الاقتصاد الدولي

تداعيات جائحة كورونا على الأسواق النامية

أشارت وكالة بلومبرج إلى أن فيروس كورونا المستجد أثر على الأسواق النامية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في مجالين اساسين هما عمليات الاندماج والشراء و سوق الدين،وفي هذا الصدد نشرت الوكالة تقريرين هما كالتالي: 

التقرير الأول،  يُسلط الضوء على عمليات الاندماج والاستحوازوالاستحواذ ، وأضح التقرير أن  نشاط عمليات الاندماج والاستحوازوالاستحواذ يتعافى في الوقت الحالي داخل الشرق الأوسط بسبب ما تتخذه الحكومات العربية من تدابير لتنويع اقتصاداتها بعيدًا عن النفط، وتسعى الحكومات إلى زيادة الكفاءة عن طريق عمليات الدمج أو عن طريق جذب المستثمرين الأجانب، لذا أبرمت المنطقة صفقات بحوالي 25 مليار دولار في مجال البنية التحتية والمعاملات المصرفية.

وكذلك تسعى الحكومات العربية إلى نشر صناديق الثروة السيادية، وعلى سبيل المثال قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء صندوق الاستثمار العام  لشراء حصص في شركات Facebook Inc و Citigroup Inc، للاستفادة من تراجع الأسعار نظرًا لانتشار جائحة كورونا، كما يوجد عدد من القطاعات الجاهزة لمثل هذه الصفقات مثل (القطاع المالي ، وتجارة التجزئة ، والعقارات، والسياحة).

والمصدر / وكالة بلومبرج.

تُشير بيانات بلومبرج إلى ارتفاع قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ في دول الخليج في العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، حيث ارتفعت من 5.7 مليار دولار في يونيو 2019 إلى 29.2 مليار دولار في  يونيو 2020، وهذا الارتفاع نادرًا جدًا في منطقة معروفة غالبًا بالاضطرابات السياسية، و في المقابل انخفضت قيمة تلك الصفقات بنسبة 44٪ عالميًا.

وتعتبر الإمارات العربية المتحدة الرائدة الأولى داخل الشرق الأوسط  فيالأوسط في جذب الاستثمارات الاجنبية في العامين الماضيين، حيث جمعت شركة أبوظبي الوطنية للبترول المنتجة للطاقة المملوكة للدولة 10 مليارات دولار يوم الثلاثاء، من خلال بيع حصة في خطوط أنابيب الغاز الطبيعي لمجموعة من المستثمرين من بينهم شركاء البنية التحتية العالمية وصندوق الثروة السيادية في سنغافورة، كما قامت شركة بترول ابو ظبي الوطنية والمعروفة بأدنوك ببيع أسهم في وحدة التوزيع وجذبت المستثمرين الأجانب إلى أذرع التكرير وخدمة حقول النفط،.

وعلى صعيد مجال الخدمات المصرفية ،المصرفية، كانت هناك سلسلة من عمليات الاستحواذ والاندماج والدمج في السنوات الأخيرة ، ومن المتوقع أن تكون محاولة البنك الأهلي التجاري لشراء مجموعة سامبا المالية المنافسة بما يصل إلى 15.6 مليار دولار أكبر عملية استحواذ مصرفية لعام 2020.

أما والتقرير الثاني الصادر عن بلومبرج فقد ناقش تأثير فيروس كورونا على سوق الدين، وأشار التقرير أن  الفيروس أدى إلى زيادة الديون الحكومية بسبب زيادة الإنفاق حتى الموجه للتغلب علىتواجه التداعيات الاقتصادية السلبية الناتجة عن تلك الجائحة، لذا لجأت الحكومات العربية إلى اسواق الدين العام لتدبير أوضعاها المالية ودعم المواطنين خلال هذه الفترة،  وفي النصف الأول فقط من العام الجاري اصدر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سندات بقيمة 72 مليار دولار.

وتشير بيانات بلومبرج إلى أن إصدار السندات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفع  منارتفع من 26 مليار دولار في 2015 إلى 72 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الحالي أي أن نسبة الزيادة وصلت إلى 176 %، وهو ما يعني تزايد اعتماد الحكومات على الاستدانة لتوفير حاجات الدولة لمواجهة جائحه كورونا، وهذا سيؤدى إلى مضاعفة الأعباء الأئتمانيةالائتمانية لتلك الدول .

ومن المتوقع أن تستمر التداعيات المالية لجائحة كورونا في زيادة إصدار الديون من الشرق الأوسط حتى عام 2021 ،2021، وكذلك تزايد عمليات الاندماج والاستحواذ مع سعي الشركات إلى الاندماج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى