
معهد إسرائيلي : نمو العلاقات مع واشنطن بات عنصرا رئيسيا في مفهوم الأمن الإسرائيلي
ذكر معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي أن التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة تطور في ستينيات القرن التاسع عشر ، ومع تزايد نفوذ الولايات المتحدة نمت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التي أصبحت عنصرا رئيسيا في مفهوم الأمن الإسرائيلي
وأفاد المعهد الإسرائيلي أن للولايات المتحدة دورا محوريا في أي عملية سياسية ترتبط بها إسرائيل، وقد كانت القوة العظمى الوحيد المقبول لإسرائيل كوسيط عادل في نزاعاتها الإقليمية .. مشيراً إلى أن هذه العلاقة تعزز أهداف إسرائيل وتحقق لها المصالح السياسية والأمنية في الشرق الوسط والنظام الدولي.
وأضاف المعهد أنه خلال الفترة ما بين (2015-2018) شغل كلا من باراك أوباما ودونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة بينما اختلف الرئيسان في سياساتهما تجاه الشرق الأوسط بشكل عام وفيما يتعلق بإسرائيل بشكل خاص، وكذلك علاقتهم الشخصية برئيس الوزراء في إسرائيل بنيامين نتنياهو
ولاية الرئيس أوباما (2008-2016)
وأوضح معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي أن نظرة أوباما السياسية للعالم كانت هي إعادة الولايات المتحدة إلى نوع معين من الانفصالية، والتي تشمل السياسات التي تحل الصراعات الدولية وحل النزاعات الدبلوماسية مع قادة العالم،
وأشار المعهد إلى أن أوباما أعلن سياسته في وقت مبكر، وكان واضحًا ان أوباما لديه وجهة نظر سياسية مختلفة عن سلفه، جورج دبليو بوش… معتبرا أن معظم الخلافات تمحورت حول إدارة أوباما حول تعزيز عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية وقضية الملف النووي الإيراني.
وقال المعهد الإسرائيلي أنه بالنسبة لعملية السلام رأى أوباما إن إسرائيل مسؤولة عن الركود السياسي كما أظهر أوباما تعاطفًا كبيرًا لمحنة الفلسطينيين، وقد عقد العزم على تحقيق رؤية “دولتين لشعبين” على أساس حدود 67… مشيرا إلى أنه في فترة ولايته الثانية، بدأت اتصالات متقدمة بين لكنها وفي النهاية أدت هذه المحادثات إلى تراجع في العملية.
وذكر المعهد أنه فيما بعد ظهرت الاحتكاكات على الساحة الدولية على سبيل المثال، لم تعترض الولايات المتحدة على قرار مجلس الأمن والذي نص على ان المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية وذلك في ديسمبر 2016
وأضاف المعهد أن القضية النووية الإيرانية كانت أيضًا مصدرًا للتوتر بين رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو والرئيس أوباما. وبلغت التوترات ذروتها بخطاب بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي في مايو2015 وتحدى، بدعم من العديد من الحزب الجمهوري، سياسات الرئيس أوباما. كما برزت التوترات خلال عهد أوباما في ضوء حقيقة أن رئاسته جاءت بعد 16 عاما متتالية من تكثيف العلاقات الخاصة ما بين إسرائيل والولايات المتحدة خلال رئاسة كلينتون وجورج دبليو بوش.ولكن فيما بعد اتسمت ولاية الرئيس دونالد ترامب 2016 بزخم متجدد للعلاقة الخاصة بين البلدين
ولاية الرئيس ترامب (2016)
وأوضح معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي أنه بالفعل في وقت حملة ترامب الرئاسية، كان ينظر إلى ترامب على أنه من محبي إسرائيل. وأوضح ذلك في تصريحه في ديسمبر 2016 قائلا” أن الأيام الأفضل قادمة قريبًا ” في إشارة إلى الوحدة مع حكومة إسرائيل.
وذكر المعهد أنه بالنسبة لعملية السلام كان ترامب وإسرائيل وجهود إدخال خطة سلام في الشرق الأوسط واضحة طوال فترة ولايته، وكذلك دعمه لموقف إسرائيل بشأن قضية الاتفاق النووي الإيراني.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء نتنياهو من بين القادة الأوائل الذين حضروا إلى اجتماع رسمي مع الرئيس ترامب (فبراير 2017) داخل البيت الأبيض في نهاية الاجتماع أعلن ترامب أن إدارته ليست ملتزمة بحل الدولتين، أي على عكس الحكومات السابقة.
وأوضح أن ترامب يعتبر رئيسًا متعاطفًا لإسرائيل، وخير دليل علي ذلك زياراته لإسرائيل ولقاءاته مع نتنياهو وتصريحاته العلنية، بما في ذلك اعترافه التاريخي بالقدس كعاصمة إسرائيل”6 ديسمبر 2017″ ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بمرتفعات الجولان كأراضي إسرائيلية ذات سيادة.
كما قد أعربت إدارة ترامب عن نهج أكثر حزمًا تجاه سياسات إيران في الشرق الأوسط وقضية الملف النووي الإيراني، وأعلنت الولايات المتحدة الاتفاق النووي بهدف التوصل إلى اتفاق محسن بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات إضافية بهدف إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات.
ولذلك أصدر المعهد دراسة لفحص مواقف الجمهور الإسرائيلي تجاه العلاقة الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل
أظهرت الدراسات أن الجمهور الإسرائيلي يولي أهمية كبيرة للعلاقة مع الولايات المتحدة.
وعليه فقد كانت الإجابة على السؤال المطروح (هل تعتقد ان العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة تحسنت ام تدهورت مؤخرا 2016-2018؟) انه في عام 2016 أعتقد اغلبية الجمهور “49%” أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ظلت على حالها وبنسبة “44%” اعتقدوا ان العلاقة قد تدهورت ويعتقد “7%” فقط انها تحسنت.
ولكن خلال عهد ترامب حدث تغير واضح في المواقف العامة حول طبيعة العلاقات بين الدولتين، ففي عام 2017، اعتقدت أغلبية الجمهور “70٪” أن العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة قد تحسنت، و”19٪” اعتقدوا أنها لا تزال كما هي و”11٪” فقط يعتقدون أنها تزداد سوءًا
وكان هذه النسب تزداد في 2018 حيث انه كانت هناك زيادة بنسبة “89%” تحسنت فيها العلاقة بينما قلت النسبة الجهور المعتقد ان العلاقة تدهورت الي “3%” و”7%” ظنوا انها ظلت كما هيا.
وبسبب العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلال الرئيس أوباما بدت الدراسة ببحث في رأي الجمهور، عن السبب الرئيسي للخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة
وكانت النتيجة اعتقاد 30٪ اعتقدوا أنه يتعلق مباشرة بالعلاقة الشخصية بين القادة وعدم الثقة بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس أوباما، و 31٪ يعتقدون أنه كان هناك تفاوت في النظرة العالمية بين القادة، و25% أن الخلاف كان بسبب السياسة الإسرائيلية بشأن المستوطنات ، و 14% فقط يعتقدون أن مصدر الخلاف هو قضية الملف النووي الإيراني.
وفي سؤال اخر عما إذا كان يعتقد أن الولايات المتحدة ملتزمة أو غير ملتزمة باحتياجات إسرائيل الأمنية؟
وكانت الإجابة ان 41% من الجمهور يعتقد أن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل 48% يعتقدون ذلك أيضا ولكن طالما لم تتعارض مع امن مصالح الولايات المتحدة، و 11٪ فقط يعتقدون أنها ليست ملزمة.