
اللواء محمد إبراهيم: مصر حددت معالم تحركها في الملف الليبي خلال الفترة المقبلة
أكد اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، خلال تصريحات صحفية لوكالة أنباء الشرق الأوسط، وأخرى تلفزيونية لقناة (إكسترا نيوز)، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وضع خلال لقائه يوم الخميس وأعيان ومشايخ القبائل الليبية كافة النقاط فوق حروف كل ما يتعلق بالأزمة الليبية، خاصة جوانبها العسكرية والسياسية والاستراتيجية، وذلك بعبارات حاسمة وقاطعة لا تقبل التشكيك أو التأويل، وهو بذلك حدد بصورة نهائية، معالم تحرك القاهرة، وهامش مناوراتها في ما يتعلق بهذه الأزمة خلال المدى المنظور.
وأضاف أن مصر فيما يتعلق بالجانب السياسي للأزمة الليبية مازالت تحرص على بذل كافة الجهود اللازمة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية وسياسية شاملة لهذه الأزمة، بحيث تكون هذه التسوية عادلة ومعبرة بشكل واقعي وصادق عن الإرادة الحرة للشعب الليبي، وهي الإرادة التي أراد الرئيس اليوم من خلال لقائه مع ممثلي مكون رئيسي من المكونات الليبية وهي القبائل والأعيان، موضحًا أن رؤية مصر في هذا الجانب ترتكز على إعلان القاهرة الذي أتى في إطار تم فيه بلورة رؤية ليبية محضة، تشمل كافة جوانب الأزمة، وتتوافق مع المبادرات السياسية السابقة، مثل مخرجات مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية.
أما فيما يتعلق بالجانب العسكري، فإن مصر حسب اللواء محمد إبراهيم تعمل في هذا الجانب تحت مظلة عدم رغبتها في دخول أية صراعات مسلحة مع أي طرف، فالجيش المصري هو جيش رشيد يحمي ولا يهدد، وهو مصنف ضمن أحد أقوى وأهم جيوش العالم، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن تقبل مصر تحت أي ظرف وضع أمنها القومي تحت التهديد، ولذلك فإن قواتها المسلحة دومًا على استعداد تام للذود عن الأمن القومي المصري، خاصة وأن القاهرة قد سبق ووضعت خطوطًا حمراء واضحة في ليبيا، حددها بصورة علنية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو خط سرت/ الجفرة، وبالتالي لن تقبل القاهرة أي تهديد أو خرق لهذا الخط من أي طرف كان، وهي مستعدة للرد بكل قوة على أية محاولات في هذا الصدد.
خلال تصريحاته التلفزيونية، شدد نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية على أهمية التعاطي المصري مع القبائل الليبية، مشيرًا إلى أنه يأتي في سياق إعلاء مصر للإرادة الليبية الحرة، وتعاملها مع المكونات الليبية التي تشمل أيضًا مجلس النواب المنتخب والحكومة في بنغازي، والجيش الوطني الليبي، على أنها أطراف ليبية وطنية، لا يتم فرض أية أجندات عليها، ويتم التعاون معها في إطار العمل العربي المشترك، وليس بفرض الإرادة.
وذكر أن أهداف مصر في ليبيا واضحة، وتتركز على حماية أمنها القومي، ومساعدة القوات المسلحة الليبية والقبائل على درء مخاطر الاحتلال التركي وتوغل المرتزقة والميليشيات في مفاصل الدولة والمناطق الليبية، مؤكدًا “رسالتنا القاطعة للجميع أن مصر لن تسمح مطلقًا لهذه الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا أن تقترب من حدودنا الغربية”.
وقال اللواء محمد إبراهيم في سياق تصريحاته الصحفية، “في نفس الوقت فإن زيارة وفد أعيان ومشايخ القبائل الليبية لمصر تعد تأكيدًا لأواصر العلاقة الوطيدة التي تربط المصير الواحد للشعبين الشقيقين المصري والليبي، ولاشك أن تفويض الأعيان والمشايخ الذين يمثلون كافة أطياف الشعب الليبي لمصر من أجل مساعدة الليبيين هو نداء لا يمكن لمصر إلا أن تلبيه طواعية وعن طيب خاطر، خاصة وأن هذا النداء الوطني الشرعي والمشروع لا يهدف إلا لعودة الأمن والاستقرار والسلام إلى دولة ليبيا الشقيقة، التي يُعدُّ أمنها القومي جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي.”.



