
أبرز ما جاء في تقارير المراكز العربية هذا الأسبوع
مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة
كيف عكست “أزمات السدود” تفاعلات الشرق الأوسط؟
18أغسطس2020
تناول التقدير ما كشفت عنه الأزمات، القائمة أو المحتملة، التي تخص السدود، في كل من بوط بالسودان والنهضة بأثيوبيا ووادي المخازن بالمغرب والرونة ومأرب باليمن والموصل بالعراق وإليسو وأتاتورك بتركيا، من تفاعلات في الإقليم.
وأشار التقدير إلى أبرز تأثيرات أزمات السدود المختلفة في تشكيل تفاعلات الشرق الأوسط يأتي في مقدمتها تزايد النزوح الديموغرافي للمتضررين من السيول، ونقص الاحتياطي المائي بسبب تراجع معدلات سقوط الأمطار على نحو يتطلب زيادة عدد السدود، وتضرر القطاع الزراعي نتيجة غرق مدن بكاملها، واستدعاء الحكومات المركزية والأجهزة المحلية لدور مؤسسات وهيئات المجتمع المدني في الإغاثة الإنسانية، وفعالية الجوار الجغرافي في دعم المناطق المنكوبة من “غضب الطبيعة”، وتعنت الموقف الأثيوبي فيما يخص مدى وتوقيت ملء سد النهضة على نحو يزيد التوتر مع مصر، وتزايد التمدد التركي في دول الأزمات العربية على نحو ما انعكس في سياستها لتوظيف سلاح المياه في كل من سوريا والعراق.
وانتهى التقدير إلى أن هناك مشكلات مائية وبيئية أثارتها السدود في الإقليم من زوايا مختلفة، أبرزها إحداث خسائر بشرية ومادية مختلفة، وتضرر قطاعات متعددة وخاصة الزراعي منها، وتزايد المخاطر الناتجة عن الانهيار المفاجئ للسدود مما يستلزم دعم قوى المجتمع المدني ودول الجوار الجغرافي والمنظمات الإغاثية الإنسانية، والتأثيرات البيئية التي قد تطرأ بعد بناء سد النهضة وتشغيله. كما تستخدم بعض الدول ورقة السدود لتهديد جيرانها باللجوء إلى قطع مياه النهر المشترك، بما يؤثر على حصص المياه القليلة إلى الدول الأخرى، وهو ما ينطبق على السياسة التركية تجاه أكراد سوريا والعراق.
لماذا تجدد التوتر الحدودي العراقي – التركي؟
16أغسطس2020
تناول التقدير تصاعد حدة التوتر الدبلوماسي بين بغداد وأنقرة على خلفية مقتل ضابطين وجندي من قوة حرس الحدود العراقية بالتزامن مع تصعيد عسكري تركي بزعم استهداف مواقع لانتشار عناصر من حزب العمال الكردستاني في 11 أغسطس الجاري.
وأشار التقدير إلى عدد من الروايات المتناقضة للحادث. فالرواية الرسمية العراقية تشير إلى تعرض المركبة التي كانت تقل الضباط إلى هجمة لطائرة من دون طيار، بينما تؤكد الرواية الكردية أن الهجمة التركية استهدفت قيادات في سلاح حرس الحدود العراقي فيما كانوا يعقدون اجتماعاً مع مقاتلين في حزب العمال الكردستاني. وهناك رواية ثالثة أفادت بأنه بالفعل تم استهداف الاجتماع الذي انعقد رداً على محاولة ضباط عراقيين احتواء تصعيد في المنطقة. وأوضح التقدير أنه من غير المرجح أن يتجاوز سقف رد الفعل العراقي حدود السوابق المماثلة، إذ اقتصر الأمر على التصعيد الدبلوماسي على الجانبين، لكنه كان الأعلى هذه المرة بالنظر لوقوع ضحايا من العسكريين. وأنه من المستبعد تحول معادلة الاشتباك الدبلوماسي إلى معادلة الاشتباك العسكري، بالنظر إلى العديد من المتغيرات، منها أن ميزان الردع العسكري يميل إلى الجانب التركي. وألمح التقدير إلى انعكاسات هذه الأزمة، حيث أصبح الكاظمي في حاجة للجوء لآليات بديلة أكثر تأثيراً، أو البحث عن أوراق ضغط أخرى. وانتهى التقدير إلى أن حادث برادوست أعاد تسليط الضوء على الوجود التركي في العراق، وما يثيره من خلل في التوازنات الداخلية والخارجية، في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي في العراق، لصالح تركيا، ما يفسح لها الطريق أكثر أمام التمدد داخل العراق، خاصة مع غياب أدوات الردع الفعّالة. إلا أن الحكومة العراقية يظل أمامها فرصة في مراجعة ملف أمن الحدود والدخول فى ترتيبات أمن جديدة على غرار ما يجري مع الولايات المتحدة الأمريكية.
المركز العربي للبحوث والدراسات
دوافع متعددة… لماذا تم حل تنظيم الإخوان في الأردن؟
13أغسطس2020
أحمد سامي عبد الفتاح
تناول التقرير إصدر القضاء الأردني قرارا بحلّ تنظيم الإخوان المسلمين في 15 يوليو بسبب عدم توفيق التنظيم لأوضاعه القانونية. وقد جاء هذا القرار بعد دعوى قضائية رفعها التنظيم الأم ضد جمعية الإخوان المسلمين بهدف إيقاف نقل ملكية أراضيه ومؤسساته إلى التنظيم الجديد. ولكنّ المحكمة أكدت سلمية إجراءاتها الهادفة واعتبرت التنظيم منحلًا بحكم القانون.
وعرض التقرير نبذة تاريخية للعلاقة بين تنظيم الإخوان والدولة الأردنية منذ نشأة التنظيم في الأربعينيات من القرن الماضي. كما أشار التقرير إلى دوافع اتجاه القضاء الأردني لحل التنظيم ومنها أن علاقة الجامعة بالتنظيم في مصر لازالت قائمة نظريا، حتى إن لم يكن هناك اتصالات عملية، الأمر الذي يشكل تهديدا حقيقيا لسيادة الدولة الأردنية. علاوة على ذلك، وفر السياق الإقليمي الرافض لأي دور لتنظيمات الإسلام السياسي مبررا كافيا على المستوى الرسمي والشعبي من أجل منع التنظيمات الإسلاموية من ممارسة أي نشاط سياسي
. وألمح التقرير إلى السيناريوهات المستقبلية للتنظيم داخل الأردن، فليس واضحا إذا ما كانت الأردن سوف تحاول إيقاف نشاط التنظيم بشكل كامل، أم أن قرار الحل يهدف لمنع التنظيم من المشاركة السياسية بأي شكل. كما لا يزال الجدل قائما حول حزب العمل الإسلامي المنبثق عن الجماعة الأم.
وانتهى التقرير إلى أن التنظيم الأم سوف يحاول التفاوض مع الدولة وتقديم تنازلات بهدف السماح له بالحفاظ على كيانه حتى دون أي مشاركة سياسية. وسوف يعتمد التنظيم على تجربة التنظيم الأم في مصر؛ حيث كان محظورا في عهد مبارك، ولكنه في الوقت ذاته تمكن من الحفاظ على كيانه. ولا شك أن الأردن يدرك ذلك جيدا، وسوف يعمل على عدم تكراره.