الاقتصاد الدولي

صحيفة هندية: التوترات التركية- الأوروبية في الشرق المتوسط يجب ألا تتحول لصراع مباشر

نشرت صحيفة (The hindu) مقالًا بتاريخ الثامن عشر من أغسطس حول “التوترات القائمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في شرق المتوسط”, يلقي فيه الضوء على أهمية ألا تتحول هذه التوترات إلى صدام عسكري مباشر. وفيما يلي عرض للمقال.

تصاعدت التوترات في شرق البحر المتوسط خلال النصف الأول من شهر أغسطس الجاري مع إعلان تركيا إرسالها سفينة استكشافية ، برفقة أسطول بحري, إلى المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، في حين وصفت اليونان الخطوة بأنها “غير قانونية”، وتعهدت بالدفاع عن سيادتها. وبناء عليه، أرسلت فرنسا سفنًا حربية لمساعدة اليونان. وبالطبع، تمثل الدافع الأساسي وراء هذه التحركات التركية واليونانية في السعي وراء اكتشاف الغاز في مياه البحر الأبيض المتوسط.

يخطط الاتحاد الأوروبي لتوصيل الغاز إلى بره الرئيسي لتقليل الاعتماد على روسيا فيما يتعلق بهذا الشأن، وغالبًا ما تتعارض هذه الخطط مع الطموح التركي، حيث تم استبعاد أنقرة أثناء مباحثات أوروبا مع حلفاؤها في غرب آسيا وشمال إفريقيا من أجل التوصل إلى خطة لتشييد خط أنابيب غاز يصل بين البحر الأبيض المتوسط ​​إلى البر الرئيسي لأوروبا، كما تم استبعادها مرة أخرى عند تشكيل “منتدى غاز شرق المتوسط” من قبل قبرص ومصر واليونان وإسرائيل وإيطاليا.

ولكن أعلنت تركيا عن تحديها هذه الخطوات وتوصلت إلى اتفاق مع حكومة الوفاق الليبية لتشكيل منطقة اقتصادية خالصة تمتد من شواطئها الجنوبية إلى الساحل الشمالي لليبيا عبر البحر المتوسط، وهو ما أثار انتقادات من الجانبين اليوناني والمصري بسبب انتهاك هذه الاتفاقية للقانون الدولي، كما زعمت الدولتان أن الاتفاقية انتهكت سيادتهما البحرية. وللرد على هذا القرار، اتفقت اليونان ومصر على ترسيم الحدود البحرية فيما بينهما، بما يتعارض مع الاتفاقية التركية.  وبعد ذلك مباشرة، أرسلت تركيا سفينة المسح الخاصة بها للتنقيب في البحر المتوسط.

والآن، وبعد هذه الخطوات, نجد أن هناك تحالفًا بين اليونان وقبرص وإيطاليا وفرنسا، تدعمه مصر وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة، في حين تقف تركيا شبه معزولة، لكنها وعلى الرغم من ذلك تظل قوة رئيسية في البحر المتوسط لا يُمكن للاتحاد الأوروبي إغفالها. وإذا كان الاتحاد الأوروبي يريد نقل الغاز من سواحل إسرائيل إلى أوروبا عبر قبرص وإيطاليا ، فلن يساعده على تحقيق ذلك وجود عداء صريح ومباشر مع تركيا. 

وأخيرًا، ما يصب في مصلحة جميع الدول المشتركة في هذا النزاع،  هو تخفيف حدة التوترات وإيجاد حل دبلوماسي مقبول للطرفين، لأن استبعاد تركيا  -التي تتمتع بساحل طويل على البحر الأبيض المتوسط- أمر غير حكيم، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يحقق التوازن بين مصالحه الخاصة وتحجيم الرغبات التوسعية للجانب التركي.

+ posts

باحثة ببرنامج السياسات العامة

بسنت جمال

باحثة ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى