
“بلومبرج”: الهند تحاول استقطاب استثمارات الشركات المغادرة الصين في ظل اضطراب سلاسل التوريد
نشرت وكالة (بلومبرج) مقالًا للكاتبة “فريشتي بنيوال” بتاريخ السابع عشر من أغسطس حول “مساعي الهند لجذب استثمارات الشركات التقنية المغادرة الصين في ظل انتشار أزمة كورونا واضطراب سلاسل التوريدات العالمية” . وفيما يلي عرض لهذا المقال.
تخطط العديد من الشركات على مستوى العالم لإنهاء نشاطها في الصين منذ بداية انتشار وباء كورونا وتأثيره المباشر على سلاسل الإمدادات العالمية، مما أسفر عن تعطيل الإنتاج واضطراب حركة التجارة العالمية وبناء عليه أعلنت عديد الشركات عن نيتها لسحب استثماراتها من الصين، والاتجاه لدول أخرى من أجل تقليل حدة تركيز الإنتاج في ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
ومن هذا المنطلق، أعلنت حكومة رئيس الوزراء الهندي “ناريندرا مودي” عن مجموعة من الحوافز الهادفة لجذب استثمارات كبرى الشركات التكنولوجية خلال الفترة المقبلة؛ إذ اتخذ قرارًا يجعل شركات تصنيع الإلكترونيات قادرة على دفع نسبة تتراوح بين 4% إلى 6% من مبيعاتها على مدار الخمس سنوات المقبلة. كما قدمت الهند حوافز مماثلة لشركات الأدوية، وتخطط لتغطية المزيد من القطاعات ، والتي قد تشمل السيارات والمنسوجات.
ونتيجة لذلك القرار، تعهدت حوالي عشرين شركة بتقديم استثمارات بقيمة 1.5 مليار دولار لإنشاء مصانع للهواتف المحمولة في البلاد، حيث أبدت “سامسونج” وموردو شركة “آبل” اهتمامًا بالاستثمار في الهند.
ومن المقرر أن تعزز هذه الاستثمارات من نمو الناتج المحلي الإجمالي في البلاد خلال الخمس سنوات المقبلة، حيث تشير التوقعات إلى إمكانية ارتفاع الناتج المحلي إلى 21 مليار دولار خلال السنة المالية 2025-2026 مقارنة مع التقديرات التي تشير إلى وصوله عند 14 مليار دولار خلال 2023-2024، وهو ما يُمكن إيضاحه على النحو التالي.
شكل (1): توقعات الناتج المحلي الإجمالي الهندي خلال 5 سنوات
وستساعد الحوافز الهندية في جلب استثمار إضافي بقيمة 55 مليار دولار على مدى خمس سنوات، مما يضيف 0.5 ٪ إلى الناتج الاقتصادي الهندي، حيث إنه من المتوقع أن يتم تحويل 10٪ من إنتاج الهواتف الذكية العالمية إلى الهند في غضون خمس سنوات.
ولكن ، أشارت بعض الدراسات الصادرة عن مؤسسة “ستاندرد تشارترد” إلى أنه على الرغم من سعي الشركات إلى تنويع سلاسل التوريد وسط التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتفشي فيروس كورونا، إلا أنها لم تُترجم بُعد إلى مكاسب كبيرة للهند حيث لا تزال فيتنام هي الوجهة المفضلة للمستثمرين يليها كمبوديا وميانمار وبنغلادش وتايلاند.
باحثة ببرنامج السياسات العامة