
دور القطاع المصرفي العالمي في التخفيف من حدة أزمة فيروس كورونا
يساهم القطاع المصرفي بشكل فعال في التخفيف من حدة أزمة فيروس كورونا على الأفراد والشركات المتضررة بشكل أساسي من الوباء، كما يلعب دورًا مهما في مساندة الدولة للتصدي لانتشار الوباء,
ويسلط هذا التقرير الضوء حول كيفية استجابة أهم البنوك حول العالم للأزمة الراهنة
1- جيه بي مورجان – الولايات المتحدة:
يُعد بنك “جي بي مورجان” أكبر البنوك الأمريكية مع أصول تبلغ قيمتها 2.7 تريليون دولار، كما إنه من أهم البنوك التي قدمت استجابة سريعة لانتشار فيروس كورونا، والتي تتمثل فيما يلي؛ تقديم تبرعات خيرية بقيمة 50 مليون دولار للصحة العامة ودعم المجتمعات الأكثر تضررًا مع معالجة التحديات الاقتصادية طويلة الأجل الناتجة عن تفشي العدوى. كما أكد البنك على التزامه بدعم جهود الإغاثة الطارئة العالمية ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلًا عن دعم انتعاش المجتمع والنمو الاقتصادي على المدى الطويل.
وسمح “جي بي مورجان” للعملاء أصحاب البطاقات الائتمانية تأجيل سداد مدفوعات ثلاثة أشهر وتنازل عن رسوم تأخير سداد أقساط القروض ومدفوعات بطاقات الائتمان لأصحاب الشركات الصغيرة. وأخيرًا، ساعد البنك الأمريكي جميع العملاء على معرفة كيفية إجراء الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف المحمول من خلال مقاطع فيديو إرشادية وتعليمات بسيطة وسلسة.
أما عن الموظفين، حث البنك موظفيه على العمل عن بعد في جميع أنحاء العالم، وقدم مدفوعات نقدية تصل إلى ألف دولار للموظفين الذين تتطلب وظائفهم مواصلة العمل من مكاتبهم مع تخصيص تعويضات سنوية بأقل من 60 ألف دولار.
2- البنك الصناعي والتجاري “آي سي بي سي” – الصين:
تجتمع إدارة البنك بصفة دورية لتقييم الأوضاع وتحديد التأثير المحتمل لفيروس كورونا على عمليات البنك والموظفين والعملاء، كما نشر البنك الإرشادات الصحية المتعلقة بطرق الوقاية من المرض على جميع الموظفين والعملاء، فضلًا عن توزيع الأدوات الطبية اللازمة لمكافحة المرض مثل الكمامات والمواد المطهرة مع تقييم المباني بشكل مستمر.
وفي السادس والعشرين من يناير, تبرع البنك الصناعي والتجاري الصيني بـ 30 مليون يوان (4.22 مليون دولار) لدعم مقاطعة “هوبي” لمكافحة (كوفيد -19)، كما قرر البنك عدم فرض رسوم على أي تبرعات مخصصة للحسابات الخاصة بالمؤسسات الخيرية، كما تم إلغاء رسوم الخدمات المصرفية الإلكترونية.
3- إتش إس بي سي – المملكة المتحدة:
اتخذ بنك “إتش إس بي سي” عدة إجراءات تهدف إلى دعم الأفراد والشركات والمجتمعات المتضررة من فيروس كورونا، حيث قدم البنك قروض إغاثة للعملاء العاملين بالقطاعات المتأثرة من الوباء في هونج كونج، كما خصص 8 مليارات جنيه إسترليني لدعم الأعمال التجارية في المملكة المتحدة.
ويعتبر البنك البريطاني هو المصرف الوحيد الذي ظل مفتوحًا يوميًا منذ بدء الأزمة لتلبية طلبات واحتياجات العملاء، كما إنه ساعد الحكومات والبنوك التجارية حول العالم على جمع 19.9 مليار دولار لدعم المجتمعات المتضررة من أزمة كورونا من أجل تعزيز الإمدادات الطبية وتمويل المشاريع التي تهدف إلى مكافحة التأثير الاجتماعي والاقتصادي للفيروس.
4- جولدمان ساكس- الولايات المتحدة:
نقذ بنك “جولدمان ساكس” استراتيجية تهدف إلى استمرارية الأعمال عبر جميع الأقسام كما تجتمع القيادة العليا يوميًا لتنسيق جهود الاستجابة لانتشار فيروس كورونا من أجل توفير مواقع عمل بديلة متاحة للموظفين في حالة عدم قدرتهم على الوصول إلى المكتب الرئيسي بسبب القيود المفروضة على النقل ودعم الموظفين خلال فترة عملهم عن بعد. كما فرض البنك قيودًا على جميع حالات السفر التابعة للعمل من وإلى الصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا، وفيما يتعلق بالسفر لأغراض شخصية، أتاح “جولدمان ساكس” للموظفين اتخاذ هذا القرار بأنفسهم ولكنهم سيخضعون للعزل الذاتي لمدة 14 يومًا.
أما عن التبرعات، خصص البنك مبلغ إجمالي قدره مليون دولار لدعم مؤسسة الصليب الأحمر الصيني والهيئة الطبية الدولية بالإضافة إلى صندوق الاستجابة للطوارئ التابع لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. وشدد البنك على دعم عملائه من خلال السماح لهم بتخطي مدفوعات بطاقة “آبل” الائتمانية دون تراكم الفوائد، كما أطلق صندوق إغاثة عالمي بقيمة 25 مليون دولار أمريكي لدعم منظمات الرعاية الصحية والمجتمعات الأكثر تضررًا.
5- كريدي سويس – سويسرا:
اتخذت مجموعة “كريدي سويس” عدة خطوات لحماية موظفيها من جائحة فيروس كورونا، بما يتماشى مع التوجيهات والتوصيات الصادرة عن كل من السلطات الصحية الوطنية والدولية، مثل فحص درجات الحرارة وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي التي تهدف إلى الحد من خطر الإصابة بالعدوى مؤكدة على أهمية الحفاظ على صحة وسلامة الموظفين والعملاء.
وحذر البنك السويسري من تأثير فيروس كورونا على أرباحه خلال العام الجاري بسبب وجود حالة من عدم اليقين في الأسواق وذلك على الرغم من ارتفاع أرباح الربع الأول بنحو 75% إلى 1.314 مليار فرنك سويسري (1.35 مليار دولار) وبما يتجاوز توقعات المحللين عند 997 مليون فرنك.
6- دويتشه بنك – ألمانيا:
طالب “دويتشه بنك” موظفيه في ألمانيا في أواخر مارس بتقليص عدد ساعات عملهم من أجل الحد من انتشار وباء كورونا، وفي محاولة لخفض تكاليفه, استأنف البنك برنامج خفض عدد موظفيه بما يصل إلى 18 ألف شخص أو 20% من قوته العاملة.
ومن جهود الاستجابة الإنسانية، قرر البنك الألماني تقديم مليون وجبة مجانية للعاملين بأجر يومي في المدن الهندية الآتية “جايبور” و”دلهي” و”أحمد آباد” طوال شهر أبريل الماضي، وذلك بالتعاون مع أحد المؤسسات الخيرية. كما ساعد “دويتشه بنك” في إنشاء 450 غرفة عزل في “مومباي” و”بنغالور” و”دلهي”.
7- بي إن بي باريبا – فرنسا:
قرر بنك “بي إن بي باريبا” في الثالث عشر من أبريل تخصيص 50 مليون يورو (54.7 مليون دولار) لدعم الجهود العالمية لمكافحة تفشي فيروس كورونا، وتعهد البنك بتقديم الدعم غير المباشر للمستشفيات المحلية والسكان المعرضين للخطر في أكثر من ثلاثين دولة بما في ذلك الأرجنتين والبرازيل وكندا وكولومبيا والمكسيك وبيرو.
كما أتاح البنك الفرنسي إمكانية تنفيذ العمليات المصرفية من أي مكان باستخدام خدمة الخدمات المصرفية عبر الإنترنت أو الاتصال بخدمة العملاء من أجل الاستمرار في تلبية احتياجات العملاء، وسمح “بي إن بي باريبا” للعملاء بتعليق سداد القروض لمدة ستة أشهر ولكن في حالة تضرره بشكل مباشر من الفيروس.
8- ماي بنك – ماليزيا:
قرر “ماي بنك” التبرع بمبلغ تصل قيمته إلى 4 ملايين رينغيت ماليزي لدعم جمعية الرأفة الماليزية (ميرسي ماليزيا) في جهود التصدي لانتشار فيروس كورونا، وسوف تساعد المساهمة على ضمان تقديم المساعدات لجميع المتضريين بصورة أسرع.
وقدم البنك خدمات استشارية مجانية لجميع عملائه لمساعدتهم في فهم طبيعة الأزمة الراهنة وتحديد الطريقة المثلى للتعامل معاها ماليًا، كما وافق المصرف الماليزي على طلبات إعادة هيكلة القروض والسماج بتأخير سداد أقساط القروض دون فرض رسوم إضافية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد, بل شدد “ماي بنك” على أهمية دعم عملاء الشركات الصغيرة والمتوسطة مع استمرار دراسة أفضل سبل تقديم المساعدات لهم.
وختامًا،
يُمكن تبسيط أهم جهود استجابة القطاع المصرفي العالمي لانتشار فيروس كورونا
1- تخصيص مبالغ مالية لمساعدة المجتمعات والأفراد الأكثر تضررًا من الوباء.
2- السماح للعملاء وأصحاب الشركات الصغيرة بتأجيل سداد أقساط القروض لمدة تتراوح بين ثلاثة شهور إلى ست أشهر دون فرض رسوم للتأخير.
3- إتاحة إمكانية العمل عن بعد للموظفين الإداريين مع تقديم تعويضات نقدية لهؤلاء الذين لا يٌمكن القيام بعملهم من المنزل.
4- توزيع الكمامات والأدوات الطبية المطهرة على جميع الموظفين لحمايتهم من خطر الإصابة بالفيروس.
5-تعزيز الخدمات المصرفية الإلكترونية من أجل تقليل الزحام في فروع البنوك.
باحثة ببرنامج السياسات العامة



