
السفير الأمريكي في طرابلس يكشف عن موقف واشنطن من الصراع في ليبيا
عرض – محمد منصور
عرض السفير الأمريكي في طرابلس، ريتشارد نورلاند، خلال مؤتمر صحفي، عقده مركز دبي للتواصل الإعلامي، التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، عبر الفضاء الإفتراضي، موقف بلاده الحالي من الأزمة الليبية، والفرصة التي تراها سانحة، من أجل إنهاء الصراع العسكري، الدائر على الأراضي الليبية، وإعادة تفعيل المسارات السياسية والاقتصادية التي نتجت عن مؤتمر برلين، وكذلك رؤيته لمخاطر استمرار الدور الروسي والتركي، في الصراع الدائر حالياً على الأراضي الليبية، وفي ما يلي نص هذا المؤتمر الصحفي:
منسق المؤتمر: صباح/ مساء الخير للجميع من مركز دبي الإقليمي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. أود أن أرحب بكافة الذين يتصلون من الولايات المتحدة ومن جميع أنحاء العالم، من أجل المشاركة في هذا المؤتمر الصحفي المسجل، مع السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند. سيتناول السفير نورلاند في كلمته، جهود الولايات المتحدة لدعم الحل السياسي السلمي للأزمة الليبية، وسيبدأ هذا المؤتمر، بكلمة أفتتاحية من سيادة السفير، ومن ثم يتم فتح باب توجيه الأسئلة له. سعادة السفير، الكلمة لك.
السفير نورلاند: حسنا، شكرا، أنا ريتشارد نورلاند، سفير الولايات المتحدة في ليبيا، اسمحوا لي في البداية، أن أوضح بعض النقاط، ومن ثم ننتقل إلى الأسئلة. لقد ذكرنا باستمرار أن الموقف الأساسي للولايات المتحدة بشأن ليبيا، يتلخص في ضرورة إيقاف الصراع الدائر حالياً على أراضيها، مما سيؤدي بالضرورة إلى إيقاف التدخلات الخارجية المزعزعة للاستقرار الداخلي، وسيسمح بتقديم المساعدات الإنسانية، التي تعد ضرورة ملحة في هذا التوقيت، لمواجهة أنتشار جائحة كورونا، كما سيقلل هذا في حالة حدوثه، من معاناة المجتمعات الليبية، التي تكبدت خسائر متزايدة في أرواح المدنيين والنازحين.
كما تعلمون جميعًا، فقد تطور الوضع في ليبيا بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، حيث سيطرت قوات حكومة الوفاق الوطني، بدعم تركي، على عدة مناطق غربي ليبيا. بالإضافة إلى ذلك، قامت مجموعات مرتزقة (فاغنر)، بإعادة التمركز في مناطق بعيدة عن الخطوط الأمامية للقتال جنوبي طرابلس، ومع ذلك، ما زلنا قلقين للغاية بشأن إمكانية استمرار التصعيد، خاصة بعد تسليم روسيا لطائرات مقاتلة وقاذفة إلى قوات المشير خليفة حفتر، وهو ما كشفت عنه قيادة أفريكوم عبر عدة بيانات الأسبوع الماضي، وكذا في ظل استمرار تدفق العتاد العسكري التركي، وأشكال الدعم الأخرى المقدمة إلى حكومة الوفاق.
تمشيا مع هذا، كانت دوماً رسائلنا الموجهه إلى كل من حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي، تفيد بضرورة الإستفادة من الفرصة المتاحة الآن، من أجل العودة إلى مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة، 5 + 5، التي تقودها الأمم المتحدة، فالإتفاق الإطاري الذي أتيحت سابقاً الفرصة للطرفين لمراجعته، يعد فرصة مثالية لإقرار وقف دائم لإطلاق النار، لكن مجرد عقد الأجتماع لن يكون كافياً، لذلك وكي يكون هذا الجهد ناجحًا حقًا، يجب على كافة الأطراف، المشاركة في تلك المفاوضات بنوايا جيدة، وأن يتم منح الوفود المشاركة فيها، هامش حرية أكبر في التفاوض من جانب قياداتها.
على الصعيد الاقتصادي، نتطلع إلى العمل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتشجيع إصلاحات اقتصادية فعالة، لمعالجة الفساد وزيادة الشفافية والمساءلة، وتعزيز توحيد المؤسسات الحكومية من أجل خدمة كافة الليبيين. ما زلنا قلقين بشأن الهجمات على مرافق البنية التحتية للدولة، ونحن نشارك المؤسسة الوطنية للنفط القلق بشأن إغلاق قطاع النفط والغاز، الذي حرم الاقتصاد الليبي من إيرادات تتعدى قيمتها 5 مليار دولار. كما نحث حكومة الوفاق الوطني على مضاعفة الجهود، من أجل الاستجابة بشكل أكثر فعالية، للتهديدات المترتبة على تفشي جائحة كورونا، وذلك بتوفير التمويل الحكومي اللازم، مما يضمن تزويد القطاعات الشعبية الأكثر تضرراً من هذه الجائحة، بما تحتاجه من مساعدات وإمدادات، وكذلك ضمان استمرار تدفق الرواتب الخاصة بالوظائف الحكومية، وعدم انقطاعها.
لذلك، يسعدني أن أجيب على أسئلتكم.
منسق المؤتمر: شكرا جزيلا سعادة السفير، سنبدأ الآن قسم طرح الأسئلة في مؤتمر اليوم، السؤال الأول سيكون من نصيب ميشال غندور، من محطة أم بي أن.
السؤال: الجنرال حفتر في مصر اليوم. ورئيس الوزراء في حكومة الوفاق فائز السراج سيزور تركيا غد. ونائبه يزور روسيا اليوم، واتفقت الأطراف الليبية على استئناف اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5. ماذا يجري هنا أذاً؟ وهل ترى أنه توجد هناك فرصة جدية لعقد محادثات للسلام، بعد التطورات العسكرية الأخيرة في طرابلس، أم أن كافة الأطراف تستعد لجولة أخرى من المعارك؟ وهل في رأيك باتت ليبيا سوري أخرى، بعد التدخل الروسي الواضح على أراضيها؟
السفير نورلاند: حسنا، شكرا على السؤال. نعم، نعلم أن حفتر موجود في مصر، والسراج بالفعل موجود في تركيا اليوم، وكان من المقرر أن يلتقي بالرئيس أردوغان، كما أن نائب رئيس الوزراء معيتيق في موسكو منذ أمس، ونعتقد أن كل هذا يعكس فرصة حقيقية للمجتمع الدولي، لإحراز تقدم نحو التسوية في ليبيا. بادئ ذي بدء، هذا الوضع يعد أنعكاساً لما ما يجري على الأرض في ليبيا، في أعقاب التغيرات في المشهد العسكري القائم على الأرض، فقد اتسمت المبادرات السياسية في شرق ليبيا بالخمول، كما هو الحال في مبادرة رئيس البرلمان عقيلة صالح، لكن من الواضح أنه يوجد زخم متزايد، في الحياة السياسية الليبية، بهدف إنهاء الصراع القائم، نظرًا لوجود عدد كبير من الأطراف الخارجية الداعمة، لها كان من المهم أولاً، وضع هذه الأطراف في الصورة، والتأكد من أنها تدعم الحل السياسي في ليبيا.
وهكذا نرى هذا النشاط الدبلوماسي المكثف، من خلال الزيارات التي ذكرتها، وكذلك الأنشطة الدبلوماسية التي تمت، خاصة فيما يتعلق بالمكالمات الهاتفية بين الوزير بومبيو ورئيس الوزراء السراج، وبين ماكرون وحفتر، وبين مختلف القادة، كجزء من الجهود الدبلوماسية الدولية المتزايدة، بهدف اغتنام هذه الفرصة، ودعم الوصول إلى حل سياسي، فقد تصاعد الموقف الميداني بشكل خطير، وباتت الأطراف المشاركة والداعمة أمام خيارين لا ثالث لهم، الأول هو مشاهدة هذا الصراع وهو يتحول إلى حرب أقليمية كاملة الأركان، والثاني هو تهدئة هذه الأزمة وأنهائها، ونحن نعتقد أنه توجد فرصة حقيقية لإنهاء هذا الصراع، وسوف نستخدم كل دعمنا وتأثيرنا للمساعدة في حدوث ذلك. لا أعتقد أن ليبيا ستكون سوريا أخرى، ولكن للتأكد من عدم تحولها إليها، من المهم حقًا اغتنام الفرصة الآن لتهدئة هذا الصراع.
منسق المؤتمر: دعنا ننتقل إلى سؤال مقدم من الصحفي بندر الراشدي، صحيفة الرياض السعودية، ويقول، ما هو موقف الولايات المتحدة من النفوذ التركي في ليبيا؟
السفير نورلاند: حسنًا، موقفنا الأساسي هو أن الوقت قد حان لجميع المرتزقة، وكافة القوات الأجنبية، لبدء تهدئة التصعيد الحالي، ومغادرة الأراضي الليبية، وإذا كان هناك شعار واحد نطبقه على الوضع الآن، فهو “ليبيا لليبيين”. الآن، عندما تتحدث عن تركيا، علينا أن نتذكر أن التصعيد الحقيقي في هذا الصراع بدأ بتدخل روسيا عبر مرتزقة فاجنر في شهر أكتوبر، وكان التدخل التركي رداً على ذلك. والآن بعد أن تم تسوية الوضع الميداني على الأرض تقريبًا، ستكون رسالتنا مرة أخرى، هي أن التدخل الأجنبي يجب أن يتوقف، وأن يُسمح للأطراف الليبية بالجلوس على طاولة المفاوضات. نحن لا نعتقد أن ليبيا تريد أن تصبح محتلة من قبل أي دولة، سواء كانت روسيا أو تركيا أو حتى اي حركة أيديولوجية.
منسق المؤتمر: شكرا سعادة السفير. السؤال التالي الذي سنتناوله، سيكون من نصيب جاريد مالسين، من صحيفة وول ستريت جورنال.
سؤال: مرحبًا، شكرًا لاستضافتي. سؤالي هو، في يناير الماضي، وهي المرة الأخيرة التي بُذل فيها جهد دولي كبير للتحرك نحو حل في ليبيا، من خلال مؤتمر برلين، تم في نفس الوقت، مراكمة كميات ضخمة من الأسلحة من طرفي الصراع، لذا أنا أتساءل الآن، وفي ظل الجهود الجديدة الدافعة لاستئناف المفاوضات، وإعادة الأمور إلى نصابها على الأرض في ليبيا، ما هو رأيك في التدفقات المحتملة للأسلحة الآن، وفي الأسابيع القليلة الماضية، والتي وصلت إلى طرفي النزاع؟
السفير نورلاند: حسنًا، كان التحدي في عملية برلين، هو محاولة القيام بأعمال وأفعال تتطابق مع القرارات والتصريحات، فقد كانت هناك التزامات بمراعاة حظر الأسلحة، ولكن عددًا من المشاركين في برلين انتهكوا بشكل ثابت تلك الالتزامات. مؤتمر برلين خلق هندسة نستطيع البناء عليها لتدشين تسوية سياسية، وما زلنا نعتقد أن برلين هي المرجعية السياسية الوحيدة القابلة للتطبيق حالياً.
ما يجعل الأشياء مختلفة قليلاً الآن عما كان عليه في الماضي، هو أن التصعيد الميداني وصل إلى مرحلة خطيرة، فلقد رأيت البيان الصحفي لقيادة أفريكوم، الذي تحدث عن إدخال طائرة مقاتلة روسية متطورة إلى الميدان الليبي، ونحن مازلنا غير متأكدين من الغرض من إرسال هذه الطائرات، التي على حد علمنا، لم تستخدم بعد، لكن من المهم حقًا أن تتحرك الأحداث الميدانية في اتجاه تخفيف التصعيد، لأنه يمكن أن يؤدي إدخال هذه الطائرات، إلى دفع الأتراك كي يدخلوا مقاتلاتهم من نوع أف-16 إلى ليبيا، وهذا هو آخر شيء يحتاجه أي شخص في هذا الجزء من العالم. الليبيون أعلنوا بوضوح الآن، إنهم يريدون أن تتوقف القوات الأجنبية عن لعب دور مزعزع للاستقرار، وأعلنوا رغبتهم في التحرك نحو تسوية سياسية، ودور المجتمع الدولي هو تيسير حدوث ذلك.
منسق المؤتمر: شكرا سعادة السفير، سؤالنا التالي مقدم من صحيفة اليوم السابع، وهو، ماذا سيكون دور الولايات المتحدة، ضمن الوجود العسكري الأجنبي في ليبيا، بعد التوصل إلى حل سياسي؟.
السفير نورلاند: أجيب بإختصار على هذا السؤال، أن القرار في سيكون لليبيين، ولكن بشكل عام، وبالنظر إلى الوضع الأمريكي في الشرق الأوسط في الأشهر والسنوات الأخيرة، نعتقد أن رغبتنا في تواجد عسكري أمريكي في الخارج، هي أقل من أي وقت مضى.
منسق المؤتمر: شكرا سعادة السفير. السؤال التالي هو من دانيال أوكونيل، موقع مدى مصر.
سؤال: شكرا لوقتكم، أردت أن أسألكم عن موقف الولايات المتحدة من دعم بعض الأطراف، مثل روسيا ومصر، لتوجهات بعض شخصيات النظام الليبي السابق، مع الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن العديد من هذه الشخصيات موجودة في مصر، وكانت هناك محادثات رفيعة المستوى في الأيام القليلة الماضية بين الروس والمصريين بهذا الصدد.
السفير نورلاند: آسف ، الجزء الأول من سؤالك حول شخصيات النظام السابق؟ لست متأكدًا من أنني فهمته جيداً.
سؤال: مجرد مغازلة روسيا لكثير من شخصيات النظام السابق ، ومنهم سيف الإسلام القذافي، ومحاورتها لهم.
السفير نورلاند: صحيح، بشكل عام وكما كما ذكرت سابقًا، نرى أدلة على تنامي الخمول السياسي في ليبيا، ودخول المزيد من الأصوات إلى الطيف السياسي الليبي. لا أدري إن كان أحد يعرف أين سيف الإسلام، ونحن ندرك بالتأكيد أنه محل تحقيق محتمل من قبل المحكمة الجنائية الدولية. هناك مجموعة من الشخصيات التي تظهر في المشهد، وأعتقد أن ما يحدث هو أن عددًا من الدول تتفاعل مع هذه الشخصيات، سواء كانت روسيا او مصر او حتى الولايات المتحدة، فنحن نتحدث إلى الكثير من الأشخاص أيضًا.
نعتقد أن مصر تحتل موقعًا مهمًا بشكل خاص.، ومن الواضح أنها لاعب رئيسي. فقيادتها تشعر أن أمن مصر القومي على المحك، بالنظر ألى حدودها الطويلة مع ليبيا، وربما كان هناك في مصر، من يعتقد أن الرهان على رجل قوي في ليبيا، هو الطريق لحفظ أمنها القومي، لكنني أعتقد أنهم يدركون أن هذا النهج لم ينجح حقًا، وبالتالي نرى مصر مستعدة بشكل متزايد للعب دور بناء، خاصة وأننا نعتبرها شريكاً رئيسياًً للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مجموعة العمل الاقتصادي في إطار عملية برلين.
منسق المؤتمر: شكرا سعادة السفير. سؤالنا القادم سيأتي من إيزابيل ديبرا من وكالة أسوشيتد برس.
سؤال: مرحباً، شكراً جزيلاً، أتساءل عن مدى قلق الولايات المتحدة، فيما يتعلق بتواجد روسيا في قاعدة القرضابية الجوية، جنوبي مدينة سرت، واحتمالية اتخاذها هذه القاعدة، كمحل لتمركزها الدائم، لدعم عملياتها في البحر الأبيض المتوسط.
السفير نورلاند: إن وجهة نظرنا هي بالطبع أن روسيا، مثلها مثل الدول الأخرى، لها مصالح مشروعة في ليبيا وفي المنطقة، نود فقط أن نراها تلاحق هذه المصالح، من خلال الوسائل المشروعة، وليس من خلال كيانات مثل فاجنر. نحن لا نرى دورًا للحل العسكري لما يحدث في ليبيا، وبالطبع نحن وحلف الناتو لدينا مصلحة في بقاء منطقة البحر الأبيض المتوسط مستقرة، ونعتقد أن روسيا لديها نفس هذه الرغبة. أود فقط أن أؤكد، أنه لا أحد من الليبيين يريد أن يكون بيدقًا في لعبة جيوسياسية، ولا أحد منهم يريد أن يسيطر عليه أي كيان خارجي، ولا أعتقد أن وجود اي قواعد عسكرية خارجية في ليبيا قد يكون شيئاً مقبولاً من جانب الليبيين.
منسق المؤتمر: شكرا سعادة السفير. لدينا الوقت لسؤال واحد فقط، لدينا سؤال من أمينة العقاري من قناة ليبيا الأحرار. يقول السؤال، كيف ستتعامل الولايات المتحدة مع استمرار وجود مجموعة فاجنر الروسية في ليبيا، خاصة في حقول النفط والموانئ؟
السفير نورلاند: تتركز جهودنا حالياً على محاولة إزالة التصعيد وترحيل جميع العناصر الأجنبية في نهاية المطاف، سواء كانت من المرتزقة الروس أو السوريين أو التشاديين أو السودانيين. أفضل طريقة للقيام بذلك هي إنهاء الصراع. أعلم أن في هذا تبسيطاً للأزمة، ولكن إذا لم يكن هناك قتال مستمر، فلن يكون هناك سبب مشروع لتواجد هؤلاء. حاليا تم إعداد المسرح لإنهاء القتال، الذي يستمر منذ أكثر من عام الآن، وهذا شئ طالبنا به منذ فترة طويلة.
تحدثت مع بعض الزملاء في طرابلس اليوم، الليبيين الذين يتحدثون عن تحرير ليبيا، ووصفهم للفرح الذي يشعرون به بعد أن انتهى القصف، وستكون جريمة كاملة ما إذا تم استئناف القتال. لذلك يمكن أن تبدأ التهدئة بتخفيف التواجد الأجنبي في كلا الجانبين المتقاتلين، سواء المتمثل في مرتزقة فاغنر أوالسوريون، وهناك عمليات قائمة، من خلال آلية وقف إطلاق النار 5 + 5، وأجزاء أخرى من عملية برلين بقيادة الأمم المتحدة، وهذه الآليات من الممكن ان تنجز هذه المهمة، ونحن مقتنعون بأن المجتمع الدولي يدرك بشكل متزايد الآن،أن الوقت قد حان للتهدئة.
منسق المؤتمر: نختم مع سامر الأطرش، من بلومبيرج.
سؤال: مرحبًا. شعرت بالفضول حيال إحساسك بإمكانية نجاح مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 الآن، لكن سابقاً قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي إنهم يقبلون فقط بالمشاركة في هذه المباحثات، أن امتثل الطرف الأخر لشروط معينة ، ولكن أين نحن الآن مع المحادثات؟ هل ستبدأ؟ وهل أنت واثق من أن كلا الجانبين سيستمران في هذه العملية؟
السفير نورلاند: يمكنني القول إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أطلعتنا أمس على تفاصيل هذه المسألة، وقد بدأت المحادثات بالفعل. الطريقة التي يقومون بها بذلك هي عبر الفضاء الافتراضي، نتيجة لجائحة كورونا، وستستمر بشكل بشكل متسلسل. لذلك بدأوا مع الجيش الوطني الليبي، ودارت مناقشات مثمرة معه، وهو الآن في سياق بدء المناقشات مع وفد حكومة الوفاق، ويأملون في القيام بذلك في غضون اليوم أو اليومين التاليين، وهي في الواقع مباحثات دقيقة للغاية، فحكومة الوفاق تتساءل عما إذا كان الجيش الوطني الليبي يخوض هذه المباحثات، لمجرد كسب الوقت، أستعداداً لهجوم أخر، وهذا كله بسبب الكثير من مشاعر الغضب والانتقام المكبوتة.
إذن، بالنسبة لحكومة الوفاق الوطني ، فإن الأمر يتعلق بدفع مؤيديهم إلى المضي قدمًا والقيام بالشيء الصحيح الآن، وهو الدخول في هذه المحادثات. ومثل أي ائتلاف، هناك عناصر غير مهتمة بفعل ذلك، ويجب إعادة تشكيلها، ومن المهم أيضًا أن يساعد الجميع في هذه العملية. من الناحية النظرية ، كان الجيش الوطني الليبي يخوض هذه المعركة، من أجل حل ما يعتبره قضايا جوهرية خطيرة، والتي أختصرها أحياناً في ثلاثة قضايا، الميليشيات، وتوزيع الثروة في جميع أنحاء البلاد، وجماعة الأخوان المسلمين. وعندما بُذلت جهود لمحاولة تعزيز محادثات جادة حول هذه القضايا، للأسف ، رفض الجيش الوطني الليبي في كل مرة. ولكن الآن فرصة لاختبار ما إذا كانوا جادين في متابعة مناقشة تلك القضايا، وإذا كانوا كذلك ، فسوف ندعم وجودهم على الطاولة، وهكذا عندما تستعد الأمم المتحدة لعقد الجولة التالية من محادثات 5 + 5 ، سنرى إلى أي مدى سيصل هذا.
سيكون دور الجهات الخارجية مثل الأتراك والروس في هذا مهمًا جدًا، وإذا شعر الجيش الوطني الليبي بأنه يحصل بشكل مستمر، على دعم عسكري خارجي، فربما لن يأخذوا هذه المباحثات على محمل الجد، وبالمثل، إذا شعر ممثلو حكومة الوفاق الوطني، بأن الأتراك مستعدون لمساعدتهم باستمرار، على الاستمرار في القتال والتوجه نحو الشرق، سيكون هذا أمر خطير للغاية في رأينا، وسيكون من الصعب منع ذلك من الحدوث، لذا وضع هذه المباحثات دقيق للغاية، لذا، أعتقد أنه يجب على جميع الجهات الفاعلة، محاولة جعل عملية التفاوض هذه قابلة للتطبيق، وهي تتضمن في النهاية ترحيل كافة العناصر الأجنبية، وقد كان من بين الأشياء التي تم التوصل إليها بشكل مبدئي في 23 فبراير، انسحاب جميع المرتزقة الأجانب على مدى ثلاثة أشهر، لذلك هناك آليات للقيام بما يقول الناس أنهم يريدون القيام به، ولكن يجب أن تؤخذ الأمور على محمل الجد.
منسق المؤتمر: شكرا سعادة السفير، هل لحضرتك أية ملاحظات ختامية تود مشاركتها.
السفير نورلاند: إننا نعتقد أنه فيما يتعلق بجميع القضايا التي تؤثر على ليبيا، سواء كانت جائحة كورونا، أو مشاركة المرتزقة الأجانب، والأزمة الأقتصادية، وحصار الحقول النفطية أنه يمكن معالجة كل شيء، أذا تم البدء فوراً في إنهاء الصراع، ونحن نعتقد أن المسرح مهيأ لحدوث ذلك، ، إنها مجرد مسألة حسن نية والتزام من مختلف الأطراف. نحن نعلم أن عددًا من الدول قلقة حقًا بشأن مصالحها، وهم يتدخلون في ليبيا من اجل الحفاظ عليها، لكننا مقتنعون بأن مصالحهم ستخدم على أفضل وجه من خلال استقرار الصراع، وسوف تصبح مصالحهم أسوأ بشكل كبير فقط من خلال تفاقم النزاع ، وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب هذا الملف، وتشارك فيه بطرق غير معلنة وغير مباشرة، ولكن نعتقد أن هذا سيكون مفيداً ومعاوناً جداً على حل هذه الأزمة.
باحث أول بالمرصد المصري



