ليبيا

لماذا أعلنت “الرئاسة التركية” قاعدة الجفرة هدفًا عسكريًا للقوات التركية في ليبيا؟

ضربات جوية دقيقة تعرضت لها قاعدة “الوطية” الجوية، ليل السبت الماضي، أسفرت عن تدمير منظومات الدفاع الجوي التركية بالكامل متوسطة المدي طراز “هوك” والرادارات التركية الثلاثة المرتبطة بها، فضلًا عن تحقيق خسائر بشرية بصفوف العناصر التركية في القاعدة. 

 وهي الضربات التي تزامنت مع زيارة خاطفة لوزير الدفاع التركي “خلوصي آكار”، ورئيس الأركان “يسار غولر”، لطرابلس ومصراته؛ إذ نُفّذت الضربات بعد ساعات قليلة من مغادرة وزير الدفاع التركي متوجهًا إلى مالطا.

وبعد هذه الضربات الدقيقة نشرت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية – المكتب الإعلامي – تغريدة على موقع تويتر، تشير إلى وضع قاعدة “الجفرة” الجوية كهدف للقوات التركية في ليبيا، كما أشارت أيضًا إلى أهمية مدينة سرت مع الجفرة كبوابة السيطرة على النفط الليبي، ما يؤشر على الأهداف الحقيقية للتواجد التركي غرب ليبيا والرامي لإحكام السيطرة على المقدرات الوطنية من النفط والغاز.

عقدة الوصل للجغرافيا الليبية

كما تتوسط مدينة “سرت” المسافة بين مدينتي بنغازي وطرابلس، فإن مدينة الجفرة تمثل عقدة الوصل، ونقطة المنتصف للجغرافيا الليبية، إذ تضم المدينة قاعدة “الجفرة” الجوية، ثاني أكبر القواعد الجوية في البلاد، والتي تتمركز فيها وحدات الجيش الليبي، كما يمنح مطار الجفرة ميزة الوصول إلى أي هدف داخل الأراضي الليبية باستخدام مقاتلات سلاح الجو المتقادمة والحديثة نسبيًا على حدٍ سواء. فضلًا عن كون قاعدة الجفرة بمثابة غرفة عمليات رئيسية لقوات الجيش الليبي في منطقة الحوض الجنوبي.

مدينة الجفرة تبعد نحو 650 كم جنوب شرقي طرابلس، وهي محور ربط بين الشرق والغرب والجنوب، والسيطرة عليها بكامل بنيتها التحتية العسكرية تعني السيطرة على النصف الليبي بالكامل. وتباعًا فإن الخط الواصل بين سرت والجفرة والذي يبلغ طوله نحو 300 كم يمثل خط منتصف للجغرافيا الليبية من الشمال للجنوب.

بعد الجغرافيا.. ما الأهمية بالنسبة لصناعة النفط؟

تقع غالبية الموانئ وحقول النفط الليبية في مناطق شرق خط “سرت – الجفرة”، وتعرف المنطقة بـ “الهلال النفطي”، وتضم خمسة موانئ رئيسية تتحكم في حركة تصدير النفط بالبلاد. حيث يمكن تصدير ما سعته 750 ألف برميل نفط يوميًا من موانئ شرق ليبيا، في حين يبلغ إجمالي القدرة التصديرية لموانئ غرب ليبيا 380 ألف برميل يوميًا في حال الوصول للكفاءة التشغيلية القصوى. كما يضم حوض سرت 80% من الاحتياطي النفطي الليبي، أي نحو 40 مليار برميل من إجمالي 50 مليار برميل. 

وعليه؛ فإن من يسيطر على خط “سرت – الجفرة” سيحكم سيطرته على أكثر من 80% من الاحتياطي النفطي بالبلاد، و70% من القدرة التصديرية لكامل ليبيا. 

سياقات متصلة

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن في كلمته أمام التشكيلات القتالية بالمنطقة الغربية العسكرية، يونيو الماضي، أن خط “سرت – الجفرة” يمثل “خط أحمر” للدولة المصرية. وحمل الإعلان المصري تحذيرًا للميلشيات المدعومة تركيًا من التقدم باتجاه مدينتي سرت والجفرة. يأتي ذلك في ضوء استمرار الدعم التركي اللا محدود لميليشيات حكومة الوفاق، حيث نقلت تركيا حتى الآن وطبقًا للمرصد السوري حوالي 15 ألفًا من المرتزقة السوريين بينهم 300 عنصر تتراوح أعمارهم بين 14 -18 عامًا. كما قُتِل حوالي 432 مرتزقًا في المعارك حتى الآن من بينهم نحو 30 قائدًا ميدانيًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى