ECSS في المؤتمرات و الندوات

خبراء المركز المصري للفكر يستعرضون ويناقشون إصدار “تقديرات مصرية” بمكتبة القاهرة الكبرى

استضافت مكتبة القاهرة الكبرى يوم الأربعاء 19 أغسطس 2020 ندوة تحت عنوان: “عرض ومناقشة إصدار تقديرات مصرية” بحضور المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، لمناقشة إصدار “تقديرات مصرية” الذي يصدره المركز بشكل دوري كل أسبوعين، تحدث فيها الدكتور خالد عكاشة المدير العام للمركز، والدكتورة دلال محمود مدير برنامج الأمن وقضايا الدفاع والدكتور جمال عبد الجواد مدير برنامج السياسات العامة وعضو الهيئة الاستشارية، والدكتور خالد حنفي نائب مدير برنامج الأمن وقضايا الدفاع ورئيس تحرير الإصدار، والدكتورة رغدة البهي رئيسة وحدة الأمن السيبراني، وأدار الندوة الأستاذ ياسر مصطفى عثمان مدير مكتبة القاهرة الكبرى، وبحضور عدد من الكتاب والصحفيين والإعلاميين والباحثين الشباب بالمركز.

استُهلت الندوة بكلمة لمدير مكتبة القاهرة الكبرى الأستاذ ياسر مصطفى عثمان، أعرب فيها عن سعادته لحضور المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية هذه الندوة في مكتبة القاهرة الكبرى، مشيرًا إلى أن إصدار “تقديرات مصرية” أحد أهم الإصدارات في تاريخ الكتابة المصرية، ومن أهم مميزاته أنه جاء في شكل دورية وليس كتاب، فهناك الكثير من القضايا التي تحتاج إلى تحليل ومعالجة ولكن المسار الذي تنتهجه عملية نشر الكتب يستغرق وقتًا طويلًا، مما يجعل الكير من القضايا يمر عليها الوقت دون تحيل، وتبقى الطبقة المستهدفة من معرفة هذه المعلومات دون الحصول عليها، ودون توضيح المفاهيم الخاطئة والرد على الفتن والشائعات.

وأضاف أن “تقديرات مصرية” مجلة دورية تعنى بالشأن المصري، وهذا هو سبب اختيار مكتبة القاهرة لتتشرف باستضافة هذا الحدث لأن المعلومات الدورية تكون أكثر حداثة عن الموجودة في الكتب، موجهًا الشكر للعميد خالد عكاشة بصفته المسؤول عن إصدار هذا الإصدار القيم والجدير بالاحترام، وكذلك كل فريق العمل الرائع وذو الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة.

الدكتور خالد عكاشة المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية

استهل الحديث بتوجيه الشكر للأستاذ ياسر عثمان مدير مكتبة القاهرة الكبرى على هذه الاستضافة بمكتبة القاهرة الكبرى التي تحتضن فعاليات فكرية وثقافية مميزة، معبرًا عن فخر المركز بالوجود في أروقة هذه المكتبة للحديث عن جهدها البحثي خلال الفترة الماضية. متوجهًا بالشكر كذل للدكتور خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة، وأيضًا وزيرة الثقافة على احتضان هذه الفعالية التي تعكس قدر اهتمام وزارة الثقافة بالجهود الفكرية والثقافية التي تنتجها مراكز الدراسات المصرية والباحثين المصريين والشباب المصري أصحاب هذه التجربة.

وبيّن أن “تقديرات مصرية” هو إصدار نصف شهري يصدره المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية يتناول العديد من القضايا عبر مجموعة من الخبراء ومن الشباب المصري الطموح لأن يغير الكثير من المفاهيم ويقدم إنتاجًا يجعل الأجيال القادمة تشعر بالفخر بأن الشباب المصري قادم ومصر قادمة وقادرة، حينما تسمح الظروف لا يتأخر الشباب المصري عن أن يكون موجودًا وفاعلًا ومتفوقًا، وهذا شيء يراه ويثني عليه القراء والمتابعون لإصدار تقديرات مصرية وغيره من الإصدارات.

وأوضح أن الإصدار يتم العمل عليه بالكامل منذ لحظة المناقشات وحتى لحظة الإنتاج الكامل والإخراج الفني داخل أروقة المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، وهو أمر مثار سعادة وفخر للمركز، فهذا التمازج والتعاون بين الأقسام هو ما يصل بهذا المنتج إلى ما هو عليه.

الدكتور خالد حنفي نائب مدير برنامج الأمن وقضايا الدفاع ورئيس تحرير “تقديرات مصرية”

أفاد أن استضافة مكتبة القاهرة لعرض ومناقشة إصدار تقديرات مصرية يدل على الاتصال بين العمل الأكاديمي والمؤسسات الثقافية، وهو أمر مفتقد، فهناك انعزال لمراكز الفكر عن هذه الفعاليات الثقافية.

وحول هوية “تقديرات مصرية”، أوضح أن هويته هوية مصرية بمعنى أن الإصدار ينطلق من مصر وينتهي بمصر. فهناك مجموعة من التحديات التي تواجه مصر لأول مرة في تاريخها على مستوى الداخل والمستويين الإقليمي والدولي، فمصر الآن إزاء إقليم معقد ومتعدد يطرح تطورات متسارعة يقف أمامها الخبراء والمحللون متسائلين عن كيفية تفسير هذه التطورات وتفكيك التشابكات المعقدة داخل إقليم أصبحت قوى كثيرة تتكالب عليه، وبالتالي الهوية الأساسية للإصدار انطلقت من فكرة واضحة هي أنه إصدار مصري يستهدف تقييمات لثلاث مستويات وهي الأحداث والاتجاهات والظواهر، وهي تقييمات تشتبك مع المصالح المصرية، والإصدار يشتبك مع مصالح الدولة المصرية في الداخل والخارج، والدولة تعني المؤسسات والمجتمع.

وحول الميزة النسبية للإصدار، أوضح أن “تقديرات مصرية” له ميزتان، الأولى هي أنه يستطيع خلال أسبوعين عمل خلاصات وإفادات تحليلية محددة لصناع القرار والنخب المؤثرة في ظل حالة التدفقات الإخبارية الحادة التي تحدث حالة من الإرباك، فالإصدار يحمل مجموعة من الإفادات المحددة للتعامل مع الحالة المصرية واشتباكاتها الداخلية والإقليمية والدولية. أما الميزة الثانية فهي أن الإصدار سهل القراءة إذ يجيب عن الأسئلة بوضع مؤشرات ثم وضع إجابة محددة ثم طرح بعض الاتجاهات التنبؤية والتقديرية، ودائمًا يتم ربط هذه العناصر الثلاثة بمدى تأثير أي قضية على المصالح المصرية. كما أن هناك ميزة أخرى وهي التلاقح بين ثلاثة أجيال تعمل على إخراج الإصدار وهي جيل الشباب وجيل الوسط من الخبراء وجيل الأساتذة الكبار، فالإصدار مزيج من الخبرات المختلفة.

وعن محاور الإصدار، أفاد أن محاور الإصدار مستقاة من طبيعة المركز، فالمركز قائم على فكرة أنه يشتبك مع قضايا مصر والإقليم والعالم، ولذلك تتدرج محاول الإصدار من قضايا مصرية إلى قضايا إقليمية وقضايا أمن ودفاع وقضايا سياسات عامة وقضايا منوعة ثم قسم كيف يفكر العالم، مشيرًا إلى أن كل قسم له ميزة أساسية، في القضايا الدولية يحاول الإصدار عمل إحاطة وتحليل لما يجري في العالم وكيفية تأثيره على الحالة المصرية، وتبحث القضايا المنوعة قضايا لا تتقاطع مع الأبواب الأخرى مثل القضايا الاقتصادية والاجتماعية وما يتعلق بالتغير المناخي والبيئة وتفكيك الخطابات الإعلامية.

الدكتور جمال عبد الجواد، مدير برنامج السياسات العامة وعضو الهيئة الاستشارية

أوضح أن إنتاج إصدارات مطبوعة في عام 2020 كان تحديًا ومخاطرة، نظرًا لأن هناك تحديات كبيرة تحيط بالطباعة، ولكن كان هناك إصرار من دكتور خالد عكاشة على المضي قدمًا في هذه التجربة، والآن بعد نحو تسعة أعداد من الإصدار يمكن الحديث بشكل مختلف، إذ إن ردود الفعل أثبتت أن العمل المطبوع مطلوب وله وظيفة يؤديها للتكامل بين كافة وسائط المعرفة.

وذكر أن أحد الأسئلة الرئيسية التي دارت عند الحديث عن إصدار هذا الإصدار هو “ماذا نكتب” فهناك إفراط في المكتوب في هذه اللحظة من التاريخ، وحجم الكلام المُنتج للناس بوسائط مختلفة كبير جدا، ولذلك كان يجب أن تكون هناك قيمة مضافة تُقدم للجمهور في هذا الإصدار، بجانب تخيل وتصور الجمهور المتلقي لهذا الإصدار وطبيعته، مشيرًا إلى أن الهدف من الإصدار هو مساعدة الناس على فهم ما يحدث في مصر، وخلق مزاج عام أكثر إيجابية وأقل سخرية، ومساعدتهم على صنع معنى وإيجاد معنى في كل الركام من المعلومات الذي يتعرضون له في كل ما يتعلق بالقضايا الوطنية التي تخص مصر، فمصر تمر بلحظة عصيبة وفي غاية الدقة ومليئة بالتحديات، ويحاول الإصدار التعامل مع هذه اللحظة من منطلقات مختلفة. هذا بالإضافة إلى تقديم تحليل يتعلق بماذا تعني هذه التطورات والتحديات لمستقبل مصر، وكيف ستؤثر على مصر.

وعدّد التحديات التي تواجه الباحثين المهتمين بمجال السياسات العامة، ومنها أن مجال السياسات العامة هو الأقل جذبًا لاهتمام الباحثين مقارنة بمجالات الصراعات، فضلًا عن أن الكتابة عن قضايا الداخل يجب أن تراعي عددًا أكبر من الاعتبارات، موضحًا أن الإصدار يسعى إلى ألا يكتب كتابة احتفالية لأن هناك متلقي، والمتلقي يقف بكثير من الحذر أمام الكتابة الاحتفالية والمبالغة والنفاق، كما يسعى كذلك لتجنب الكتابة التحريضية أو الانتقاد الشديد، واصفًا أسلوب الكتابة في الإصدار بأنه الأقل في إطلاق أحكام القيمة مثل الأفضل والأسوأ.

الدكتورة دلال محمود، مدير برنامج الأمن وقضايا الدفاع

أوضحت أن فلسفة هذا الإصدار نابعة من مصر واسم المركز المصري، فمصر لها طبيعة خاصة وشخصية، وشخصية مصر هي أنها دولة لا تصلح ولا تستطيع ان تكون منعزلة عما يجور في جنباتها وحولها، ولذلك أثناء البحث والتحليل يجب أن تكون هناك ثقة تامة من وجود شبكة تربط بين كل ما يحدث داخل وخارج مصر.

وأضافت أن التهديدات المباشرة في برنامج قضايا الأمن والدفاع هي أنه يتناول قضايا ترتبط مباشرة بالأمن القومي المصري، مثل أمن الحدود التي تحيط بمصر، والإرهاب الذي يعد تحديًا لأي بناء أو مشروع تنمية ولم يعد قاصرا على منطقة جغرافية معينة ويمتد بين الدول، وكذلك الحروب المباشرة وغير المباشرة، وخاصة الحروب الحديثة، مفيدة أن التحدي الأكبر في الحروب الحديثة هو الإدراك بأن هناك حرب، مشيرة إلى أن مصر في حرب نفسية وإعلامية وسيبرانية وفي كل الأصعدة.

وذكرت أن كل المحاور داخل الإصدار متكاملة، لأن كل القضايا متشابكة، ومن الصعب فصل نقطة بحثية عن كل الجوانب الأخرى، لافتة إلى أنه يتم العمل على رصد موقف معين ومحاولة توضيحه وتقديم استشراف أو توصية أو رؤية أفضل تجاه القضية، مشيرة إلى أن قضايا الأمن والدفاع قضايا شيقة ولكنها لم تعد لحظية، بل قضايا ممتدة ومستمرة، وبالتالي يتم التركيز على مشهد من مشاهد هذه التهديدات في كل عدد من إصدار “تقديرات مصرية”.

الدكتورة رغدة البهي، مديرة وحدة الأمن السيبراني

أفادت أنها تتولى مسؤولية محور “كيف يفكر العالم” داخل إصدار “تقديرات مصرية”، موضحة أنه محور له طبيعة مختلفة عن المحاور الأربعة الأخرى، وفلسفة هذا المحور هو أنه يحاول طرح وتقديم وعرض كل ما تنتجه مراكز الفكر العالمية وأكبر المجلات العالمية المتخصصة في العلوم السياسية وأبرز الكتب السياسية المؤثرة التي لاقت صدى واسعًا، لافتة إلى أن المحور يركز على عرض هذه الأفكار وانتقاء أهمها بعناية انطلاقًا من أن مصر هي البداية والنهاية.

وأضافت أنه لا يتم الاكتفاء بعرض هذه الأفكار والتحليلات، بل تُضاف إليها خلاصات تحليلية توضح انعكاساتها على مصر وما تعنيه هذه التحليلات بالنسبة لمصر، وهي تحليلات في أكثرها تتماس مع مصر والأمن القومي المصري، مع توضيح تداعيات القضايا المختلفة على مصر وما تعنيه لمصر، مشيرة إلى أنه لا يتم الاقتصار على ما كُتب باللغة الإنجليزية، بل تم عرض تحليلات بالإيطالية والفرنسية، لافتة إلى أنه يتم من خلال محور “كيف يفكر العالم” عرض بعض سياسات العمل التي يمكن أن يتبناها صانع القرار، فعلى سبيل المثال تم لفت النظر إلى أن الصين تحاول تقديم مساعدات لأفريقيا، والقول إن مصر أولى بهذا الدور لتقديم مساعدات للدول الأفريقية.

مداخلات المشاركين

الدكتور عصام شيحة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان

توجه بالشكر للمركز على الجهد الذي يبذله في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أنه سعد من قبل بزيارة المركز المصري للفكر، وشعر باطمئنان شديد على مستقبل الدولة المصرية، فالمركز رغم حداثة عهده إلا أنه استطاع أن يكون من أهم مراكز الفكر في مصر والمنطقة العربية. لافتًا إلى أن إصدارات المركز وجبة دسمة، وكل إصدار يكون به توقع للمشاهد وانطباع كامل عن المشكلات وسيناريوهات لحلها، مؤكدًا أن أي صانع قرار سيهمه هذا الإصدار.

وأضاف أن على المركز عبء كبير في الفترة المقبلة، ومن المهم أن يتوجه صوب الجامعات لتنمية الوعي لدى الشباب، وأن يكون هناك تواصل مباشر مع مراكز الأبحاث داخل الأحزاب السياسية، فمصر الآن أمام قضايا شائكة تتطلب أفكارًا وأنماطًا جديدة في التعامل معها.

الأستاذ محمد أبو الحسن الكاتب الصحفي بالأهرام

عبّر عن شعوره بالفخر لوجود المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في مصر كرأس حربة حقيقية للدفاع عن مصالح مصر الذي تتهدد سفينتها الكثير من الأنواء ومن كل الاتجاهات، مشيرًا إلى أن المركز يوصل صورة حقيقية لصناع القرار تكفل للوطن تحقيق مصالحه، مفيدًا أن إصدارات المركز تكشف عن عمق بالغ ورؤى وإخلاص للوطن، مع الموضوعية والوعي والبصيرة والحرص على مصلحة الوطن.

وتمنّى أن تتسع مظلة المركز وأن يكون هناك تواصل أكثر مع الجمهور المصري عبر وسائل الإعلام والصحف، مطالبًا بأن يكون هناك إصدار لكل قضية من القضايا المصيرية مثلما حدث مع قضية سد النهضة، مؤكدًا أهمية تنوع وتعدد الأصوات لأنه تعدد في إطار الوحدة، وتنوع الرؤى ضمانة تكفل الحكم الرشيد.

محمود إبراهيم، محامي وباحث

أفاد أن بناء النظام السياسي الداخلي أمر مهم يجب أن يتم الاهتمام به كما حدث من بناء على مستويات واتجاهات مختلفة، وهو أمر جاري، مقترحًا أن يتم عمل بحث معمق عن النظام السياسي المصري ما أنجزه وما سينجزه وما هو أداء المؤسسات المختلفة في النظام السياسي، مشددًا على أهمية أن تصل إصدارات وتحليلات المركز للشخصيات الأجنبية المؤثرة ودوائر بعينها في عملية صنع القرار بالخارج، مثل أعضاء الكونجرس، وذلك لدمجهم بشكل أكبر في الشأن المصري.

ثم تحدّث عدد من الباحثين الشباب بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية عن مشاركاتهم في إصدار “تقديرات مصرية” مشيرين إلى أن هذا الإصدار اشتمل على طريقة كتابة جديدة تعتمد التكثيف وبساطة الأسلوب منهاجًا لإيصال أكبر قدر من المعلومات والتحليلات للقارئ بكافة مستوياته بأسلوب بسيط وسهل، مع الاعتماد على الرسوم البيانية والصور التوضيحية.






واختُتمت الندوة بكلمة للأستاذ ياسر عثمان مدير مكتبة القاهرة الكبرى أكد فيها أن إصدارات المركز مواكبة لإنجازات الدولة، مشيرًا إلى أن إصدار تقديرات مصرية يصدر مرتين شهريًا، وهذه أول مرة في تاريخ الكتابة أن تصدر دورية هامة بهذه الموضوعات الشائكة في هذه المدة وبهذا الأسلوب الرائع الذي يتيح الوصول للمعلومات بأكبر قدر من السهولة والمباشرة، متمنيًا استمرار إصدار “تقديرات مصرية” بهذا الحضور الشبابي وهذا الأسلوب الرصين.

كاتب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى