الاقتصاد الدولي

الطلب على النفط يتعافى ببطء رغم الفتح الجزئي للاقتصاد

نشرت وكالة (Bloomberg) مقالًا للكاتب “جوليان لي” بتاريخ الخامس من سبتمبر 2020 حول “تباطؤ تعافي الطلب على النفط مع استمرار تداعيات فيروس كورونا على الأسواق العالمية”. وفيما يلي عرض لهذا المقال.

توقف انتعاش الطلب على النفط خلال الفترة الماضية لعدة أسباب ألقت بظلالها على مستويات الأسعار، وتتمثل أحد أهم تلك الأسباب في اتجاه منظمة “أوبك +” لتقليص حجم تخفضيات الإنتاج القياسية ابتداءًا من أغسطس الماضي، فضلًا عن وجود فائضًا للعرض في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى زيادة مستويات المخزونات من المنتجات النفطية. ولهذا، قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تستأنف أسعار النفط مسارها الصعودي مرة أخرى.

وعلى سبيل المثال، بقي الطلب على النفط ضعيفًا في الهند ويدلل على ذلك تراجع مبيعات الوقود لدى أكبر ثلاث شركات هندية  — “Indian Oil Corp”., “Bharat Petroleum Corp”. , “Hindustan Petroleum Corp”. — بأكثر من 20٪ على أساس سنوي خلال شهري يوليو وأغسطس. وفيما يلي رسم توضيحي لمستويات الطلب على النفط الشهرية.

الشكل (1): مقارنة بين مستويات الطلب على النفط شهريًا خلال 2019 و 2020

يتبين من الرسم السابق أن هناك فرقًا واضحًا بين مستويات الطلب على النفط بين عام 2020 و عام 2019. كما يتضح أن الطلب على النفط سجل أدنى مستوياته في مايو الماضي قبل أن يتعافى تدريجيًا بداية من يونيو وحتى أغسطس الماضي مع وجود توقعات بتراجعه مرة أخرى خلال سبتمبر الجاري.

ورغم ارتفاع معدلات استخدام الصين للنفط –أكبر مستورد في العالم بنحو 19.5% على أساس سنوي بدعم من انتعاش السفر الجوي في السوق المحلي وارتفاع أعداد الركاب لدى أكبر شركات طيران في الصين بحوالي 25% على أساس شهري خلال يوليو- إلا أن هذا لن يعوض التراجع في الطلب على النفط من باقي دول العالم. 

كما تمتلك الدولة صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم مستويات مرتفعة من المخزون النفطي حيث اتجهت لزيادة حجم عمليات شراء النفط خلال مارس وأبريل مستفيدة من انخفاض الأسعار لمستويات غير مسبوقة ويتضح ذلك من خلال انخفاض شحنات النفط الخام من الخليج العربي إلى الصين. ويُمكن توضيح ذلك من الرسم التالي:

الشكل (2): شحنات النفط المُرسلة إلى الصين شهريًا خلال 2020

ويتبين مما سبق تراجع شحنات النفط الخام من الخليج العربي إلى الصين بأكثر من مليون برميل يوميًا خلال أغسطس بعد ارتفاعها خلال شهري أبريل ومايو. وحتى عندما يبدأ الطلب في الانتعاش مرة أخرى، في الصين أو في أي دولة آخرى، فقد يكون تأثير ذلك محدودًا على أسعار النفط مقارنة مع الآثار السلبية المترتبة على انتشار فيروس كورونا.

وفي الختام، تشير جميع التوقعات الحالية إلى احتمالية تباطؤ تعافي الطلب على النفط خلال الشهور المقبلة رغم اتجاه الاقتصاد العالمي لإعادة الافتتاح التدريجي عقب إجراءات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا.

+ posts

باحثة ببرنامج السياسات العامة

بسنت جمال

باحثة ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى