتية تأتي في سياق التنقيب الإيراني عن سبل للرد على اغتيال قائد حرسها الثوري قاسم سليماني.
مراقبون أشاروا إلى أن المخطط إذا تم تنفيذه فسوف يؤدي إلى تصاعد كبير في مستوى التوترات بين الولايات المتحدة وإيران ويخلق نوعًا من سياسة الضغط القصوى المضادة على ترامب لأنها ستجبره على رد مناسب في موسم يفترض أنه يسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر عقدها في نوفمبر المقبل.
وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن الحكومة الأمريكية كانت على معرفة مسبقة بالتدبير لاغتيال ” لانا ماركس” السفيرة الأمريكية في بريتوريا جنوب أفريقيا وذلك منذ الربيع الماضي، لكن المعلومات الاستخباراتية أصبحت أكثر دقة في هذا الشأن خلال الأسابيع القليلة الماضية.
في تلك الأثناء تقول الحكومة الأمريكية ان التدبير لاغتيال سفيرتها هناك أحد المساعي الإيرانية للانتقام لمقتل سليماني يناير الماضي لكنها ليست المسعى الوحيد بالتأكيد ، وتعد عملية اغتيال قاسم سليماني خطوة من خطوات الردع الأمريكي لطهران والتي بدأت في مطلع هذا العام.
وحسب القانون الأمريكي فإنه عندما تكون حياة أحد المواطنين الأمريكيين في خطر فإن الاستخبارات الأمريكية تقوم بإخطاره واطلاعه على التقارير فيما يعرف بسياسة ” واجب التحذير” ، وعلى تلك الخلفية فإن السفيرة الأمريكية في جنوب أفريقيا على إحاطة بما يدبر لها.
ماركس ذات الستة وستين ربيعًا أقسمت اليمين كسفيرة للولايات المتحدة في جنوب أفريقيا في أكتوبر من العام الماضي ، أما عن خلفيتها فقد ولدت ” ماركس” في جنوب أفريقيا وتتقن عدة لغات أفريقية كما أن لها ماركة حقائب مشهورة تقدر الواحدة منها بقيمة 40 ألف دولار وهو ما يثير سخرية بعض منتقديها، ماركس المهددة بالاغتيال كانت صديقة شخصية لأميرة القلوب الراحلة ” ديانا”.
وحسب الاستخبارات الأمريكية فإنه لا توجد دوافع قوية لتخطيط إيران لاستهدافها من عداوة مع النظام الإيراني أو غيرها ولكنهم قطعًا يتخذون من صداقتها الطويلة مع ترامب ذريعة لذلك.
وفي سياق آخر تشير تقارير الاستخبارات الأمريكية إلى أن طهران متوغلة في جنوب أفريقيا ولها استثمارات وشبكات أعمال في ذلك البلد منذ 2015 وهو العام الذي أصبحت خلاله حاضرة بقوة هناك.
كما أشارت قناة الجزيرة إلى وجود شبكة من العملاء السريين الإيرانيين التي تعمل في جنوب أفريقيا في مختلف الأعمال المشبوهة مما يجعل من السهولة بما كان أن تتحرك طهران بحرية هناك.
كما تعاونت إيران وجنوب إفريقيا في عدد من الجبهات في العقود الأخيرة ، بما في ذلك في الأمم المتحدة ، حيث انحازت جنوب إفريقيا في بعض الأحيان لصف طهران.
ويعتقد أن رواسب اليورانيوم في جنوب إفريقيا كانت مصدر اهتمام كبير لإيران لأنها كانت تعمل على برنامجها النووي المثير للجدل ، الذي طالما أصرت طهران على أنه مخصص لأغراض الطاقة السلمية .كما أن هناك اتفاقات عسكرية تتعلق بعمليات الدفاع الأساسية بين طهران وبريتوريا.
ويعزي البعض السبب إلى استهداف السفيرة الأمريكية في جنوب أفريقيا إلى أن واشنطن تتمتع بعلاقات قوية مع الدول الأوروبية والأجهزة الأمنية هناك مما يجعل من العصب تنفيذ عملية اغتيلا لدبلوماسي أمريكي على الأراضي الأوروبية.
وعلى الرغم من أن الملالي انتهجوا الاغتيالات خصوصًا بعد الثورة الإسلامية في عمليات خارج حدود إيران، إلا أن طهران أحجمت عن سياسة الاغتيالات في الفترة الأخيرة وإن كانت قد هاجمت منشآت دبلوماسية أمريكية في بغداد.
ويعد ذلك المحرك الأساسي لاغتيال قاسم سليماني حيث قال ترامب أن سليماني كان يخطط لتفجير المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بغداد وفي مقابلة أخرى مع فوكس نيوز قال أن المخطط كان تفجير أربع سفارات وهو ما شكك فيه المسؤولون الأمريكيون.
وبعد مضي أيام قليلة على مقتل سليماني نفذ الحرس الثوري الإيراني اعتداءً على أحد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق مخلفًا عشرات الإصابات الخطيرة بين الجنود الأمريكيين هناك وفي ذلك الوقت اختار ترامب عدم الرد معتبرًا أن ذلك هو بداية تخبط الإيرانيين.
ولكن على الجانب الآخر كانت طهران تخطط لتصعيد انتقامها وتنفيذ عمليات اغتيال أخرى كان على رأس المستهدفين فيها الجنرال ” كينث ماكنزي” الذي أكد منذ أيام أن واشنطن تسعى لتخفيض عدد قواتها في العراق .
كما أن ” ماكنزي” من أشد المعادين لطهران حتى أنه قال في تصريح له أن إيران تعد المشكلة المركزية في المنطقة وأضاف أن وجود الميليشيات الإيرانية في العراق قد قوض الجهود الأمريكية ضد داعش لأنها أنفقت الكثير من الأموال لمواجهة الميليشيات الشعبية.
وعلى أية حال فلطالما كانت الولايات المتحدة وإيران عدوين لدودين لعقود ، حيث كانا يواجهان بعضهما البعض علانية في بعض الأحيان – وينخرطان في عمليات سرية في حين آخر في صراع دائم على النفوذ في الشرق الأوسط.
وفي الصيف الماضي ، ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران ووكلائها في سلسلة من التفجيرات استهدفت ناقلات النفط. في الوقت الذي أسقطت فيه إيران طائرة أمريكية بدون طيار ، وتمكنت الولايات المتحدة من الرد لاحقًا و إسقاط طائرة إيرانية بدون طيار.
وفي ذلك التوقيت أقر ترامب بأنه بعد أن أسقطت إيران الطائرة الأمريكية ، كاد أن يعطي الضوء الأخضر لشن هجوم مباشر على الأراضي الإيرانية ، لكنه توقف بعد أن أبلغ أن 150 شخصًا قد يلقون حتفهم.
ولكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد حيث شهدت الفترة التالية المزيد من التصعيد بدأ باغتيال مقاول أمريكي في العراق وتلاه استهداف واشنطن لمواقع تابعة للميليشيات الإيرانية وقتل أعداد منهم فقام زملائهم باختراق مواقع في السفارة الأمريكية الحصية في بغداد.
باحث أول بالمرصد المصري