قمة عمّان.. خطوة جديدة في مسار التعاون الاستراتيجي بين مصر والأردن والعراق
تعد القمة المقبلة في عمّان التي تعقد بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي والملك عبد الله الثاني ملك الأردن القمة الثالثة في إطار الحوار العراقي المصري الأردني والذي قد بدأ العام الماضي، حيث عقدت قمة ثلاثية في القاهرة بين الدول الثلاث في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدى في 24مارس 2019، وأخرى في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر 2019.
وقد تم الاتفاق في السابق على الاجتماع بصفة دورية بين الدول الثلاث لتنسيق المواقف والسياسات فيما بينها من أجل تحقيق مصالح شعوبها في الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتحقيق الأهداف المشتركة.
من خلال تعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي بين هذه الدول ومن بينها تعزيز وتطوير المناطق الصناعية المشتركة والتعاون في قطاعات الطاقة والبنية التحتية وإعادة الإعمار وغيرهما من قطاعات التعاون التنموي بالإضافة إلى زيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المشتركة وتطوير علاقات التعاون الثقافي فيما بينها.
دلالات القمة
تعد القمة المرتقبة ذات أهمية بالغة في ظل الأزمات التي تشهدها المنطقة ونشير هنا إلى عدة دلالات:
أولًا: تأتى القمة في سياق الحوار الاستراتيجي وفى إطار الروابط التاريخية والاجتماعية والثقافية التي تجمع بين الدول الثلاث مما يساهم في تعزيز التعاون المشترك والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها موقعها الجغرافي مما يحقق التكامل الاقتصادي بينهما.
ثانيًا: تمثل القمة تأكيدا على أهمية العمل العربي المشترك من أجل التوصل إلى حلول للأزمات التي تشهدها المنطقة، ومن أجل استعادة الاستقرار في المنطقة، وهي خطوة نحو مزيد من التعاون العربي المشترك.
ثالثًا: تعد القمة القادمة خطوة إيجابية تعكس ما تم الاتفاق عليه في القمم السابقة من حيث التعاون وتعزيز التبادل التجارى والاستثمار بين الدول الثلاث، حيث يقدر الميزان التجارى بين مصر والأدرن بـ 700 مليون دولار، وتقدر الصادرات الأردنية إلى العراق بنحو 634.6 مليون دولار فى 2019.
ملفات متوقعة
تشهد المنطقة العديد من الأزمات التي تمس الأمن القومي العربي وعلى رأسها الأزمة فى كل من سوريا وليبيا واليمن، لذا من المتوقع أن تركز القمة على مواجهة الأزمات في هذه الدول والتنسيق المشترك بين مصر والعراق والأردن فيما يحقق الاستقرار في المنطقة، والتعاون في ملف مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تطورات القضية الفلسطينية، أيضا التعاون والتنسيق في مواجهة وباء كوفيد 19، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الثلاث، ولا سيما فى مجالات الطاقة والكهرباء من حيث تعاون أردني عراقي في مجال النفط، حيث يعول الأردن على أنابيب النفط في البصرة – العقبة لسد حاجته من الوقود، إضافة إلى تعزيز التبادل التجاري بين مصر والأردن والعراق عبر مينائي نوبيع والعقبة.
أيضا من المتوقع أن تتضمن القمة تنسيقًا مشتركًا بين مصر والعراق في مجالات تطوير البنية التحتية في العراق، وإمكانية نقل التجربة المصرية إلى العراق مما يساهم في عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب.
باحث ببرنامج العلاقات الدولية
