
“نورديك مونيتور” يكشف بالوثائق تورط روسيا في إسقاط مروحية عسكرية تركية
عرض – محمد حسن
في تقرير جديد له، كشف مركز “نورديك مومنيتور” المعني بدراسة الإرهاب والاستخبارات وثائق جديدة، تبرز جوانب أخرى من الاشتباك الميداني بين تركيا وروسيا ولاسيما تلك في الفترة التي تلت الانخراط العسكري الروسي المباشر في الأراضي السورية في سبتمبر 2015.
ولعل المحطة الأبرز في هذا “الاشتباك الميداني” كان في إسقاط أنقرة لمقاتلة سوخوي 24 روسية على الحدود السورية التركية في 24 نوفمبر من العام 2015. إذ تلى الحادث ردة فعل روسية حازمة وظهر السواد الأعظم منها في إطلاق جملة من العقوبات الروسية على تركيا في قطاعات السياحة والتبادل التجاري، إلا أن ردة الفعل الروسية على إسقاط المقاتلة القاذفة سوخوي 24 اتخذ شكلاً آخر غير معلن، وتمثل بحسب نورديك مونيتور في إسقاط مروحية قتالية تركية ” AH-1W SuperCobra “.
وحصل “نورديك مونيتور” على الوثائق من خلال جلسة استماع في محكمة بأنقرة، يوم التاسع من يونيو عام 2017. وكانت المحكمة تستمع لشهادة العقيد طيار “محمد شاهين”، وهو طيار مقاتل بقيادة القوات البرية. وكان يعمل على المروحية القتالية التركية التي أٌسقطت في 13 مايو 2016، بواسطة عناصر من حزب العمال الكردستاني، وصواريخ روسية محمولة على الكتف مضادة للطائرات “SA-18 Russian-made”، حيث قال الطيار “محمد شاهين” خلال جلسة الاستماع أن روسيا هي من أدارت عملية إسقاط المروحية التركية، ونسقت مع عناصر حزب العمال الكردستاني.
نص شهادة العقيد طيار “محمد شاهين” الذي اتهم روسيا بتسليم الصواريخ لحزب العمال الكردستاني
وأضاف: “حينما مرت قطع بحرية روسية من مضيق البوسفور، ظهر جندي روسي على متن إحداها وقد كان حاملًا صاروخ محمول على الكتف مضاد للطيران، بعدها مباشرة، سقطت إحدى مروحياتنا قرب الحدود العراقية، وبالنسبة لي الصاروخ الذي ظهر مع البحارة الروس على متن الفرقاطات، كان هو الذي أسقط المروحية المقاتلة.
وأكد “شاهين” أن الفرقاطة الروسية التي ظهر على متنها الصواريخ كانت الفرقاطة “كونيكوف”، ومرت من مضيق البوسفور في ديسمبر من العام 2015. كما وصفت تركيا التلويح بصاروخ بأنه استفزاز واستدعت السفير الروسي آنذاك أندري كارلوف إلى وزارة الخارجية التركية في اليوم التالي. وأبلغت وزارة الخارجية المبعوث الروسي أن الجمهور التركي يشعر بعدم الارتياح إزاء لقطات الممر وأن هناك شعورًا بأن أمن الناس قد تعرض للتهديد. طلبت الوزارة من روسيا الامتثال لاتفاقية مونترو لعام 1936، التي تنظم حق مرور السفن الحربية عبر مضيق البوسفور والدردنيل.
نورديك مونيتور ذكر أن مرور السفينة الحربية الروسية عبر المضيق التركي وسط تصاعد التوتر بين تركيا وروسيا بعد حادث طائرة أسفر عن مقتل أحد طياريها. وقالت تركيا إن الطائرة أسقطت لانتهاكها المجال الجوي التركي، فيما نفت روسيا وقوع انتهاك وتعهدت بعواقب وخيمة نتيجة لذلك. وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسقاط Su-24 بأنه “طعنة في الظهر”.
وقال بوتين الذي وصف إسقاط تركيا للطائرة الروسية بأنه “جريمة حرب”، “لن نذكرهم مرة واحدة فقط بما فعلوه، وسيشعرون بالأسف حيال ذلك أكثر من مرة”، دون الخوض في تفاصيل الإجراءات الأخرى التي تخطط روسيا لاتخاذها.
يُذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد اعتذر عن حادثة إسقاط الطائرة الروسية في موسكو، ونطق الاعتذار باللغة الروسية. وذلك بعدما أعلن في مناسبة سابقة بإصرار تركيا على عدم الاعتذار.
وبحسب شاهين، فقد تم تسليم الصاروخ إلى حزب العمال الكردستاني وهو جماعة كردية محظورة تم إدراجها كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأضاف “شاهين”: “بعد ذلك، بدأ دعم روسيا العلني لحزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب “الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني” وحزب الاتحاد الديمقراطي المنتسب أيضًا إلى حزب العمال الكردستاني، وواصلت روسيا إظهار دعمها من خلال إظهار علمها “في الأراضي التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب، ثم، كما تعلم، رسخت روسيا نفسها بقوة في سوريا”. وأوضح شاهين أن تركيا لم تستطع حتى أن تطير طائراتها على مسافة قريبة من 10 إلى 15 كيلومترًا من المجال الجوي السوري.
وزعم “شاهين” أن الجيش التركي قد تدهور إلى حد كبير بسبب عمليات التطهير المكثفة بعد الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016 وأنه ضعف ضد روسيا، وهي الدولة التي قال إنها كانت المستفيد الرئيسي من محاولة الانقلاب، والتي يعتقد الكثيرون أنها كانت على علم بتنظيمه من قِبل الرئيس التركي.
وفي نهاية التقرير، نوّه “نورديك مونيتور” الذي أرفق مقطعًا مصورًا يظهر عملية إسقاط المروحية القتالية التركية إلى لتحذير الشرطة التركية في مايو 2016 من أن حزب العمال الكردستاني يمتلك 50 صاروخًا مشابهًا يمكن استخدامها لإسقاط مروحيات كوبرا التركية. أشارت المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها الشرطة إلى أن مقاتلي حزب العمال الكردستاني نقلوا أسلحة وذخائر من معسكره في شاهيدان في إيران. وأقر الجيش التركي بعد ستة أيام من إسقاط المروحية بأن حزب العمال الكردستاني ربما أصاب الكوبرا بصاروخ لكنه لم يذكر أي شيء عن مصدرها. وقال البيان إن طيارين في المروحية وستة جنود كانوا يدافعون عن موقع على الحدود قتلوا فيما أصيب 13 في الهجوم.