الاقتصاد الدولي

“ذا إيكونوميست”: استحواذ “مايكروسوفت” على “تيك توك” ليس الحل الأمثل

عرض-بسنت جمال

نشرت مجلة “ذا إيكونوميست” مقالًا بتاريخ اليوم الثامن من أغسطس، حول المخاطر الأمنية لاستخدام تطبيق “تيك توك” الصيني في الولايات المتحدة مع توضيح مدى مساهمة سعي شركة “مايكروسوفت” للبرمجيات لشراء التطبيق الصيني المثير للجدل في تخفيف تلك المخاطر. وفيما يلي عرض لهذا المقال.

في ديسمبر 2017، اشترت شركة “بايت دانس” الصينية تطبيق “ميوزيكلي” -الذي يسمح للمستخدمين بصناعة المحتوى عن طريق تسجيل مقاطع الفيديو قصيرة المدة بالتزامن مع تشغيل المقاطع الموسيقية- ومن ثم قررت دمج التطبيق مع نظيره “تيك توك” بحلول أغسطس 2018. ولم تكن الشركة تعلم في هذا الوصف أن التطبيق سيكون أداة للصراع الجيوسياسي فيها بعد.

ومع تزايد شعبية التطبيق وارتفاع عدد مستخدميه، زاد مستوى التدقيق الأمريكي بشأن تأثير استخدام هذا التطبيق على الأمن القومي، وذلك بالتزامن مع انتشار التوترات الصينية الأمريكية ابتداءًا من التجارة إلى التكنولوجيا في ظل تصاعد انتقادات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للسياسة التي يتبعها التطبيق. وفيما يلي عرض لعدد التنزيلات الشهرية لتطبيق “تيك توك”.

الشكل (1): عدد التنزيلات الشهرية لتطبيق “تيك توك”

يتبين من الرسم السابق أن “تيك توك” استطاع أن يتفوق على كلٍ “انستجرام” و”سناب شات” على مدار الثلاث سنوات الماضية فيما يتعلق بعدد التنزيلات الشهرية وهو ما يؤكد على مدى انتشار التطبيق بين المستخدمين بصورة سريعة، كما يمتلك التطبيق 100 مليون مستخدم في الولايات المتحدة.

ولا تعتبر انتقادات “ترامب” لـ”تيك توك” هي الأولى في سلسلة الخلافات بين الصين والولايات المتحدة حول انتهاكات بكين للبيانات الشخصية للمستخدمين بما يشكل تهديد مباشر للأمن القومي لواشنطن؛ إذ لطالما ندد الرئيس “ترامب” باستخدام “هواوي” لمعداتها للاتصالات في أغراض التجسس ونشر البيانات الشخصية للأمريكيين للحكومة الصينية، كما صرح وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” بأن الولايات المتحدة قد تتخذ إجراءات ضد العديد من التطبيقات الصينية الأخرى مثل “وي شات” وليس “تيك توك” فقط.

وفي ظل التهديد الذي يشكله التطبيق الصيني المتصاعد، تسعى شركة “مايكروسوفت” لإجراء مناقشات للاستحواذ على عمليات “تيك توك” في كلٍ من الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا في ظل قبول وتأييد من الرئيس “ترامب”، ولم يقتصر الأمر على التأييد فحسب، بل أنه اقترح أن تدعم وزارة الخزانة هذه الصفقة لجعلها ممكنة.

ولكن يُكمن التساؤل الرئيسي في مدى أهمية هذه الصفقة في حل التخوفات الأمريكية تجاه التهديد الأمنى المحتمل الذي يشكله استخدام التطبيقات الصينية في البلاد. وللأجابة على هذا التساؤل يُمكن القول أن البيع القسري للتطبيق هو النهج الخاطئ للتعامل مع تنامي التكنولوجيا الصينية حيث إنه سيكون من الأفضل للولايات المتحدة أن تسعى لحماية بيانات مواطنينها وتعزيز عمليات فحص استثمارات التكنولوجيا الأجنبية.

كما يجب على إدارة “ترامب” تشديد قانون الخصوصية وتعزيز وضع الأمن السيبراني، ومن الممكن إصدار قانون فيدرالي جديد لخصوصية البيانات يهتم بإنشاء معايير شفافة للتعامل مع بيانات الأمريكيين وإحباط المتسللين الأجانب ومخترقي شبكات  الاتصالات.

وفي الختام، نجد أن شراء “مايكروسوفت” لتطبيق “تيك توك” أو فرض عقوبات على شركة “هواوي” هو الحل لتفادي المخاطر الأمنية المترتبة على التعامل مع تلك الشركات، بل أن الحل الرئيسي يتمثل في تقوية الشبكات الأمريكية وحمايتها من اختراق محتمل.

+ posts

باحثة ببرنامج السياسات العامة

بسنت جمال

باحثة ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى