
أبرز ما جاء في تقارير المراكز العربية هذا الأسبوع
مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة
إلى أين يتجه الداخل اللبناني بعد انفجار بيروت؟
9أغسطس2020
نورا الصمد
ذكر التقرير أن انفجار المرفأ لم يكن سوى أحد تجليات تصدع مؤسسات الدولة في لبنان وإخفاقها في أداء وظائفها الأساسية.
أشار التقرير إلى أن لبنان عانى من عدة سياقات داخلية معقدة قبل الانفجار، أبرزها هيمنة قوى الثامن من آذار على رغبة القوى الأخرى بعد تشكيل حكومة جديدة موالية لها . كما قام البطريرك “بشارة الراعي” بإعادة طرح مشروع حياد لبنان، ثم تماهى موقف تيار رئيس الجمهورية مع موقف قيادة “حزب الله” وإفراغ المبادرة من مضمونها عبر دفع البطريرك “الراعي” إلى التراجع عنها. أضف الى ذلك تصاعد استراتيجية التوجه شرقاً عبر حزب الله، والاستياء الدولي من الحالة والأوضاع في لبنان ومن ملامحها تهديدات واشنطن، والمطالبة بتنفيذ الإصلاحات، بالإضافة الى الضغط على حلفاء “حزب الله”. واستعرض التقرير تداعيات الانفجار المرشحة للتطور خلال الفترة القادمة، ومنها اختراق لبنان العزلة الدولية، واستحواذه على دعم القوى الخارجية، الى جانب تزايد حدة التوتر الداخلي، ناهيك عن احتمالات تصاعد إشكالية برنامج صواريخ “حزب الله”، فضلًا عن التداعيات الاقتصادية الحادة.
وانتهى التقرير إلى أن “حزب الله” سيسعي لنفي أي صلة أو مسؤولية له بحادثة الانفجار، ومن المتوقع عدم نجاحه في محاولة استغلال البعد الإنساني للكارثة من أجل فتح قنوات تواصل جديدة مع القوى الخارجية الصديقة تاريخيًّا للبنان، كما أن محاولات الاستغلال هذه لن تؤدي رغم حجم التعاطف الدولي الكبير مع الشعب اللبناني إلى تراخي محاولات ضبط سلوك “حزب الله” إقليميًّا ودوليًّا.
كيف تعاملت إيران مع انفجار مرفأ بيروت؟
9أغسطس2020
تناول التقدير عدم الاكتفاء الإيراني بإعلان دعمها للبنان بعد الانفجار الذي تعرض له مرفأ بيروت في 4 أغسطس الجاري، على نحو بدا جلياً في تصريحات المسئولين الإيرانيين وإرسال مساعدت طبية إلى بيروت، بل إنها تعمدت تسييس الحادث من اللحظة الأولى.
وأشار التقدير لاتجاهات إيرانية عديدة للربط بين الحادث وظاهرة الانفجارات التي تعرضت لها منشآت نووية وعسكرية إيرانية في الشهرين الماضيين، وأكدت دعمها للبنان بعد الانفجار الذي تعرض لها، وسارعت إلى إرسال مساعدات طبية إلى بيروت.
فيما استعرض التقدير الاعتبارات التي جعلت طهران تسارع للتنديد بالحادث وداعم لبنان، ومنها درء الشبهات أي استباق أية اتهامات قد تتعرض لها بطريقة أو بأخرى، كما تحاول عبر تقديم العون لدعم موقف حكومة حسان دياب، وأخيرًا يبدو أن طهران تسعى إلى استثمار الحادث من أجل توجيه رسائل تفيد أن العقوبات التي تتعرض لها لن تمنعها من تقديم الدعم لحلفائها.
وأوضح التقدير وجود تباين بين تعمد بعض الاتجاهات الإيرانية إضفاء طابع “سياسي” على الحادث وتبني نظرية المؤامرة، ما تبناه حزب الله من خطاب عام تضمن الإشارة إلى أن إسرائيل لم تكن الطرف المسئول عن الانفجار، باعتبار أن عدم وجود أسلحة للحزب في المنطقة لا يستدعي في الوقت نفسه هجوماً إسرائيلياً عليها. وذلك لسعي الحزب لتحصين حكومة حسان دياب واستباق الضغوط التي يمكن أن تتعرض لها من جانب بعض القوى السياسية والأطراف الإقليمية والدولية، وتقليص الضغوط الداخلية والخارجية التي يتعرض لها في الوقت الحالي.
وانتهى التقدير الى أنه يمكن القول في النهاية إن ما يحدث ربما يمثل مرحلة جديدة ستعاد فيها صياغة أنماط التفاعلات السياسية داخل لبنان، والتي ستكون مرتبطة، من دون شك، بارتدادات التطورات التي تشهدها الملفات الإقليمية المعنية بها ولاسيما الملف السوري والتصعيد الإيراني- الأمريكي.
دوافع التحركات الفرنسية في لبنان بعد انفجار بيروت
11أغسطس2020
باسم راشد
تناول التقرير إظهار فرنسا استجابة سريعة وفعَّالة في تعاطيها مع تفجيرات مرفأ بيروت الأخيرة؛ وهو ما عكس حجم اهتمامها المتزايد بالتطورات في لبنان، بل وأكد على النفوذ التاريخي لفرنسا في هذه الدولة وطبيعته مقارنة بنفوذ الأطراف الخارجية الأخرى مثل إيران.
وأوضح التقرير ملامح الاستجابة الفرنسية السريعة حيث كانت فرنسا أول دولة أوروبية تُدين رسميًّا تفجيرات مرفأ بيروت، وتعلن دعمها الكامل للشعب اللبناني في مواجهة الأزمة، كما بادرت فرنسا بإرسال 3 طائرات لمساعدة بيروت في عمليات البحث والإنقاذ للضحايا في مناطق التفجير، فيما قام الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” بزيارة بيروت يوم 6 أغسطس، وقادت فرنسا تنسيق المساعدات الدولية الموجهة للبنان.
واستعرض التقرير دوافع الموقف الفرنسي وأبرزها استعراض القوة وحجم النفوذ الذي تتمتع به فرنسا في لبنان، وتعزيز نفوذها وإضعاف النفوذ الإيراني المتمثل في حزب الله، وتحجيم النفوذ التركي. وليس ببعيد سعى “ماكرون” لتحقيق إنجازات على مستوى السياسة الخارجية تساهم في تعزيز النفوذ الدولي لفرنسا بما يصرف الانتباه أو يغطي على المشكلات الداخلية التي تواجهها.
ويشير التقرير إلى احتمالات تغيُّر بنية النظام،فمع تنامي الرغبة الداخلية في لبنان، في أعقاب التفجيرات، بتأسيس نظام سياسي جديد قائم على الديمقراطية والمواطنة بالأساس، وفي ظل فساد النخبة السياسية الحالية ورفض المواطنين وكذلك فرنسا لها، يبدو أن هناك احتمالات لتأسيس عقد اجتماعي جديد قائم على أسس المواطنة، بيد أن هذا الأمر لن يتحقق بالسهولة التي قد يبدو عليها.
لماذا يركز تنظيم “ولاية خراسان” على مهاجمة السجون في أفغانستان؟
11أغسطس2020
تناول التقدير محاولة تنظيم “ولاية خراسان”، فرع تنظيم “داعش” في أفغانستان، تجاوز الأزمات العديدة التي تعرض لها في الفترة الماضية، عقب الهجمات التي شنتها ضده حركة “طالبان” والحكومة الأفغانية، من خلال القيام بعمليات ضد السجون ليثبت بها وجوده على الساحة.
وأشار التقدير إلى أن الهجوم على السجون المركزية يعد من العمليات الصعبة، حيث يحتاج إلى تخطيط دقيق وعناصر مدربة، فضلاً عن عمليات مراقبة طويلة ورصد للأوضاع خارج السجن وداخله.
وأستعرض التقدير أهداف تنظيم “ولاية خراسان” عبر هذا الهجوم الجديد وأبرزها تصدر مشهد العنف، فعلى الرغم من أن أعداد مقاتلي تنظيم “داعش” أقل بكثير من مقاتلي حركة “طالبان”، إلا أن العمليات التي ينفذها تعد الأكثر عنفاً ودموية. الى جانب التشكيك في مدى إمكانية نجاح حركة “طالبان” في القضاء عليه،وعرقلة اتفاق السلام، الذي يدرك قادة تنظيم “ولاية خراسان” أنه يصب في صالح “طالبان”، فضلًا عن تعزيز الانقسام داخل “طالبان” في ظل عدم نيل الاتفاق بإجماع داخل الحركة ورفض بعض الأجنحة له.
وانتهى التقدير الى أنه يمكن القول إن تنظيم “داعش” في أفغانستان يسعى الى قطع الطريق على حركة “طالبان” لتصدر المشهد في البلاد، سواء من الناحية التنظيمية أو العسكرية، وذلك من خلال شن هجمات إرهابية نوعية يثبت من خلالها قوته على الساحة، وهو ما يشير إلى أن الفترة القادمة قد تشهد العديد من تلك الهجمات فى مناطق مختلفة من البلاد التي تبدو مقبلة على استحقاقات صعبة.