المراكز الأمريكية

“ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي” يتحدث عن التحولات الأمنية وأولويات واشنطن في الشرق الأوسط

عرض – محمد حسن

منذ أن تولت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب مهامها قبل أربعة أعوام، سادت اتجاهات انعزالية للولايات المتحدة ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط، تتراوح تارة في تخفيض القوات وتضيق دائرة انتشارها، وتارة أخري حول الانسحاب من بؤر صراع برمتها. إلا أن تلك الاتجاهات الانعزالية لم تُغيب الولايات المتحدة عن المشهد الأمني ومسارات التحول في ديناميكيات الصراع، بل دفعت بالنقاشات بين مختلف مراكز الفكر القريبة من صانع القرار في واشنطن. ومنها معهد الشرق الأوسط للدراسات، الذي يترأسه “بول سالم”. وفي محاولة لكشف الغموض عن العديد من السياسات الأمريكية بالمنطقة وخاصة الدفاعية، ومحاولة استشرافها وفهم كيفية تعاطي القلب الصلب للولايات المتحدة لمجمل التطورات الميدانية، استضاف معهد الشرق الأوسط، “ديفيد شينكر” وهو واحداً من أهم الدبلوماسيين الأمريكيين الفاعلين في أزمات منطقتي شمال أفريقيا والشرق الأوسط، في جلسة حوارية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، تحت عنوان “ديناميكيات التحول وأولويات الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط. حالياً يشرف “شينكر” على نشاطات وزارة الخارجية الأمريكية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وينخرط في ملفات حيوية بالنسبة للأمن القومي الأمريكي واستقرار المنطقة.

كما نوه المعهد في مستهل ديباجته للقاء أنه يجئ مع “شينكر” في وقت متزامن مع عدة تطورات لافتة في المنطقة، من ضمنها مؤشرات اتجاه إيران لتخفيض قواتها ووجودها العسكري في سوريا والعراق، وانتخاب رئيس وزراء عراقي جديد، وتصاعد احتمالات مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بسبب حيازة الأخير للأسلحة والصواريخ الموجهة، فضلاً عن احتمال ضم إسرائيل لمستوطنات جديدة في الضفة الغربية.

ما هامش المناورة المتاح بالنسبة لصانع القرار الأمريكي لمواجهة إيران في دول تشهد نزاعات متفاوتة كالعراق واليمن ولبنان؟، هل هناك اختلاف في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وشركاء الخليج العربي بشأن القضايا الحاسمة مثل أمن الطاقة وإيران؟ وهل ستصعد الولايات المتحدة أو تسحب دعمها للبنان في خضم الانهيار المالي وهيمنة حزب الله المتزايدة؟ كانت هذه الأسئلة المحورية التي انطلق منها منسق الحوار “بول سالم” رئيس معهد الشرق الأوسط. فإلي نص الجلسة الحوارية:

المنسق بول سالم:

إن معهد الشرق الأوسط يرحب باستضافة السيد “ديفيد” مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، وهو واحد من أهم الدبلوماسيين في الولايات المتحدة، كما انه صديق جيد لي. كما كان مدير برنامج السياسات العربية في مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وخدم في الفترة 2002-2006 مستشاراً لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون سوريا والعراق والأردن وإسرائيل ولبنان وفلسطين. مرة اخري أرحب بك ديفيد ولدينا الكثير لتخبرنا به فيما يخص الولايات المتحدة وسياساتها واستراتيجياتها في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. قبل بدء الحديث مع السيد ديفيد تجدر الإشارة إن دولتي تركيا وأفغانستان ليست ضمن مصفوفة الدول التابعة لمنطقة الشرق الأوسط في أقسام وزارة الخارجية الأمريكية المعنية بدراسة وتحليل ملفات المنطقة.

المنسق بول سالم:

إن معهد الشرق الأوسط يرحب باستضافة السيد “ديفيد” مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، وهو واحد من أهم الدبلوماسيين في الولايات المتحدة، كما انه صديق جيد لي. كما كان مدير برنامج السياسات العربية في مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وخدم في الفترة 2002-2006 مستشاراً لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون سوريا والعراق والأردن وإسرائيل ولبنان وفلسطين. مرة اخري أرحب بك ديفيد ولدينا الكثير لتخبرنا به فيما يخص الولايات المتحدة وسياساتها واستراتيجياتها في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. قبل بدء الحديث مع السيد ديفيد تجدر الإشارة إن دولتي تركيا وأفغانستان ليست ضمن مصفوفة الدول التابعة لمنطقة الشرق الأوسط في أقسام وزارة الخارجية الأمريكية المعنية بدراسة وتحليل ملفات المنطقة.

المنسق بول سالم:

إن معهد الشرق الأوسط يرحب باستضافة السيد “ديفيد” مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، وهو واحد من أهم الدبلوماسيين في الولايات المتحدة، كما انه صديق جيد لي. كما كان مدير برنامج السياسات العربية في مركز واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وخدم في الفترة 2002-2006 مستشاراً لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون سوريا والعراق والأردن وإسرائيل ولبنان وفلسطين. مرة اخري أرحب بك ديفيد ولدينا الكثير لتخبرنا به فيما يخص الولايات المتحدة وسياساتها واستراتيجياتها في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. قبل بدء الحديث مع السيد ديفيد تجدر الإشارة إن دولتي تركيا وأفغانستان ليست ضمن مصفوفة الدول التابعة لمنطقة الشرق الأوسط في أقسام وزارة الخارجية الأمريكية المعنية بدراسة وتحليل ملفات المنطقة.

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مناطق تعج بالكثير والكثيرـ فهناك دول فاشلة، وتصاعد لظاهرة الإرهاب وحروب الوكالة وأعداد الفاعلين من غير الدول، فضلاً عن أزمة كوفيد19. لتساعدنا سيد “ديفيد” على فهم أعمق وأوضح للتعاطي الأمريكي مع المنطقة وأزماتها من خلال إيضاح السياسات والاستراتيجيات الأمريكية.

ديفيد شينكر:

شكراً لكم معهد الشرق الأوسط على استضافتي في أوقات غير اعتيادية ومهمة للحديث عن سياسات الولايات المتحدة في المنطقة في ظل تحديات وتهديدات غير مسبوقة كلياً. دعني أبدأ بما أحدثه وباء كوفيد 19 في الكثير من الدول وطرق استجاباتها السريعة، حيث أدت أزمة تفشي الوباء للارتداد للداخل في والتركيز داخلياً في العديد من الدول، لكن في الولايات المتحدة وفي ظل ما تعانيه من تبعات أزمة كوفيد19، فإنها مازالت ملتزمة كلياً بسياساتها تجاه الشرق الأوسط انطلاقاً من ثوابت ضمان استقرار تلك المنطقة الحيوية من العالم وتقوية علاقاتنا مع شركائنا الاستراتيجيين فيها وفي هذه الظروف أولويتنا في المنطقة حفظ أمن المواطنين الأمريكيين وتأمين السفارات وأطقمها وتأمين المصالح الأمريكية المتنوعة فيها. وعلى نطاق عالمي فإن تفشي وباء كوفيد 19 قد أزكي التنافس الدولي بين روسيا والصين والولايات المتحدة ووفر بيئة مواتية لاستمرار سياسة المحاور وفاقم عدد من المشكلات لدول مثل إيران واليمن. وفي العراق نتطلع للتعاون مع رئيس الوزراء الجديد حيث يبدوا واثقاً من نفسه ومن قدراته على احتواء التأزم السياسي الداخلي والأمني، فنحن نسعى لتعزيز علاقاتنا هناك لمواصلة مكافحة تنظيم الدولة، واستمرار تنظيم الاتصالات والعلاقات مع التحالف الدولي لمحاربة داعش. فهدف الولايات المتحدة مازال حرمان تنظيم الدولة من الاستحواذ على أي من الأرضي أو الظهور مجدداً.

أما في ليبيا، فدعني أخبرك أن هدف الولايات المتحدة هو إعادة وضع الجيش الليبي وحكومة الوفاق للتفاوض ضمن صيغة (5+5) برعاية الأمم المتحدة ونأمل أن تبدأ المحادثات خلال هذا الأسبوع، وندعو روسيا لوقف التدخل فوراً والانخراط العسكري هناك. لذلك يجب وضع الأطراف المتصارعة على طاولة التفاوض تجنباً لمزيد من عسكرة التفاعلات وخاصة من روسيا.

أما في إسرائيل، فلقد التقيت وزير الخارجية الإسرائيلي، وتطرقنا للحديث عن الصين وإيران وما زلنا نرعى رؤية البيت الأبيض للسلام ولهذا بدأنا الحديث عن مواصلة العملية، لكن هناك العديد من العراقيل والصعوبات بسبب التحول السريع في ديناميكيات التفاعل بين مختلف القوي الرئيسية بالمنطقة.

بول سالم:

شكراً علي هذه الافتتاحية الرائعة، دعني ابدأ أسئلة الصورة الكلية من منظور السياسة الدفاعية الأمريكية والأمن القومي، كيف تري الحضور الصيني بالمنطقة وكذلك الروسي خاصة أن إدارتي الرئيسين أوباما وترامب لم تبديا اعتراضاً علي الانخراط العسكري الروسي والتمثيل العسكري الروسي في سوريا مثلاً.
أما السؤال الثاني الخاص بالصورة الكلية، منذ اواخرا الإدارة الثانية لجورج بوش وهناك اتجاهاً رئيسياً في السياسة الدفاعية الأمريكية يقضي بتخفيض التمثيل والانخراط العسكري في الشرق الأوسط، والان تسببت أزمة كوفيد19 في خلق رأي عام كبير في الولايات المتحدة ومزاج شعبي رافض لأي من المغامرات العسكرية للولايات المتحدة. كيف تري مستقبل حضور الولايات المتحدة في هذه المنطقة؟

ديفيد شينكر:

فيما يخص الصين، فيجب احتوائها، وأعني بذلك احتواء الحزب الشيوعي الصيني كونه يختزل القرار الصيني، كما يجب احتواء نفوذها المتنامي والتقدير الجيد لموقف استراتيجية تمويلها المتبعة لعدة دول وخاصة في افريقيا، حيث وصلت الصين لجيبوتي. كما يجب التنسيق الكامل مع شركائنا الاستراتيجيين لحماية مصالح واهداف الولايات المتحدة.

أما فيما يخص روسيا، فقد جلبت إدارة أوباما الروس لسوريا وافترضت أن الروس سيغرقون في الحرب السورية ويتورطون، لنجد أن روسيا غيرت من مسار الحرب بشكل كامل، وعززت موقفها الميداني وثبتت حكم الرئيس السوري جعلته موجوداً حتى الان في كافة مسارات الحل السياسي. كما أصبح لروسيا قاعدة ثابتة في سوريا وهذا بطبعه شجعهم على مزيد من الانخراط العسكري في صراعات المنطقة وعلى رأسها ليبيا، وهذا لا يمثل تنافساً، بل، يمثل إعلاناً بنهاية مرحلة عمرها 24 عاماً من السياسة الأمريكية الناجحة في إبعاد الروس عن الشرق الأوسط. فالولايات المتحدة لديها استراتيجية دفاع قومية تعتبر كل من الصين وروسيا منافسين، لهذا يجب الحفاظ دائماً على توازن قوي في المنطقة لحفظ استقرارها ولمنع تسرب الحضور العسكري الروسي والصيني.

بول سالم:

شكراً ديفيد، لكن ماذا عن إيران؟ اعتقد كل بلد انت معني به في المنطقة يتأثر بإيران، بل، وبطبيعة العلاقات الامريكية الإيرانية وما يجري بينهما. كما تعلم عام 2019 كان عاماً صعباً علي إيران، ففيه تم فرض عقوبات صارمة وخانقة، ومارست إيران فيه تعديات كبيرة منها مهاجمة أهداف حيوية للسعودية “أرامكو”، وانتهي العام 2019 أو لنقل بدأ العام 2020، بقتل الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني. الآن يبدوا الوضع هادئاً بعض الشيء على الرغم من من وجود بعض التوترات. فالعراق هادئ وفي سوريا خفضت إيران قواتها. هل هناك قنوات اتصال خفية بين الولايات المتحدة وإيران؟

ديفيد شينكر:

عندما نتحدث عن إيران فإننا بصدد الحديث عن نظام مارس تهديد حركة الملاحة وخطف السفن ونفذ هجمات تخريبية في الفجيرة وبعدها أسقط طائرة أمريكية من دون طيار فوق المياه الدولية، وهدد أمن السفارات عبر وكلاء محليين. إن إيران تؤثر على كل البلدان التي نتعامل معها في المنطقة، والان بعد استمرار العقوبات الصارمة علي إيران وخوضها غمار ازمة كوفيد19، فذلك يعني زوال التهديد. إيران الآن تمارس سياسة انتظار ليس إلا، لاستعادة مزاولة نشاطاتها التخريبية من جديد.

بول سالم:

شكراً ديفيد، سؤالي التالي عن القضية الفلسطينية الإسرائيلية، أين تقف الولايات المتحدة من هذه القضية وماذا سيكون موقفها في حال اتجهت إسرائيل لضم مزيد من الأراضي، وكيف سيكون دور الولايات المتحدة في تمويل وكالة الاونروا؟

ديفيد شينكر:

يجب علي السلطة الفلسطينية التفكير ملياً في رؤية السلام الأمريكية كون واشنطن جادة في تسوية هذا الملف وفق الرؤية التي قدمتها، كما نعمل مع شركائنا الاستراتيجيين في محاولة تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول فعالة، حتي مع شريكنا “الاتحاد الأوروبي”، والتمويل مازال مستمراً. هدفنا إحلال السلام في المنطقة وليس تشجيع كل طرف علي اتخاذ إجراءات أحادية.

بول سالم:

ماذا عن الوجود “قصير – طويل” الأمد الخاص بالولايات المتحدة في سوريا؟

ديفيد شينكر:

يأتي وجودنا في سوريا في ضوء القرارات الأممية وخاصة قرار 2254، ونعمل مع شركائنا الاكراد كل يوم لتأمين منطقة شمالي شرق سوريا ومنع تنظيم الدولة من العودة مجدداً ونقوم بتسير دوريات في هذه المنطقة الهامة بالنسبة لنا ونؤمن النفط.

بول سالم:

دعنا ننتقل للبنان، ماذا عن المصالح الأمريكية هناك؟

ديفيد شينكر:

في الفترة السابقة لـ 2009 انتخب لبنان برلمان يقترب أكثر من الغرب، وحال ذلك دون تطبيق كامل لأجندة حزب الله في لبنان. نحن نهتم بلبنان كثيراً، فهى بلد محورية كذلك بالنسبة للإيرانيين، فهناك تطورات ميدانية كبيرة تحدث على الأرض ونتابعها عن كثب، منها تحقيق حزب الله لمكاسب مالية مستغلاً تفشي الفساد في النظام البنكي، لذلك تعمل الولايات المتحدة في تنظيف نظام لبنان المصرفي وفرضت عقوبات على بنكي لمعاملاته المشبوهة مع حزب الله. وهو ما يعيق محاولات الهيكلة وإعادة هيكلة الاقتصاد المتداعي. كما تابعنا طريقة تعامل حزب الله مع المظاهرات التي اندلعت منذ أكتوبر.

بول سالم:

هل هناك ثمة احتمالية لتغيير العقوبات المفروضة علي حزب الله؟

ديفيد شينكر:

كما أخبرتك، الولايات المتحدة تريد تنظيف النظام المصرفي من المعاملات المشبوهة للحد من العمليات الإرهابية، فليس هناك ثمة تغييراً قد يحل بالعقوبات علي حزب الله في هذه الزاوية.

بول سالم:

دعنا نعود لليمن، هل يطراً تغيير علي الانخراط العسكري والسياسي الأمريكي هناك في النصف الثاني من العام الحالي؟

ديفيد شينكر:

نحن منخرطون باستمرار وعلي مدار الساعة في الأزمة اليمينة مع جميع اللاعبين. لكننا داعمون للمرونة السعودية في اليمن ونري هناك مبادرات جيدة من خلالهم لحل الأزمة ومن المهم للولايات المتحدة أن تحافظ على اليمن ووحدة أراضيه. فالجانب السعودي ينخرط ايجابياً ويأتي على نقيضه جماعة الحوثي، فليس لديهم مرونة أو أية مبادرات لحل الازمة ولدينا قلق تجاه النظام الصحي في اليمن بشكل عام حال تفاقم وباء كوفيد 19.

بول سالم: ماهي أولويات الولايات المتحدة في بلاد المغرب العربي؟

ديفيد شينكر:

الولايات المتحدة تولي هذه المنطقة اهتماماً كبيراً، ونقيم علاقات قوية ومتينة مع المغرب، حيث كان من المفترض إجراء تدريبات عسكرية مشتركة لولا أزمة كوفيد10، ونساعد تونس في مكافحة وباء كوفيد19، فإن لم أكن مخطئناً فقد أرسلنا 25 مليون دولار لدعم جهود مكافحة الوباء، والجزائر، لديها مخزون نفطي كبير وحكومة جديدة كلياً، وشعب أغلبه من كتلة الشباب صاحبة التعليم الجيد، فمن الجيد الحفاظ علي هذه المنطقة لحفظ استقرار مصالح الولايات المتحدة وكذلك الدول الأوروبية.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى