السد الإثيوبي

عكاشة: الجميع يدرك أن القيادة السياسية المصرية لديها من الخبرة والكفاءة والرؤية الشاملة بما يجعلها قادرة على الخروج بمصر إلى بر الأمان

قال الدكتور خالد عكاشة المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في مداخلة هاتفية مع قناة “إكسترا نيوز” أن قدر الدولة المصرية والقيادات في اللحظة الراهنة هو أن تكون مجابهة وعلى أتم الاستعداد للتعامل والتعاطي مع الملفات شديدة الاهمية لمعادلات الأمن القومي المصري، وأن هناك مساحات عالية من الثقة في قدرات القيادة السياسية وإمكانياتها من الرأي العام المصري والإقليمي والدولي، وأن الجميع يدرك أن القيادة السياسية المصرية لديها من الخبرة والكفاءة والابعاد الشاملة للرؤية، بما يجعلها قادرة على الخروج بمصر إلى بر الأمان، بجانب الدخول إلى المشكلات وتفكيكها والوصول إلى ما يحفظ لمصر آمنها وحقوقها وصناعة حالة من الاستقرار بالاقليم، وهذا ما يراهن عليه المجتمع الدولي من خلال الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادات التي تدير هذه الملفات ليس الان ولكن عبر سنوات مضت.

وأضاف أن الدولة تعمل على كل هذه الملفات بانخراط كامل وجهود كثيرة، وهي جهود وفق مخطط عام للدولة وضعته القيادة السياسية وتعمل عليه المؤسسات عن كثب وبشكل منظم ومنضبط لتصل إلى النتائج التى تحقق طموحات الدولة المصرية والشعب المصري في آن واحد. 

وأكد أن الرئيس السيسي هو رجل دولة ومحل احترام وتقدير في الداخل المصري ويحظى بتأييد داخلي كاسح، بجانب التقدير الدولي والتأييد الإقليمي لدوره، وهو ما جعل هناك مراهنة دولية على أن مصر تستطيع أن تصل إلى بر الامان في مشكلات معقدة بهذه الصورة.

وأن لهجة الثقة بالنفس التي يتحدث بها الرئيس عبد الفتاح السيسي نابعة من القدرات الحقيقية لمصر، وأن هناك جهود ورغبة حقيقية في السلام وتسعى مصر لترسيخها على كافة الاصعدة، وأن سمعة مصر الدولية بُنيت من خلال سنوات مضت كانت القيادة السياسية لا تحيد عن هذا النهج على الاطلاق، وتتعامل مع كل الملفات الخطيرة التي على قدر عالي من التعقيد بشكل شريف ورشيد ويصيب الهدف من أقرب نقطة ويحقق السلامة والامن.

وشدد “عكاشة” على أن مصر ليس لديها أطماع على الاطلاق وهذا أمر تفخر به مصر ويشرفها ويشرف خطواتها السياسية وهي ماضية في هذا النهج، وهي تدرك أن المكانة الدولية والأفريقية التي تحققت لمصر وللقيادة السياسية هي ثمن مستحق لهذه الجهود ولهذه السياسة ولهذا النهج الذي اتبعه الرئيس السيسي منذ سنوات، موضحًا أن المشكلات قد تكون وصلت إلى نقطة تجعل هناك قرارات صعبة لها طابع الحسم والواجب، ونحن نثق كمتابعين ومراقبين بأننا على درجة من الجاهزية والكياسة والحصافة التي ستمكن مصر من تحقيق ما تبغيه لنفسها ولجيرانها في المنطقة. 

وحول ما جاء في البيان الصادر عن اجتماع مجلس الدفاع الوطني بشأن السد الإثيوبي، قال “عكاشة”  أن خطاب الرئيس في القمة الأفريقية المصغرة كان أحد أهم وأبرع الخطابات السياسية، لتناوله القضية بشكل تفصيلي وموسع ووضع لها الضوابط والمحددات المصرية شديدة الوضوح، وتحدث عن تفهم مصر لكل الطموحات الإثيوبية في التنمية ومشروعاتها الوطنية وتطوير إمكانياتها، ولكنه وضع محددات بعدم الاضرار بمصالح الاخرين على الاطلاق.

وأن الاتفاق السياسي الثلاثي بين مصر والسودان وإثيوبيا قادر على ضمان حقوق الجميع وتخفيف الضرر، إذ أن الأضرار على المجتمعات يمكن حلها من خلال وضع مجموعة من الحلول والسيناريوهات إذا صدقت النوايا وإذا خلصت الخطوات السياسية لأن تكون في خدمة شعوبنا وشعوب المنطقة.

وأضاف أن المجتمع الدولي لا يرغب في تهديد الامن والسلم الإقليمي على الاطلاق، وهو ما يتضح من بيان مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي مجلس الدفاع الوطني المصري، وتحدث البيان عن خشية كبيرة جدًا لدى المجلس من الفشل في الوصول لاتفاق ملزم للأطراف والأبتعاد والامتناع عن أي تصرف آحادي منفرد من   احدى الدول، وهو ما يمثل تهديدًا كبيرًا لـ 270 مليون نسمة يقطنون في شرق أفريقيا بالكامل، وأكد “عكاشة” أن مصر ستمضي قدمًا خلال القمة المصغرة القادمة المقرر عقدها خلال الاسبوع الجاري، وذلك مع خطوات وسيناريوهات جاهزة لدى الدولة المصرية كي تصل إلى مبتغاها، وهو تحقيق مصالحها وضمانة الحفاظ عليها والالتزام من الاطراف الاخري بالمواثيق الدولية والمعاهدات والعرف الدولي ونصوص القوانين املنظمة لعمل الانهار الدولية. 

وأوضح مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن هناك تفهم كبير  للجهود المصرية، لانخراط كل مؤسسات الدولة المختلفة في جولات تفاوض عديدة وطويلة وشاقة ومرهقة، وأن الفريق التفاوضي المصري على أعلى مستوى، ولم يبخل في بذل الجهد أمام كل المنصات الدولية وكان منفتح على كل من لديه الرغبة في المساعدة أو رعاية المفاوضات والدفع للوصول إلى حل توافقي واتفاقية مرضية للاطراف الثلاثة.

وأن هناك تقديرًا كبيرًا للجهد المصري الذ استطاع أن يحصد تأييد واسع من الراي العام الدولي، وهو ما شاهدناه في جلسة مجلس الأمن الأخيرة ومواقف الدول الرسمية واثناء الجميع على الجهود المصرية وعلى ما بذلته مصر وطول بالها، وما يعزز ذلك تأكيد الرئيس السيسي أن مصر ستبذل كل الجهد الممكن ولن تبخل بجهد، وعلى  استعداد للمشاركة في أي مسار من الممكن أن يصل بالدولة المصرية الى ضمان حقوقها والحفاظ عليها ولضمانة حقوق الاخرين ومساعدتهم.

واختتم “عكاشة” حديثه أن  مصر دولة كبيرة ودولة لها وزنها، وتنظر للشعوب الاخرى باعتبارهم شركاء في الجوار والقارة، وتبذل من أجلهم كل الجهود ولن تبخل مصر عليهم بأي شكل من أشكال التعاون، ولكن نطلب منهم أن يكونوا على قدر المسؤولية ودقة اللحظة والنجاة جميعًا وعدم ترك فرصة للعبث والاخفاق وهو ما يهدد كل الأطراف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى