
صحيفة إيطالية : ” ثورة الأورومو: إثيوبيا تحترق”
تناول تقرير نشرته صحيفة L’Indro الإيطالية بعنوان: “ثورة الأورومو: إثيوبيا تحترق” توصيفا عاما للأحداث التي تشهدها إثيوبيا حاليا من مظاهرات واحتجاجات واضطرابات في العاصمة أديس أبابا مدن أخرى عَقب مقتل مغني الأورومو” هاشالو هوندسيا”، وحملة القمع والاعتقالات التي قامت بها الشرطة للمعارضين.
وذكرت الصحيفة الإيطالية ، في التقرير ، أنه منذ أمس دخلت إثيوبيا في خضم انتفاضة شعبية ضد حكومة رئيس الوزراء “آبى أحمد” بسبب اغتيال المغني الشهير والناشط السياسي “هاشالو هونديسا” (34عامًا) من جماعة أورومو، حيث بدأ التمرد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وفي منطقة أوروميا، ينتشر الآن إلى مدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف التقرير أنه سرعان ما تدهور الوضع بقرار رئيس الحكومة الإثيوبية “آبى أحمد” والرد على المظاهرات الشعبية بالطرق الكلاسيكية التي ميزت حكومة التيجراي السابقة التي كان جزءًا منها قبل تعيينه رئيسًا للوزراء، بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في مدينة أداما، وقتلت الشرطة 8 أشخاص وأصيب 80 آخرون خلال اشتباكات في مناطق مختلفة بالعاصمة أديس أبابا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تنظيم إحدى المظاهرات التي جرت في العاصمة خارج السفارة الأمريكية، على الرغم من حقيقة أن الشرطة تجنبت إطلاق النار على الحشود في ذلك المكان بالتحديد، إلا أن جهاز الأمن الأمريكي أمر بأعلى حالة تأهب، واصفا الوضع بأنه غير مستقر في الوقت الحالي.
وأوضح تقرير الصحيفة أن حكومة “آبى أحمد” فرضت حالة الطوارئ (لم يتم الإعلان عنها رسميًا حاليًا)، وتعطل الوصول إلى خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية في جميع أنحاء البلاد، وكانت هذه العملية سهلة التنفيذ نظرًا لأن شركة Ethio Telecom تابعة للدولة ومزود الاتصالات الوحيد في إثيوبيا. وكان احتكار الاتصالات من قبِل حكومة التيجراي، واستمر “آبى أحمد” على نفس النهج، على الرغم من الوعود الغامضة بتحرير قطاع الاتصالات من خلال فتحه للجهات الخاصة.
أشار تقرير الصحيفة إلى نبذة مختصرة عن مسيرة حياة المغني “هاشالو هوندسيا”، باعتباره شخصية بارزة من جماعة الأورومو، والتي تمثل 32% من سكان إثيوبيا (24 مليون شخصاً)، وكان “هوندسيا” معروفاً بأغانيه والتزامه الاجتماعي وليس فقط بعرقيته، وعمل على تحفيز الشباب من أورومو على مقاومة قمع جماعة التيجراي، حيث ارتبطت أغانيه ارتباطًا وثيقًا بالمقاومة المناهضة للحكومة التي بدأت في عام 2015 والاحتجاجات الإثيوبية في عام 2016. وكانت أغنيته “مالان جيرا” تتعلق بتهجير سكان أورومو من أديس أبابا. التي أدت إلى استقالة رئيس الوزارء “هايليماريام ديسالين”، وأيضًا الاحتجاجات في عام 2018، والتي نتجت عنها تعيين رئيس الوزراء “آبي أحمد”.
كما أوضحت الصحيفة أن اغتيال “هاشالو هونديسا” له دوافع سياسية ومرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتزامه الاجتماعي بجماعة الأورومو، حتى إذا لم يكن هناك أي دليل يربط بين الإعدام الوحشي وحكومة رئيس الوزراء في الوقت الحالي.
وذكرت الصحيفة أن جماعات حقوق الإنسان اتهمت قوات الأمن الحكومية باستخدام القوة المفرطة لاحتواء تظاهرات الأمس والاستفادة من الفوضى لاعتقال قادة المعارضة المهمين وإغلاق أفواه وسائل الإعلام المستقلة.
ونقلت الصحيفة عن الجمعيات الإثيوبية، القول إن هذه الإجراءات تتماشى مع سياسة الإعدام خارج نطاق القضاء والاعتقالات التعسفية التي يقوم بها رئيس الوزراء “آبى أحمد”، كما يتهمون الحكومة بالفشل في تقديم ضباط الشرطة المتهمين بقتل العشرات من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في أواخر العام الماضي إلى العدالة.
وخَلصت الصحيفة إلى أنه إعدام خارج نطاق القانون بدوافع سياسية وأعمال شغب لاحقة يمكن أن تفجر حقل الألغام الذي يتحرك عليه رئيس الوزراء “آبى أحمد”، والذي يواجه أزمة داخلية تتميز بتدهور الاشتباك العرقي بين جماعات التيجراي، والأمهرا، والأورومو بسبب تأجيل الانتخابات.