الاقتصاد المصري

“بيكر ماكنزي”: مصر تحتل المركز الثاني في قائمة صفقات الاندماج والاستحواذ في الشرق الأوسط خلال النصف الأول من 2020

نشر مكتب (بيكر ماكنزي) تقريرًا حول “تحليل أنشطة صفقات الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط للنصف الأول من عام 2020” من أجل عرض أهم التغييرات التي طرأت على صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط من حيث القيمة والعدد منذ بداية العام الجاري وحتى يونيو الماضي مع بيان مدى تأثير فيروس كورونا على هذا المجال؛ إذ تراجع عدد الصفقات المحلية والعالمية بفعل الجائحة في ظل انتشار حالة من عدم اليقين حيال الآفاق الاقتصادية مما أدى إلى إجبار الشركات على التركيز على سلامة موظفيها وكيفية الحفاظ على أعمالها قائمة، كما اضطرت المؤسسات إلى تأجيل تنفيذ بعض الصفقات بهدف انتظار انتهاء أو تخفيف تداعيات الجائحة حتى يتم  إعادة التفاوض على شروط الصفقة التي تم الاتفاق عليها مسبقًا من أجل إعادة تقييم الأسعار وجميع الشروط الأخرى وأخذ الظروف المترتبة على تفشي كورونا في الاعتبار.

وفيما يلي عرض لهذا التقرير.

انخفض العدد الإجمالي لصفقات الاندماج والاستحواذ (المحلية – العابرة للحدود) في منطقة الشرق الأوسط خلال النصف الأول من العام الحالي بنحو 25.7% على أساس سنوي، حيث بلغ عددها  196 صفقة بقيمة 44.701 مليار دولار وذلك بالمقارنة مع 264 صفقة تم إبرامها خلال النصف الأول من 2019 بقيمة 105.2 مليار دولار. ويُمكن عرض أنشطة صفقات الدمج والاستحواذ المحلية والعابرة للحدود تفصيلًا على النحو التالي.

يتبين من الشكل السابق أن عدد الصفقات المحلية انخفضت مرورًا منذ النصف الأول من 2019 وحتى النصف الأول من 2020 من 101 صفقة بقيمة 76.945 مليار دولار إلى 64 صفقة بقيمة 21.472 مليار دولار.

يتضح من الشكل السابق أن عدد الصفقات العابرة للحدود (الدولية) تراجعت أيضًا منذ النصف الأول من 2019 من 163 صفقة بقيمة 28.261 مليار دولار وحتى النصف الأول من 2020 إلى 132 صفقة بقيمة 23.229 مليار دولار.

أولًا-  أنشطة صفقات الدمج والاستحواذ الإقليمية العابرة للحدود – الواردة:

 تعتبر الصفقات إقليمية عابرة للحدود عندما لا تقع الوجهة المستهدفة في نفس الاقليم الذي تقع فيه الشركة النهائية الأم المستحوذة، وسوف يعرض هذا الجزء من التقرير أهم صفقات الاندماج والاستحواذ القادمة إلى دول الشرق الأوسط.

بعد النظر إلى الجدول السابق، يُمكن القول أن حجم صفقات الاندماج والاستحواذ تراجع إلى 42 خلال النصف الأول من 2020 مقارنة مع 45 صفقة في النصف الأول من 2019، ورغم انخفاض عدد الصفقات إلا أن قيمتهم قد ارتفعت إلى 15.753 مليار دولار، ويُمكن إرجاع ذلك إلى ارتفاع قيمة الصفقة الواحدة في النصف الأول من العام الحالي مقابل مثيله من العام الماضي.

1- القطاعات المتصدرة لصفقات الاندماج والاستحواذ:

يعرض الجدول الآتي أهم القطاعات في اقتصاديات الشرق الأوسط التي جذبت اهتمام الشركات الأجنبية خلال النصف الأول من العام الحالي من حيث عدد صفقات الاندماج والاستحواذ وقيمتها.

يتضح من الجدول السابق أن قطاع التكنولوجيا المتقدمة هو أكثر القطاعات الجاذبة في منطقة الشرق الأوسط لعمليات الاندماج والاستحواذ بعدد 9 صفقات ويبدو ذلك منطقيًا بالنظر إلى تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي مما أبرز أهمية هذا القطاع خلال فترة الإغلاق الناجمة عن الجائحة. أما عن قيمة الصفقات، فقد احتل قطاع الطاقة والكهرباء المركز الأول بقيمة 10.1 مليار دولار.

2. قائمة بأهم الدول المستحوذة المتصدرة للصفقات:

ويستعرض الشكل الآتي قائمة بأهم الدول الأجنبية المستحوذة على شركات بداخل الشرق الأوسط من حيث العدد والقيمة خلال أول ست أشهر من العام الجاري.

يتضح من الشكل السابق أن الهند هي الدولة الأكبر في عدد صفقات الاندماج والاستحواذ بالشرق الأوسط خلال النصف الأول من العام بعدد 10 صفقات يليها الولايات المتحدة بعدد 8 صفقات، لتحتل كلٍ من هولندا وألمانيا وسنغافورة المرتبة الأخيرة بعدد صفقة واحدة.

من الرسم السابق يتضح أن الولايات المتحدة تأتي في مكانة متقدمة وفقًا لقيمة الصفقات، فعلى الرغم أنها عقدت 8 صفقات فقط إلا أن قيمتهم تجاوزت الـ11 مليار دولار، فيما أتت البرازيل في ذيل القائمة بصفقات يبلغ 8 ملايين دولار فقط.

ثانيًا- أنشطة صفقات الدمج والاستحواذ الإقليمية العابرة للحدود – الصادرة:

سيعالج هذا الجزء من التقرير أهم صفقات الاندماج والاستحواذ الخارجة من دول الشرق الأوسط إلى باقي دول العالم.

يتبين من الجدول السابق أن عدد صفقات الاندماج والاستحواذ انخفض  بنحو 24% على أساس سنوي من 103 صفقة خلال النصف الأول من العام الماضي إلى 78 صفقة في النصف الأول من العام الحالي.

1. القطاعات المتصدرة لصفقات الاندماج والاستحواذ:

يعرض الجدول الآتي أهم القطاعات التي جذبت اهتمام الشركات العاملة بمنطقة الشرق الأوسط خلال النصف الأول من العام الحالي من حيث عدد صفقات الاندماج والاستحواذ وقيمتها.

يتبين من الجدول السابق أن القطاع الصناعي هو أكثر القطاعات التي حظيت باهتمام شركات الشرق الأوسط من أجل إبرام صفقات اندماج واستحواذ بعدد 16 صفقة، وفيما يتعلق بقيمة الصفقات، فقد جاء قطاع الاتصالات بالمرتبة الأولى بقيمة 2.3 مليار دولار.

2. قائمة بأهم الدول المستهدفة المتصدرة للصفقات:

 يتناول الجدول الآتي قائمة بأهم الدول المستحوذة من منطقة الشرق الأوسط على شركات بخارجها من حيث الحجم والقيمة خلال النصف الأول المنتهي في يونيو 2020.

يتبين من الشكل السابق أن الولايات المتحدة هي أكبر دولة مستهدفة بصفقات الاندماج والاستحواذ القادمة من الشرق الأوسط بعدد 27 صفقة، يليها مصر بعدد 10 صفقات في الفترة من يناير إلى يونيو 2020.

من الرسم السابق يتبين أن الولايات المتحدة تحتل المركز الأول أيضًا فيما يتعلق بقيمة الصفقات القادمة من الشرق الأوسط إليها بقيمة 3.5 مليار دولار، ليأتي بعدها مصر بقيمة 2.6 مليار دولار.

ثالثًا- قائمة بأهم الصفقات المُبرمة من حيث القيمة:

يعبر الجدول الآتي عن أكبر خمس صفقات تم الاتفاق عليهم خلال النصف الأول من العام الجاري من حيث القيمة.

وبالنظر إلى الجدول السابق يُمكن القول أن صفقة استحواذ شركة الاتصالات السعودية “STC” على شركة الاتصالات المصرية “فودافون”؛ إذ تبلغ قيمتها 2.392 مليار دولار.

وفي الختام، يُمكن القول أنه من المتوقع أن تنشط حركة الاندماجات والاستحواذات فيما بعد انتهاء أزمة كورونا أو وضوح الرؤية بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة وذلك بسبب محاولة بعض الشركات لاقتناص الفرص المتاحة في السوق بسبب انخفاض تقييمات الشركات، كما ستلجأ بعض المؤسسات إلى قبول عروض الاندماج أو الاستحواذ المعروضة أمامها باعتبارها الملجأ الأخير لحمايتها من الإفلاس وتوفير السيولة النقدية.

بسنت جمال

باحثة ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى