دول المشرق العربي

محتجون لبنانيون يقتحمون مبنى الخارجية ومواجهات قرب مجلس النواب .. ورفع المشانق في ساحة الشهداء

خرج آلاف المحتجين اللبنانيين تحت شعار “يوم الحساب”، بعد ظهر اليوم السبت في ساحة الشهداء بوسط بيروت للمشاركة في مظاهرة للتنديد بتعامل الحكومة مطالبين بإسقاط الطبقة السياسية بعد وقوع أكبر انفجار تشهده بيروت في تاريخها.

طالبت التظاهرة بإسقاط الطبقة السياسية الحاكمة بأكملها، وذلك عقب مرور أربعة أيام على التفجير الضخم الذي ضرب مرفأ بيروت، متسببا بمقتل أكثر من 150 شخصا وإصابة خمسة آلاف آخرين، بينما لا يزال ستون آخرون على الأقل في عداد المفقودين.

وأظهرت بعض المقاطع المصورة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية، مشاهد لبعض الاشتباكات بين متظاهرين والقوى الأمنية التي أطلقت القنابل المسيلة للدموع.

وعرضت فضائية «mtv» اللبنانية مقطعا مصورا يرصد تمكّن عدد من المتظاهرين اللبنانيين من اقتحام مبنى وزارة الخارجيّة في الأشرفيّة ورفع شعارات عليه، كما قاموا بتحطيم صورة رئيس الجمهوريّة، ميشال عون.

ونشبت اشتباكات عنيفة، اليوم السبت، بين قوات الأمن اللبناني ومتظاهرين محتجين على حادث انفجار مرفأ بيروت؛ الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي.

وكان قد اندلع حريق كبير، منذ عدة أيام، في العنبر رقم 12 بالقرب من صوامع القمح في مرفأ بيروت، في مستودع للمفرقعات، وسمع دوي انفجارات قوية في المكان، ترددت أصداؤها في العاصمة والضواحي، وهرعت إلى المكان فرق الإطفاء التي عملت على إخماد النيران.

وأفادت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم السبت، بارتفاع عدد ضحايا الحادث إلى 158 شهيدًا وأكثر من ستة آلاف مصاب حتى الآن.

من جانبه، قرر مجلس الوزراء اللبناني، بعد اجتماع استثنائي، وضع كل المسؤولين المعنيين بانفجار مرفأ بيروت قيد الإقامة الجبرية لحين تحديد المسؤولية.

وتأتي المظاهرات بعد دعوة العديد من الناشطين الذين يعدوا رموزا لمظاهرات لبنان التي بدأت في 17 أكتوبر والذين يتهمون الطبقة السياسية الحاكمة بالفساد والعجز عن إيجاد حلول للأزمات المتعاقبة، تحت شعارات عدة بينها “علّقوا المشانق” و”يوم الحساب”..

وعلى الفور، بدأت القوى الأمنية بأطلاق القنابل المسيلة للدموع، فيما قام المتظاهرون برمي الحجارة واشعال النيران على المدخل. فيما أفادت الاخبار سقوط عدد من الجرحى بالرصاص المطاط الذي أطلق عليهم.

ويذكر إنه توجه عشرات المحتجين إلى المجلس النيابي وقاموا برمي الحجارة والأخشاب ومخلفات انفجار يوم الثلاثاء الماضي على القوى الأمنية الموجودة لحماية المجلس، في محاولة للدخول إلى المجلس النيابي .

فيما وجّه الجيش نداء الى المتظاهرين مذكراً باحترامه حرية التظاهر، لكنه دعاهم الى المحافظة على “التعبير السلمي”.

ولم تنطفئ بعد نيران غضب اللبنانيين بعد أربعة أيام من التفجير الضخم الذي ضرب مرفأ بيروت، متسبباً بمقتل أكثر من 150 شخصاً وإصابة خمسة آلاف آخرين، بينما ستون آخرون على الأقل في عداد المفقودين

“علقوا المشانق” .. بداية الاقتصاص

علّق ناشطون مشنقة رمزية على تمثال الشهداء في ساحة الشهداء، ساحة التظاهر الرئيسية في وسط بيروت، تعبيرا عن إصرارهم على الاقتصاص من المسؤولين عن الانفجار.

ويأتي انفجار مرفأ بيروت الأكبر في تاريخ لبنان، وواحد من أكبر التفجيرات بالعالم، وسط حالة من الانهيار الاقتصادي المتسارع في لبنان وتبعاته، أضيف إلى هذا الوضع الهشّ تفشي وباء كوفيد-19 مع تسجيل معدل إصابات قياسي في الأيام الأخيرة.

وفي ظل حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع اللبناني، بدأت تتعالى أصوات تجزم بضرورة الاقتصاص من الطبقة الحاكمة وإنهاء فترة حكمهم، ومن أبرز الشعارات التي تم تداولها “لم يعد من مجال للتراجع، يا نحنا يا انتو”، في إشارة الى الطبقة الحاكمة. والبعض الاخر قال “إنه التحذير الأكبر للجميع، لأنه لم يعد لدينا شيء لنخسره بعد الآن. على الجميع أن يكونوا في الشوارع اليوم”، كما هتف محتجون أخرون ” بالروح بالدم نفديك يا بيروت” كما هتفوا “ثورة ثورة”.

عشية مؤتمر دولي

تأتى التظاهرات بالشارع اللبناني في وقت دقيق للغاية، فهي تتزامن مع عشية مؤتمر دعم دولي للبنان، اقترحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى بيروت الخميس، وتنظمه بلاده بالتعاون مع الأمم المتحدة بعد ظهر الأحد بمشاركة دولية وعربية واسعة.

ووصل إلى بيروت السبت كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ونائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي يرافقه وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو، مبدين استعداهم الكامل لتقديم المساعدات. كما يصل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال السبت إلى بيروت، على أن يمثّل الدول الأعضاء في مؤتمر دعم لبنان.

تخوفات المتظاهرين

“الانفجار أدى إلى فك الحصار” هكذا صرح رئيس الجمهورية ميشال عون، في تصريحات للصحافيين الجمعة، بعد تلقيه اتصالات من رؤساء وقادة منهم ترامب. الامر الذي بث بعض المخاوف في قلوب المتظاهرون والمحللون السياسيين من أن تجد السلطة السياسية في الوفود الدولية ومبادرات الدعم فرصة لتعزيز مواقعها مجددا

هبة زين

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى